بعد كارثة الزلزال.. الانخراط في إعادة إعمار المغرب ضرورة أمنية لأوروبا (تحليل)
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
سلط الكاتب، ريتشارد شيريف، الضوء على أهمية إعادة إعمار المغرب بالنسبة للأمن الأوروبي والغربي، وساق عدة مبررات لما يراه ضرورة أن يكون الغرب في مقدمة الصفوف لمد يد العون إلى المغرب في محنته الحالية.
وذكر شيريف، في مقال نشره بصحيفة "فايننشال تايمز" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الزلزال المروع، الذي شهده المغرب في الأيام القليلة الماضية، تسبب في مقتل 3 آلاف شخص، بخلاف الخسائر المادية التي ترتبت على الدمار الذي حل بالبلاد جراء هذه الكارثة الطبيعية، واصفا إياها بأنها "هائلة ولا يمكن التنبؤ بها".
وأضاف أن الزلزال "ألقى الضوء، في الوقت نفسه، على حقيقة أن قوى الغرب أمامها كوارث يمكن أن تفوق في حجمها الكارثة المغربية إذا تجاهلت هذه القوى كسب حلفاء إقليميين"، وهي الكوارث التي رجح شيريف أنه "يمكن التنبؤ بها".
واستشهد شيريف بالحرب في أوكرانيا لإثبات الدور الذي تلعبه الدولة المصنفة كحليف إقليمي لدول أوروبا والولايات المتحدة في تعزيز أمن قوى الغرب على مستوى العالم، واصفا أوكرانيا بأنها تحارب دفاعا عن "وجودها وعن قوى الغرب" في الوقت نفسه.
وفي هذا الإطار، شدد المقال على أهمية المغرب بين الشركاء الإقليميين الذي يرى شيريف أنه يجب أن يدركها الحلفاء الإقليميون الرئيسيون لأوروبا والولايات المتحدة، خاصة أن المغرب يقع في قارة تموج بالاضطرابات السياسية والعسكرية، أبرزها مسلسل الانقلابات العسكرية التي شهدتها منطقة غرب ووسط أفريقيا في الفترة الأخيرة.
وأضاف: "الحرب (في أوكرانيا) علمتنا أيضاً قوة غير مستغلة، وهي قوة الشراكات الاستراتيجية للتدخل في الأزمات والحفاظ على الأمن الإقليمي".
وتابع شيريف: "يجب أن يكون هدفنا المستقبلي تشكيل شراكات تتوقع الصراعات وتمنعها بدلاً من إجبارها على التراجع عن عتبة أوروبا. يجب علينا استخدام الاستخبارات التنبؤية والبصيرة الاستراتيجية لتحديد الأماكن التي يمكن أن يؤدي فيها عدم الاستقرار إلى الفوضى وتجهيز الحلفاء لاحتوائها".
ودعا الكاتب إلى النظر إلى جنوب المغرب وشرقه أيضًا، وتحديدا منطقة الساحل الأفريقي، وهي واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا على وجه الأرض، مؤكدا أنه "بدون استراتيجية استباقية طويلة الأمد تتعامل مع الحلفاء الإقليميين بجدية فإن الوضع سيتدهور".
اقرأ أيضاً
ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال المغرب إلى 2946 وفاة و5674 إصابة
ومنذ التسعينيات، بينما كانت الحكومات الغربية تراهن بمستقبلها على السلام الدائم، عانت مجموعة كبيرة من الدول في جميع أنحاء أفريقيا، من غينيا إلى تشاد، من انقلابات متتالية، وكانت هذه الظروف مثالية لنمو التحالفات بين جماعات الجريمة المنظمة والتنظيمات الإرهابية، ومهربي البشر والسلع، والمتمردين الذين يسعون إلى تفكيك الدول ذات السيادة.
تحفيز الهجرة
وإزاء ذلك، ينوه شيريف إلى أن هذه الظروف تحفز الهجرة، خاصة مع وجود 4.2 مليون نازح عبر منطقة الساحل، بعضهم يقومون برحلة محفوفة بالمخاطر شمالاً ثم عبر البحر الأبيض المتوسط.
