قال الشيخ عبدالله البعيجان ، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن صلة الرحم بقاء وأجر وثواب والقطيعة فناء وإثم وعقاب ، فهي من أعظم الواجبات وأجل الطاعات وأزكى القربات وأولاها بالأداء حقوق ذوي القربى والرحم، فقال تعالى: (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

صلة الرحم بقاء وأجر وثواب

وأوضح " البعيجان" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة،  أن الله سبحانه وتعالى قرن حق ذوي الأرحام والقربى بتوحيد قال تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا).

وأضاف أن صلة الرحم من أعظم الحقوق والواجبات التي وافضل الأعمال قال تعالى (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، منوهًا بأن من تمام صلة الرحم أنها تثير العاطفة في القلوب والمحبة والوفاء والأخوة والصفاء .

ونبه إلى أن سبب في شرع صلة الرحم بالزيارة والإحسان والرحمة فبه أخذ الميثاق ممن قبلنا قال عز وجل (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ).

من لوازم الإيمان بالله

وأفاد بأن صلة الرحم من مقتضيات ولوازم الإيمان بالله واليوم الآخر واسباب بسط الرزق وطول العمر والبركة في المال ففي الحديث (مَن أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رزقِه ، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَه)، مشيرًا إلى أن صلة الرحم حق أوجبه الله وعبادة يتقرب بها إلى الله, مشيراً إلى صلة من قطع رحمه وذل العطاء لهم والعفو عنهم والإحسان إليهم والألفة والوفاء والزيارة.

وشدد على حرمة قطع الرحم والتحذير منها قال تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ), مشيراً إلى أن قطع الرحم ذنب وكبيرة وظلم ينفر القلوب، لافتًا إلى أن الرحم مشتقة الرحمة ومن آثار رحمة الله ومشتبكة معها .

واستشهد بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم؛ فقالت: هذا مقام العائذِ بكَ من القطيعة؛ قال: نعم؛ أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت: بلى، قال: فذلِكَ لكِ)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا إن شئتم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ وعن عائشة رضي الله عنها (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ).

وأشار إلى أن الله اشتق اسم من اسمه تعالى فهو الرحمن وهي الرحم فعن عبد الرحمن بن عوف قال, قال اللهُ تبارَك وتعالى: أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن أسمي فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها قطعته، موضحًا أن الصلة بقاء و أجر وثواب والقطيعة فناء وإثم وعقاب ففي الحديث ( لا يدخل الجنة قاطع رحم فهي أعجل ثوابا واعجل عقوبة وفي الحديث (ما ذَنْبٌ أَحْرَى أنْ يُعَجِّلَ اللهُ لِصاحِبِه العُقُوبَةَ في الدنيا ، مع ما يَدَّخِرُ لهُ في الآخرةِ من قَطِيعَةِ الرَّحِمِ و البَغْيِ).
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة من المسجد النبوي صلة الرحم قال تعالى صلة الرحم ال ق ر ب ى أ ول ئ ک إلى أن

إقرأ أيضاً:

خطيب الأوقاف: النساء أكرمهن الله فلا ينبغي لأحد أن يهينهن

قال الشيخ أحمد شرف، إمام مسجد النصر بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، إنه على المسلم ألا يتكبر بعبادته على الناس، وعليه أن يتواضع لخلق الله ولا يتعالى عليهم أو يظن أنه أفضل منهم بعبادته، فرب حسنة أدخلت صاحبها النار ورب سيئة أدخلت صاحبها الجنة.

وأضاف أحمد شرف، في خطبة الجمعة اليوم، التي نقلها التليفزيون المصري، أن مهمتنا أن نبني إنسانا وسطيا لا يتطرف تطرف ديني أو غير ديني، إنسان يصنع حضارة ويكون تلميذا للحبيب المصطفى، شأنه كبير في المجتمع، متواضع بين خلق الله.

واستشهد خطيب الأوقاف بقول النبي (ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عزوجل) فهذا الكبير المتواضع يكون بردا وسلاما على خلق الله، والأقربون أولى بالمعروف، فعليه أن يكون متواضعا مع أهل بيته وجيرانه وأقاربه.

وأشار إلى أن الله جعل الجنة عند أقدام الأمهات وجعل الأخوات والبنات حجابا وسترا من النار، والأزواج يغلبن كريما ويغلبهن لئيم، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم.

وأوضح أن النساء أكرمهن الله فلا ينبغي لأحد أن يهينهن، فلا عنف ولا تنمر ولا تحرش ولا سكوت عن حقها الذي اعطاه الله إياها، نريد أن نحول الدنيا بردا وسلاما وأن يحب الصغير الكبير ويحب الكبير الصغير.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد الحرام: الكون كله بيد الله ومن سواه لا يملك لنفسه حولًا ولا قوة
  • خطيب المسجد النبوي يتضرع إلى الله بالدعاء لنصرة أهل فلسطين على الاحتلال
  • خطيب الأوقاف: النساء أكرمهن الله فلا ينبغي لأحد أن يهينهن
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • مركز ضيافة الأطفال بالمسجد النبوي يستقبل أكثر من 20 ألف طفل
  • علي جمعة: ليلة النصف من شعبان عظيمة وتحويل القبلة حدث تاريخي في الإسلام
  • انطلاق حملة نظافة موسعة بمساجد أوقاف الفيوم استعدادًا لشهر رمضان.. صور
  • رواق عمر بن الخطاب: نقطة تحول جديدة لراحة الزوار حول المسجد النبوي .. فيديو وصور
  • 278 ألف مستفيد من النقل السريع بساحات المسجد النبوي خلال يناير
  • رئيس الوزراء الصومالي يزور المسجد النبوي