الأمر ليس بحاجة لدليل، فالأدلة كثر وحرب أوكرانيا من الأدلة الدامغة على أن المال والتمويل هو الركن الأساسي في سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كما كانت الحال مع سلفه دونالد ترامب، وهنا يكشر رأس مال القوة بأنيابه الحادة، ويكشف عن صورته القبيحة في التحكم بمصير الشعوب.

هنا في سورية يحصل الأمر نفسه، حرب على الدولة بشق اقتصادي يضع فيه رأس المال (الرأسمالي) ثقله لحصار الشعب واللعب بحاجاته الأساسية والإنسانية، هذه هي البوصلة الأمريكية، بوصلة بايدن وترامب ومن سبقهما من متزعمين للبيت الأبيض، هذه البوصلة العمياء جعلت بايدن مختل ومهووس هو وسلفه ترامب بفكرة الضغط الاقتصادي على الخصوم وتمويل الحلفاء وتغذية وريدهم الحربي، وفي كل مرة يوقعون العالم في مأزق كبير يصل لدرجة تفجير برميل البارود في العالم، وحصاد الرماد والدخان من بقايا الحطام الذي يعقب الحريق.

اختلال في القيم وعجرفة وتغول في الدماء، وتوغل في الاحتلال بالمال والعسكرة، يحصدون حصاد الغير وينقلون طاقة الشعوب لما وراء الحدود عبر معابر اللصوصية لقواعدهم التي تحتضر ويصيبها الاهتلاك مع مرور الأيام، يدعمهم الحلف الغربي، (ناتو) الحقد الذي يرفع شعاره للسيطرة في جهات العالم الأربع ويشكل العصا الطائعة في يد أمريكا التي تنفق عليه عسكرياً بمرتبة ممول أول يحتل المقدمة، فالأوروبيون لا ينفقون ما تنفقه أميركا في هذا الحلف السياسي العسكري، وعليه تقود الولايات المتحدة الحلف نحو الحروب التي ترعاها وتخدم رأسمالها.

استثمار أميركي جديد في أوكرانيا، وقبله في سورية، استراتيجية قديمة ضد الشعوب أعلنها بايدن وقبله ترامب بمضامين وأفعال ترصد لها الخزانة الأميركية الغالي والنفيس لحين موسم الحصاد عبر قهر الشعوب، هي ماكينة المال الأميركي التي تخدم السياسة الخارجية في الدولة الأميركية العميقة التي تنتج سياسات عقيمة، عبر تجارة الحروب، ‏والبحث المستمر عن استثمارات عسكرية جديدة تتبعها تمويلات جديدة ومستمرة كما يحصل اليوم في أوكرانيا، هي استراتيجية قديمة يتم تحديثها مع مرور الزمن لتناسب مقياس ومقاس الجشع الأمريكي الذي يكبر ويتعاظم كوحش مفترس يترصد ضحاياه ويزداد نهمه يوماً بعد يوم.‏

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

ناطق حكومة التغيير: تصريح ترامب يفتقر للفهم العميق لنفسية الشعوب الحرة ويُظهر جهلًا بالنفسية الفلسطينية الصامدة

الثورة نت/..
أكد ناطق حكومة التغيير والبناء – وزير الإعلام هاشم شرف الدين، أن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يفتقر للفَهمِ العميقِ لنفسيةِ الشعوبِ الحرة، ويُظهر جهلاً مُطبقاً بالنفسيةِ الفلسطينيةِ الصامدِة.

وقال ناطق حكومة التغيير والبناء في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) “أطلَّ الرئيسُ الأمريكي، دونالد ترامب، بتصريحٍ يفتقر إلى الفَهمِ العميقِ لنفسيةِ الشعوبِ الحرة، ويُظهر جهلاً مُطبقاً بالنفسيةِ الفلسطينيةِ الصامدِة، تلك النفسيةُ التي تُشبهُ شجرةَ الزيتون: تُثمرُ صموداً رغمَ قسوةِ الرياحِ، وتتثبَّتُ في الأرضِ رغمَ عُنفِ العواصف”.

وأضاف “حديثُ ترامب عن ضرورةِ مغادرةِ الفلسطينيين النهائيةِ لغزة والعيشِ في مكانٍ آخر لا يواجهون فيهِ الموت لا يُجسّدُ إلاّ جهلاً مُريعاً بعراقةِ الشعبِ الفلسطيني وعُمقِ ارتباطِه بأرضِه”، مؤكدًا أن ترامب بتصريحِه هذا، يُحاولُ أن يرفعَ معنوياتِ الصهاينةِ الذين أُصيبوا بصدمةٍ عميقةٍ، عجزوا عن هضمِها، بعودة مليون فلسطينيّ إلى ديارِهم شمالِ قطاعِ غزة.

