أظهرت لقطات التقطتها الأقمار الصناعية أن ضربة صاروخية أوكرانية على حوض بناء السفن في شبه جزيرة القرم المحتلة ألحقت أضرارا بالغة وربما دمرت سفينة إنزال برمائية روسية وغواصة من طراز كيلو.

وبحسب ما نشرته صحيفة “الجارديان” فإذا تم تأكيد ذلك، فإن الضربة المباشرة للسفن في سيفاستوبول يوم الأربعاء ستكون واحدة من أكثر الضربات تدميراً ضد البحرية الروسية في الحرب، والأكبر منذ غرق طراد الصواريخ الموجهة موسكفا في عام 2022.

وفي اليوم الثاني من الضربات في شبه جزيرة القرم، أعلنت القوات الأوكرانية أنها دمرت نظام الدفاع الجوي S-400 يوم الخميس. وأظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي انفجارات كبيرة بالقرب من يفباتوريا على الساحل الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة المحتلة حيث قالت أوكرانيا إن روسيا نشرت نظام الدفاع الجوي.

وأظهرت لقطات الأقمار الصناعية أن الصواريخ أصابت موقعًا روسيًا مضادًا للطائرات تم تحديده مسبقًا في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، حسبما ذكرت إذاعة أوروبا الحرة.

وتسببت الضربة الصاروخية الأوكرانية السابقة التي ضربت حوض بناء السفن في شبه جزيرة القرم يوم الأربعاء، في حدوث انفجارات كبيرة في مركز رئيسي لبناء وإصلاح السفن في أسطول البحر الأسود الروسي. يمكن أن تؤدي الأضرار التي لحقت بالسفن إلى تعطيل الأحواض الجافة المحلية حتى تتم إزالة الحطام.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية المنشورة في 12 سبتمبر سفينة إنزال من طراز Ropucha وغواصة من طراز Kilo في الحوض الجاف، وتظهر صور الأقمار الصناعية المنشورة في 13 سبتمبر أن الهجوم الصاروخي الأوكراني دمر على الأرجح السفينتين"، كتب معهد الرصد. دراسة الحرب، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن العاصمة تنشر بانتظام تحليلات للصراع.

وقال مسؤولون عسكريون روس إن سفينتين أصيبتا في الهجوم ولم يتضح حجم الأضرار. وزعم مسؤول في المخابرات العسكرية الأوكرانية أن الضربة ربما دمرت عدة سفن.

وقال أندريه يوسوف، المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية، في مقابلة تلفزيونية: "لقد حدثت أضرار جسيمة ويمكننا الآن أن نقول إن السفن على الأرجح غير قابلة للاسترداد". "نعم، اليوم هناك أخبار جيدة - تدمير سفينة الإنزال الكبيرة للعدو... وكذلك الغواصة الحاملة كاليبر، وهو أمر مهم للغاية".

وأظهرت لقطات الأقمار الصناعية لحوض بناء السفن التي نشرت في وقت متأخر من يوم الأربعاء أضرارا جسيمة لحقت بالسفينة البرمائية مينسك من طراز روبوتشا، والغواصة المحسنة من فئة كيلو روستوف نا دونو. والغواصة قادرة على حمل صواريخ كروز من طراز كاليبر، التي تطلقها سفن أسطول البحر الأسود بانتظام في هجمات على أوكرانيا.

وكتبت ISW: “من المرجح أن يؤدي التدمير الواضح للسفينتين إلى جعل الحوض الجاف غير صالح للعمل حتى تتمكن القوات الروسية من إزالة الحطام، الأمر الذي قد يستغرق وقتًا طويلاً. حجم الأضرار التي لحقت بمرافق الإصلاح خارج الحوض الجاف غير واضح، ومن المرجح أن يكون لأي ضرر يلحق بإحدى مرافق الإصلاح الرئيسية لأسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم المحتلة آثار مدوية في حالة وقوع المزيد من الضربات [الأوكرانية] على الأصول البحرية الروسية. ".

أفادت مصادر روسية وأوكرانية أن الغارة على حوض بناء السفن نُفذت باستخدام صواريخ Storm Shadow التي سلمتها المملكة المتحدة وأطلقت من طائرات أوكرانية. شكر قائد القوات الجوية الأوكرانية طياريه على "عملهم القتالي الممتاز" بعد وقت قصير من غارة سيفاستوبول.

لم تفقد روسيا غواصة في القتال منذ عام 1945، وكانت آخر خسارة لغواصة في وقت السلم في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ومن المحتمل أن الضربة على أنظمة صواريخ الدفاع الجوي الروسية تم تنفيذها باستخدام صواريخ كروز نبتون، المصممة للاستخدام ضد السفن.

وأظهرت لقطات الأقمار الصناعية عددا من الحفر بالقرب من موقع بطارية إس-400 على ساحل شبه جزيرة القرم تم تحديدها سابقا في الصور التي التقطها السياح في عام 2022.

