سودانايل:
2025-02-08@11:53:11 GMT

قراءة في بيانات القوى الديمقراطية في اسمرا

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

اجتمعت قوى سياسية و مدنية في اسمرا تحت عنوان ( القوى الوطنية الديمقراطية لإنهاء الحرب) و اصدرت بيانين الأول إعلان سياسي و الثاني إنهاء الحرب و إدارة الفترة الانتقالية. الإعلان السياسي متناسق و يتماشى مع التحولات الجديدة في الساحة باعتبار أنه يتحدث عن قضايا عامة يوضح الهدف من الاجتماع و اسباب انعقاد الاجتماع في اسمرا و دعوة الجميع للعمل من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوداني و العودة لمسار التحول الديمقراطيإلي جانب مواجهة التحديات التي تمر بها البلاد و الحديث عن فدرالية الدولة و تنوعها الثقافي و أن تكون المواطنة أساس الحقوق و الواجبات، إلي جانب موقفهم من الحرب الدائرة و الجرائم التي ارتكبت ضد المواطنين في الخرطوم و أقليم دارفور.

ثم الدعوة لتوحيد المنابر. الإعلان السياسي بيان عام يمكن الاتفاق مع العديد من النقاط التي وردت فيه. فهو ارضية طيبة للحوار بين التيارات المختلفة.
يأتي البيان الأخر " بعنوان إنهاء الحرب و إدارة الفترة الانتقالية" الذي يعود مرة أخرى لذات الأجندة التي كانت محور اختلاف ما قبل 15 إبريل، و رغم أن البيان يتحدث أن فكرة تقوم على "التفكير خارج الصندوق" لكن ما ورد في البيان محاولة لفرض الأجندة التي كانت داخل الصندوق، كان الحرب جعلت قامت على قضايا أخرى ليس لها علاقة بالصندوق نفسه. يقال في البيان ( لقد فرضت الحرب واقعاً جديدا في المشهد السياسي والامني والإنساني والاجتماعي بالبلاد تمثل في الاتي:
1- اضافت عبئا ثقيلا لحكومة الفترة الانتقالية بمعالجة انعكاساتها واثارها امنيا واقتصاديا واجتماعيا لتحقيق التحول للحكم المدني الديمقراطي.
2- أثبتت أن هنالك ضرورة قصوى لمخاطبة جذور الازمة التاريخية المؤجلة التي ظلت تبارح مكانها منذ الاستقلال والسعي الجاد لإيجاد الحلول المناسبة أثناء فترة الانتقال.
3- التوافق على دور المكون العسكري لأسباب امنية وسياسية داخلية ونتيجة للاضطرابات.
هذه المقولات التي تتعلق مخطابة جذور المشكلة و ابعاد المشكلة داخلية و خارجية و غيرها من القضايا قد ملت منها الساحة السياسية، و لا ادري ما هي جذور المشكة التي أصبحت طابع بوستة عند بعض القيادات. هذه المشكلة يجب أن تحول مباشرة للمؤتمر الدستوري و تقرر فيها كل القوى السياسية و ليست قوى بعينها، و اصبحت هذه المقولات اجندة الذين لا يملكون قضية..! بقدر ما يريدون البحث عن مصالح الذات. المؤتمر الدستوري مكان مناقشة القضايا الجذرية و الاتفاق عليها ثم عرضها للاستفتاء الجماهيري، حتى لا تصبح مكان ارتزاق لبعض السياسيين. و يقول البيان ايضا (أن فشل أو عجز الاحزاب السياسية خلال فترة حكمها منذ استقلال السودان احراز غالبية بالبرلمان تمكنها من حكم البلاد إلا من خلال اللجوء للائتلاف التي تأتي بحكومات ضعيفة اتضحت انها تمثل مدخلا للانقلابات العسكرية وعدم الاستقرار السياسي بالبلاد) هذه القضية أيضا هي محلها المؤتمر الدستوري الجامع و ليس الفترة الانتقالية، هذه زجت في البيان و في الفترة الانتقالية لآن البعض يريد تطويل الفترة الانتقالية، و هؤلاء يريدون الهروب من الانتخابات و تحكيم رأي الشعب في العملية السياسية، كما بعض القيادات تريد ان تحكم دون تفويض