دعا المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولية في ليبيا، إيلي أبو عون، الجمعة، المجتمع الدولي إلى "الاستعجال بإرسال فرق بحث" إلى ذلك البلد العربي الذي تعرض لفيضانات هائلة، أدت إلى مقتل وتشريد عشرات آلاف السكان.

وفي التفاصيل، أوضح أبو عون أن فرق الإنقاذ في مدينة درنة، عثرت، الخميس، على 510 أشخاص تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن هناك "حركة تطوع ضخمة بين السكان، يمكن الاعتماد عليها من خلال تأطيرها".

ولفت المسؤول الدولي إلى أن "الكارثة أكبر من قدرة السلطات الليبية، وبالتالي يجب أن يكون هناك دعم دولي لإنقاذ الناس".

من جانبه، أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أن حجم الكارثة في ليبيا الناتجة عن انهيار سدين وجسور بتأثير إعصار وأمطار غزيرة، "لا يزال مجهولا"، كاشفا عن طبيعة الاحتياجات الضرورية في ليبيا الآن.

كما تحدث، الجمعة، عن حجم الكارثة في مؤتمر صحفي في جنيف، قائلا: "أعتقد أن المشكلة بالنسبة إلينا هي في تنسيق جهودنا مع الحكومة ومع السلطات الأخرى في شرق البلاد، ثم اكتشاف حجم الكارثة".

وتابع:"لم نتوصل إلى ذلك بعد. لا نعرف ذلك"، مضيفا: "مستوى الحاجات وعدد القتلى لا يزال مجهولا".

ولفت غريفيث إلى حاجة ليبيا، لمعدات للعثور على المحاصرين في المباني المتضررة والوحل، مشددا على أهمية توفير رعاية صحية أولية لمنع تفشّي الكوليرا بين الناجين.

وأضاف: "الاحتياجات الملحة في ليبيا هي المأوى والغذاء والرعاية الطبية الأولية"، موضحا أن ذلك يأتي في ظل "القلق بشأن المياه النظيفة".

وكان غريفيث في قد قال وقت سابق: "حجم كارثة الفيضانات في ليبيا صادم ويفطر القلب.. مُحيت أحياء بأكملها من الخريطة. جرفت المياه عائلات كاملة فوجئت بما حصل. لقي الآلاف حتفهم وتشرّد عشرات الآلاف الآن بينما ما زال كثر في عداد المفقودين". 

وتسبّب الإعصار "دانيال" بهذه الفيضانات، وفاقمت الكارثة سنوات الاضطرابات التي هزّت البلاد بعد الإطاحة بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي، والانقسامات السياسية التي تلتها.

وفي سياق متصل، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه: "لا يزال هناك أمل بالعثور على أحياء" في ليبيا.

وكان الهلال الأحمر الليبي قد أعلن، الخميس، أن حصيلة الضحايا من جراء الفيضانات في مدينة درنة، ارتفعت إلى 11300 قتيل، فيما رجح مسؤول محلي ارتفاع العدد لأكثر من ذلك بكثير.

كما صرح الأمين العام للمنظمة الإغاثية، مرعي الدرسي، للأسوشيتد برس، بأن هناك أكثر من 10 آلاف مفقود في المدينة الساحلية حتى الآن.

بدوره، قال رئيس بلدية درنة، عبد المنعم الغيثي، إن الوفيات في المدينة "قد تصل إلى ما بين 18 ألفا و20 ألفا، استنادا إلى حجم الأضرار".

الفيضان "ليس الكارثة الوحيدة".. كيف فاقمت الانقسامات السياسية من "مأساة درنة"؟ في حين يكافح عمال الإنقاذ للعثور على ما يصل إلى 10 آلاف شخص يُعتقد أنهم في عداد المفقودين بعد أن اجتاح فيضان مدمر مدينة درنة شرقي ليبيا، فإن هذه ليست الكارثة الطبيعية الوحيدة التي سيتعين عليهم مواجهتها، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وأضاف لرويترز، أن "المدينة بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث"، وعبر عن مخاوفه من حدوث وباء بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه.

وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، قد أعلنت في وقت سابق، أنه "كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا" جراء الفيضانات في شرق ليبيا.