وفي الغارة، استهدفت الطائرات بدون طيار الأوكرانية أولا البنية التحتية للرادار لتعمية الدفاعات الروسية ثم الهدف. 

واشتبكت صواريخ كروز نبتون مع البطارية المضادة للطائرات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أوكرانيا شبه جزيرة القرم روسيا فی شبه جزیرة القرم الأقمار الصناعیة بناء السفن من طراز

إقرأ أيضاً:

حطام قمر صناعي روسي يدفع روّاد فضاء إلى الاختباء بكبسولاتهم الفضائية

تعرّض قمر صناعي روسي خارج الخدمة إلى انفجار أسفر عنه ما لا يقل عن 100 قطعة من الحطام المداري، مما دفع روّاد الفضاء الذين كانوا موجودين على متن محطة الفضاء الدولية إلى الاحتماء لنحو ساعة تقريبا داخل كبسولاتهم الفضائية تحسبا لأيّ خطر، وفقا لبيان صحفي صدر عن "قيادة الفضاء الأميركية".

وذكرت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" بأنّ القمر الصناعي الروسي الذي يحمل اسم "ريسورس بي1″، والذي أُعلِن في عام 2022 أنّه لم يعد ضمن نطاق الخدمة، انفجر لأسباب غير معروفة، وألمحت الوكالة إلى أنّ الحطام الناتج عن الانفجار لن يحمل أيّ تهديد مباشر على بقيّة الأقمار الصناعية في الوقت الحالي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شاهد: محاكاة ثلاثية الأبعاد لأعمدة الخلق البديعةlist 2 of 2"ناسا" تمنح "سبيس إكس" 843 مليون دولار للتخلص من محطة الفضاء الدوليةend of list

وقعت الحادثة صباح الأربعاء، ولاحظ روّاد الفضاء أنّ سحابة من مخلفات الفضاء تشكّلت في مدارٍ قرب محطة الفضاء الدولية، مما دفع "ناسا" على الفور إلى إصدار تعليمات لرواد الفضاء بالاحتماء داخل المحطة ريثما ينتهي الخطر، ولم تستجب وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" لإبداء أيّ تعليق على الحادثة حتّى اللحظة.

وتعد مثل هذه الحوادث نادرة الحدوث، لكنّها تشكّل مصدرا للقلق بشكل متزايد، خاصة مع ازدحام الفضاء القريب من الأرض بالأقمار الصناعية الضرورية والمسؤولة عن العديد من التطبيقات التي تمس الحياة اليومية، بما في ذلك الإنترنت والاتصالات وخدمات الملاحة.

ووقع الانفجار على ارتفاع نحو 355 كيلومترا من سطح الأرض، وذلك ضمن حيّز المدار الأرضي المنخفض، وهو المجال الفضائي الذي تعمل فيه العديد من الأقمار الصناعية مثل شبكة "ستارلينك" التابعة لشركة "سبيس إكس" ومحطة الفضاء الصينية كذلك.

وذكرت شركة "ليو لابس" التي رصدت أكثر من 180 قطعة من الانفجار أنّه نظرا لموقع الانفجار القريب من بقيّة الأقمار الصناعية، فإنّ الخطر قد يستغرق أسابيع إلى أشهر كي يزول تماما.

تحذير فوري.. "اللجوء إلى كبسولات الفضاء"

وأخطرت "ناسا" على وجه السرعة روّاد الفضاء الستة الموجودين داخل محطة الفضاء الدولية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للجوء إلى مأوى آمن بعد الكشف عن الحطام مباشرة، وكانت الخطة كما هو متفق عليه، أنّ يتجه الروّاد إلى الكبسولات الفضائية المصطفّة خارج المحطة الدولية، وذلك تحسبًا لأي طارئ لو تطلّب الأمر مغادرتهم دون انتظار.

Shortly after 9 p.m. EDT, @NASA instructed crews aboard the space station to shelter in their respective spacecraft as a standard precautionary measure after it was informed of a satellite break-up at an altitude near the station’s earlier Wednesday. Mission Control continued to…

— International Space Station (@Space_Station) June 27, 2024

 

وكان ثمّة 3 مركبات فضاء جاهزة في الانتظار وهي مركبة "ستارلاينر" الفضائية، وكبسولة "دراغون"، وأخيرا المركبة الروسية "سويوز". ولم يمض الكثير حتّى مرّ خطر الحطام وعاد رواد الفضاء لاستئناف مهامهم الطبيعية بعد نحو ساعة.

"متلازمة كيسلر" وأخطار فوضى النشاط الفضائي المنخفض

ووفقا لـ"ناسا" يقدَّر عدد قطع الحطام الفضائي الذي يتجاوز طوله 10 سم بنحو 25 ألف قطعة، في حين تبلغ القطع التي تتراوح بين 1 و10 سم نحو نصف مليون، وأما القطع الأكبر من 1 ملم فتتجاوز 100 مليون. وحتّى حلول شهر يناير/كانون الثاني 2022، بلغ مجموع وزن هذه المخلفات أكثر من 9 آلاف طن تسبح في الفضاء بشكل عشوائي.

