خطيب المسجد الحرام: من رحمته سبحانه بعباده فَتْحُ بابِ التوبة لهم ومغفرةُ ذنوبِهم
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
Estimated reading time: 13 minute(s)
الأحساء – واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام؛ فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة، المسلمين بتقوى الله، فالتقوى أفضل المكاسب وأجزل المواهب.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة، التي القاها اليوم، في المسجد الحرام: الله غَمَرَ الخلقَ بفضله وأمطرهم بوابل السحائب، وعمَّهم بنَيله ولطف بهم عند النوائب فمعرفةُ اللهِ تعالى أصلُ الدين، وسُلَّمُ اليقين، واللهُ سبحانه له من الأسماءِ أكرمُها، ومن الصفاتِ أعظمُها، ومن أسمائه سبحانه الرحمنُ والرحيم، ومِن صفاتِه الرحمة، وهي صفةُ كمالٍ لائقةٍ به سبحانه، لا نقصَ فيها بوجه من الوجوه.
وأضاف يقول: إنَّ رحمةَ ربِّنا سبحانه عامةٌ شاملة، عَمَّت الكونَ ومَن فيه، وآثارُ رحمته سبحانه ظاهرةٌ للعَيان، واضحةٌ للأنام، فبرحمته خلق الإنسان في أحسن تقويم، وسوَّى جِسمَه وأحيا روحَه، وأمدَّه بالعقل، وغَذَاه بالنِّعم، وبرحمته خَلَقَ الشمسَ والقمر، وجَعَل الليلَ والنهار، وبَسَط الأرض، وجعلها مِهادًا وفِراشًا وقرارا، وكِفاتًا للأحياء والأموات، وبرحمته سبحانه أرسلَ الرُّسُل، وأنزلَ الكتب؛ هُدىً للخَلْق بعد ضلالة، وتعليمًا بعد جَهالة، وتبصيرًا مِن عَمى، ورُشدًا مِن غَي.
وبين الشيخ بندر بليله أن من دلائل رحمةِ الله سبحانه: إنشاءُ السحاب، وإنزالُ الغيث، وإحياءُ الأرضِ بعد موتها، فمنها يأكلُ الخلقُ ويقتاتون ويدَّخرون، حيث وضعَ سبحانه الرحمةَ بين عباده وبين الحيوان ليتراحموا، فما رحمةُ الأمُّ بأولادها، وما رحمةُ القلوبِ البشريةِ بالضعفاء، وما رحمةُ الطيرِ والوحشِ بعضها ببعض، إلا فيضُ رحمةٍ من رَحَمات الرحيم سبحانه، عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله مائةَ رحمة، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تَعطِفُ الوحشُ على ولدها، وأخَّرَ اللهُ تسعًا وتسعين رحمة، يرحمُ بها عبادَه يوم القيامة)، قال ابنُ القيم رحمه الله: (وأنت لو تأملتَ العالمَ بعَينِ البصيرةِ لرأيتَه مُمتلئا بهذه الرحمةِ الواحدة، كامتلاء البحرِ بمائه، والجوِّ بهوائه).
ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن من رحمته سبحانه بعباده فَتْحُ بابِ التوبة لهم، ومغفرةُ ذنوبِهم، وسَترُ عيوبِهم؛ إذْ حِلمُه سبق غضبَه، وعفوُه سبقَ مؤاخذتَه، ثم يُدخِلُهُم جنتَه برحمته لا بأعمالهم فحسْب عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لما قضى اللهُ الخلقَ كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سَبَقتْ غضبي) وفي رواية: (غَلبتْ غضبي).
وقال فضيلته: إن أسعدَ الناسِ برحمة اللهِ مَن جانبَ المعاصي والمحرمات، وأقبل على الطاعات والقُرُبات، والاستغفارُ جالبٌ للرحمة، دافع للنِّقمة، فمَن رَحِم عبادَ اللهِ رحمهُ الله، وفي الحديث: (إنما يَرحمُ اللهُ مِن عباده الرحماء) من حديث أسامةَ بنِ زيدٍ رضي اللهُ عنه.
وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالله البعيجان المسلمين بتقوى الله تعالى قال جل من قائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أعظم الواجبات وأجل الطاعات وأزكى القربات وأولاها بالأداء حقوق ذوي القربى والرحم قال تعالى (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وتابع فضيلته أن الله تعالى قرن حق ذوي الأرحام والقربى بتوحيد قال تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا).
وتابع فضيلته أن صلة الرحم حق أوجبه الله وعبادة يتقرب بها إلى الله, مشيراً إلى صلة من قطع رحمه وذل العطاء لهم والعفو عنهم والإحسان إليهم والألفة والوفاء والزيارة.
وفي الخطبة الثانية, وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي على حرمة قطع الرحم والتحذير منها قال تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ), مشيراً إلى أن قطع الرحم ذنب وكبيرة وظلم ينفر القلوب.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الرحم مشتقة الرحمة ومن آثار رحمة الله ومشتبكة معها عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم؛ فقالت: هذا مقام العائذِ بكَ من القطيعة؛ قال: نعم؛ أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت: بلى، قال: فذلِكَ لكِ)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا إن شئتم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ وعن عائشة رضي الله عنها (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ).
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله اشتق اسم من اسمه تعالى فهو الرحمن وهي الرحم فعن عبد الرحمن بن عوف قال, قال اللهُ تبارَك وتعالى: أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن أسمي فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها قطعته.
وختم فضيلته أن الصلة بقاء و أجر وثواب والقطيعة فناء وإثم وعقاب ففي الحديث ( لا يدخل الجنة قاطع رحم فهي أعجل ثوابا واعجل عقوبة وفي الحديث (ما ذَنْبٌ أَحْرَى أنْ يُعَجِّلَ اللهُ لِصاحِبِه العُقُوبَةَ في الدنيا ، مع ما يَدَّخِرُ لهُ في الآخرةِ من قَطِيعَةِ الرَّحِمِ و البَغْيِ).
المصدر: الأحساء اليوم
كلمات دلالية: المسجد الحرام خطبة الجمعة صلى الله علیه وسلم المسجد الحرام رضی الله ل الله
إقرأ أيضاً:
أدعية المطر: رحمة وبركة من الله
أدعية المطر، المطر نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، وهو من أهم الظواهر الطبيعية التي تحمل الخير والبركة، ويعني الكثير للمسلمين، فهو علامة على رحمة الله ورأفته بعباده.
وفي الإسلام، يُعتبر المطر سببًا للرحمة والمغفرة، وتُستحب الدعاء أثناء نزوله لطلب الخير والبركة من الله.
أدعية المطرعند نزول المطر، يُستحب للمسلم أن يرفع يديه بالدعاء، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُكثر من الدعاء عند هطول المطر، ومن الأدعية التي وردت في هذا السياق:
أدعية المطر: رحمة وبركة من الله1. دعاء عند بداية نزول المطر: "اللهم صيبًا نافعًا." هذا الدعاء مختصر لكنه يحمل معاني عميقة، حيث يطلب المسلم من الله أن يكون المطر نافعا للعباد والبلاد.
2. دعاء عند نزول المطر الشديد: "اللهم اجعلها سيلًا نافعا، ولا تجعلها عذابًا ولا هلاكًا." في هذا الدعاء، يطلب المسلم من الله أن يكون المطر رحمة، لا عذابًا أو ضررًا.
3. دعاء عند رؤية السحب أو البرق: "اللهم إني أسالك خير هذه الرياح، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به."
هذا الدعاء يستحب عند رؤية السحب أو البرق، ويطلب فيه المسلم من الله أن يكون في الرياح والمطر خير وبركة، وأن يقيه من شرها.
أدعية الرياح والعواصف في الإسلام أهمية الدعاء أثناء المطرالمطر يُعد من الأوقات التي تُستجاب فيها الدعوات، لذا يحرص المسلم على الدعاء في هذا الوقت لما فيه من فائدة كبيرة.
يقال إن الله سبحانه وتعالى يرحم عباده بالمطر ويستجيب لدعواتهم في هذا الوقت.
ومن المأثور أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بما يُحب عند نزول المطر.
دعاء الشكر والامتنانبعد أن يرحم الله عباده بالمطر، يُستحب أن يقول المسلم: "اللهم صيبا نافعا، اللهم بارك لنا فيه، واجعلنا من الشاكرين على نعمة المطر."
أدعية الرياح والعواصف في الإسلامالمطر ليس مجرد ظاهرة طبيعية، بل هو لحظة روحانية هامة في حياة المسلم، حيث يمكنه أن يرفع يديه ويدعو الله بما يشاء من خير، ويشكر الله على نعمة المطر التي تغسل الأرض وتمنحها الحياة.