مع زيارته روسيا.. خريطة ترصد تحركات زعيم كوريا الشمالية الخارجية النادرة
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
(CNN)-- يواصل الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، رحلته التي تستغرق أيامًا إلى روسيا، الجمعة، حيث زار مصنعًا للطائرات في مدينة "كومسومولسك أون أمور" بشرق البلاد، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية الروسية، بعد أن قال الجانبان إن التعاون العسكري أمر محتمل.
ويمثل وصول كيم إلى روسيا أيضًا رحلة خارجية نادرة لزعيم إحدى أكثر الدول عزلة في العالم، وهي أول زيارة له إلى الخارج منذ جائحة كوفيد-19، الذي تم خلاله إغلاق حدود كوريا الشمالية.
ومنذ توليه السلطة في عام 2011، لم يغامر كيم بالخارج إلا 9 مرات - جميعها في عامي 2018 و2019 - وجاءت في الوقت الذي انخرط فيه الزعيم الكوري الشمالي في سلسلة من المحادثات حول برامج الأسلحة النووية والصاروخية في البلاد.
زار كيم روسيا آخر مرة في أبريل 2019 في رحلة إلى فلاديفوستوك حيث التقى بوتين للمرة الأولى وسط الأزمة المستمرة والتي لم يتم حلها بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية والحوار الفاشل بين بيونغ يانغ وواشنطن.
وكما حدث في عام 2019، سافر الزعيم الكوري الشمالي إلى روسيا يوم الثلاثاء في قطاره الشهير ذي اللون الأخضر المميز والذي أصبح الآن رمزًا لعزلة الدولة المنعزلة وسريتها.
ويقال إن كيم، مثل جده كيم إيل سونغ ووالده كيم جونغ إيل، يفضل السفر في القطار المدرع الراقي، الذي كان لفترة طويلة موضوع مثير للجدل.
روسياكوريا الشماليةانفوجرافيككيم جونغ أوننشر الجمعة، 15 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: انفوجرافيك كيم جونغ أون
إقرأ أيضاً:
زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
في توقيت بالغ الدقة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولتي قطر والكويت لتؤكد مجددًا أن القيادة السياسية المصرية تُجيد قراءة المتغيرات وتوظيفها ببراعة لصالح الدولة. لم تعد القاهرة مجرد طرف في معادلات المنطقة، بل أصبحت بوصلة يُعاد وفقها ترتيب الحسابات.
قبل سنوات، كانت قطر رأس حربة في مشروع تقسيم الشرق الأوسط عبر تمويل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية. سارت حينها في فلك يخدم أجندات الفوضى الخلاقة، وسخّرت أدواتها الإعلامية لضرب استقرار الدول. لكن المعادلة تغيرت، وبفضل القيادة السياسية المصرية، نجحت القاهرة في تفكيك ذلك المشروع، وإعادة ضبط العلاقة مع قطر. اليوم، لم تعد الدوحة في موقع الخصومة، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا وأداة فاعلة ضمن مساعي إنهاء الحرب في غزة، في تنسيق مصري- قطري يعكس نضجًا سياسيًا يُحسب للطرفين.
أما الكويت، التي مرت علاقتها بمصر بمرحلة من البرود، فقد عادت إلى موقعها الطبيعي كداعم استراتيجي، بعدما تيقنت أن القاهرة هي الضامن الحقيقي للاستقرار. الزيارة الأخيرة فتحت أبواب التعاون، وجددت الثقة المتبادلة، وأعادت العلاقات إلى عمقها التاريخي.
ولا يمكن إغفال الأثر الكبير لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، التي شكلت نقطة تحول في نظرة القوى الكبرى إلى مصر. ما شهدته تلك الزيارة من استقبال استثنائي وحوار سياسي عميق، قدّم صورة واضحة عن دولة باتت تتعامل بندية واحترام مع العالم. لقد أعادت هذه الزيارة ترتيب الكثير من الحسابات، وجعلت عواصم عدة تهرول إلى القاهرة لكسب هذا الحليف القوي، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه لا ينكسر ولا يساوم.
الملف الفلسطيني كان حاضرًا بقوة، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة. زيارة السيسي إلى قطر جاءت في إطار مبادرة مصرية حقيقية لوقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية. التحول القطري في هذا الملف لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لجهد مصري طويل أعاد توجيه بوصلة السياسات القطرية لتصبح جزءًا من الحل. مصر، بعلاقاتها التاريخية مع السلطة الفلسطينية والفصائل، تستثمر هذا الرصيد لتقود مسار التسوية في ظل صمت دولي وعجز أممي.
الجانب الاقتصادي حظي كذلك باهتمام كبير، إذ أعلنت قطر والكويت عزمهما ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في السوق المصري، في قطاعات حيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والعقارات. تلك الاستثمارات تمثل شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وفرصة لتعزيز النمو وخلق فرص عمل، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابًا.
ما تحقق خلال هذه الجولة الدبلوماسية يؤكد براعة مصر في إدارة التوازنات السياسية والاقتصادية، ويُظهر قدرتها على التأثير الإقليمي الهادئ دون ضجيج. الرئيس السيسي لا يطرق الأبواب طلبًا للدعم، بل يفرض احترامه بسياسات رشيدة ومواقف ثابتة تستند إلى رؤية وطنية وشعبية صلبة.
بهذا النهج، انتقلت مصر من موقع الدفاع إلى موقع التأثير وصناعة القرار. دبلوماسية هادئة، لكنها تُغيّر موازين القوى، وتصنع واقعًا جديدًا عنوانه: مصر أولًا.. .والعرب أقوياء بوحدتهم.