وأشار إلى أن أولئك الذين هُجّروا قَسراً في حربِ إبادةٍ لا تُنسى دامت 15 شهرا، شَهِدَت على وحشيةِ العدوِ الإسرائيلي وجبروتِه .. مبينًا أن العدو ظنّ أنه استطاعَ طمسَ الهُويةِ الفلسطينية واقتلاعَ جذورِ شعبٍ يتمسّكُ بأرضِه، لكنّه ومعه الأمريكي والأنظمةُ العربيةُ المتواطئة فوجئوا بِعَودةِ الحياةِ إلى تلك الأرضِ المباركةِ بِعَودةِ القلوبِ التي تُحبّ أرضَها وتُؤمنُ بحقِها في العيشِ الكريمِ عليها.

وتابع وزير الإعلام: “لقد كانت العودةُ بمثابةِ صفعةٍ قويةٍ على وجوهِ مَن ظنّوا أنهم قد انتصروا، لذا يحاولُ ترامب بتصريحهِ المُستَهجَنِ هذا أن يُخفّفَ مِن وَطأةِ هذهِ الصفعة، لكنّه لن يُفلِح؛ فالصمودُ الفلسطينيُّ أقوى مِن أحلامِه البائسة، والفلسطينيون مِن خلالِ صمودِهم الأسطوري وعودتِهم الشامخة أثبتوا للعالمِ أنَ البقاءَ ومواجهةَ العدو خياران حتميان، وأنَ التفريطَ في الهُويةِ هو المستحيلُ بعينِه، لأنهم ليسوا مجرّدَ ضيوفٍ في وطنِهم، وليسوا أغناماً تُقادُ إلى مراعيَ أخرى، بل هم جذورٌ راسخةٌ في ترابِ أرضِ فلسطين”.

وأفاد بأن تصريح ترامب يؤكد الحقيقةَ الثابتة أنّ أمريكا وإسرائيلَ وجهانِ لعملةٍ واحدة، وقال “حديثُ ترامب عن تهجيرِ الفلسطينيين يُذكّرُنا بالنفسيةِ الغاصبةِ الأمريكيةِ، القائمةِ على احتلالِ الأرضِ وقتلِ وتهجيرِ السُكان الأصليين، كما حدثَ مع الهُنودِ الحُمر”.

وأضاف ناطق حكومة التغيير والبناء “هذه النفسيةُ الاحتلاليةُ الاستباحية التي تسيطرُ على الإداراتِ الأمريكيةِ المتعاقبة، تُظهرُ نفسَها بوضوحٍ في الدعمِ الأمريكي للعدوِ الإسرائيلي ومُشاركتِهِ العدوانِ ضدَ الشعبِ الفلسطيني، وهي تؤكدُ أنَ كلا الطرفين “أمريكا وإسرائيل” يتشاركانِ الرؤيةَ التوسعيةَ القائمةَ على سرقةِ أراضي البلدانِ وإخضاعِ شعوبِها، مُظهرينَ بذلك وجهَهُما القبيحَ الذي يحاولان عبثاً تجميلَه باستمرار.

ومضى قائلًا: “على ترامب أن يُدركَ أن الفلسطينيينَ لا يبحثونَ عن مَلاذاتٍ خارجية، بل عن وطنِهم وحقِهم في تحريرِه، وأنهم يحمِلونَ في قلوبِهم إرادةً لا تنكسر، وعزيمةً لا تضعُف، وسيواصلون جهادَهم ونضالَهم حتى تحقيقِ هدفِهم المشروع، وهو: فلسطين حرةٌ مستقلة”.

واختتم وزير الإعلام تصريحه بالقول: “على ترامب أن يُدركَ أيضاً، أنَه مهما تعالَت أصواتُ الباطل، فإن صوتَ الحقِ المتمسكَ بالقضيةِ الفلسطينيةِ وفي مقدّمتهِ الصوتُ اليمني سيبقى عالياً يؤكد أن فلسطين أرضٌ عربيةٌ مقدّسةٌ، والفلسطينيونَ أهلُها الشرعيون، وفلسطين ستظلُ حاضرةً في وجدانِ كلِ حُرٍ في هذا العالَم حتى زوالِ الاحتلال”.

مقالات مشابهة

  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • رابطةُ العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة أوربرو بمملكة السويد
  • ترامب يُهاجم إدارة بايدن بورقة إيران
  • ناطق حكومة التغيير: تصريح ترامب يفتقر للفهم العميق لنفسية الشعوب الحرة ويُظهر جهلًا بالنفسية الفلسطينية الصامدة
  • خلال لقائه ترامب.. نتنياهو يشير إلى التوتر مع إدارة بايدن
  • نيويورك تايمز: ترامب ونتنياهو يجتمعان لإعادة الدفء للعلاقات بعد برودة عهد بايدن
  • إبراهيم عيسى: العقل السلفي هو المسئول عن أن الدولة المصرية ليست متقدمة
  • أستاذ قانون دولي: ترامب يزود الاحتلال الإسرائيلي بقنابل أوقفها بايدن
  • روسيا: واشنطن تواصل نهج الاستعمار ونهب ثروات الشعوب
  • أكسيوس: بايدن يبدي تعاطفًا مع الفلسطينيين ويُظهر عدم ثقة كبيرة بنتنياهو