ربع المدارس مغلقة الآن في بوركينا فاسو بعد تصاعد حاد في القتال بين المسلحين والحكومة، وفقا لتقرير جديد يحذر من أزمة تعليمية تلوح في الأفق في المنطقة.

وارتفع عدد المدارس المغلقة في البلاد بنحو الثلث خلال العام الماضي؛ ليصل إلى 6149، مما أثر على ما يقرب من مليون طالب .

وعانت بوركينا فاسو، التي توصف بأنها تعاني من "الأزمة الأكثر إهمالاً في العالم" ، لسنوات من العنف، الذي تصاعد منذ الانقلاب الذي وقع في العام الماضي .

وشنت الحكومة العسكرية الجديدة هجوما ضد الجماعات المسلحة التي شهدت مزاعم عن انتهاكات حقوق الإنسان من جميع الأطراف.

وقال الدكتور جون أغبور، المدير القطري لوكالة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، "إن وجود هذا العدد الكبير من الأطفال خارج المدارس بسبب انعدام الأمن يهدد مستقبل الجيل القادم في بوركينا فاسو" . "الأطفال خارج المدرسة هم أكثر عرضة لإجبارهم على العمل، أو تجنيدهم في الجماعات المسلحة، أو أن يكونوا ضحايا الاعتداء والاستغلال الجنسي، أو العنف القائم على النوع الاجتماعي، أو الزواج المبكر".*

وقال التقرير، الذي أصدره المجلس النرويجي للاجئين ووكالات تابعة للأمم المتحدة يوم الأربعاء، إن بوركينا فاسو تضم الآن ما يقرب من نصف المدارس المغلقة البالغ عددها 13200 مدرسة بسبب انعدام الأمن في وسط وغرب أفريقيا على مدى السنوات الأربع الماضية.

وقالت أنيكا كرستيتش، مديرة المجلس النرويجي للاجئين في بوركينا فاسو، إن الظروف في المدارس التي ظلت مفتوحة، كانت سيئة ولم يتبق سوى عدد قليل من المعلمين: "أولئك الذين بقوا يقولون إنه قرار شخصي للغاية. إنهم يشعرون أنه من واجبهم الاستمرار، لكن ذلك يأتي بثمن باهظ. قال كرستيتش: "أحياناً ما تؤدي الطلقات النارية إلى مقاطعة الدروس أو اللعب".

ودعا التقرير، الذي نظر في بيانات ثماني دول، الحكومات والمجتمع الدولي إلى التركيز على جعل المدارس آمنة وإعطاء الأولوية للمفاوضات لضمان إخلاء المباني المدرسية التي تم احتلالها أثناء القتال بسرعة.

وقالت المنظمات: إن 3.9% فقط من نداءات التمويل للتعليم في المنطقة تمت تلبيتها من قبل الجهات المانحة.

ووجد التقرير أنه في حين تم التخلي عن العديد من المدارس بسبب القتال القريب، فقد تم استهداف بعضها. وفي نيجيريا، تعرضت 52 مدرسة لهجوم من قبل مسلحين منذ يناير/كانون الثاني؛ وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي شهدت ارتفاعا حادا في أعمال العنف في الجزء الشرقي من البلاد، بلغ العدد 31.

وقالت فيليسيتي تشيبيندات، المديرة الإقليمية لليونيسف لغرب ووسط أفريقيا: "إن حماية المدارس من التهديدات والعنف خطوة حاسمة لكسر دائرة الأزمات وتقليل احتمالية نشوب صراعات في المستقبل.. ويجب أن تكون المدارس أماكن آمنة للأطفال".

وفي الأسبوع الماضي، قالت المديرة الإقليمية للدعوة والحملات في منظمة إنقاذ الطفولة، فيشنا شاه، إن العنف المسلح في منطقة الساحل “يحرم الأطفال من تعليمهم ومستقبلهم.. يجب أن تتوقف الهجمات على المدارس الآن. يجب أن يتمكن الأطفال والمعلمون من الذهاب إلى المدرسة دون خوف من العنف”.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بوركينا فاسو الانقلاب فی بورکینا فاسو

إقرأ أيضاً:

الرئيس الغاني: المخابرات الأميركية وراء الإطاحة بالرئيس نكروما

في خطابه بمناسبة الذكرى 68 للاستقلال، أعاد الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما تسليط الضوء على أحد أكثر الفصول إثارةً للجدل في تاريخ البلاد.

واتهم الرئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) بلعب دور حاسم في الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول رئيس لغانا، الدكتور كوامي نكروما، عام 1966.

انقلاب غير وجه غانا

في 24 فبراير/شباط 1966، شهدت غانا انقلابًا عسكريًا أطاح بالرئيس نكروما أثناء زيارته الرسمية لفيتنام.

تمثال الزعيم الغاني كوامي نكروما أحد زعماء التحرر الأفريقي باماكو (الجزيرة)

ووفقًا لماهاما، لم يكن هذا الانقلاب مجرد تحرك داخلي، بل كان مدبرًا ومدعومًا من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وهو ما كشفته وثائق أميركية رفعت عنها السرية مؤخرًا.

