الشارقة في 15 سبتمبر / وام / وجه "ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي" الذي تنظمه مكتبات الشارقة العامة التابعة لهيئة الشارقة للكتاب دعوة للمكتبات ومؤسسات إدارة المعرفة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وما تتيحه من خيارات للحصول على المعلومة ، مؤكدا أهمية اعتماد مفهوم البيئة المعرفية الخضراء في قطاع المكتبات وضرورة تبني خيارات مستدامة تخفض استهلاكه للطاقة والورق وغيرها من الموارد.

وأوصى الملتقى بضرورة إشراك رواد المكتبات ومجتمع القراء والباحثين في حملات التوعية للحفاظ على البيئة وتشجيع مؤسسات إدارة المعرفة والمعلومات على إنشاء فضاءات للإبداع والابتكار تستخدم أحدث التقنيات لإثراء تجارب التعليم والتعلّم وتسريع جهود الوصول لأهداف التنمية الشاملة والمستدامة.

جاء ذلك في ختام فعاليات دورته الثانية التي أقيمت في مقر المكتبة الرئيسي على مدار يومين وشهدت مشاركة واسعة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بشؤون المكتبات في العالم العربي،الذين أشادوا بأبحاث الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة والعشرين وموضوعها الذي تمحور حول "التعليم والتعلم والمكتبات: سبل الدمج والتمكين وأفضل الممارسات".

واستهل الملتقى يومه الثاني بجلسة بعنوان "البيئة المعرفية الخضراء ومفهوم الاستدامة" بمشاركة الدكتور عماد السيوف مدير مكتب الاستدامة بجامعة الشارقة والدكتورة أسماء النصيري من قسم الإدارة بكلية إدارة الأعمال بجامعة الشارقة.

وتناولت الجلسة مفهوم الاستدامة من وجهات نظر تخصصات مختلفة مستندة إلى موضوع الجائزة في دورتها القادمة الـ 24 والمتعلق بـالتحوّل نحو البيئة المعرفية الخضراء كما تطرقت الجلسة إلى أهمية إيجاد خارطة طريق لتعاون المؤسسات على المستوى الدولي والمحلي بالتركيز على استدامة عمليات المعرفة كجزء من السياق العام للاستدامة وبحث دور المكتبات الخضراء في تخفيف البصمة الكربونية.

وناقش الملتقى في جلسته الثانية البحث الفائز بالمركز الأول للدكتور محمود شريف أحمد زكريا الذي استهدف من خلاله الكشف عن مدى تضمين المفاهيم المتعلقة بمؤسسات المعلومات وما يلحق بها من أدوار معينة تدعم العملية التعليمية والبحثية وفق ما ورد في وثيقة سياسة التعليم الإماراتية اعتمادًا على تحليل مضمون محتوى وثيقة "الإطار العام لسياسات التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة" الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في عام 2018.

وسلطت الجلسة الثالثة الضوء على البحث الفائز بالمركز الثاني للباحثة الدكتورة نهلة محمد موسى التي تناولت خلاله الصلة بين مجال التعليم والذكاء الاصطناعي وقدمت دراسة حول تصور الطلاب لسهولة الاستخدام والفائدة والنوايا السلوكية تجاه أدوات الذكاء الاصطناعي عند استخدام المكتبات الأكاديمية اعتمادا على مشاركة عينة متنوعة مكونة من 484 طالبًا من عدة كليات وجامعات في دولة الإمارات .

وتوقفت الجلسة الرابعة والأخيرة عند البحث الذي تقدم به الفائزان مناصفة بجائزة المركز الثالث وهما الدكتور عماد عيسى صالح والدكتورة أماني محمد السيد حول جوانب الإبداع والابتكار في المكتبات المدرسية العربية ودورها في دعم العملية التعليمية مع إلقاء الضوء على أهمية دور المكتبة المدرسية في التعلم القائم على الأنشطة وتحديد الدور الذي يمكن أن تؤديه لتعزيز ثقافة التعلم والابتكار.

وقالت إيمان بوشليبي مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة إن دور المكتبات جوهري في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة لبلدان المنطقة العربية ، لهذا شكّل الملتقى مناسبة مهمة لتبادل الأفكار والرؤى حول دورها في المجتمع بمشاركة الأكاديميين والباحثين والمهتمين من مختلف أنحاء العالم العربي ، ونأمل أن تسهم الأبحاث الفائزة بالجائزة والنقاشات التي دارت في الملتقى في تعزيز دور المكتبات في تنمية المجتمعات العربية وتوفير بيئة تعليمية وبحثية متميزة وتعزيز فرص الاطلاع على أحدث التطورات والابتكارات في مجال المكتبات واستعراض الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه المكتبات في المنطقة العربية.

