دير سوميلا باليونانيّة: Μονή Παναγίας Σουμελά، بالجورجية: სუმელას მონასტერი؛ بالتركيّة: Sümela Manastırı، هو دير أرثوذكسي شرقي يقع في جبال البنطس شمال شرق تركيا على ساحل البحر الأسود. 

تأسس دير سوميلا، الذي يدعى أيضًا بدير السيدة مريم العذراء، على المنحدرات الحادة في ماتشكا، بالقرب من طرابزون في القرن الرابع، وتم تحسين الهيكل في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، وزين بصور عديدة من المشاهد التوراتية.

ويتكون مجمع الدير من كنيسة الصخرة، مصليات للرهبان (قلايات) وغرف الطلاب، وكذلك مكتبة وعين الماء المقدسة ومطبخ وبيت للضيافة.

قصة بناء كنيسة "سوميلا" عجيبةٌ أيضًا، حيث راود اثنان من الرهبان اليونان برنابا وسوفرونيوس، وهما من أثينا، الحلم نفسه. 
 ورأى الراهبان موقع "سوميلا" على أنه المكان الذي تتواجد فيه "الأيقونة الأم"، والتي يعتقد أنها من صنع القديس لوقا، وسافر كليهما إلى مدينة طرابزون، عن طريق البحر، دون أن يعرفا بعضهما البعض.

و تحدث الراهبان عن حُلمهما بمجرد رؤية بعضهما البعض، واستنتجا أنها معجزة وبعد وصولهما إلى المكان الذي تتطابق أوصافه مع الحلم، بدأ كلًا من برنابا وسوفرونيوس في عملية البناء لتوسيع الكهف الذي وجداه، ثم قاما ببناء كنيسة الصخرة التابعة للدير، حيث أمضيا كل حياتهما فيها.

توفي الراهبان بعد مرور سنوات في اليوم نفسه. واستمر تلاميذهما في تطوير الدير لأجيال عديدة وفي القرن السادس، تم ترميم الدير بطلب من الإمبراطور جستنيان، الذي أقام كنيسة آيا صوفيا في مدينة اسطنبول.

ومن المعروف أن دير "سوميلا" قد وصل إلى حالته الحالية منذ القرن الثالث عشر.

تم تأسيس منطقة الدير في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الأول سنة 386 من طرف الراهبان اليونانيان برنابا وصفرنيوس. حسب الأساطير التي تحكى بالمنطقة فان الراهبان قررا الاستقرار وبناء الدير بعدما  وجدا إيقونة لمريم العذراء في كهف بالجبل.

دير سوميلا أخدت شكلها الحالي منذ القرن الثالث عشر في فترة أوج تطورها خلال فترة حكم الإمبراطور الكسيوس الثالث لامبراطورية طرابزون التي تأسست سنة 1204. تعرضت الامبراطورية للغزو من قبل السلطان العثماني محمد الثاني سنة 1461 وأصبحت تابعة لوصاية السلطان.  

دير سوميلا التاريخية كانت قبلة للحركات العسكرية لمختلف الأباطرة الذين تعاقبوا على حكم المنطقة حيث تعرضت للهجومات العسكرية في مختلف العصور، كما استفادت في نفس الوقت من عمليات التجديد والتوسعة في مختلف العصور والتي كان ابرزها عملية إعادة البناء خلال القرن السادس عشر من قبل الجنرال بيليساريوس في عهد الإمبراطور جستينيان.

و لا يُعد دير "سوميلا" مجمعًا ضخمًا بُني في فترة واحدة. وإنما تم اتباع طريقة البناء نفسها للعديد من الأبنية في "سوميلا"، حيث بُنيت أجزاء جديدة، ورُبطت بمجمع الدير بحسب الحاجة. وبذلك، استمرت أعمال البناء والتشييد في دير "سوميلا" لأكثر من 1،600 عام، أي منذ يوم تأسيسه حتى عام 1923، عندما تم هجره.