شعبي، هؤلاء كل مرة يجادلون من أجل تصفير العداد هذه القضية هي التي تزيد الأزمة السياسية، جاء الوقت الذي يجب أن ترجع القضية للشعب لكي يقول كلمته. و يضاف ايضا في البيان (التدخلات الاجنبية في شؤون البلاد وانتهاك السيادة والقرار الوطني لقد بدأت في الآونة الأخيرة بروز توجه لتعدد المبادرات والمنابر وهذا التعدد من شأنه أن يلعب دوراً أقرب إلى تعقيد المشكلة مع وجود التقاطعات الاقليمية والدولية حول الأزمة في السودان. ان كافة المساعي والمبادرات دون توحيدها سوف لا يحالفها النجاح لتسوية الازمة السياسية وانهاء الحرب في السودان) هذه نقطة صائة رفض التدخلات الاجنبية في القضية السياسية في البلاد و حضوره فقط للمراقبة و ليس لفرض أي أراء على الساحة الساسية. و أيضا تعدد المبادرات الخارجية مضر بالعمل السياسي و يجب على القوى السياسية متحالفة أو منفردة أن تقدم مبادراتها و توضع على مائدة الحوار الوطني.
أما ما جاء في قضية الوضع الإنساني لا غبار عليها من ناحية المبدأ و لكن ليت هي سبب لعودة ميليشيا الدعم مرة أخرى لممارسة العمل السياسي، أما ما جاء حول الفترة الانتقالية من مجلس وزراء و أن تكون هناك قوى باقية في السلطة لآن هناك اتفاقية قد أشارت لذلك، اعتقد أن الحرب جبت ما قبلها و أثبتت الحرب أن اتفاق جوبا لم يوقف القتل في دارفور بل زاد من عملية القتل و التهجير من خلال الآلية الموجودة في دارفور، لذلك دارفور تحتاج إلي مؤتمر جامع ليس لنخب بعيدة عن هم المواطن و لكن نخب يختارها المواطن الدارفوري، و تمثل كل قطاعات دارفور المتنوعة. أن الأحداث قد تجاوزت تماما كل ما كان في الصحيفة السياسية قبل 15 إبريل، و أي عودة لذلك المنهج و السلوك سوف يعيد الناس مرة أخرى للاسباب التي أدت للحرب. فالقيادات السياسية الدارفورية وجب عليها أن تخرج من عباءات المصالح الذاتية و الجهوية الحزبية، و أن تنظر للقضية بكليات المشكلة الوطنية. هناك ماتزال بعض القيادات في الحركات تريد أن تتمسك بمواقعها في السلطة، و الغريب في الأمر أنها تؤكد على رفض المحاصصة. عدم المحاصصة للكل و ليس لفئة بعينها.
أن سلطة الأمر الواقع يجب أن تعترف و تجعل دستور 2005م الذي شاركت فيه أغلبية القوى السياسية هو أساس للحكم لحين الوصول للانتخابات، و تشكيل الحكومة من كفاءات غير منتمية ذات تأهيل علمي و إداري و معرفة بدروب السياسة، هي التي تدير الفترة الانتقالية و تنفذ ما يتفق عليه و هي التي تكون المفوضيات المختلفة و تدعو إلي حوار قومي دستوري للاتفاق على القواعد الأساسية و أيضا النظر لجذور المشكلة حتى لا يتضرر البعض من نقص المصطلحات. و أيضا هي التي تشرف على المؤتمر الدستوري و مطلوباته.
أن الذين يريدون الرجوع مرة أخرى لتصفير العداد للفترة الانتقالية هؤلاء بالفعل لا ينظرون للمواطن و مشاكله و لا لعملية الاستقرار السياسي و الاجتماعي في البلاد هؤلاء ساعين من أجل السلطة فقط و تطويل الفترة الانتقالية. اعتقد أن البيان الثاني هو بيان بهدف تقديم المصالح الذاتية على المصالح الشعبية. أعتقد كما أكدت العديد من القيادات السياسية التي بالفعل تريد أن تتعلم من التجربة أن الحرب تجاوزت كل الأجندة التي كانت مطروحة قبل 15 إبريل، و يجب على القيادات التي اجتمعت في اسمرا أن تراجع هذا البيان الذي يهدف فقط للعودة مرة أخرى للأزمة بصور أخرى و التكسب منها. نسأل الله حسن البصيرة.

