تعرف على دير سوميلا اعجوبة العمران على ارتفاع 1200 متر شمال تركيا
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
دير سوميلا باليونانيّة: Μονή Παναγίας Σουμελά، بالجورجية: სუმელას მონასტერი؛ بالتركيّة: Sümela Manastırı، هو دير أرثوذكسي شرقي يقع في جبال البنطس شمال شرق تركيا على ساحل البحر الأسود.
تأسس دير سوميلا، الذي يدعى أيضًا بدير السيدة مريم العذراء، على المنحدرات الحادة في ماتشكا، بالقرب من طرابزون في القرن الرابع، وتم تحسين الهيكل في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، وزين بصور عديدة من المشاهد التوراتية.
قصة بناء كنيسة "سوميلا" عجيبةٌ أيضًا، حيث راود اثنان من الرهبان اليونان برنابا وسوفرونيوس، وهما من أثينا، الحلم نفسه.
ورأى الراهبان موقع "سوميلا" على أنه المكان الذي تتواجد فيه "الأيقونة الأم"، والتي يعتقد أنها من صنع القديس لوقا، وسافر كليهما إلى مدينة طرابزون، عن طريق البحر، دون أن يعرفا بعضهما البعض.
و تحدث الراهبان عن حُلمهما بمجرد رؤية بعضهما البعض، واستنتجا أنها معجزة وبعد وصولهما إلى المكان الذي تتطابق أوصافه مع الحلم، بدأ كلًا من برنابا وسوفرونيوس في عملية البناء لتوسيع الكهف الذي وجداه، ثم قاما ببناء كنيسة الصخرة التابعة للدير، حيث أمضيا كل حياتهما فيها.
توفي الراهبان بعد مرور سنوات في اليوم نفسه. واستمر تلاميذهما في تطوير الدير لأجيال عديدة وفي القرن السادس، تم ترميم الدير بطلب من الإمبراطور جستنيان، الذي أقام كنيسة آيا صوفيا في مدينة اسطنبول.
ومن المعروف أن دير "سوميلا" قد وصل إلى حالته الحالية منذ القرن الثالث عشر.
تم تأسيس منطقة الدير في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الأول سنة 386 من طرف الراهبان اليونانيان برنابا وصفرنيوس. حسب الأساطير التي تحكى بالمنطقة فان الراهبان قررا الاستقرار وبناء الدير بعدما وجدا إيقونة لمريم العذراء في كهف بالجبل.
دير سوميلا أخدت شكلها الحالي منذ القرن الثالث عشر في فترة أوج تطورها خلال فترة حكم الإمبراطور الكسيوس الثالث لامبراطورية طرابزون التي تأسست سنة 1204. تعرضت الامبراطورية للغزو من قبل السلطان العثماني محمد الثاني سنة 1461 وأصبحت تابعة لوصاية السلطان.
دير سوميلا التاريخية كانت قبلة للحركات العسكرية لمختلف الأباطرة الذين تعاقبوا على حكم المنطقة حيث تعرضت للهجومات العسكرية في مختلف العصور، كما استفادت في نفس الوقت من عمليات التجديد والتوسعة في مختلف العصور والتي كان ابرزها عملية إعادة البناء خلال القرن السادس عشر من قبل الجنرال بيليساريوس في عهد الإمبراطور جستينيان.
و لا يُعد دير "سوميلا" مجمعًا ضخمًا بُني في فترة واحدة. وإنما تم اتباع طريقة البناء نفسها للعديد من الأبنية في "سوميلا"، حيث بُنيت أجزاء جديدة، ورُبطت بمجمع الدير بحسب الحاجة. وبذلك، استمرت أعمال البناء والتشييد في دير "سوميلا" لأكثر من 1،600 عام، أي منذ يوم تأسيسه حتى عام 1923، عندما تم هجره.
و تشمل "سوميلا" كلًا من كنيسة الصخرة الرئيسية، وكنيسة صغيرة، وغرف التلاميذ، وغرف الرهبان، وغرف الضيوف، والمطبخ، والمكتبة، وعين الماء المقدسة.
و يُعتقد أن الماء المتساقط بانتظام من أحد الصخور فوق مجمع الدير هو دموع مريم العذراء، حيث تم جمع الماء في بركة صغيرة. وهكذا، زار العديد من المسيحيين الدير ومن ديانات اخرى ليجدوا الشفاء في هذا الماء المقدس.
و يتم الوصول إلى المدخل الرئيسي للدير عن طريق درج ضيق وطويل جدًا، بينما يتم الوصول إلى الفناء الداخلي من خلال درج آخر يمر عبر المدخل الواقع بجوار غرف الحراسة.
و تتميز الكنيسة باحتضانها أيقونات ثمينة مصنوعة بحرفية رائعة، وهي مرسومة على جدرانها، حيث تحظى بتقدير كبير من قبل الزوار.
وتشير التقديرات إلى أن الأيقونات الجدارية المرسومة على الطراز الأرثوذكسي قد صنعت في القرنين التاسع والثالث عشر والثامن عشر.
و هناك أكثر من 100 لوحة جدارية في الدير تحتوي على مشاهد من الكتاب المقدس وتاريخ المسيحية.