وفيما سبق، لاحظ أحد علماء "ناسا" وهو "دونالد كيسلر" هذه المشكلة المتفاقمة بسبب ارتفاع النشاط الفضائي على نحو متسارع في المدار الأرضي المنخفض، مما دفعه إلى وضع نظريته التي أطلق عليها "متلازمة كيسلر" التي تتناول الضرر الناجم من النشاط البشري غير المقيّد والمنضبط.

ووضع "كيسلر" سيناريو للمستقبل، وافترض تضاعف أعداد الأقمار الصناعية، مشيرا إلى أنّه في نقطة ما سيكون المدار مكتظا بالأجسام، فيتسبب بسلسلة من الأحداث التي تمنع البشر من مغادرة الأرض. ويقصد بتلك السلسلة من الأحداث أنّ وكالات الفضاء إذا واصلت إرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء دون خطة مدروسة لإعادتها إلى الأرض، فسوف تصل الكتلة الموجودة في مدار الأرض المنخفض إلى نقطة حرجة، وتبدأ الأجسام والأقمار الصناعية بالاصطدام معا.

وكلّ اصطدام يقع في الفضاء الخارجي سينتج عنه مزيد من الأجسام السابحة، وبالتالي سيحدث مزيد من الاصطدامات ثم مزيد من الأجسام، وهكذا تتشكل سلسلة من الأحداث لن تتوقف، لتصبح مغادرة الأرض أمرا مستحيلا يصعب تحقيقه دون التعرض للمخاطر.

وفي عام 2021، تعرضت موسكو لموجة حادة من الانتقادات التي طالتها إثر استخدام صاروخ مضاد للأقمار الصناعية لتدمير أحد أقمارها الصناعية المعطلة، مما نتج عنه آلاف من قطع الحطام.

وفيما يتعلّق بالقمر الصناعي "ريسورس بي1″، فلا توجد أدلّة حتى الآن تشير إلى استخدام أيّ نوع من الصواريخ. وعوضا عن ذلك، يشير الخبراء إلى أنّ انفجار القمر الصناعي قد يكون ناجما عن مشكلة تتعلّق بالوقود المتبقي فيها.

نموذج من القمر الصناعي المحطّم "ريسورس بي1" الذي أثار القلق لروّاد الفضاء (ويكيبيديا) مدار النفايات "مقبرة الأقمار الصناعية"

وفي العادة يجري التخلّص من الأقمار الصناعية منتهية الصلاحية بإدخالها إلى الغلاف الجوّي للأرض بشكلٍ محكم كي تحترق وتتفتت، وأحيانا أخرى تُرسل هذه الأقمار إلى مدار بعيد يحيط بالأرض حيث تلقى مثواها الأخير، ويُعرف بمدار النفايات، وذلك لتجنّب اصطدامها بالأقمار الصناعية النشطة الموجودة في المدارات المنخفضة.

ويبلغ ارتفاع مدار النفايات نحو 36 ألف كيلومتر فوق سطح الأرض، وتتضمّن عملية نقل الأقمار الصناعية إلى هذا المدار سلسلة من المناورات، وتستهلك هذه المهمة كميّة من الوقود المتبقّي لتشغيل محركات القمر الصناعي. كما تُستنفد جميع خزّانات الوقود والطاقة المتبقيّة لمنع حدوث أيّ انفجار على غرار ما حدث مع القمر الصناعي الروسي.

وتساهم مثل هذا المدارات في تفادي تفاقم "متلازمة كيسلر"، كما يطمح المسؤولون في إنشاء آلية دولية لإدارة حركة المرور الفضائية والتي لا وجود لها حاليا.

مقالات مشابهة

  • باستخدام نفق.. قوة روسية تسيطر على معقل أوكراني كبير
  • مقتل 11 شخص في ضربات روسية في أنحاء أوكرانيا
  • الجيش الأوكراني: تدمير مقاتلة و3 صواريخ و296 طائرة روسية بدون طيار خلال يونيو
  • انتعاش مزارع الخزامى في شبه جزيرة القرم
  • مجلة أمريكية تكشف مصير "هدية" السويد الرئيسية للقوات الأوكرانية
  • حطام قمر صناعي روسي يدفع روّاد فضاء إلى الاختباء بكبسولاتهم الفضائية
  • البحرية الأوكرانية: روسيا تحتفظ بحاملة صواريخ روسية واحدة في البحر الأسود
  • سيطرة روسية على منطقة شومي الأوكرانية.. وتعزيز للقوات الجوية
  • "الدفاع الروسية" تسقط مقاتلة و119 مسيرة أوكرانية
  • روسيا تستعد للتعامل مع استفزازات المسيرات الأمريكية فوق البحر الأسود