انهيار العملة المحلية.. كيف ارتفعت أسعار المواد الغذائية والنفط كنتيجة طبيعية؟
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
كتب/ صديق الطيار
أدى التدهور المتسارع في القيمة الشرائية للعملة المحلية (الريال) في المحافظات المحررة، إلى زيادة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والمشتقات النفطية المستوردة من الخارج، مما فاقم من معاناة شريحة واسعة من المواطنين، والذين بات كثير منهم عاجزين عن توفير جميع متطلبات الحياة، الأمر الذي وسع من مساحة الأزمة الإنسانية في عدن والمحافظات المحررة الأخرى.
ولا غرابة إذا رأينا أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية في تزايد مستمر، فالمواد الغذائية مستوردة من الخارج، وكذلك باتت المشتقات النفطية تستورد من الخارج بعد إغلاق مصافي عدن وإطفاء شعلتها، والتي تعد أهم منشأة وطنية استراتيجية كانت تعمل على تكرير النفط الخام من المنتج المحلي، ورفد السوق المحلية بجميع المشتقات النفطية والتي كانت في متناول الجميع، وبأسعار رمزية.
برأيي لا يمكن إلقاء اللوم على تجار المواد الغذائية والاستهلاكية أو على شركة النفط، إذا اضطروا لرفع سعر السلع التي يستوردونها من الخارج بما يتناسب مع سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، فالزيادة نتيجة طبيعية انعكاساً لانهيار القيمة الشرائية للعملة المحلية.. فالتجار وشركة النفط لجأوا لشراء الدولار من الأسواق المصرفية المحلية، بعد تخلي البنك المركزي عن توفير النقد الأجنبي لتمويل احتياجات الاستيراد.
مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وحدهم من يتحمل المسؤولية الكاملة لأي ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية أو المشتقات النفطية التي يتم استيرادها من الخارج، بعد أن وقف المسؤولون في مجلس القيادة والحكومة موقف المتفرج للوضع المصرفي والاقتصادي وهو يذهب نحو الهاوية، دون الاكتراث بمعاناة المواطن الذي يتجرع كل هذه الأزمات، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكرسوا كل جهودهم نحو الصراعات والمماحكات السياسية، وتركوا المواطن يقاسي مرارة الحياة لوحده.
حقيقة، لا أستغرب ولا أستنكر ارتفاع الأسعار المستمر في كل شيء من متطلبات الحياة، كالمواد الغذائية والاستهلاكية والمشتقات النفطية، فكل ذلك يتم استيراده من الخارج، ومن الطبيعي أن يضطرب سعر هذه السلع وتزداد قيمتها الشرائية كنتيجة طبيعية انعكاسية لتدهور القيمة الشرائية للعملة المحلية..
وقد نشهد خلال الأيام المقبلة زيادة في أسعار المشتقات النفطية مثلاً، وهذا الأمر طبيعي جداً، لأن العملة المحلية تشهد حالياً انهياراً هو الأسوأ لها على الإطلاق.
وإذا بحثنا عن مسببات هذا التدهور المريع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية في المحافظات المحررة، سنجد أبرزها هو تزايد الفجوة بين العرض والطلب من العملات الأجنبية في السوق، بسبب زيادة الطلب على العملة الناتج عن زيادة الطلب على السلع المستوردة، لأسباب من أهمها ضعف الإنتاج المحلي، والمضاربة في العملة، والشلل في التحكم في السوق بسبب ضعف البنك المركزي وتقسيمه بين عدن وصنعاء.. ناهيك عن الاضطرابات السياسية في البلاد، واستخدام العملة والاقتصاد وسيلة من وسائل الحرب التي ما زالت ماثلة منذ نحو تسع سنوات.
كما أن إيقاف إنتاج وتصدير النفط والغاز تسبب في ضعف موارد البلاد من النقد الأجنبي، ونضوب رصيد الدولة من العملات الصعبة، وفقدان كثير من موارد النقد الأجنبي، وضعف تحويلات المغتربين، وتوقف الاستثمار الأجنبي، وهجرة رؤوس الأموال إلى الخارج بسبب الاضطرابات السياسية والعسكرية في البلاد منذ عدة سنوات، كل ذلك تسبب بالتدهور الكبير الذي تشهده العملة الوطنية (الريال)، وانحداره نحو هاوية سحيقة.
كذلك من أسباب تدهور العملة المحلية عدم قيام البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن بمهامه في مجال تحديد سعر الصرف، وترك أمر تحديده لصالح البنوك التجارية وشركات الصرافة الخاصة..
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: أسعار المواد الغذائیة المشتقات النفطیة من الخارج
إقرأ أيضاً:
وزيرا الصحة والتضامن يشاركان في تعبئة المواد الغذائية تمهيدًا لدخولها إلى قطاع غزة
تفقد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، يرافقهما اللواء عاصم سعدون، نائب محافظ شمال سيناء، مخزن الهلال الأحمر الاستراتيجي والمركز اللوجستي لدعم غزة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتقديم كافة أشكال الدعم للأشقاء في قطاع غزة.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن نائب رئيس مجلس الوزراء اطلع على آلية تتبع خط سير الشاحنات المتجهة إلى قطاع غزة ومعرفة محتوياتها من خلال QR code.
ولفت «عبدالغفار» إلى أن الوزيرين تابعا جاهزية المساعدات الغذائية والإغاثية المتواجدة في المراكز اللوجستية، كما شاركا في تعبئة المواد الغذائية تمهيدًا لإرسالها إلى قطاع غزة، حيث يتولى الهلال الأحمر المصري استقبال كافة الشحنات الواردة برا وبحرا وجوا، ويتم التأكد من سلامة مشمول الشحنات ومطابقتها للمعايير المعتمدة وتكويدها تمهيداً لإدخالها إلى لقطاع.
وأشار «عبدالغفار» إلى أن هذه المراكز تم تخصيصها لدعم قطاع غزة، كما تشرف هذه المراكز على استقبال الشاحنات الإغاثية التي تحمل كافة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى القطاع.
ومن جانبها، حرصت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، على لقاء كوادر الهلال الأحمر المصري والمتطوعين المتواجدين في محافظة شمال سيناء، مثنية على جهودهم المبذولة منذ بدء الحرب على قطاع عزة، والعمل في ظل ظروف استثنائية، مؤكدة قدرة الهلال الأحمر المصري على تكثيف إنفاذ مزيد من المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع أجهزة الدولة المصرية.
رافق الوزير خلال الجولة الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة، والدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، والدكتور أحمد سعفان، مساعد وزير الصحة لشئون المستشفيات، والدكتور بيتر وجيه، رئيس قطاع الطب العلاجي، والدكتور محمد الصدفي، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة، والدكتور أحمد العزب، رئيس قطاع العمليات والتشغيل بهيئة الإسعاف والدكتور أحمد سمير مدير مديرية الشئون الصحية في شمال سيناء، والدكتورة آمال الإمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر، والدكتور محمد العقبي مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي والمتحدث الرسمي للوزارة، والدكتورة دينا الصيرفي، مساعد وزيرة التضامن للتعاون الدولي، والسيد أيمن عبدالموجود، الوكيل الدائم لوزارة التضامن، والسيد هشام محمد، مدير مكتب وزيرة التضامن.