بينما تتواصل عمليات البحث عن جثث ضحايا زلزال المغرب، المدفونة تحت الحطام، تعمل كتيبة من الكلاب البوليسية، جاءت خصيصا من أوروبا للمساعدة في اكتشاف أي علامات حياة تحت الأنقاض.

أبرز تلك الكلاب المدربة على مهمات البحث عن ناجين بين ركام الزلازل، كيليان، الكلب السويدي الذي دأب على مثل هذه المهام.

كيليان، كلب من فصيلة "غولدن ريتريفر"، يعيش في السويد لكنه يسافر كثيرا حول العالم لأداء مهماته.

في المغرب، يحظى "كيليان" باهتمام أهالي الضحايا خلال عمله المضني، حيث يتوقون لسماع نباحه الذي يؤشر على أن هناك أملا في العثور على أحد الناجين بين الحطام.

موقع الإذاعة الأميركية العامة "أن بي آر" سلط الضوء على كلاب البحث تحت الأنقاض التي انتقلت للمغرب بعد الزلزال المدمر وخص بالذكر "كيليان" الذي قال مرافقوه إنه تمكن من العثور على نحو 18 شخصا حيا تحت الأنقاض خلال الزلزال الذي ضرب تركيا مؤخرا.

Kilian the sniffer dog searches for survivors after the Morocco quake https://t.co/VeVhbKPMAN pic.twitter.com/si02GxY0yh

— WCMU Public Radio (@WCMUNews) September 15, 2023

في إحدى القرى المنكوبة، تتوقف الجرافات وآلات قلب الركام بين الحين والآخر ليتقدم كيليان الذي يرتدي حذاء خاصا يقيه من الأذى ليحاول شم أي رائحة حياة.

يتم إيقاف جميع عمليات الحفر مؤقتا، يسود صمت رهيب، بينما يتسلق كيليان كومة من الحطام.

يتجمع الناجون وعمال الإنقاذ والصحفيون الأجانب حوله، بينما يدور الكلب حول الحطام، لكنه لا ينذر بأي شيء إلا عندما يشعر بوجود أحدهم على قيد الحياة.

في عملية رافقتها الإذاعة الأميركية، كان كيليان يركز على حطام أحد المباني حيث يعتقد أحد السكان أنه رأى ابنته شيماء آخر مرة.

يحبس الجميع أنفاسهم، مترقبين أي نباح يشير إلى وجود شخص حي تحت الأنقاض، لكن كيليان يبقى صامتا.

في غضون ذلك، يستمر الكلب في الشم، لكنه يظل صامتا أيضا "لمعرفته ألا حياة هناك" وفق تقرير "أن بي آر".

وبعد حلول الظلام في ذلك اليوم، اكتشف رجال الإنقاذ الإسبان جثة شيماء الصغيرة،  وكان ذلك تصديقا لعدم نباح كيليان قرب ركام منزلها.

تقرير الإذاعة ذكر أن والدها محمد أبرادة، كان يحفر بيديه العاريتين منذ أيام بحثا عن ابنته.

تقول لطيفة أبرادة، زوجة شقيق محمد "إنه في حالة صدمة" ثم تتابع "لقد فقد زوجته الأولى منذ سنوات قليلة، وزوجته الثانية في هذا الزلزال، والآن ابنته"

مات أكثر من 50 شخصا في هذه القرية التي يبلغ عدد سكانها بضع مئات فقط.

وبعد بضع جولات، يقدم  المرافقون لكيليان  المتعب بعض الماء، ثم ينقلونه إلى القرية التالية، علّهم يعثرون على شخص حي تحت الركام، خصوصا في المناطق التي لم تصل المساعدة إليها بعد.

وبلغ عدد الضحايا جراء الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز جنوب مراكش ليل الثامن إلى التاسع من سبتمبر 2946 قتيلا و5674 جريحا، وفق آخر حصيلة رسمية صدرت مساء الأربعاء.

ووقع الزلزال ليل الجمعة السبت، وكان بقوة 7 درجات، بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6,8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، وهو أقوى هزّة يتمّ قياسها في المغرب على الإطلاق.

وضرب خصوصا قرى نائية في مناطق جبلية معزولة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: تحت الأنقاض

إقرأ أيضاً:

تحديات خطيرة تواجه إزالة الركام في غزة

أحمد مراد (غزة، القاهرة)

أخبار ذات صلة مقترح أميركي جديد لتمديد «اتفاق غزة» 50 يوماً انتشال عشرات جثامين الضحايا من مجمع الشفاء في غزة

تسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 51 مليون طن من الركام، حيث تواجه مهمة إزالة المخلفات تحديات جسيمة بسبب احتوائها على آلاف الذخائر غير المنفجرة، ومواد وملوثات شديدة الخطورة، ومئات الجثث تحت الأنقاض، ووصفت الوكالات الدولية والأممية مهمة إزالتها بأنها معقدة.
وأوضح الخبير في الشؤون الفلسطينية، أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، أن إزالة هذا الكم الضخم من النفايات والركام تُعد مهمة بالغة الصعوبة، حيث تواجه العديد من التحديات والمخاطر، وتُعد الخطوة الأولى لخطة إعادة إعمار غزة، ما يجعلها مهمة عاجلة لا بد من تنفيذها على وجه السرعة، وبشكل مدروس؛ لتسهيل الوصول إلى المنشآت والمناطق الحيوية في القطاع.
وشدد الرقب في تصريح لـ«الاتحاد» على ضرورة اتباع خطة شاملة ومتكاملة من أجل التخلص من الركام والنفايات التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على القطاع، بالتعاون مع الوكالات الأممية، لأن المهمة ثقيلة، ولا بد من تضافر جهود منظمات المجتمع الدولي للتعامل معها، وفق آليات ومعايير سليمة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 70% من مساكن غزة تعرضت للدمار الكلي والجزئي، وأن عملية إزالة الركام معقدة، وقد تمتد لسنوات بسبب وجود قنابل وألغام وصواريخ غير منفجرة، ومواد ملوثة وجثث تحت الأنقاض.
بدوره، اعتبر السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة، بركات الفرا، أن إزالة الأنقاض والركام تحدٍ كبير أمام إعادة ملامح الحياة الطبيعية في غزة، حيث تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، وتمويلات ضخمة وإمكانات هائلة.
وقال الفرا لـ «الاتحاد»: «إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة استمر شهوراً طويلة، وهناك عدد كبير من القنابل والذخائر غير المنفجرة تحت الأنقاض، وهو ما يجعل إزالتها مهمة شاقة، لذلك تدعم الأمم المتحدة عمليات إزالة الركام بتقنيات متقدمة بالذكاء الاصطناعي الجغرافي والاستشعار عن بُعد، بما في ذلك (النمذجة ثلاثية الأبعاد)، لتقييم المخاطر واستراتيجيات إزالة الأنقاض».

مقالات مشابهة

  • زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب جنوب المكسيك
  • زلزال عنيف بقوة 5.5 درجة يضرب جنوب المكسيك
  • زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب جنوب المكسيك
  • زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب جنوب المكسيك
  • زلزال يهز واهاكا في المكسيك
  • تحديات خطيرة تواجه إزالة الركام في غزة
  • زلزال بقوة 5.7 درجات يضرب شرق تايوان
  • بلا أضرار مسجلة.. زلزال بقوة 5.7 ريختر يضرب شرق تايوان
  • زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب تايوان
  • زلزال قوي يضرب إيطاليا