آيرينا: تكثيف التعاون الدولي لتسريع التحولات في القطاعات عالية الانبعاثات
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
من اليازية الكعبي
أبوظبي في 15 سبتمبر /وام/ أطلقت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة، ورواد الأمم المتحدة رفيعي المستوى لتغير المناخ، مؤخراً تقريراً يسلط الضوء على أهمية تكثيف التعاون الدولي لتسريع التحولات في القطاعات النوعية والسير على المسار الصحيح لتحقيق هدف المناخ البالغ 1.
وشملت توصيات التقرير عدة جوانب لتسريع التحول في 7 قطاعات كالتمويل، والبحث والتطوير، وخلق الطلب، والبنية التحتية، والمعايير، والتجارة، وستساعد الإجراءات المنسقة في هذه القطاعات على تعزيز الاستثمار، ويمكن أن تخلق وفورات الحجم المطلوبة لخفض أسعار التكنولوجيا الحيوية والحلول الزراعية المستدامة.
ويظهر التقرير أن الجهود الحالية بشأن الطاقة النظيفة والحلول المستدامة، على الرغم من تحسنها، لا تقدم بعد مستويات الاستثمار والنشر المطلوبة لتحقيق الأهداف المناخية الدولية.
ودعا التقرير الحكومات إلى تعزيز التعاون في المجالات الرئيسية، مثل المعايير واللوائح والمساعدات المالية والتقنية وخلق الأسواق لتعزيز عملية الانتقال، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التقدم المحرز والإجراءات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف عبر تعزيز التعاون الدولي في القطاعات عالية الانبعاثات والسير على المسار الصحيح لتحقيق هدف المناخ البالغ 1.5 درجة مئوية.
وتعليقا على التقرير، قالت سعادة رزان المبارك رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف "COP28": "يقدم التقرير تقييما مستقلا للتقدم المحرز في مجال تسريع العمل المناخي العالمي، وجعل التكنولوجيات النظيفة والمستدامة الخيار الأكثر توفرا وإتاحتها بأسعار معقولة وتسهيل الوصول إليها في جميع المناطق بحلول عام 2030".
وأضافت سعادتها: "من الواضح أنه بدون التعاون الدولي الذي يشمل المجتمع المدني والشركات والجهات الفاعلة المحلية وكذلك الحكومات الوطنية، لا يمكن تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية".
وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: "يتحرك انتقال الطاقة بشكل أسرع مما يعتقد الكثير من الناس، ويظهر تحليلنا أنه لا يمكن لأي بلد أن يتصدى لتحديات المناخ والطاقة التي نواجهها بمعزل عن غيره، فالعمل معا هو الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها تحقيق انتقال سلس للجميع".
من جانبه، قال فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام لـ "آيرينا": "شكلت مصادر الطاقة المتجددة في عام 2022 ما يقرب من نصف مصادر توليد الطاقة عالميا، ما يمثل علامة فارقة في التحول الطاقي، ومع ذلك، لطالما سلطت "آيرينا" الضوء على الحاجة الملحة لتضاعف إسهامات الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 للمحافظة على هدف 1.5 درجة مئوية".
وأضاف: "يجب أن نتغلب بشكل عاجل على الحواجز النظامية عبر البنية التحتية والسياسات والقدرات المؤسسية، ويجب أن نعيد تنظيم الطريقة التي يعمل بها التعاون الدولي؛ حيث يمكن للتعاون الدولي الموجه جيدا أن يحدد ما إذا كنا نفي بوعدنا الجماعي بتأمين حياة آمنة مناخيا للأجيال الحالية والمستقبلية".
بدوره لفت الدكتور محمود محيي الدين، رائد الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في "COP27"، إلى أن التقرير يوضح أهمية التعاون الدولي الذي يمكن أن يؤدي إلى تسريع تنفيذ الحلول المناخية، مؤكدا الحاجة إلى جهود جماعية أكثر تصميما لخلق الطلب على التقنيات النظيفة، وتعبئة الاستثمار، ومواءمة التجارة الدولية مع الانتقال العادل.
وقال إنه يجب أن يرتبط تسارع التحول العالمي العادل منخفض الكربون بمسارات التنمية الشاملة من خلال ضمان الروابط مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والمساهمة فيها.
وخلص التقرير إلى أنه تمّ في العام الماضي، إحراز تقدم متواضع في تعزيز التعاون الدولي في المجالات التي تشتد الحاجة إليها، بالإضافة إلى التقدم في توسيع نطاق المساعدة المالية المقدمة إلى البلدان النامية في بعض القطاعات، وفي المبادرات المشتركة للبحث والتطوير. وتهدف العملية السنوية إلى مواءمة الإجراءات التي تتخذها البلدان لجعل التكنولوجيات النظيفة والحلول المستدامة الخيار الأكثر سهولة وجاذبية في كل قطاع من القطاعات الرئيسية كالطاقة والنقل البري والصلب والهيدروجين والزراعة، وقد تم توسيع نطاق التغطية في تقرير هذا العام لتشمل أيضا المباني والأسمنت، إذ تمثل هذه القطاعات السبعة أكثر من 60% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، في حين يتناول تركيز الاختراق الزراعي أيضا قضايا تتعلق بالتكيف مع المناخ والطبيعة والأمن الغذائي.