كما أن انتشار الشبكات الإجرامية يحول دون أي تطور يمكن أن يحسن الحياة بالمنطقة فيما يتعلق بالمرونة المناخية، والتجارة والتعليم، والإصلاح السياسي والمؤسسي، ومنح حق التصويت للنساء والأقليات الدينية والعرقية، وهي العوامل التي تحدد استقرار الساحل الأفريقي، بحسب شيريف.
وتابع: "كما تعلمنا من التجربة، لا يمكن تنصيب هذه العوامل من الخارج، وبالتأكيد ليس من قبل الحكومات الغربية. إن دعمنا المستمر ومشاركتنا الدبلوماسية أمر بالغ الأهمية، لكن لا يمكن أن يكون لهما أي وزن بدون شركاء لديهم مصلحة وصوت وموقع استراتيجي في المنطقة، ويمكنهم إحداث تغيير حقيقي ودائم".
اقرأ أيضاً
زلزال المغرب يضع فقاعة الملك محمد السادس في مرمي النيران
ومن هذا المنطلق، يؤكد شيريف أن "المغرب حليف يتمتع بموقع فريد"، مشددا على أن الغرب كان حريا به المشاركة في دعمه حتى قبل هذه كارثة الزلزال الرهيبة.
فباعتباره شريكًا في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، فقد أوقف المغرب أكثر من 300 محاولة هجوم إرهابي منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تمكن خلال السنوات الخمس الماضية من القضاء على أكثر من ألف شبكة للاتجار بالبشر ومنع ما يزيد عن 300 ألف شخص من الهجرة غير القانونية.
وينوه شيريف، في هذا الصدد، إلى أن المغرب بلد متوسطي يقدر أهمية الإصلاح المدني والتنمية الاقتصادية، وله سجل في الترويج لكلاهما في جميع أنحاء القارة، كما توسط ملكه، محمد السادس، في النزاعات عبر منطقة الساحل، وساعد في التفاوض على أكثر من 100 اتفاق تعاون ونشر أكثر من 70 ألف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ويعد المغرب أيضًا ثاني أكبر مستثمر في التنمية الاقتصادية بالقارة الأفريقية، وضامنًا حاسمًا لأمنها الغذائي، ومن خلال العمل معه بشكل أوثق، "سيتعلم (الغرب) الكثير عن التعقيدات التي تعاني منها المنطقة" بحسب شيريف.
ويؤكد الكاتب: "يتعين علينا أن نظهر أننا نفهم أن مستقبل المنطقة لابد أن يصوغه أولئك الذين سيعيشونه. وترجع جذور فشل السياسة الأوروبية في منطقة الساحل إلى الفشل في الاعتراف بهذه الحقيقة".
ويرى شيريف أن هذا الفشل أوصل أوروبا إلى منعطف حرج، معلقا "إن الحاجة الحقيقية إلى التحرك بشكل أسرع وأكثر حسماً لتهدئة الأزمات، التي يجب أن يتم تخفيفها من خلال معرفة أن الإجراءات المتخذة دون الدعم والقيادة الإقليمية التي يقدمها حلفاؤنا لن تنجح أبداً".
ويخلص الكاتب إلى أن الحل يتمثل في "قبول الدروس التي تعلمناها من أزمة أوكرانيا، وأخيراً التعامل مع الأمن الأوروبي والعالمي باعتبارهما مترادفين"، مردفا: "نحن بحاجة إلى أصدقاء في أفريقيا بقدر ما يحتاجون إلينا".
