الكنزُ والسرُّ المعجزةُ للوقايةِ والعلاجِ من كلِّ داء
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
في عالمٍ يعجّ بالأمراض والأسقام، يبحث الكثيرون عن طرقٍ للخلاص من معاناتهم، ومن بين هذه الطرق، هناك طريقةٌ تقليديةٌ قديمةٌ كانت شائعةً في المجتمعات العربية والإسلامية منذ قرونٍ طويلة، خصّنا بها “الله عز ّوجلّ”، كسٍرٍّ وكنزٍ لا يفنى ولا يبطل مفعوله مهما تغير الزمن واختلفت وتطورت واستعصت الأسقام، وأوصانا بها وعلّمنا إياها نبينا “محمد عليه الصلاة والسلام” وهي الرقية الشرعية.
الرقية الشرعية هي قراءة الآيات القرآنية أو الأدعية الشرعية مع النفث على الموضع الذي يتألم منه الجسد أو على المريض المراد رقيته، وتعدّ من أساليب العلاج الشائعة في العالم العربي والإسلامي.
الأصل الشرعي للرقية الشرعية:-
أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرقية الشرعية، فقال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82] كما وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على الرقية الشرعية، منها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات واضعة يدي على رأسه، فأمره أن يضع يده على محل الألم ويمسحها، ويقرأ بالمعوذات. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه ويقول: “بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك”.أنواع الرقية الشرعية:-
تنقسم الرقية الشرعية إلى قسمين:
الرقية الشرعية العامة: وهي التي تقرأ على جميع المسلمين، سواء كانوا مرضى أم أصحاء، وذلك للوقاية من العين والحسد والسحر والمسّ.الرقية الشرعية الخاصة: وهي التي تقرأ على المريض المصاب بالعين أو الحسد أو السحر أو المس.
كيفية قراءة الرقية الشرعية:-
يمكن قراءة الرقية الشرعية على المريض بنفسه أو بواسطة شخص آخر، ويجب أن تكون القراءة بصوت جهوري مع التركيز على الموضع الذي يتألم منه المريض، ويمكن استخدام الماء أو الزيت أو العسل أو التمر في القراءة على المريض، ثم يشرب المريض أو يأكل مما تم قراءة الرقية عليه.
للرقية الشرعية العديد من الفوائد، منها:
الوقاية من العين والحسد والسحر والمس. الشفاء من الأمراض العضوية والنفسية. راحة البال والطمأنينة. زيادة الإيمان بالله تعالى. شروط الرقية الشرعية.لكي تكون الرقية الشرعية نافعة يجب أن تتوفر فيها الشروط التالية:-
الإيمان بالله تعالى: فالرقية الشرعية لا تنفع إلا لمن آمن بالله تعالى وبما يتلوه الراقي. الصدق في النية: فالرقية الشرعية يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وليس من أجل الشهرة أو المال. العلم الشرعي: يجب أن يكون الراقي على علم بالرقية الشرعية وكيفية قراءتها. الصدق في القراءة: يجب أن يقرأ الراقي الرقية الشرعية بصوت جهوري مع التركيز على الموضع الذي يتألم منه المريض.الرقية الشرعية من الأمور التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي من الأساليب العلاجية التي لها العديد من الفوائد، لذلك يجب على المسلمين الحرص على الرقية الشرعية للوقاية من الأمراض والشفاء من الأمراض.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الإيمان الرقية الشرعية القرآن الكريم حماية دليل صحة علاج هداية وقاية الرقیة الشرعیة على المریض الله تعالى یجب أن
إقرأ أيضاً:
في ذكرى تحرير سيناء .. «أرض الفيروز» تجلى فيها نور المولى وعبر منها الأنبياء
تحل اليوم، الجمعة، الذكرى الـ43 على تحرير سيناء، ولأرض الفيروز مكانة خاصة تاريخية ودينية، فهي أرض ذكرت فى القرآن الكريم، وترابها يحمل آثار أقدام أنبياء الله ورسله، وبين كثبانها أماكن مقدسة تحمل لنا حكايات مباركة.
هنأ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ورجال القوات المسلحة البواسل، قيادةً وضباطًا وجنودًا، وكافة أبناء الشعب المصري، بمناسبة الذكرى السنوية لتحرير سيناء.
