كيف ترد أمريكا على تنامي الشراكة بين روسيا والصين وكوريا الشمالية؟
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
تكثر الروايات عن الشراكة المتنامية بين روسيا، والصين، وكوريا الشمالية. فبعد أن فرض عدد كبير من دول العالم العزلة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا، ونتيجة نقص في الذخائر والإمدادات العسكرية الأخرى، طلبت روسيا المساعدة من كوريا الشمالية والصين.
تحتاج الولايات المتحدة إلى مواصلة تطوير قدرات عسكرية جديدة تسمح لها بالتعامل مع روسيا، والصين، وكوريا الشمالية، شرط أن تكون قادرة على تحمل المقابل الذي سيتحتم دفعه.
وجت تقارير عن شحن كوريا الشمالية قذائف مدفعية وإمدادات عسكرية أخرى إلى روسيا، وتزويد الصين روسيا بالتقنيات والمكونات ذات الاستخدام العسكري والمدني المزدوج ، واقترحت موسكو تدريبات مشتركة مع كوريا الشمالية، والصين. شراكة متنامية
وفي حين تُركز التحالفات والشراكات التي تنخرط فيها الولايات المتحدة على الأهداف الدفاعية، يقول موقع "1945" الأمريكي إن هذه الشراكة الثلاثية الناشئة هي على طرف نقيض. ويسعى بوتين إلى ضم أوكرانيا لتحويلها إلى "جزء من الإمبراطورية الروسية الجديدة"، في حين يسعى الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الهيمنة الإقليمية، إن لم تكن العالمية، بحلول 2049. ويسعى كيم إلى توحيد الكوريتين تحت سيطرة كوريا الشمالية. وباختصار، فإن الطموحات الامبريالية تداعب مخيلة الدول الثلاث.
North Korea, Russia and China: The Developing Trilateral Imperialist Partnership https://t.co/UrpgWsSWIi via @RANDCorporation
— Gabriele Iuvinale (@GabrieleIuvina1) September 14, 2023
ورغم رفض الصين وكوريا الشمالية، حتى الآن شن حرب كبرى لتحقيق أهدافهما، إلّا أنهما متورطتان في حملات إعلامية نشطة في هذا الصدد، كما اتخذت الصين تدابير اقتصادية صارمة لتوسيع نفوذها حول العالم، حيث تُظهر مبادرة الحزام والطريق، جهود بكين لتأمين النفوذ الاقتصادي. ويُمثل مستوى التجارة بين الصين، وكوريا الجنوبية، وأستراليا والعديد من الدول الأخرى مثالاً آخر على هذا التوجه.
وأوضح بروس بينيت، كبير محللي الدفاع في مؤسسة راند البحثية الأمريكية، في مقاله بـ "1945" أن هذه الشراكة الامبريالية الثلاثية المتنامية تفرض أربعة مخاطر رئيسية على الأقل.
الأول، أن المساعدات الكبيرة من كوريا الشمالية، والصين، إلى روسيا قد تؤدي إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وزيادة الأضرار التي لحقت بها. علاوة على ذلك، كلما تأخر دعم الدول الغربية لاستقلال أوكرانيا، كلما استنزفت معداتها وإمداداتها العسكرية.
ثانياً، ربما تُقدم الصين وكوريا الشمالية على أكثر من مجرد إرسال المعدات والإمدادات إلى أوكرانيا، فقد ترسل الدولتان أيضاً بعض العسكريين، وحتى الخبراء الفنيين. ومن شأن ذلك تحويل أوكرانيا إلى مختبر لروسيا، والصين، وكوريا الشمالية لاختبار وتحسين الأسلحة والتكتيكات المختلفة، ما يعود عليهما بالنفع في الحرب الفعلية. ومن المرجح أن تكون النتيجة تحسين القدرات العسكرية للدول الثلاث، ما يجعلها أكثر فتكاً في صراعات المستقبل.
ثالثاً، ونظراً إلى أن الثلاثة في هذه الشراكة الامبريالية، يسعون إلى السيطرة على أراض خارج حدودهم الحالية، فقد يقررون في مرحلة ما شن الحروب في وقت واحد. وبسبب الهجوم بتلك الصورة المتزامنة، سيسلطون أقصى قدر من الضغط على القوات العسكرية لخصومهم، مثلما فعلت قوى المحور في بداية الحرب العالمية الثانية.
North Korea, ruZZia And China: The developing trilateral imperialist partnership.https://t.co/rdHDwF4QpQ
— Mavka Slavka ????♀️???? (@MavkaSlavka) September 13, 2023وأخيراً، ونظراً لامتلاك الشركاء الثلاثة أسلحة نووية، فإن أي حرب كبرى يعتزمون شنها ستنطوي على احتمال كبير أن تقود إلى استخدام الأسلحة النووية. ورغم أن التكامل النووي التقليدي كان جزءاً كبيراً من التخطيط العسكري الأمريكي في ثمانينيات القرن العشرين، فإنها توقفت عن متابعة تطبيقه بشكل جدي منذ نهاية الحرب الباردة. وإذا لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لهذا النوع من الحرب، فإن تبادل الضربات النووية سيؤدي إلى كارثة نووية عالمية.