وقال الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، إنه "كان بالإمكان إصدار إنذارات، لكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، وكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية"، مشيرا إلى قلة التنظيم في ظل الفوضى المخيمة في هذا البلد منذ سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تكشف أرقاماً كارثية لاقتصاد فلسطين بسبب الحرب

قال تقرير للأمم المتحدة اليوم الخميس، إن اقتصاد غزة تقلص إلى أقل من سدس حجمه منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل نحو عام وإن معدل البطالة في الضفة الغربية ارتفع لثلاثة أمثال تقريباً مما يسلط الضوء على تحديات إعادة الإعمار.

ووصف التقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) اقتصاد غزة بأنه أصبح "في حالة دمار" بعد أكثر من 11 شهراً من حملة عسكرية إسرائيلية أدت إلى تدمير أجزاء كبيرة من القطاع، رداً على هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل.
وقالت هيئة التجارة التابعة للأمم المتحدة إن السلطة الفلسطينية التي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية تتعرض "لضغوط هائلة" تعصف بقدرتها على العمل.

إعادة إعمار غزة.. ملف هائل بحاجة لمعجزة بعد الحربhttps://t.co/SI56jB4F33 pic.twitter.com/92scxHCpWF

— 24.ae (@20fourMedia) September 11, 2024 وقال بيدرو مانويل مورينو، نائب الأمين العام لأونكتاد للصحافيين في جنيف "الاقتصاد الفلسطيني في حالة سقوط حر".
وأضاف "يدعو التقرير المجتمع الدولي إلى وقف هذا الانهيار الاقتصادي، وإرساء أسس للسلام والتنمية الدائمين"، ودعا إلى وضع خطة شاملة للتعافي.
وقال التقرير إن الضغوط تتزايد على الفلسطينيين بسبب انخفاض المساعدات الدولية وحجب إسرائيل للإيرادات واقتطاعها منها بما تقدر أونكتاد قيمته بأكثر من 1.4 مليار دولار منذ عام 2019.
ويتهم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أمر بحجب الأموال، السلطة الفلسطينية بدعم هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل.
وتنفي السلطة الفلسطينية دعمها للعنف، كما دأبت إسرائيل على خصم "مخصصات عائلات الشهداء" التي تدفعها السلطة الفلسطينية لأسر المسلحين والمدنيين الذين تقتلهم القوات الإسرائيلية.
وقالت الوثيقة إن هناك "تدهوراً اقتصادياً سريعاً ومثيراً للقلق" في الضفة الغربية التي تعاني من تصاعد العنف منذ حرب غزة.

وقالت أونكتاد إن الضفة الغربية فقدت أكثر من 300 ألف وظيفة منذ بدء الحرب، فارتفع معدل البطالة من 12.9 بالمائة إلى 32 بالمائة.
وحملت أونكتاد مسؤولية هذا التقلص على الاضطرابات التي تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة أكثر من 650 فلسطينياً منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، فضلاً عن القيود التجارية الإسرائيلية الجديدة مثل نقاط التفتيش.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تكشف أرقاماً كارثية لاقتصاد فلسطين بسبب الحرب
  • واشنطن: ذكرى مأساة درنة تذكرنا بالوحدة الملهمة التي أظهرها الشعب الليبي في استجابته الفورية للأزمة
  • مسؤولة أممية تؤكد التزام الأمم المتحدة بمساعدة ليبيا في جهود تحقيق الوحدة والسلام
  • الأمم المتحدة تكشف آخر تطورات أزمة مصرف ليبيا المركزي
  • بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: إحراز تقدم في مباحثات تعيين محافظ للبنك المركزي
  • ليبيا تعلن الحداد بالذكرى الأولى لكارثة فيضانات درنة
  • حداد في ليبيا بالذكرى الأولى لكارثة فيضانات درنة
  • الأمم المتحدة: استئناف تيسير المشاورات لحل أزمة مصرف ليبيا المركزي
  • بعثة الأمم المتحدة تستأنف مشاورات حل أزمة مصرف ليبيا المركزي
  • أمين عام الأمم المتحدة يندد بشدة بالضربة الإسرائيلية التي أسقطت شهداء في منطقة مخصصة للنازحين في غزة