تحرير سيناء ذكرى محفورة في وجدان المصريينوأكد شيخ الأزهر في تهنئته، أن هذه الذكرى ستظل محفورة في وجدان المصريين، باعتبارها واحدة من المحطات المضيئة في تاريخ الوطن، والتي تجسد أروع معاني البطولة والتضحية والإصرار على صون تراب مصر وعدم التفريط في شبر من أرضها، مشيدًا بما قدمه جنود مصر الأوفياء من تضحيات عظيمة في سبيل استعادة الأرض وتحقيق الأمن والاستقرار.
وشدد على أهمية أن تمثل هذه المناسبة العزيزة مصدر إلهام للمصريين جميعًا، ودافعًا للاستمرار في مسيرة البناء والتنمية، واستحضار روح النضال والعزيمة في كل ما يخص رفعة الوطن ومستقبله.
واختتم شيخ الأزهر كلمته بالدعاء بأن يحفظ الله مصر من كل شر وسوء، وأن يديم عليها نعم الأمن والأمان والسلام والاستقرار، وأن يكلل جهود أبنائها بالنجاح في كل ما فيه خير الوطن وعزته.
تحرير سيناء شاهدً خالد على عزيمة المصريينوجّه الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، مؤكدًا أن هذه المناسبة تظل شاهدًا خالدًا على عزيمة المصريين، وتضحيات أبطال القوات المسلحة الذين أعادوا للأرض كرامتها وللوطن مجده.
محطة مضيئة في الذاكرة الوطنيةوأشار وزير الأوقاف إلى أن يوم 25 أبريل سيبقى محطة مضيئة في الذاكرة الوطنية، نستدعي فيها مشاعر الفداء والانتماء، حين سطّر أبناء الوطن ملحمة لا تُنسى، جسّدت أن الحقوق لا تُستعاد إلا بالتضحيات، وأن قوة الإرادة قادرة على تجاوز كل التحديات.
ونوّه الدكتور أسامة الأزهري، بأن القوات المسلحة المصرية ستظل الحصن المنيع لهذا الوطن، بسواعد رجال أوفياء صدقوا عهدهم مع الله، وواصلوا الليل بالنهار دفاعًا عن تراب مصر وحدودها، مشيرًا إلى أن انتصارات أكتوبر وروح تحرير سيناء ما زالت حيّة في وجدان كل مصري، تلهمه بالإصرار في مواجهة التحديات.
واختتم وزير الأوقاف بالدعاء أن يحفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقيادتها، مشيدًا بوعي الشعب المصري وتماسكه مع مؤسسات الدولة من أجل استكمال مسيرة البناء والتنمية، والوصول إلى مستقبل يليق بمصر وتاريخها.
منزلة سيناء الخاصة
قال الدكتور الراحل محمد وهدان، العالم الأزهري، إن أرض سيناء الوحيدة التي تجلى الله عليها، حينما نزل الله تعالى على جبل الطور، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ» الأعراف 143.
وأكد العالم الأزهري، في تصريح سابق له، أن لسيناء منزلة خاصة، فقد ذكرت بالقرآن في سورة التين حين قال تعالى: «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ».
وأوضح «وهدان» أن الله تعالى يقسم في بداية السورة بالتين والزيتون وهما من منتجات سيناء، ثم يقسم بجبل الطور وبنسبه إلى سيناء "وطور سينين" ثم يقسم بمكة البلد الأمين، ونرى هنا أن سيناء جاءت في الترتيب قبل مكة - بالرغم من مكانة مكة العظيمة.
وأضاف أن أرض سيناء كانت مسرحًا لقصة موسى عليه السلام حين كلمه الله تعالى، مشيرًا إلى أنه توجد أربعة مشاهد في قصة موسى، كلها عند جبل الطور في سيناء وهى: الوحي الأول حين ناداه ربه لأول مرة، ثم تلقى الألواح، ومجىء موسى بسبعين رجلًا من قومه للتوبة عند الطور، فأخذتهم الرجفة، وأخيرًا أخذ الميثاق عليهم حين رفع جبل الطور فوقهم، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا».
وألمح إلى أنه لا يعرف الكثيرون أن سيدنا محمدًا -صلى الله عليه وآله وسلم- حط قدميه الشريفتين على أرض مصر خلال رحلة الإسراء والمعراج، التي أسرى الله بها بحبيبه المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء، نزل النبي -صلى الله عليه وسلم- في 5 أماكن، طلب منه جبريل أن يصلي فيها، ومنها طور سيناء.