يذكر أن الملتقى تناول في يومه الأول موضوعات هامة تتعلق بالنشر المؤسسي والبيئة المعرفية الخضراء والتعليم والتعلم والمكتبات وذلك من خلال جلسات حوارية ونقاشية كما كرّم الملتقى الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة والعشرين وسلط الضوء عليها لإبراز تميز موضوعاتها وأهميتها.

عماد العلي/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

إقرأ أيضاً:

دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية

مارك وهبي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شفرة
يُعتبر قطاع الرعاية الصحية حجر الزاوية في المجتمعات الحديثة. ومع هذا، يُكافح القطاع بسبب زيادة أعداد المرضى، والقيود المفروضة على الموارد، والتعقيدات المتعلقة بإدارة إمكانات وقدرات القطاع ككل. ومع توقع وصول الإنفاق على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 135.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، يساهم التوجه نحو تبني الذكاء الاصطناعي بإعادة تعريف مشهد الرعاية الصحية في المنطقة. من التشخيص والعلاجات الأكثر ذكاءً إلى تحسين عمليات المستشفيات، حوّل الذكاء الاصطناعي طرق معالجة بيانات الرعاية الصحية وتشخيص الأمراض وتطوير العلاجات والوقاية منها. وبفضل الدعم الكبير الذي تقدمه المبادرات الحكومية في المنطقة مثل الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي 2030 في المملكة العربية السعودية، تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي على دفع عجلة التحول نحو حلول فعّالة لتقديم الرعاية الصحية لملايين الأشخاص مع تركيز خاص على المرضى.

تبسيط الكفاءة التشغيلية

يتميز الذكاء الاصطناعي بالقدرة على أتمتة المهام الإدارية الروتينية مثل إجراءات دخول المرضى، حجز المواعيد، إصدار الفواتير، توثيق البيانات، وتمكين مقدمي الرعاية الصحية من تقليل الأخطاء وتبسيط العمليات، ودعم قدرات الموارد البشرية لتمكينها من التركيز على رعاية المرضى، وتعزيز الإنتاجية الإجمالية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتحليلات التنبؤية المعززة بالذكاء الاصطناعي توقع أنماط الطلب، وضمان أمثل تخصيص للموظفين والموارد. تبرز أهمية هذه الميزة بشكل خاص أثناء الأزمات الصحية العامة، مما يتيح استجابة سريعة وفعالة للتصدي للمواقف المتطورة.

تحسين دقة التشخيص

تحلّل الخوارزميات المعززة بالذكاء الاصطناعي بدقة كبيرة كميات هائلة من البيانات الطبية، بما في ذلك بيانات المسح التصويري، والمعلومات الجينية، وسجلات الصحة الإلكترونية. على سبيل المثال، أثبتت أنظمة الذكاء الاصطناعي كفاءتها في تحديد المفارقات القائمة في التصوير الطبي، مثل اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، متجاوزة في كثير من الأحيان الأداء البشري في السرعة والدقة.

ينجح الذكاء الاصطناعي بتحليل التاريخ الطبي مما يمكّن من التنبؤ بالمخاطر الصحية ويتيح الرعاية الاستباقية والوقائية. من خلال دعم الأطباء بتشخيص موثوق، يساهم الذكاء الاصطناعي بتسريع التشخيص وتقليل احتمالية الخطأ والمخاطر المترتبة عليه.

رعاية شخصية للمرضى

يقود الذكاء الاصطناعي عجلة التحول نحو الطب الدقيق من خلال تمكين خطط رعاية شخصية للمرضى. من خلال تحليل بيانات الجينات الوراثية ونمط الحياة والتاريخ الطبي للمرضى، تتمكّن أنظمة الذكاء الاصطناعي من التوصية بعلاجات مستهدفة تتميز باحتمالية نجاح كبيرة. يقلل هذا النهج من خطأ العلاجات التجريبية، مما يقلل التكاليف ويرتقي بالفعالية.

