ليبيا لا تزال تلملم خسائرها "الفادحة" من إعصار "دانيال"
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
يوما بعد يوم، تتكشف خيوط الكارثة في مدن الشرق الليبي، إذ قسمت السيول التي تدفقت في وادي درنة المدينة إلى نصفين حتى غابت ملامحها، مما دفع بعض المسؤولين الليبيين إلى القول إنها لم تعد صالحة للسكن.
جغرافية المكان ومعالم المدينة المتضررة تغيرتا بالكامل، فقد اختفت أحياء بأكملها بعد انهيار المنازل والخدمات والبنية التحتية، ما أجبر الناجين من الأهالي على الاندفاع نحو نزوح جماعي إلى مناطق آمنة.
في غضون ذلك، بدأت تظهر ملامح الخسائر الاقتصادية الكارثية، حيث جاء قطاع البناء والبنية التحتية في المقدمة على وقع انهيار آلاف المنازل والمنشآت، ثم تلا ذلك القطاع الزراعي والثروة الحيوانية من خلال تجريف مساحات شاسعة من الأراضي. كذلك كان لممتلكات المواطنين من سيارات ومتاجر وغيرها نصيب كبير من المأساة.
رسميا، أقر البرلمان الليبي ميزانية طوارئ بقيمة تعادل 2 مليار دولار للمناطق المنكوبة، كما خصصت السلطات الليبية مبلغ 446 مليون دولار، لصالح صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة.
في حين أن اليونان التي اجتاحها دانيال قبل ليبيا وخلف فيها 15 قتيلا، كما ألحق أضرارا بالبنية التحتية، قام الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات عاجلة بقيمة 2.25 مليار يورو لمواجهة تداعيات العاصفة، ولربما هذا الرقم يوحي بحجم الدعم الذي ستحتاجه ليبيا لمواجهة تداعيات الدمار، إذ يتوقع المراقبون أن تصل حجم الخسائر الاقتصادية إلى حوالي 7 مليارات دولار.
فاتورة ثقيلة من الأرواح البشرية وفاتورة أثقل من الخسائر الاقتصادية التي لا تزال السلطات الليبية في مرحلة إحصائها.
وفي سياق متصل، قالت ماري الدريس؛ الأمينة العامة للهلال الأحمر الليبي، لوكالة الأسوشيتد برس، الخميس، إن عدد القتلى ارتفع إلى 11300 مع استمرار جهود البحث.
وقالت إنه تم الإبلاغ عن فقدان 10100 آخرين. كانت السلطات الصحية قد قدرت في وقت سابق عدد القتلى في درنة بنحو 5500 شخص.
يأتي ذلك فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن حزنه العميق إزاء التأثير الشديد للعاصفة والفيضانات اللاحقة التي ضربت الأجزاء الشرقية من ليبيا.
كما قال وزير الصحة في الحكومة الليبية المكلفة عثمان عبد الجليل، إن الأوضاع في درنة تزداد مأساوية، ولا توجد إحصاءات نهائية لأعداد الضحايا.. كثير من الأحياء لم نتمكن من الوصول إليها، وأتوقع ارتفاع عدد الوفيات إلى 10 آلاف.
لكن المشاهد القادمة من مدن الجبل الأخضر يمكن أن تعطي صورة عن حجم الكارثة، إذ تقول التقديرات الأولية إن أكثر من ثلاثين ألف منزل تضررت بفعل السيول ثلثها دُمر بشكل كامل، إضافة إلى انهيار عدد من الجسور ودمار مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وفقدان آلاف رؤوس المواشي.
قبل الكارثة، كان الاقتصاد الليبي يعاني بشكل كبير من تداعيات صراع مسلح امتد لأكثر من عقد، تسبب هذا الصراع في تراجع إنتاج النفط؛ المصدر الرئيسي لإيرادات الموازنة، وأصبح ما يقرب من ثلث السكان الليبيين يعيشون تحت خط الفقر، كما سجل الاقتصاد الليبي انكماشا في العام الماضي بنسبة 12 بالمئة.
ومؤخرا، ظهرت بعض المؤشرات الإيجابية الجديدة والمتمثلة في ارتفاع إنتاج النفط إلى مستويات قياسية وتوحيد مصرف ليبيا المركزي، لكن هل ستكون هذه المؤشرات كافية لتخفيف وطأة هذه الأزمة على الاقتصاد الليبي، أم أن حجم الكارثة يحتاج ما أهو أكثر من ذلك بكثير؟
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات انهيار المنازل البناء البرلمان الليبي اليونان غوتيريش ليبيا وزير الصحة الليبية الجبل الأخضر الاقتصاد الليبي الصراع الموازنة الاقتصاد الاقتصاد الليبي ليبيا فيضانات ليبيا دانيال الإعصار دانيال إعصار الإعصار إعصار قوي اقتصاد ليبيا انهيار المنازل البناء البرلمان الليبي اليونان غوتيريش ليبيا وزير الصحة الليبية الجبل الأخضر الاقتصاد الليبي الصراع الموازنة الاقتصاد الاقتصاد الليبي ملف ليبيا
إقرأ أيضاً:
كبار مديري شركة بترومسيلة.. نرفض استهداف الشركة وإدارتها وكوادرها ونحمّل الجهات التي تحاول تعطيل وتدمير هذا الصرح الوطني كامل المسئولية القانونية
شمسان بوست / المسيلة :
أعرب كبار مديري شركة بترومسيلة الوطنية لاستكشاف وإنتاج البترول عن رفضهم القاطع لأي محاولات تستهدف الشركة أو إدارتها أو كوادرها، مؤكدين بأنهم لن يسمحوا بتنفيذ أي قرارات أو تصرفات عبثية قد تؤدي إلى تدمير هذا الصرح الوطني الهام، الذي يخدم المواطنين بشكل مباشر ويرفد خزينة الدولة ويدعم الاقتصاد الوطني.
وفي رسالة رسمية وجهها كبار مديري الشركة إلى فخامة رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، عبروا عن استنكارهم للدعايات المغرضة التي تحاول استهداف الشركة والإضرار بسمعتها ومكانتها وإقحامها في الصراعات القائمة، وحملوا المتسببين في تلك الدعايات المغرضة كامل المسؤولية القانونية.
وأكد كبار مديري الشركة يأن تلك التصرفات قد تسببت في حالة من الاستياء بين موظفي الشركة، الذين يعملون في مواقع إنتاج النفط ومحطات توليد الكهرباء. وحذروا من أن استمرار هذه الحملات قد يؤدي إلى تعطيل أعمال الشركة.
وطالب كبار مديري بترومسيلة في رسالتهم القيادة الرئاسية بالتدخل العاجل لحماية الشركة من الاستهداف، مؤكدين على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على الشركة وعدم السماح لأي قرارات أو ممارسات قد تعرقل عملها وتؤثر على دورها الحيوي في رفد خزينة الدولة وخدمة المواطنين.
واختتمت الرسالة بالتأكيد على أهمية التكاتف الوطني في هذه المرحلة الحرجة، داعين إلى الحفاظ على المؤسسات الوطنية الكبرى مثل بترومسيلة، باعتبارها أحد الأعمدة الأساسية التي تدعم الاقتصاد الوطني، الأمر الذي يتطلب العمل الجماعي لحمايتها من أي محاولات استهداف قد تؤثر على دورها في دعم الاستقرار الاقتصادي للبلاد.