ولطالما أثيرت شكوك حول تورط الولايات المتحدة في الانقلاب، لكن لم يتم تأكيدها رسميًا حتى ظهور الوثائق السرية.

ووفقًا لهذه الوثائق، كان نكروما يشكل عقبة أمام المصالح الغربية في أفريقيا بسبب توجهه الاشتراكي وسعيه لفك ارتباط بلاده بالتأثيرات الاستعمارية.

كان نكروما من أشد المدافعين عن الوحدة الأفريقية والاستقلال الاقتصادي، وسعى إلى بناء دولة صناعية مكتفية ذاتيًا.

لكن هذه الطموحات وضعته في مواجهة مباشرة مع القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي رأت في سياساته تهديدًا لمصالحها في القارة.

إعلان

وقال ماهاما "كان الدكتور كوامي نكروما يحلم بغانا صناعية مستقلة، يعيش مواطنوها في رخاء ويتمتعون بإحساس قوي بالفخر الوطني والوحدة الأفريقية. لكن في 24 فبراير/شباط 1966، حطم انقلاب عسكري هذا الحلم، لتدخل البلاد في مرحلة طويلة من عدم الاستقرار والانقلابات المتعاقبة".

انعكاسات الانقلاب

يرى ماهاما أن الإطاحة بنكروما مثلت نقطة تحول سلبية، حيث أدخلت غانا في دوامة من الاضطرابات السياسية والانقلابات العسكرية، مما أدى إلى عرقلة التنمية الاقتصادية وإضاعة فرص بناء دولة قوية ومستقلة.

وأضاف أن هذه الأحداث أوقفت مشاريع التنمية الكبرى التي بدأها نكروما، وأعادت البلاد إلى التبعية الاقتصادية والسياسية للقوى الخارجية.

كما أكد أن الوثائق السرية التي تم الكشف عنها لاحقًا أثبتت أن الانقلاب لم يكن مجرد صدفة، بل كان مخططًا له بعناية من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية.

وقال "لا شك أن هذا الانقلاب كان أحد أكثر الفصول المظلمة في تاريخ أمتنا، فقد أعاق تقدم غانا لعقود وترك أثرًا لا يزال ملموسًا حتى اليوم".

خريطة غانا (الجزيرة)

ورغم هذا التاريخ المضطرب، أشار ماهاما إلى أن غانا تمكنت في العقود الأخيرة من إعادة بناء نظامها السياسي، وأصبحت واحدة من أكثر الديمقراطيات استقرارًا في أفريقيا، حيث شهدت البلاد انتقالا سلميًا للسلطة بين الأحزاب المختلفة، في مؤشر على نضجها الديمقراطي.

ومع ذلك، شدد على ضرورة استخلاص الدروس من الماضي لضمان عدم تكرار مثل هذه التدخلات الخارجية التي أعاقت التقدم في السابق.

يظل انقلاب 1966 من أكثر الأحداث إثارةً للجدل في تاريخ غانا، إذ كشف عن التدخلات الخارجية في الشؤون الأفريقية وأعاد إحياء النقاش حول الاستعمار الجديد وتأثيره على الدول الناشئة.

ورغم أن غانا تجاوزت هذه المرحلة، فإن إرثها لا يزال حاضرًا في المشهد السياسي والاقتصادي، مما يجعل من الضروري إعادة قراءة التاريخ والاستفادة من دروسه لتحقيق مستقبل أكثر استقلالية وازدهارًا حسبما يرى محللون.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الرئيس الغاني: المخابرات الأميركية وراء الإطاحة بالرئيس نكروما
  • تصاعد العنف بسوريا .. إفشال هجوم على شركة بترولية في اللاذقية
  • اليونيسيف: مئات الأطفال ضحايا الاغتصاب فى السودان
  • صافرة من بوركينا فاسو تضبط لقاء صقور الجديان وجنوب السودان
  • مصدر بوزارة الدفاع لـ سانا: بعد استعادة السيطرة على معظم المناطق التي عاثت فيها فلول النظام البائد فساداً وإجراماً؛ تعلن وزارة الدفاع بالتنسيق مع إدارة الأمن العام إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل، وذلك لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تد
  • أخبار العالم | وزير الخارجية يحذر من أي اعتداءات إسرائيلية على الأقصى .. تصاعد العنف في سوريا وسقوط مئات القتلى ..
  • تصاعد العنف في سوريا.. اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومؤيدي الأسد .. مئات القتلى والجرحى في أسوأ اضطرابات
  • تركيا والسعودية تحذران من تصاعد العنف في سوريا وتؤكدان دعمهما للحكومة الانتقالية
  • إيران تبدي قلقها من تصاعد العنف في سوريا وتدعو لضمان أمن المدنيين
  • جنوب السودان.. تصاعد التوتر بين الرئيس ونائبه وسط مخاوف من تجدد القتال