 

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفترة الانتقالیة فی البیان فی اسمرا مرة أخرى هی التی

إقرأ أيضاً:

الدعوة لترشيح رئيس للجمهورية

قال الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال لقاء مع صحفيين وفنانين ورياضيين في أم درمان يوم 19 يناير 2025م متحدثا عن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليه و مشروع ياسر العطا الشبابي قال (لم أكلف نفسي عناء قراءة نص القرار الأميركي، ولا أملك حسابا مصرفيا خارجيا أو عقارات، وحتى حسابي المحلي في بنك أم درمان الوطني يقتصر على صرف راتبي كأي ضابط في القوات المسلحة( و أضاف قائلا ( أجد نفسي مؤيدا فكرة مشروع شبابي واسع يتبلور حاليا، بتشجيع عضو مجلس السيادة ومساعده ياسر العطا، يهدف إلى تجاوز الأحزاب التقليدية وتأسيس فترة ما بعد الحرب، مؤكدا أن "الشعب السوداني يتعرض لمؤامرة من قوى سياسية عميلة للخارج) أن إشارة البرهان لمشروع الفريق أول ياسر العطا ليست عرضية بل هي حقيقية، و ليست فكرة جديدة يقال عنها، بعد الانتصارات التي حققها الجيش في كل من ولايات سنار و سنار ثم الخرطوم و الزحف لطرد الميليشيا من ولاية كردفان هي الباعث الحقيقي للفكرة.. رغم أن الفريق ياسر قدم المشروع قرابة السنة..
يوم الأحد 28 إبرايل 2024م كان قد قال مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ياسر العطا خلال جولة تفقدية على المواقع المتقدمة للعمليات بأمدرمان قال ( إن القوات المسلحة ستتجاوز القوى السياسية بعد الانتصار و خلال مرحلة التأسيس( و أضاف قائلا ( سنعمل على فترة تأسيسية لعدة سنوات دون أي حاضنة سياسية) أن حديث العطا في إبريل كان بالونة أختبار للقوى السياسية لكي يعرف ما بجعبتها، و كانت قوى "الحرية و التغيير المركزي" ماتزال تراهن على نجاح انقلاب الميليشيا خاصة الجيش كان في حالة دفاع عن المناطق العسكرية.. حديث العطا لم يشغل القوى السياسية كثيرا.. في ذلك الوقت.. لذلك عدل العطا من رؤيته في أغسطس يوم 23 أغسطس قال في حوار أجرته معه عواطف أحمد عبد الله لتلفزيون السودان قال العطا (ليس لنا رغبة في الحكم نريد فقط أن نسلم البلاد أمنة مطمئنة لقيادات منتخبة.. أننا نتطلع بعد هزيمة الميليشيا إلي فترة أنتقالية قصيرة، يتم فيها إعادة التعمير و البناء لما خربته الميليشيا في الحرب، و صناعة الدستور الذي يتم التوافق عليه، ثم تجرى الانتخابات لكي نسلم المنتخبين السلطة.. و لكن لن نسلم البلاد إلي عملاء المخابرات الأجنبية الذين سوف تطاردهم العمالة مدى الحياة) هذه الرؤية مختلفة عن رؤيته في إبريل 2024م و أيضا القوى السياسية لم تفكر كثيرا في قول العطا..
في 10 سبتمبر 2024م عاد العطا لذات مقولته التي كان قد قالها في إبريل 2024م عند مخاطبته جنودًا من الجيش في منطقة المعاقيل العسكرية بولاية نهر النيل قال (إن القائد العام للجيش سيظل على رأس الدولة في فترة ما بعد وقف الحرب، ولن يتخلّى عن السلطة خلال الفترة الانتقالية، بل سيستمر فيها حتى إلى ما بعد 3 دورات انتخابية( و إشارة البرهان للإعلاميين و الفنانين لمشروع العطا في الحكم بعد وقف الحرب هو مشروع أشار إليه عدة مرات متتالية.. خاصة أن أغلبية الشعب السوداني عندها موقفا سالبا من الأحزاب السياسية التي تسببت في ضياع ثورتها، بعدم إدارتها للصراع بالصورة التي تجنب البلاد ويلات الحرب، بل كانت سببا مباشرا بمساندتها الانقلاب العسكري الذي قادته الميليشيا.. بعد استقبال الجماهير لمتحركات الجيش و ترديد شعار " جيش واحد شعب واحد" جعل البرهان يشير إلي مشروع العطا " مشروع شبابي واسع بديلا للأحزاب التقليدية" و هي فكرة سياسية حوارية.