كما تعمل الأجهزة القابلة للارتداء وأنظمة المراقبة عن بعد المعززة بالذكاء الاصطناعي على تمكين المرضى من القيام بدور استباقي في تحسين صحتهم. ينبّه التتبع والتحليل اللحظي للعلامات الحيوية مقدمي الرعاية الصحية إلى المشاكل الصحية المحتملة قبل تفاقمها، مما يمهد الطريق للتدخل المبكر. كما يمكن للمرضى تلقي الرعاية على مدار الساعة، وهو ما تعكسه خدمة طبيب لكل مواطن التابعة لهيئة الصحة بدبي والتي توفر الخدمة استشارات مجانية على مدار اليوم والأسبوع (24/7) من قبل مجموعة من الأطباء والأخصائيين الاستشاريين المتخصصين والمرخصين من هيئة الصحة بدبي، لضمان حصول المواطن على الخدمات الصحية في كل وقت ومن أي مكان.

إحداث نقلة نوعية في تطوير الأدوية
يستغرق تطوير الأدوية بالطريقة التقليدية وقتاً طويلاً وغالباً ما يكلّف مليارات الدولارات وعشرات السنين من الأبحاث دون ضمان توافقها مع الأطر التنظيمية. يعمل الذكاء الاصطناعي على تسريع هذا الجدول الزمني من خلال تحديد المرشحين المحتملين للأدوية، والتنبؤ بفعاليتها، مع الإشارة إلى أنماط البيانات التي قد لا يتنبّه لها البشر، ومحاكاة التجارب السريرية بسرعة غير مسبوقة.

كما أن بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي النصح بإعادة استخدام الأدوية الحالية وتوجيهها نحو استخدامات علاجية جديدة، حيث أثبتت هذه الميزة قيمة خاصة خلال جائحة كوفيد-19، وتمكّن شركات الأدوية من تقليل تكاليف تطوير علاجات منقذة للحياة وطرحها في السوق بشكل أسرع.

زيادة إمكانية الوصول

تعمل منصات التطبيب عن بعد والمساعدون الصحيون الافتراضيون على سد الفجوة في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات ومحدودية الوصول إلى المتخصصين في الرعاية الصحية. تمكّن أدوات الذكاء الاصطناعي هذه المرضى من استشارة مقدمي الرعاية الصحية عن بُعد، وتلقي التوجيه، وحتى إدارة الحالات المزمنة بمساعدة خوارزميات الذكاء الاصطناعي. تساهم قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة لغات ولهجات متعددة بضمان الشمولية، مما يجعل الرعاية الصحية في متناول مجموعة متنوعة من المرضى.

من إيجاد علاجات جديدة للسرطان إلى الارتقاء بمشهد رعاية المرضى، يعمل تسخير الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية على تغيير كيفية عمل القطاع. لن يحلّ الذكاء الاصطناعي مكان الخبرات البشرية بل سيعمل كأداة قوية لتعزيز قدرات متخصصي الرعاية الصحية وتمكينهم من تقديم الرعاية بأعلى معايير الجودة لأعداد أكبر من المرضى. في نهاية المطاف، سيساعد ذلك في تقديم نتائج أسرع وأكثر دقة مع تحسين إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية. يساهم تبني الذكاء الاصطناعي بالارتقاء بقطاع الرعاية الصحية وتمكينه من التصدي للتحديات الحالية على أفضل وجه مع فتح فرص جديدة لتحسين معايير الحياة على مستوى العالم.

 


مقالات مشابهة

  • نقص الكوادر الأكاديمية وتأثيره على جودة التعليم العالي
  • البيئة : برنامج الصناعة الخضراء يصنع قصة نجاح جديدة قابلة للتطبيق
  • وزيرة البيئة تطلق المرحلة الجديدة من برنامج الصناعة الخضراء GSI
  • وزيرة البيئة تطلق المرحلة الجديدة من برنامج الصناعة الخضراء
  • دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية
  • أهم ابتكارات الذكاء الاصطناعي في الصحة عام 2024
  • ماذا يحصل لنا بسبب قلة النوم؟.. الذكاء الاصطناعي يجيب
  • جامعة بنها تستقبل فريق جودة التعليم لاعتماد 4 برامج بكلية الآداب
  • اللغة في عالم الذكاء الاصطناعي
  • تنطلق غدًا.. لقاءات تثقيفية تستهدف 136 ألف معلمًا لتحسين جودة التعليم