ويقيم التقرير السنوي الثاني التقدم المحرز منذ عام 2022 في المجالات ذات الأولوية للتعاون الدولي، ويحدد سلسلة من التوصيات للبلدان للعمل معا في كل قطاع للمساعدة في خفض الانبعاثات على مدى الطويل.
ويوضح التقرير كيف يتسارع الانتقال إلى الطاقة النظيفة والحلول المستدامة في العديد من القطاعات، مع توسع غير مسبوق في تقنيات مثل السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية الكهروضوئية.
ويشير التقرير إلى أن من المقرر أن تمثل السيارات الكهربائية 18% من إجمالي مبيعات السيارات في عام 2023 ، في حين أن الاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة يفوق بشكل كبير الإنفاق على الوقود الأحفوري، لكن القطاعات الأخرى ذات الانبعاثات المرتفعة والتي يصعب تخفيفها مثل الصلب والهيدروجين والزراعة لا تنتقل بالسرعة الكافية على الرغم من التقدم المشجع في بعض المجالات.
إبراهيم نصيرات/ اليازية الكعبيالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: التعاون الدولی درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
جناح الإمارات في دافوس يستضيف جلسة حوارية حول الدور المحوري للطاقة النظيفة في الحفاظ على بيئة أكثر استدامة
استضاف جناح دولة الإمارات في “المنتدى الاقتصادي العالمي 2025” في دافوس بسويسرا نخبة من رواد الاستدامة وخبراء الطاقة العالميين لمناقشة الدور المهم للطاقة النظيفة في الحفاظ على بيئة أكثر استدامة، ضمن جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان “الطاقة النظيفة: الطريق الأمثل نحو حماية الكوكب”، وذلك قبيل اليوم العالمي للطاقة النظيفة الذي يوافق 26 يناير من كل عام.
وأعرب فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” عن شكره لدولة الإمارات على شراكتها الراسخة في تسريع التحول العالمي للطاقة وقال إنه مع احتفالنا هذا العام باليوم العالمي للطاقة النظيفة، الذي يوافق الذكرى السنوية لتأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” في 26 يناير من عام 2009، نستذكر بوضوح قدرات الطاقة المتجددة على التصدي للتغير المناخي، ورعاية التنمية المستدامة، وتقليص التلوث، وبناء مستقبل يستفيد فيه الجميع من الطاقة النظيفة. ورغم النمو القياسي في مصادر الطاقة المتجددة، يظل التوزيع العالمي المتفاوت للطاقة المتجددة مصدر قلق، مع استمرار إهمال دول الجنوب العالمي.
بدوره قال سعادة محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية إن تلبية الطلب المتنامي على الطاقة وتعزيز أمنها بطرق نظيفة وموثوقة أولوية قصوى لقادة العالم الذي يواجه تحديات مركّبة تتمثل في التغير المناخي والزيادة المستمرة للطلب على الكهرباء في عالمنا الحديث بما يشمل التكنولوجيا التي نعتمد عليها في الربط والابتكار، ويُنظر إلى الطاقة النووية بصورة متزايدة بصفتها حلاً مهماً لتمكين التحوّل الكهربي وإزالة الكربون من الشبكات ونظراً لقدرتها المثبتة على توليد طاقة كهربائية نظيفة وفيرة على مدار الساعة، تحظى الطاقة النووية بدعم 31 دولة و14 مصرفاً دولياً تلتزم جميعها بمضاعفة سعة الإنتاج العالمية للطاقة النووية ثلاث مرات.
من جانبها، قالت سعادة الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” إن التعاون وتبادل المعرفة يشكلان القوتين الدافعتين لنجاح التحول العالمي للطاقة ، وعن طريق إقامة شراكات هادفة وتبني وجهات نظر متنوعة، يمكننا فتح آفاق القدرات الكاملة لحلول الطاقة النظيفة، ما يجعلها أكثر توافراً وشمولية ويمكّنها من إحداث تحول في المجتمعات عبر أنحاء العالم و تفخر دولة الإمارات بقيادتها لتلك المسيرة، ودعمها للمبادرات التي تمهد الطريق لمستقبل مستدام للجميع.
وبصفتها داعماً رئيسياً لجهود إقرار الأمم المتحدة اليوم العالمي للطاقة النظيفة وكونها الدولة المضيفة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، تعدّ دولة الإمارات في طليعة الداعمين لمبادرات الطاقة المتجددة والاستدامة ، ونتيجة لاتفاق الإمارات التاريخي الذي تم توقيعه خلال مؤتمر الأطراف COP28 على أرضها، تفاهم 198 طرفاً دولياً على أهداف طموحة ضمن مجال الطاقة، من بينها ضرورة اعتماد سياسات مالية واستراتيجيات تمويل حاسمة.
وأكدت على الالتزام العالمي المستمر لدولة الإمارات بالارتقاء بحلول الطاقة المتجددة وتعزيز العمل المناخي الفاعل عالمياً.وام