نظّمت الجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت راية الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، أمس الخميس 14 سبتمبر 2023، بمقرّ المنظّمة بالعاصمة، يوما دراسيا تونسيا ليبيا لتطوير نظام صحي إقليمي مشترك قصد النهوض بمستوى الرعاية الصحية "الشمول المالي وقطاع الصحة"، بحضور ممثلين عن الجانب الليبي يتقدمهم أحمد مليطان رئيس جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية بليبيا، والدكتورة نادية فنينة ممثلة عن وزارة الصحة بتونس وروضة بوقديدة ممثلة عن البنك المركزي التونسي، ولسعد الجويني الرئيس المدير العام للشركة التونسية للبنك، إضافة إلى حضور ممثلين عن وزارات الصحة والمالية والنقل والداخلية والخارجية، كما حضر اللقاء رؤساء غرف وجامعات ومسؤولين من الاتحاد.

وقدّم طارق النيفر رئيس الجامعة الوطنية للصحة في مستهل مداخلته تعازيه الحارة لضحايا الإعصار الذي تعرّضت له مدينة درنة الليبية وضحايا الزلزال في المغرب، معربا عن التضامن الكامل مع  البلدين الشقيقين واستعداد القطاع الصحي في تونس لمدّ يد المساعدة للأشقاء في هذه المحنة.

وأكد طارق النيفر أنّ مبادرة الجامعة الوطنية للصحة تتنزّل في إطار المساهمة في تطوير النظام الصحي المشترك بين تونس وليبيا، مع التركيز على ما تقدمه  التكنولوجيا المالية وتكنولوجيا الاتصال من حلول من أجل النهوض  بمستوى الرعاية الصحية بما يستجيب لمستحقات وحاجيات المجموعة الوطنية بدرجة أولى ويساهم في إصلاح منظومة الخدمات الصحية التونسية-الليبية، وذلك بالاعتماد على التقدم العلمي في مجال تكنولوجيا الصحة-HealthTech وتكنولوجيا المالية-FinTech في إطار عمل تشاركي بين القطرين مبني على مبادئ الحوكمة الرشيدة، ويعمل على تحقيق الشمول المالي Financial Inclusion، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تحقيق التوازن البيئي لثلاثي الأطراف الأساسية في  القطاع: المريض ومسدي الخدمات ومؤسسة الدفع، وهي تمثل المرحلة الأخيرة والخاصة بتنظيم الأطر القانونية والإدارية وضبط التزامات الأطراف والمصادقة عليها حتى يتمّ الشروع في إصلاح المنظومة الحالية ابتداء من موسم 2024.

من جهته، شدّد أحمد مليطان رئيس جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية بليبيا على أهمية هذه المبادرة التي تهدف إلى إرساء شراكة متوازنة ومتكاملة بما فيها مصلحة البلدين، مؤكدا أن المرحلة الحالية تنكب فيها جميع الأطراف على حل كل الصعوبات والعوائق من أجل تقديم أفضل الخدمات العلاجية، وإرساء الثقة في التعامل بين جميع الأطراف وتمكن من تقديم خدمات صحية شاملة على المستوى الاقتصادي والمالي وعلى المستوى العلمي والتكنولوجي.

من جهتها ثمنت نادية فنينة ممثلة عن وزارة الصحة التونسية هذه المبادرة، والتي سيكون لها انعكاسات ايجابية على النظام الصحي المشترك بين تونس وليبيا، وتتماشى مع الإصلاحات التي تنفذها وزارة الصحة بالتعاون مع الجامعة والهياكل التابعة لها، مضيفة أن هذه المنصة ستكون مرتبطة بالأمثلة المختلفة  للخدمات الصحية المحلية الموحدة كتغطية التأمين، التغطية المصرفية، وتعتبر نافذة افتراضية موحدة بدعم من البنك المركزي التونسي ووزارة الصحة، وستعمل على تسهيل الإجراءات في مجال السياحة الطبية، كما ستشمل فيما بعد الجزائر ودول أخرى.

