قالت مجلة "نيوزويك" في تقرير إن الدعوة العاجلة للعلماء لوقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية والبحث عن سبل آمنة للمضي قدماً في التقنيات التي يمكن أن تُحدث ثورةً في حياة البشر، باءت بالفشل.

أنظمة الذكاء الاصطناعي ذات "الذكاء التنافسي البشري" يمكن أن تُشكل مخاطر جسيمة

ونقلت "نيوزويك" عن أنتوني أغيري المدير التنفيذي لمعهد مُستقبل الحياة، في الولايات المتحدة "تتعجل مختبرات الذكاء الاصطناعي بتهورٍ ورعونة بناء أنظمة أقوى دون أن تتيح حلولاً مُحْكَمَة لضمان أنها آمنة".


وجاء تصريح أغيري مع اقتراب انتهاء مهلة ستة أشهر  وردت في دعوة من المعهد وقّعها أكثر من 33 ألف باحث، بينهم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، ومنصة إكس وتسلا، وستيف وزنياك المؤسس المُشارك لشركة آبل.

"AI labs are recklessly rushing to build more and more powerful systems, with no robust solutions to make them safe."
-FLI's @AnthonyNAguirre@DKTatlow covers what we need from lawmakers now, as we approach the six month anniversary of our pause letter:https://t.co/ArrHTwlW3i

— Future of Life Institute (@FLIxrisk) September 14, 2023

وجاء في رسالة بتاريخ 22 مارس (آذار) بعنوان "إيقاف تجارب الذكاء الاصطناعي العملاقة: رسالة مفتوحة" أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ذات "الذكاء التنافسي البشري" يمكن أن تُشكل مخاطر جسيمة على المجتمع والإنسانية. ودعت الرسالة العلماء إلى الكف عن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الأقوى من تقنية Chat GPT-4 التي صنعتها شركة OpenAI.
وبُثّت الرسالة بعد أسبوع من إصدار Chat GPT-4 الذي قالت شركة OpenAI إنه يستعرض "أداء يضاهي المستوى البشري في مختلف المعايير المهنية والأكاديمية".
واجتاح Chat GPT العالم في أواخر العام الماضي بمحاكاته المذهلة للبشر، وبحثه السريع عن أي موضوع. وتهافتت شركات أخرى للحاق بالركب، بما في ذلك شركة غوغل بنظامها Bard.

The world need to move fast to manage the myriad risks posed by #AI. Is it? #FutureOfLife @AnthonyNAguirre @FHIOxford https://t.co/hc7jeJaAU2

— Didi Kirsten Tatlow (@dktatlow) September 14, 2023

واتهم بعض منتقدي دعوة معهد "مُستقبل الحياة" للتوقف عن تطوير الذكاء الاصطناعي بمحاولة تقويض الميزة التي خلقتها شركة OpenAI وغيرها من الشركات المنافسة.
وقال أغيري في تعليقات عبر البريد الإلكتروني أرسلها لنيوزويك: "نشرنا رسالتنا لندق بها ناقوس الخطر ضد تطوير الذكاء الاصطناعي بلا رقابة. ومنذ ذلك الحين، تصدرت التهديدات عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم".
وأشار أغيري إلى أن الاتحاد الأوربي أقر أول تشريع لتنظيم الذكاء الاصطناعي. وعقد الكونغرس جلسات استماع عن مخاطره، وأصدرت الصين قانوناً حول بعض أنواع الذكاء الاصطناعي.


 الأمريكيون يخشون كارثة

وكشفت استطلاعات الرأي أن غالبية الأمريكيين يخشون كارثة بسبب الذكاء الاصطناعي، ويفضلون أن يلمسوا تباطؤ تطويره. لكن رسالة المعهد لم تكن مجرد تحذير، إذ اقترحت سياسات للمساعدة على تطوير الذكاء الاصطناعي بأمانٍ وبشكلٍ مسؤول.
ويعرب أكثر من 80% من الأمريكيين عن شكهم في تنظيم شركات الذكاء الاصطناعي نفسها بنفسها. وأغلبهم يؤيد إنشاء هيئة فدرالية للرقابة على الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أغيري "إننا في حاجة إلى أن يكون قادتنا قادرين على توجيه الذكاء الاصطناعي بما يصب في صالح الجميع، وقادرين قانوناً وتقنيّاً على توجيه مسار التطوير وإيقافه إذا أمسى محفوفاً بالمخاطر".
وحثّ أغيري مختبرات الذكاء الاصطناعي على حضور "قمة سلامة الذكاء الاصطناعي" المقررة في 1 و2 نوفمبر (تشرين الثاني) في المملكة المتحدة، قائلاً إنها فرصة عظيمة للتقدم والتركيز على الجوانب الإيجابية للذكاء الاصطناعي.
وقال أغيري: "هذه جهود عالمية، وفي قمة المملكة المتحدة المقبلة يجب أن يكون لكل دولة معنية مقعد"، مضيفاً أن هذا يشمل الصين والولايات المتحدة أيضاً.
وأضاف أن سباق التسلح المستمر يهدد بكارثة عالمية، ويقوض إمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة من أجل الخير. يجب ألا ندع المنافسة من بعض الشركات تهدد مستقبلنا المُشترك. وعلى الصين أن تدرك أنها أيضاً معرضة للخطر بسبب سباق التسلح الانتحاري بالذكاء الاصطناعي الذي سيخسره الجميع، كما أن لها مصلحة أمنية في الحد من تهديدات الجهات الفاعلة غير الحكومية".
وذكرت وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا في المملكة المتحدة أن بريطانيا تهدف إلى لم شمل "الدول الكبرى والشركات الرائدة والباحثين والمجتمع المدني لدفع عجلة العمل الدولي والتعجيل بالتطوير الآمن والمسؤول للتكنولوجيا".