و تشمل "سوميلا" كلًا من كنيسة الصخرة الرئيسية، وكنيسة صغيرة، وغرف التلاميذ، وغرف الرهبان، وغرف الضيوف، والمطبخ، والمكتبة، وعين الماء المقدسة.

و يُعتقد أن الماء المتساقط بانتظام من أحد الصخور فوق مجمع الدير هو دموع مريم العذراء، حيث تم جمع الماء في بركة صغيرة. وهكذا، زار العديد من المسيحيين الدير ومن ديانات اخرى ليجدوا الشفاء في هذا الماء المقدس.

و يتم الوصول إلى المدخل الرئيسي للدير عن طريق درج ضيق وطويل جدًا، بينما يتم الوصول إلى الفناء الداخلي من خلال درج آخر يمر عبر المدخل الواقع بجوار غرف الحراسة.
و تتميز الكنيسة باحتضانها أيقونات ثمينة مصنوعة بحرفية رائعة، وهي  مرسومة على جدرانها، حيث تحظى بتقدير كبير من قبل الزوار.

وتشير التقديرات إلى أن الأيقونات الجدارية المرسومة على الطراز الأرثوذكسي قد صنعت في القرنين التاسع والثالث عشر والثامن عشر.

و هناك أكثر من 100 لوحة جدارية في الدير تحتوي على مشاهد من الكتاب المقدس وتاريخ المسيحية.

إعادة فتح الدير مجددًا أمام الزوار في صيف 2021
وقامت وزارة السياحة التركية بتحويل دير "سوميلا" إلى متحف في عام 1986، بعد إجراء العديد من أعمال الترميم والتنظيف، وفتحه أمام الزوار.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط فی القرن

إقرأ أيضاً:

“جامع كوبه”.. ماذا تعرف عن “المسجد المعجزة” الذي يقدّسه اليابانيون؟

#سواليف

صمد أمام القصـ.ـف في الحـرب العالمية الثانية والزلزال المدمر.. قصة "جامع كوبه" المسجد الذي يقدسه اليابانيون#الجزيرة_مباشر #اليابان pic.twitter.com/b28wSixTDn

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 12, 2024

يُعد #جامع_كوبه أقدم مسجد حيث تم بناؤه في #اليابان عام 1935، ويحظى برمزية خاصة بفضل صموده أمام القصف الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، وزلزال “هانشين” الكبير الذي ضرب المدينة عام 1995.

يعتبره البعض “ #المسجد_المعجزة ”، وفقًا لإمام مسجد كوبه، صلاح الدين الخميسي، الذي أوضح أن المسجد تم بناؤه على يد #مسلمين من التتار و #الهنود الذين استقروا في #مدينة_كوبه وافتُتح في عام 1935.

مقالات ذات صلة “أين ميغان؟”.. تشالز وويليام ينشران صورة مثيرة للجدل لهاري في عيد ميلاده 2024/09/16 “المسجد المعجزة”

وقال الخميسي للجزيرة مباشر “يعد هذا المسجد معجزة نظرًا لأنه أثناء الحرب العالمية الثانية تعرضت مدينة كوبه لقصف أمريكي عنيف، ورغم ذلك نجا هذا المسجد من أي ضرر، وتجلت رمزية صموده مرة أخرى عند وقوع الزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة عام 1995، حيث توفي حوالي 7 آلاف شخص وتعرضت المدينة لأضرار جسيمة، إلا أن المسجد بقي صامدًا”.

وأوضح أن للمسجد مكانة خاصة لدى اليابانيين، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، باعتباره جزءًا من تاريخ اليابان، ويستقبل المسجد يوميًا زوارًا من غير المسلمين الذين يشاركون في فعاليات ثقافية للتعرف على الإسلام.