ممثلة البنك المركزي التونسي روضة بوقديدة أكدت أن انخراط البنك المركزي في هذه المنظومة يتماشى والتكنولوجيا الجديدة في هذا المجال، وتتنزل في إطار التعاون التونسي الليبي الذي يعود لعقود مضت ومؤطر عبر شراكات واتفاقيات، ومصالح مشتركة، من أجل تجاوز كلّ الإشكاليات والعراقيل، وستساعد هذه المنظومة المصحات التونسية على استخلاص ما تقدمه من خدمات بصفة آنية وسلسة، وأضافت أنّ هذه المنظومة الجديدة ترتكز حول الحوكمة الرشيدة وعلى الشفافية المالية وتعتمد على التكنولوجيا المالية FinTech، وهو ما سيعزز السير العادي والنشاط التصديري للقطاع الصحي، مشيرة إلى أن هذه المنصة الرقمية ستمتد مستقبلا لتشمل مجالات أخرى خدماتية.

من جهته قدّم لسعد الجويني الرئيس المدير العام للشركة التونسية للبنك طريقة عمل المنظومة والتي ستمثل حلا بديلا يسهل عملية تحقيق الشمول المالي، مؤكدا دعم البنك لهذه المبادرة التي تضمن الشفافية المالية وتساهم في تعزيز الشراكة بين تونس وليبيا في المجال الصحي، ما سينعكس إيجابا على العلاقات الاقتصادية بين البلدين مستقبلا وفي كل المجالات.

ودعا مصطفى قدارة القائم بالأعمال في السفارة الليبية بتونس عبر كلمة مسجلة إلى ضرورة  العمل على تطوير  الخدمات العلاجية بين البلدين ووجود حلول رائدة وبديلة لتطوير العملية العلاجية من حيث الهيكل والإجراءات ودعم وتسهيل الخدمات الخاصة في المعابر الحدودية والبرية والجوية.

وتضمن اليوم الدراسي ثلاث ورشات، حيث ناقشت الورشة الأولى كيفية إنشاء وتطوير إقليم جيو-صحي بين تونس وليبيا: دور الشمول المالي وتكنولوجيا المالية في خلق التوازنات في قطاع الصحة، واهتمت الورشة الثانية بإنشاء معايير ومواصفات خاصة بجودة الخدمات الصحية، أما الورشة الثالثة فتمحورت حول دور تكنولوجبا المالية وتكنولوجيا الصحية في النهوض بمستوى الرعاية الصحية.

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: الخدمات العلاجیة بین تونس ولیبیا الشمول المالی البنک المرکزی هذه المبادرة

إقرأ أيضاً:

التأمين الشامل: سداد 15.5 مليار جنيه لمقدمي الخدمات الصحية حتى ديسمبر 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 شاركت الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، في جلسة علمية نظمها المعهد القومي للتخطيط، تحت عنوان «الرعاية الصحية وسبل مواجهة تحديات تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل»، حيث انطلقت بحضور نخبة من الخبراء والمسؤولين، وبمشاركة الدكتور علاء زهران رئيس معهد التخطيط القومي السابق.

إنجازات منظومة التأمين الصحى الشامل

وقدمت الأستاذة مي فريد المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، ملخصًا عن إنجازات المنظومة العام الماضي، في ضوء تقييم خطوات التطبيق وسبل تسريع التنفيذ وأيضا مقترحات لتحسين الأداء.

وأوضحت المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، أن النظام الجديد للتأمين الصحي الشامل بدأ تطبيقه فعليًا منذ عام 2018 في خمس محافظات، هي: بورسعيد، الإسماعيلية، الأقصر، جنوب سيناء، والسويس، إلى جانب التشغيل التجريبي بمحافظة أسوان، حيث بلغ عدد المواطنين المُسجلين بالمنظومة حتى نهاية عام 2024 نحو 3.8 مليون مواطن، بنسبة تسجيل تجاوزت 81%، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من مليون مواطن بشكل تجريبي في محافظة أسوان، كما بلغ إجمالي الإيرادات المحصلة 173 مليار جنيه مع فائض تراكمي وصل إلى 139،7 مليار جنيه منذ بدء نشاط المنظومة وحتى ديسمبر 2024، كمـا ســــددت الهيئـة العامة للتأمين الصحي الشامل نحو 15,585 مليـار جنيـه لمقـدمي الخـدمـات الصــــحيـة حتى ديســمبر 2024.