اقرأ أيضاً
حدادا على ضحايا الزلزال.. جمهور المغرب يهز فرنسا بقراءة الفاتحة (فيديو)
المصدر | ريتشارد شيريف/فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: المغرب زلزال المغرب أوروبا الغرب أوكرانيا منطقة الساحل أکثر من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
ثمة «ثورة» تجتاح العالم الآن بعد نشر أبحاث تقول بأن الأمراض التي ضربت البشرية خلال سبعة عقود كانت نتاج كذبة كبيرة سوّقت لها شركات الغذاء الكبرى والتي اعتمدت على الانتاج الصناعي ومنها «الزيوت المهدرجة والسكر الصناعي» واعتمدت على أبحاث طبية مزيفة للتخويف من الأغذية الطبيعية، والترويج لأخرى صناعية، والهدف اقتصادي؟
الأطباء الذين بدأوا يرفعون الصوت عالياً أن الدهون الطبيعية خطر على الحياة وأنها سبب رئيس للكوليسترول، كذبة كبيرة، فالدهون أساس طبيعي للبقاء في الحياة، وأن ما يمنعونك عنه يتوازع في كل جسمك بما فيه المخ، وأن ما قيل عن خطر الدهون المشبّعة كانت نتاج نقل عن بحث لبرفيسور أمريكي كتبه في نهاية الخمسينيات، حيث عملت الشركات الغذائية الكبرى على سدّ الحاجات البشرية من الغذاء بعد أنّ حصل نقص كبير في الثروة الحيوانية بعد الحرب العالمية الثانية، ولهذا تمّ تلفيق هذه الكذبة الكبيرة، وقد مُنع الصوت الآخر، بل وصل الأمر كما يقول الأطباء المخدوعون: إنهم كانوا يدرسون ذلك كحقيقة علمية، بل إنّهم لا يتوارون عن تحذير مرضاهم من الدهون الطبيعية، في حين أنّ الأمراض التي ضربت البشرية خلال العقود السابقة كانت نتيجة الزيوت المهدرجة، والسكر الصناعي، والوجبات السريعة..
والحل الطبيعي بإيقاف تلك الأطعمة الصناعية، ومنتجات تلك الشركات، والعودة للغذاء الطبيعي، وتناول الدهون الطبيعية بكل أنواعها والإقلال من الخبز والنشويات، ويضيف المختصون : أنّ جسد الإنسان مصمم لعلاج أي خلل يصيبه ذاتيًا، ولكنّ جشع الإنسان في البحث عن الأرباح الهائلة دفع البشرية إلى حافة الهاوية، فكانت متلازمة المال «الغذاء والدواء» والاحتكار لهما، وهكذا مضى العالم إلى أن القوى العظمى من تحوز على احتكار وتجارة ثلاثة أمور وجعل بقية العالم مستهلكاً أو نصف مستهلك أو سوقاً رخيصة للإنتاج، وهي الدواء والغذاء والسلاح، فضلاً عن مصادر الطاقة، ولعل ذلك بات ممثلاً بالشركات عابرة القومية بديلاً عن السيطرة المباشرة من الدول العظمى!
ثمة تخويف للعالم من الكوليسترول، وما يسببه من جلطات وسكر، تخويف ساهم الإعلام فيه، حيث استخدم الإعلام « السلاح الخفي للشركات العملاقة» لتكريس الكذبة بوصفها حقيقة، وهناك من استخدم الإعلام للترويج للزيوت المهدرجة والمشروبات الغازية، على أنّها فتح للبشرية، دون أن يعلم خطورتها، فقد ارتبط بقاء الإعلام بالدعاية للشركات الكبرى حتى يستطيع القائمون عليه تمويله، وبدل أن يقوم الإعلام بكشف تلك الكذبة باتت الشركات الكبرى تفرض عقوبات على كل من لا يغني على هواها بأن تحرم تلك الوسيلة وغيرها من مدخول الإعلان الهائل فيؤدي ذلك لإفلاسها وإغلاقها!