إعادة فتح الدير مجددًا أمام الزوار في صيف 2021
وقامت وزارة السياحة التركية بتحويل دير "سوميلا" إلى متحف في عام 1986، بعد إجراء العديد من أعمال الترميم والتنظيف، وفتحه أمام الزوار.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
تركيا تحارب الإرهاب أم ترسم حدود نفوذ جديدة في شمال العراق؟
16 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن بلاده أرست الأمن على طول حدودها مع العراق، في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً بشأن مدى احترام تركيا لسيادة العراق خلال عملياتها العسكرية المستمرة ضد حزب العمال الكردستاني. ووسط تزايد العمليات العسكرية التركية في شمال العراق، تبرز تساؤلات حول حقيقة الأجندة التركية في المنطقة، حيث يبدو أن المصالح الوطنية التركية تتصدر المشهد على حساب التنسيق مع بغداد.
في إحدى القرى القريبة من منطقة زاب شمال العراق، تحدث أحد السكان المحليين، ويدعى أحمد شريف، قائلاً: “كنا نستيقظ على أصوات الطائرات والقصف. منذ عام 2022 وحتى الآن، لا يمر شهر من دون سماع أخبار عن مقتل أشخاص في الجبال”. تصريح أحمد يأتي في سياق إعلان غولر عن تحييد 1136 مقاتلاً من حزب العمال الكردستاني خلال العامين الماضيين. إلا أن السكان المحليين يرون في هذه الأرقام مجرد عناوين إعلامية تخفي وراءها قصص معاناة طويلة.
وفي تدوينة على منصة “فيسبوك”، كتب الكردي هوزان ميرزا: “تركيا تدّعي أنها تحارب الإرهاب، لكنها في الواقع ترسم حدوداً جديدة للنفوذ في الشمال العراقي، ولا يهمها إن كان ذلك على حساب سيادة العراق أو استقرار أهله”. جاءت هذه التدوينة بعد أيام من تصريحات تركية وأخرى عراقية بشأن إنشاء مركز مشترك للتنسيق الأمني في بغداد، وهي خطوة قد تكون محاولة لاحتواء التوترات المتصاعدة بين الجانبين.
التوترات التركية-العراقية ليست جديدة. ففي السنوات الأخيرة، تصاعدت حدة الخلافات بين البلدين حول عمليات عسكرية عبر الحدود تنفذها تركيا ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني. في تغريدة على منصة “إكس”، قالت الناشطة العراقية سهى العزاوي: “العراق محاصر بضغوط إقليمية ودولية. اليوم، نراه يرضخ لإعلان حزب العمال الكردستاني كمنظمة محظورة تحت الضغط التركي، وغداً ربما يُجبر على تنازلات أكبر”.
من جانبه، أفاد باحث اجتماعي من مدينة السليمانية، يدعى فرهاد علي، أن “هذه العمليات العسكرية التي تبررها تركيا بحماية حدودها تترك أثراً عميقاً على المجتمع الكردي في العراق. العائلات التي تفقد أبناءها في هذه المناطق تنظر إلى العراق على أنه متخاذل أمام القوة التركية”. وأضاف: “الضغوط التركية تأتي في وقت يعاني فيه العراق من تحديات سياسية داخلية تجعل من الصعب عليه التصدي بشكل حاسم لهذه التدخلات”.
الشمال العراقي بات محوراً لا يتوقف عند الصراع بين أنقرة وبغداد، بل يمتد ليشمل الولايات المتحدة، التي تتهمها تركيا بدعم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وهي الفصيل الأكبر ضمن قوات سوريا الديمقراطية. على الجانب الآخر، تعتبر واشنطن هذه القوات شريكاً استراتيجياً في الحرب ضد تنظيم داعش. في تصريح لمسؤول تركي سابق على إحدى القنوات المحلية، قال: “لا يمكن لتركيا أن تغض الطرف عن الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية، فهذا الدعم يهدد الأمن التركي بشكل مباشر”.
وفي مشهد يعكس التعقيد المستمر، تحدثت مواطنة عراقية تدعى لمياء صالح، من سكان منطقة نينوى، عن تجربة منطقتها مع وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة. “كنا نظن أن وجودهم مؤقت، لكننا الآن نعيش تحت وطأة القلق من أن يتحول هذا الوجود إلى دائم. معسكر بعشيقة ليس مجرد موقع عسكري، إنه علامة على أن العراق يفقد السيطرة على أرضه”.
التوقعات تشير إلى أن التوتر بين تركيا والعراق قد يستمر، خاصة في ظل تمسك أنقرة بخيار القوة العسكرية لحماية مصالحها الحدودية. ووفق تحليلات خبراء، فإن هذه السياسات قد تؤدي إلى تعقيد العلاقات أكثر، ما لم يتم التوصل إلى صيغة تفاهم إقليمي جديد يعالج مخاوف الطرفين. لكن حتى ذلك الحين، يبقى شمال العراق مسرحاً لصراعات النفوذ الإقليمي، حيث تُدفع أثمان باهظة من أمن السكان المحليين واستقرار العراق كدولة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts