دراسة: تلوث الهواء يقصّر العمر... كيف؟
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
مستويات عالية من تلوث الهواء سجلت في عدة دول بينها الصين
للعيش في المدن ميزات كبيرة كتوافر خدمات أفضل وفرص أعمل أكبر مقارنة بالريف والمناطق النائية، بيد أن للأمر تبعات غير صحية على المدى البعيد: الصخب وتلوث الهواء، على سبيل المثال لا الحصر.
مختارات تلوث الهواء في أوروبا ـ مستويات قياسية تجاوزت توصيات "الصحة العالمية" رادارات لرصد ضوضاء السيارات في جنيف ومعاقبة المخالفينتعتبر الضوضاء إحدى أقوى أشكال تلوث البيئة بعد تلوث الهواء وقد تقود إلى تفاقم بعض الأمراض الخطيرة كأمراض القلب.
كشفت دراستان حديثتان بأن استنشاق الهواء الملوث على المدى البعيد، يتسبب بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وأمراض نفسية أخرى، ويؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء.
ينشأ تلوث الهواء بالجسيمات العالقة الدقيقة بشكل رئيسي من عمليات احتراق الوقود الأحفوري والأنشطة الصناعية كما في محطات توليد الطاقة والمصانع ومصافي التكرير. كما تعد المركبات، وخاصة سيارات الديزل والشاحنات والحافلات مصدراً ملوثاً للهواء؛ إذ تطلق عمليات حرق الوقود غازات العادم التي تحتوي جسيمات عالقة دقيقة. ويمكن أن تؤدي أنظمة التدفئة القديمة، على وجه الخصوص، التي لا تحتوي على مرشحات أو تقنيات احتراق مناسبة، إلى زيادة مستويات الجسيمات.
كشف التقرير السنوي المعنون: "مؤشر جودة الهواء" (AQLI) أن سوء نوعية الهواء يقصر العمر. ويركز التقرير السنوي على عواقب تلوث الهواء. ويوضح التقرير أن متوسط العمر المتوقع للبشر في جميع أنحاء العالم سوف يمتد بمقدار 2.3 سنة إذا تم استيفاء الحد الموصى به من منظمة الصحة العالمية فيما يخص الجسيمات العالقة الدقيقة، حسب ما أورد موقع Vital الصحي الألماني.
وحسب التقرير تعاني الدول التالية من مستويات عالية من تدهور جودة الهواء: الهند وباكستان وبنغلادش والصين ونيجيريا وإندونيسيا.
ومستوى جودة الهواء في تلك الدول أدنى من الحد الذي حددته منظمة الصحة العالمية عدة مرات، ما ينتج عنه تقصير عمر البشر هناك بمعدل ست سنوات. ويقدر التقرير أن خطر تلوث الهواء تزيد ثلاثة أضعاف عن الإفراط في استهلاك الكحول.
صحتك بين يديك - تأثير جودة الهواء الداخلي على الصحةتأثيرات تلوث الهواء
تلوث الهواء يمكن أن يضر بصحتنا بطرق مختلفة. يمكن لجزيئات الغبار الدقيقة (الجسيمات العالقة) والملوثات الموجودة في الهواء أن تدخل إلى الرئتين وتسبب مشاكل في الجهاز التنفسي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى السعال وصعوبة التنفس ونوبات الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد تلوث الهواء، وخاصة بالجسيمات الدقيقة، من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. كما يمكن للملوثات الموجودة في الهواء أن تلحق الضرر بالأوعية الدموية وتعزز الالتهابات وتزيد من خطر تكون جلطات الدم. وتسبب بعض ملوثات الهواء عدة أنواع من السرطان كسرطان الرئة وسرطان المثانة وغيرهما.
ومع ذلك، فإن آثار تلوث الهواء على صحتنا تعتمد على عوامل مختلفة، مثل نوع وتركيز الملوثات، ومدة التعرض، والحساسية الفردية.
خ.س
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: تلوث الهواء أمراض الجهاز التنفسي الربو الرئتين سرطان الرئة سرطان المثانة الوقود الأحفوري الانبعاثات منظمة الصحة العالمية التهابات الهند الصين باكستان تلوث الهواء أمراض الجهاز التنفسي الربو الرئتين سرطان الرئة سرطان المثانة الوقود الأحفوري الانبعاثات منظمة الصحة العالمية التهابات الهند الصين باكستان تلوث الهواء جودة الهواء یمکن أن
إقرأ أيضاً:
دراسة صينية تكشف أصواتا طبيعية تعيد التوازن النفسي خلال دقائق
في تطور لافت بمجال الصحة النفسية، توصل فريق بحثي من جامعة تشجيانغ في الصين إلى أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية، مثل تغريد الطيور، قد يشكل وسيلة بسيطة وعملية لمواجهة مشاعر الحزن والضغط النفسي، بفعالية تضاهي التأمل وتمارين الاسترخاء التقليدية.
وركزت الدراسة، التي نشرت في مجلة علم النفس التطبيقي "APHWB" المتخصصة، على كيفية تأثير الأصوات البيئية على الجهاز العصبي، وأشارت نتائجها إلى أن هذه الأصوات تساهم في استعادة توازن الجسم النفسي والجسدي، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب.
ووفقًا للباحثين، فإن التجربة شملت 187 طالبًا جامعيًا، جرى تعريضهم في البداية لمقاطع فيديو ذات طابع حزين بهدف رفع مستوى التأثر العاطفي، وبعد ذلك، توزع المشاركون على مجموعتين، الأولى استمعت إلى تسجيلات لتغريد الطيور، بينما خضعت الثانية لجلسة تأمل قصيرة تعتمد على التنفس العميق.
وأظهر تحليل البيانات أن كلا الطريقتين أسهمتا في تخفيف الشعور بالحزن وتهدئة الانفعالات، غير أن المجموعة التي استمعت إلى أصوات الطيور سجّلت تحسنًا أوضح، لا سيما بين المشاركين الذين بدت عليهم علامات اكتئاب مسبقة. كما رصد الخبراء أن معدل ضربات القلب – وهو أحد المؤشرات الحيوية لقياس التوتر – عاد إلى مستواه الطبيعي بشكل أسرع لدى تلك المجموعة.
ويفسر الخبراء هذه النتيجة بأن الأصوات الطبيعية لا تتطلب قدرًا كبيرًا من التركيز أو التدريب، خلافا لجلسات التأمل التي تحتاج إلى ممارسة منتظمة وقدرة على الانضباط الذهني، ولذلك، يراها الباحثون خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من ضعف التركيز أو انخفاض المزاج، إذ تقدم دعمًا نفسيًا لطيفًا وغير مرهق.
وأكدت الدراسة في ختامها أن اللجوء إلى الطبيعة قد يكون أحد أبسط الأدوات المتاحة لتعزيز الصحة العاطفية، في وقت تتزايد فيه معدلات التوتر والاكتئاب حول العالم.