قبل سنوات، وفي مؤتمر عالمي للقلب في الإحساء في المملكة العربية السعودية، قال البرفيسور بول روش إن الكوليسترول أكبر خدعة في القرن العشرين، أو كما يقول د. خالد عبد الله النمر في مقال له بجريدة الرياض في 31 ديسمبر 2014 :
(في مؤتمر عالمي للقلب بالأحساء بالسعودية نظمه مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأمراض القلب فجّر الدكتور الأمريكي بول روش رئيس المعهد الأمريكي لأبحاث التوتر العصبي بواشنطن مفاجأة حيث أعلن أن الكولسترول أكبر خدعة في القرن الماضي والحقيقة: أن الطعام الدسم بشحوم الأغنام وتناول دهون الأبقار (سمن البقر) هو الذي يقوم بإخراج السموم من الجسم وإعطاء الليونة والمرونة للشرايين والجلد وتغذية الكبد والأمعاء وكافة الأجهزة بالجسم والدفع بالطاقة لأعلى مستوياتها وهو بريء من كولسترول الدم أو الإصابة بالنوبات القلبية والمتهم الحقيقي هو الزيوت المهدرجة دوار الشمس والذرة وغيرهم والسمن الصناعي من: المارجرين وغيره)
فهل نحن أمام خديعة كبرى قتلت ومازالت ملايين البشر؟ ولصالح من؟ وهل كانت قيادة الإنسان الغربي للبشرية قيادة صالحة وإنسانية أم إن ما قاله العلامة الهندي أبو الحسن الندوي قبل خمسة وسبعين عاماً مازال القاعدة وليس الاستثناء. يقول الندوي: «إنّ الغرب جحد جميع نواحي الحياة البشرية غير الناحية الاقتصادية، ولم يعر غيرها شيئاً من العناية، وجعل كل شيء يحارب من أجله اقتصادياً!» وقد شهد شاهد من أهله إذا يذكر إدوارد بيرنيس أخطر المتلاعبين بالعقل البشري في عام 1928 في كتابه الشهير «بروبوغندا» ما يؤكد ما ذهب إليه الندوي. وكان بيرنيس المستشار الإعلامي للعديد من الرؤساء والمسؤولين الأمريكيين، وهو من أحد أقرباء عالم النفس الشهير سيغموند فرويد. ويتباهى بيرنيس في مقدمة كتابه الشهير ويعترف فيه بأن الحكومات الخفية تتحكم بكل تصرفات البشر بطريقة ذكية للغاية دون أن يدري أحد أنه مجرد رقم في قطيع كبير من الناس يفعلون كل ما تريده منهم الحكومة الخفية بكامل إرادتهم. ويذكر بيرنيس كيف نجح مثلاً في دفع الأمريكيين ومن بعدهم الأوربيين إلى تناول لحم الخنزير قبل حوالي قرن من الزمان. وهنا يقول إن تجارة الخنازير في أمريكا كانت ضعيفة جداً، وكان مربو الخنازير يشكون من قلة بيع اللحوم، فعرض عليهم بيرنيس خطة جهنمية لترويج لحوم الخنازير. ويذكر الكاتب أنه اتصل بمئات الأطباء والباحثين وأقنعهم بأن يكتبوا بحوثاً تثبت أن الفطور التقليدي للأمريكيين وهو الحبوب والحليب ليس صحياً ولا مغذياً، وبالتالي لا بد من استبداله بفطور جديد يقوم على تناول لحوم الخنزير بأشكالها كافة. وفعلاً نشر بيرنيس كل البحوث التي طلبها من الأطباء والباحثين في معظم الصحف الأمريكية في ذلك الوقت، وبعد فترة بدأ الناس يتهافتون على شراء لحم الخنزير ليصبح فيما بعد المادة الرئيسية في فطور الأمريكيين ومن بعدهم الأوربيين بشكل عام. وقد ازدهرت تجارة الخنازير فيما بعد في الغرب لتصبح في المقدمة بعد أن اكتسحت لحوم الخنازير المحلات التجارية وموائد الغربيين.
هل كانت نصيحة بيرنيس للأمريكيين بتناول لحم الخنزير من أجل تحسين صحة البشر فعلاً أم من أجل تسمين جيوب التجار والمزارعين وقتها؟ وإذا كان الغرب الرأسمالي يتلاعب بعقول وصحة الغربيين أنفسهم، فما بالك ببقية البشرية؟