أشهر المساجد

بدوره أوضح محمد عاصف، مدير المسجد، أن جامع كوبه يُعد من أشهر المساجد في اليابان، ليس فقط بسبب أهميته التاريخية، بل أيضًا لأنه يمثل كنزًا ثمينًا لهذه الأمة في مدينة كوبه.

وأضاف عاصف للجزيرة مباشر قائلًا “من المهام الرئيسة لمسجد كوبه بناء جسور متينة من الروابط الثقافية والاحترام المتبادل بين المجتمع الياباني والإسلامي، وذلك من خلال تنظيم فعاليات شهرية للتعريف بالعبادات الإسلامية بهدف نشر وتعزيز هذه القيم عبر منصات التواصل الاجتماعي”.

أقدم رواد المسجد

وأقدم رواد المسجد، هو الحاج إحسان الراعي، ياباني من أصول باكستانية، والذي جاء إلى اليابان عام 1976، وأقام 4 سنوات في طوكيو قبل أن يستقر في كوبه.

يقول الراعي للجزيرة مباشر “السبب في بناء هذا المسجد، هو انتقال مسلمين من التتار والهنود للعيش في اليابان بعد الحرب العالمية الأولى، وكان تركزهم في مدينة كوبه، وبفضل جهودهم والتبرعات التي جمعوها تم بناء مسجد كوبه”.

تعلم العربية

أما “آبي”، وهو ياباني اعتنق الإسلام منذ سنوات في إندونيسيا، فقد أشار إلى أنه يأتي أسبوعيًا للمسجد مع أولاده، من محافظة شيغا والتي تبعد نحو ساعة ونصف، لتعليمهم مبادئ الإسلام.

كما تدرس التلميذة اليابانية غير المسلمة “أوكا ناكانيتشي” اللغة العربية في مسجد كوبه مرة أسبوعيًا للسنة الثانية على التوالي، وقد ساعدها ذلك على الفوز بالمركز الثاني في مسابقة الخطابة باللغة العربية على مستوى اليابان.

تجربة رائعة

ومن زوار المسجد، عبر زوجان يابانيان عن سعادتهما بزيارة المسجد والتعرف على المسلمين، تقول الزوجة “هذه أول زيارةٍ لي، لكنني رأيت المسجد من الخارج عدة مرات، تعرفت على تاريخ المسجد، كما أردت أن أعرف كيف يقوم المسلمون بالصلاة واستطعت التكلم مع المسلمين وطرح أسئلة حول ذلك، لقد كانت تجربة رائعة”.

أما الزوج فقال “ذهبت من قبل لزيارة مسجد أثناء سفري خارج اليابان، أنا مهتم بالمسجد وشعرت أن قدومي إلى مسجد كوبه يعطيني الكثير من الفرص للتعلم”.

مقالات مشابهة

  • بالتجويع والحصار والقصف.. تعرف على خطة الاحتلال لتصفية شمال غزة
  • تحفة معمارية تتحدى الجاذبية.. تعرف على القصة الأسطورية لهذا الدير المعلق في تركيا
  • 4 هزات أرضية تضرب شمال غرب سوريا ووسط تركيا خلال 24 ساعة
  • تعرف على جهاز البايجر الذي استخدمه العدو لارتكاب جريمته في لبنان
  • ما هو جهاز البيجر الذي فجرته إسرائيل في عناصر حزب الله؟
  • فصيل مدعوم من تركيا يعتدي على احتجاجات نسوية ويحاصر قرية كردية في عفرين
  • “جامع كوبه”.. ماذا تعرف عن “المسجد المعجزة” الذي يقدّسه اليابانيون؟
  • هكذا نجا السنوار من ملاحقة إسرائيل .. تعرف على النظام البدائي الذي هزم واشنطن وتل أبيب
  • تعرف على مواصفات الصاروخ فلسطين2 الفرط صوتي الذي ضرب هدفاً عسكرياً في منطقة يافا بفلسطين المحتلة (إنفوجرافيك)
  • تركيا: تحييد 6 مسلحين شمال العراق وسوريا