 نهج تعاوني

ورداً على سؤال عن الجهات المدعوة للقمة، قال المتحدث باسم الوزارة: "قلنا دائماً إن الذكاء الاصطناعي يتطلب نهجاً تعاونيّاً. وسنتعاون مع الحكومات الدولية لضمان قدرتنا على الاتفاق على تدابير السلامة اللازمة للتصدي لأهم المخاطر الناشئة عن أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي".
وتؤمن حكومة المملكة المتحدة بأن الاجتماع سيكون تتمة للمنتديات الأخرى لحشد استجابة لتحديات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والشراكة العالمية في الذكاء الاصطناعي، ومجلس أوروبا، والأمم المتحدة ومجموعة السبع، ومجموعة العشرين.
وبيَّنَ ليو بينغيو المتحدث باسم السفارة الصينية، أن الصين تود أن تكون جزءاً من تشكيل المشهد العالمي مُستقبلاً. وقال لمجلة نيوزويك: "تؤمن الصين بأن تطوير الذكاء الاصطناعي يفيد الجميع، ويجب أن تكون كل البلدان قادرة على المشاركة على نطاق واسع في الإدارة العالمية للذكاء الاصطناعي".
يُذكر أنه في يوليو (تموز) الماضي، أشارت إدارة بايدن إلى أنها تفضل التنظيم على استحياء، مُعلنة "التزاماً طوعياً" من شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة لتطوير التكنولوجيا بطرقٍ آمنة ومسؤولة.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الذكاء الاصطناعي تطویر الذکاء الاصطناعی أنظمة الذکاء الاصطناعی المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

أمازون تدعم مساعدها الصوتي أليكسا بالذكاء الاصطناعي

كشفت شركة "أمازون" عن أول تطوير شامل لبرنامج المساعد الصوتي "أليكسا" منذ طرحه قبل أكثر من عشر سنوات عبر دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الخدمة.
واستثمرت "أمازون" مليارات الدولارات في "أليكسا" منذ إطلاقه في 2014 على أمل إضافة الخدمة إلى مجموعة من الأجهزة وزيادة المبيعات على منصتها للتجارة الإلكترونية.
وقال بانوس باناي، رئيس قطاع الأجهزة والخدمات في "أمازون"، خلال حفل الإطلاق في نيويورك "أليكسا يعرف جميع الأدوات تقريبا في حياتك وجدولك الزمني ومنزلك الذكي وتفضيلاتك والأجهزة التي تستخدمها والأشخاص الذين تتواصل معهم والترفيه الذي تحبه وتستخدم العديد من التطبيقات التي تستخدمها والكثير من الخدمات التي تحتاجها".
وأضاف باناي أن الخدمة الجديدة تسمى "أليكسا+"، وهو ما يحدث عادة في تسمية الباقات الأعلى للعديد من عروض التكنولوجيا وخدمات البث.
وستكون خدمة "أليكسا+" مجانية للمشتركين في "أمازون برايم" وبسعر 19.99 دولار أميركي لغير المشتركين.
وستتاح الخدمة في مارس المقبل لبعض المستخدمين مع توسيع نطاق طرحها بمرور الوقت. وكانت "أمازون" تدرس تسعير الخدمة بخمسة أو عشرة دولارات شهريا لجميع المستخدمين غير المشتركين في "أمازون برايم".
وعرض باناي كيف يمكن لأليكسا تخزين تفضيلات المستخدمين. فعلى سبيل المثال، إذا كان أحد أفراد الأسرة نباتيا ويفضل الطعام اليوناني والإيطالي لكنه يتجنب زبدة الفول السوداني، يمكن الاستعانة بالتفضيلات في حجز مواعيد عشاء وإرسال رسائل نصية بوقت محدد.
وارتفع سهم "أمازون" 1.7 بالمئة إلى 216.45 دولار.
وعرض المسؤولون التنفيذيون في "أمازون" قدرات مختلفة للخدمة مثل استخدامها لطلب الطعام والاتصال مع تكنولوجيا المنازل الذكية وبث الفيديو.

أخبار ذات صلة ذكاء اصطناعي يدمج 128 ألف «جينوم» طحنون بن زايد: الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي يعزز مكانة الإمارات المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • الصين تطلب من مسؤولي شركات الذكاء الاصطناعي تجنب السفر لأمريكا
  • الصين تحصّن عقولها التقنية.. قيود صارمة على سفر قادة الذكاء الاصطناعي إلى أمريكا
  • الصين توجه مسؤولي شركات الذكاء الاصطناعي بتجنب السفر لأميركا
  • الصين تحذر مختصي الذكاء الاصطناعي من مواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة
  • الصين تحذر مسؤولي شركات الذكاء الاصطناعي من السفر لأمريكا
  • خوفاً من التسريب والاعتقال..الصين تحذر المسؤولين عن الذكاء الاصطناعي من السفر إلى أمريكا
  • رحاب بورسلي: ضرورة وضع إستراتيجية دولية لتمكين ذوي الإعاقة من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي
  • أمازون تدعم مساعدها الصوتي أليكسا بالذكاء الاصطناعي
  • ترامب يروّج لمستقبل غزة بفيديو استفزازي بالذكاء الاصطناعي
  • روشتة بالذكاء الاصطناعي من «ChatGPT» لصوم صحي