إطلاق بوابات إلكترونية للمستفيدين ومقدمي الخدمة

وأكدت الأستاذة مي فريد، أن التحول الرقمي يلعب دورًا محوريًا في تعزيز كفاءة النظام، حيث تم إطلاق بوابات إلكترونية للمستفيدين ومقدمي الخدمة، مما ساهم في تقليل الاعتماد على العمليات الورقية، واستقبال أكثر من 9.5 مليون مطالبة بشكل إلكتروني. كما غطت الشبكة الصحية التابعة للهيئة حتى الآن 91% من مراكز الرعاية الصحية، وشملت 448 منشآت طبية، منها 27.5% تابعة للقطاع الخاص.

 تطوير البنية التكنولوجية

ونوهت المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، إلى أنه رغم الإنجازات التي حققتها المنظومة الجديدة حتى الآن، لكن لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه التطبيق، لعل أبرزها بطء تطوير البنية التكنولوجية، وصعوبة الوصول إلى القطاع غير الرسمي، والاعتماد الزائد على الرعاية الثانوية والثالثية بدلًا من تعزيز الرعاية الأولية. كذلك، فإن إجراءات اعتماد المنشآت الخاصة معقدة ومكلفة، ما يشكل عقبة أمام دمج أوسع للقطاع الخاص ضمن المنظومة.

وقدّمت المدير التنفيذي للهيئة، عدة توصيات لتسريع وتيرة التنفيذ، من بينها تعزيز التكامل المؤسسي، وتوسيع الشراكات الدولية مع جهات مثل البنك الدولي ومنظمة JICA، وتكثيف حملات التوعية، وتحسين آليات التمويل والتحصيل لضمان الاستدامة المالية للنظام.

تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص 

 

وأشارت الأستاذة مي فريد، أن الهيئة تسعى إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية لتبادل الخبرات وتوسيع شبكة مقدمي الخدمات، مع التركيز على تطبيق معايير الجودة العالمية وضمان سلامة المرضى. ومن خلال حملات التوعية المســتمرة، تعمل الهيئة على تعزيز الوعي الصحي وتشجيع المواطنين على الانضمام إلى المنظومة، مما يسـهم في تحقيق رؤية مصر 2030 لتوفير رعاية صحية شاملة ومستدامة لجميع المواطنين.

وفي ختام السيمنار العلمي، أكدت الأستاذة مي فريد التزام الهيئة بتوسيع نطاق التغطية الصحية خلال المرحلة القادمة لتشمل محافظات جديدة، مع إيلاء اهتمام خاص للفئات الأكثر احتياجًا، واستمرار تطوير البنية الرقمية وتعزيز الحوكمة المالية. كما شددت على أهمية الفحص الاكتواري الدوري كل 4 سنوات لضمان التوازن المالي واستمرار تقديم خدمات صحية بجودة عالمية.

يُذكر أن نظام التأمين الصحي الشامل يعد أحد أعمدة استراتيجية مصر نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، ويستهدف في مراحله القادمة الوصول إلى تغطية صحية كاملة لكافة المواطنين بحلول عام 2032.

IMG-20250426-WA0007 IMG-20250426-WA0008 IMG-20250426-WA0009

مقالات مشابهة

  • بيان صحفي مشترك من المملكة ودولة قطر حول سداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي
  • الرعاية الصحية بأسوان: زيادة معدلات رضاء المنتفعين بالمحافظة
  • تلاعبوا فى نظام البصمة.. إحالة 21 عاملا بإدارة السنطة الصحية للمحاكمة التأديبية
  • جنوب كردفان: اجتماع مشترك لمناقشة قسمة الموارد المالية الولائية
  • التأمين الشامل: سداد 15.5 مليار جنيه لمقدمي الخدمات الصحية حتى ديسمبر 2024
  • السبكي: نتطلع للوصول بمستشفى بورسعيد للصحة النفسية إلى مركز إقليمي متميز
  • بيان مشترك لوزير المالية ومدير عام صندوق النقد الدولي ورئيس مجموعة البنك الدولي بشأن سوريا
  • الحكومة اللبنانية تخطط لتطوير برامج دعم جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة قريبا
  • اتفاق مصري تونسي على إنتاج التمور وزراعة التين الشوكي
  • اتحاد الطائرة يضع خطة استراتيجية لتطوير منظومة الرعاية الصحية للاعبين