الحقيقة أن الديمقراطية أعمدتها الأحزاب لكن للأسف أن الأحزاب السياسية السودانية تعاني من الضعف الفكري و التنظيمي .. و دلالة على ذلك أنها بعد ثورة ديسمبر؛ قدمت أضعف قيادات سياسية تمر على تاريخ السودان من الناحيتين قلة الخبرة و ضعف الثقافة الديمقراطية.. و شعور هذه القيادات بضعف قدراتها جعلها تميل للمصالح الشخصية في الاستحواذ على السلطة دون أن يكون لها رؤية للحكم، و وضح ضعفها السياسي عندما فقدت الشارع الذي كان يشكل لها توازن القوى.. الآن قيادات الجيش تراهن على نجاح فكرتها في الحكم على الشباب، و خاصة الذين حملوا معها السلاح و قاتلوا معها كتفا بكتف.. و هؤلاء بالفعل أن الحرب قد غيرت في وعيهم السياسي، و أصبح لهم تصورات مغايرة من خلال التلاحم العسكري الكبير.. الذي سوف يشكل أرضية صلبة للتربية الوطنية في البلاد..
هناك قيادات في عدد من القوى السياسية، و على رأسهم قيادات أتحادية عندهم فكرة. بعد وقف الحرب يجب الانتقال المباشر للشرعية الدستورية من خلال استفتاء شعبي لدستور 2005م الذي شاركت في وضعه أغلبية القوى السياسية، و بعد الاستفتاء يتم ترشيح رئيس للجمهورية.ز و هؤلاء سوف يتبنون " قائد الجيش" بعد أن يقدم استقالته من العسكرية و يكون مرشحهم لرئاسة الجمهورية، و إذا كان هناك من يريدون ترشيح آخرين الدستور يسمح بذلك.. بعد الانتقال للشرعية يدعو رئيس الجمهورية في الثلاثة شهور الأولي لعقد مؤتمر دستوري و لكن بعد إجراء انتخابات في مجالس الأحياء التي لا يجوز ترشيح أية شخص فوق الآربعين و النقابات و المجلس الأعلي للإدارات الأهلية و المجلس الأعلى للطرق الصوفية، و الحركات بعد ما تتحول إلي أحزاب سياسية إلي جانب الأحزاب المعروف تواجدها في الشارع السياسي، هؤلاء هم الذين يقدموا ممثلين لهم في المؤتمر الدستوري و تهييء الدولة لهم مكان الحوار و متطلباته و بعد الانتهاء من الدستور و متطلبات الحكم يقدم في اشتفتاء شعبي و يصبح ملزم التطبيق..
يكون رئيس الجمهورية حكومة من كفاءات يشهد لها بحسن الإدارة و الخبرة و النزاهة و الشفافية، و مجلس تشريعي تختاره لجان الأحياء في كل الأقليم " من الجنسين" و الانتخابات العامة بعد دورتين انتخابيتين للأحزاب السياسية، على أن لا يسمح لأي عضو الترشيح أكثر من دورتين فقط.. حتى تستطيع الأحزاب أن تمارس الديمقراطية ممارسة و ليست شعارات.. و نواصل السرد في توسيع الفكرة في المقالات القادمة.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الدعوة لترشيح رئيس للجمهورية
  • رائد سلامة: الحوار الوطني فرض نفسه كآلية عمل والقيادة السياسية تقدر أهميته
  • عالم أزهري يوضح أنواع القلوب التي ذُكرت في القرآن الكريم «فيديو»
  • الحرية و التغيير الديمقراطي و رؤية للحوار
  • خلافات بشأن مسودة حكومة سلام تثير الانقسامات بين القوى السياسية في لبنان
  • ‎أسطورة ريال مدريد كاسياس وممثلة إباحية في حرب بيانات
  • بعد تهديدات ترامب بإرسال قواته لقطاع غزة.. ما هي أبرز التفويضات التي أقرها الكونجرس؟
  • وزير الخارجية: مصر تؤكد اهتمام القيادة السياسية بتعزيز التعاون الثنائي مع الهند
  • رئيس مجلس النواب يدعو القوى السياسية للاجتماع في إطار ائتلاف إدارة الدولة
  • «التنسيقية» توصي بضرورة التوصل إلى نظام انتخابي يضمن تمثيلا عادلا لجميع القوى السياسية