ردللولايات المتحدة وحلفائها وبطبيعة الحال، يقول الكاتب، ليس سهلاً مواجهة تلك الشراكة المتنامية بين روسيا، والصين، وكوريا الشمالية. ففي نهاية المطاف، قد تؤدي الضربات العسكرية ضد الإمدادات العسكرية الكورية الشمالية والصينية التي تشق طريقها إلى روسيا، إلى تصعيد هذه الحرب الخطيرة بالفعل.ومع ذلك، يضيف الكاتب، هناك خيارات يُمكن النظر فيها وخطوات عملية يجب اتخاذها. الأولى أن تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على فهم مستقبل الحرب بشكل أفضل، بما في ذلك الشكوك الهائلة المحيطة بها.
ثانياً، تحتاج الولايات المتحدة إلى مواصلة تطوير قدرات عسكرية جديدة تسمح لها بالتعامل مع روسيا، والصين، وكوريا الشمالية، شرط أن تكون قادرة على تحمل المقابل الذي سيتحتم دفعه.
ثالثاً، على الولايات المتحدة أن تفكر في تطوير متطلبات جديدة للقوة العسكرية التي تستجيب للتهديدات الناشئة. وعلى واشنطن أن تحدد القوات الأمريكية المطلوبة للتعامل مع أي حرب تبدأها الشراكة بين روسيا، والصين، وكوريا الشمالية.
رابعاً، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها تطوير عمليات اقتصادية وإعلامية لمواجهة الإمدادات الكورية الشمالية، والصينية، إلى أوكرانيا. ويجب أن تخضع أي شركات كورية شمالية متورطة، والمؤسسات المالية التي تدعمها، لعقوبات اقتصادية.
أخيراً، قد يبدو أن روسيا والصين وكوريا الشمالية تتمتع في كثير من النواحي بأواصر تحالف طبيعية، لكن الكاتب يرى أن ثمة تصدعات في العلاقات يجب استغلالها. على سبيل المثال، أصدرت الصين أخيراً خريطة تتضمن بعض الأراضي الروسية التي تعدها الصين جزءاً منها.
ومن ناحية أخرى، ربما تجد روسيا أن كوريا الشمالية تُبالغ في المقابل الذي تريد الحصول عليه ثمناً لقذائفها المدفعية. ومن المحتمل كذلك أن يثبت أن نوعية المدفعية الكورية الشمالية رديئة، أو أن تفشل التقنيات التي قدمتها روسيا إلى كوريا الشمالية في العمل، ومن شأن ذلك أن يُحدث صدعاً في جسد هذا التحالف.
ورغم أن أياً من هذه الإجراءات لا يمثل حلاً سحرياً لمواجهة الشراكة الثلاثية، إلا أن الكاتب يؤكد ضرورة أخذ الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركائها التهديد المتنامي على محمل الجد ،وأن يتصدوا له خطوة بخطوة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا الصين كوريا الشمالية الصین وکوریا الشمالیة الولایات المتحدة کوریا الشمالیة بین روسیا
إقرأ أيضاً:
روسيا: رئيسة اليونيسيف تهتم بأطفال أوكرانيا أكثر من غزة
انتقدت روسيا المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" على خلفية عدم تقديم "حجة قوية لرفضها" تقديم إحاطة لمجلس الأمن بشأن الأطفال في غزة، وهو اجتماع طلبت روسيا عقده.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، وهي أمريكية، قدمت للمجلس المكون من 15 عضواً "بشكل مفاجئ" في ديسمبر (كانون الأول) إحاطة بشأن الأطفال في أوكرانيا في ظل رئاسة الولايات المتحدة للمجلس.
وأضاف السفير الروسي "لذا يبدو أن الأطفال في غزة أقل أهمية بالنسبة لليونيسف من الأطفال في أوكرانيا".
وقال متحدث باسم اليونيسيف إن راسل موجودة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا وتركز على التعامل مع الأزمات الإنسانية، ولم تتمكن من تعديل جدولها الزمني لتقديم إحاطة إلى مجلس الأمن.
وقال المتحدث "عرضت السيدة راسل على مدير الطوارئ إلقاء بيانها نيابة عنها... أحاطت المديرة التنفيذية لليونيسف مجلس الأمن عدة مرات بشأن وضع الأطفال في غزة وتقدر تركيز المجلس على الأطفال المتأثرين بالحرب".
واجتمع مجلس الأمن عشرات المرات لمناقشة الحرب في غزة. والقوات المسلحة وقوات الأمن في إسرائيل وحركتا حماس والجهاد الإسلامي والقوات المسلحة الروسية مدرجة جميعها على قائمة عالمية سنوية لمرتكبي الانتهاكات بحق الأطفال.
وقدم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إفادة خلال اجتماع مجلس الأمن أمس الخميس عبر دوائر الفيديو من ستوكهولم. وكان صريحا في تقييم الشهور الخمسة عشر الماضية منذ بدء الحرب في غزة، قائلا "تعرض الأطفال للقتل والتجويع والتجمد حتى الموت".
وأضاف "تعرضوا للتشويه واليتم وفصلوا عن عائلاتهم. تشير أقل التقديرات إلى أن أكثر من 17 ألف طفل فقدوا أسرهم في غزة... هناك جيل كامل مصاب بصدمة نفسية".
وبدأت روسيا الحرب مع أوكرانيا المجاورة في فبراير (شباط) 2022 وهي في حالة حرب منذ ذلك الحين.
#Russia has reprimanded the head of the #UN children’s agency #UNICEF for not providing a “weighty argument for her refusal” to brief the Security Council on children in #Gaza - a meeting requested by Russia.https://t.co/gD8ZW1ocv2
— Al Arabiya English (@AlArabiya_Eng) January 24, 2025وبدأت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأحد.