في عالمٍ يعجّ بالأمراض والأسقام، يبحث الكثيرون عن طرقٍ للخلاص من معاناتهم، ومن بين هذه الطرق، هناك طريقةٌ تقليديةٌ قديمةٌ كانت شائعةً في المجتمعات العربية والإسلامية منذ قرونٍ طويلة، خصّنا بها “الله عز ّوجلّ”، كسٍرٍّ وكنزٍ لا يفنى ولا يبطل مفعوله مهما تغير الزمن واختلفت وتطورت واستعصت الأسقام، وأوصانا بها وعلّمنا إياها نبينا “محمد عليه الصلاة والسلام” وهي الرقية الشرعية.

الرقية الشرعية هي قراءة الآيات القرآنية أو الأدعية الشرعية مع النفث على الموضع الذي يتألم منه الجسد أو على المريض المراد رقيته، وتعدّ من أساليب العلاج الشائعة في العالم العربي والإسلامي.

الأصل الشرعي للرقية الشرعية:-

أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرقية الشرعية، فقال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82] كما وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على الرقية الشرعية، منها:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات واضعة يدي على رأسه، فأمره أن يضع يده على محل الألم ويمسحها، ويقرأ بالمعوذات. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه ويقول: “بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك”.

أنواع الرقية الشرعية:-

تنقسم الرقية الشرعية إلى قسمين:

الرقية الشرعية العامة: وهي التي تقرأ على جميع المسلمين، سواء كانوا مرضى أم أصحاء، وذلك للوقاية من العين والحسد والسحر والمسّ.

الرقية الشرعية الخاصة: وهي التي تقرأ على المريض المصاب بالعين أو الحسد أو السحر أو المس.

كيفية قراءة الرقية الشرعية:-

يمكن قراءة الرقية الشرعية على المريض بنفسه أو بواسطة شخص آخر، ويجب أن تكون القراءة بصوت جهوري مع التركيز على الموضع الذي يتألم منه المريض، ويمكن استخدام الماء أو الزيت أو العسل أو التمر في القراءة على المريض، ثم يشرب المريض أو يأكل مما تم قراءة الرقية عليه.

للرقية الشرعية العديد من الفوائد، منها:

الوقاية من العين والحسد والسحر والمس. الشفاء من الأمراض العضوية والنفسية. راحة البال والطمأنينة. زيادة الإيمان بالله تعالى. شروط الرقية الشرعية.

لكي تكون الرقية الشرعية نافعة يجب أن تتوفر فيها الشروط التالية:-

الإيمان بالله تعالى: فالرقية الشرعية لا تنفع إلا لمن آمن بالله تعالى وبما يتلوه الراقي. الصدق في النية: فالرقية الشرعية يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وليس من أجل الشهرة أو المال. العلم الشرعي: يجب أن يكون الراقي على علم بالرقية الشرعية وكيفية قراءتها. الصدق في القراءة: يجب أن يقرأ الراقي الرقية الشرعية بصوت جهوري مع التركيز على الموضع الذي يتألم منه المريض.

الرقية الشرعية من الأمور التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي من الأساليب العلاجية التي لها العديد من الفوائد، لذلك يجب على المسلمين الحرص على الرقية الشرعية للوقاية من الأمراض والشفاء من الأمراض.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الإيمان الرقية الشرعية القرآن الكريم حماية دليل صحة علاج هداية وقاية الرقیة الشرعیة على المریض الله تعالى یجب أن

إقرأ أيضاً:

خطيب الأوقاف يكشف عن صور أكل مال اليتامى في عصرنا.. فيديو

كشف الشيخ محمد عبد العال الدومي، من علماء وزارة الأوقاف، عن صورة من صور أكل مال اليتيم الموجودة في زماننا.

خطيب الأوقاف: الشرع حث على زيادة مال اليتيم بالتجارة فيه حتى لا تأكله الصدقةعالم بالأوقاف: أكل مال اليتيم يغضب الله ويوجب العقاب الشديد

وأضاف الدومي، خلال خطبة الجمعة اليوم، من مسجد النور بمحافظة الجيزة، متحدثا عن موضوع بعنوان "فأما اليتيم فلا تقهر"، أن هذه الصورة من أكل مال اليتيم، تظهر في الشراكة مع اليتيم أو أبيه، فيأخذ الصحيح منها ويترك الضعيف، مثل الشراكة في مزرعة المواشي فيحصل الشريك على الأبقار القوية السليمة ويترك الضعيفة لليتيم.

واستشهد بقوله تعالى (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) منوها بأن هناك شكلا آخر من أكل أموال اليتامى، وهي خلط الأموال حتى يتيه بعضها في بعض، فيأخذ أمواله مرة أخرى من هذه الأموال.

واستشهد بقوله تعالى (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) كما حذر القرآن من صورة أخرى من صور أكل مال اليتيم، حيث يقوم الأخ بتربية ابنة أخيه، ثم يزوجها لولده ويبخسها في المهر.

واستشهد بقوله تعالى (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا) فالمهر هبة من الله للنساء وبالتالي لا يمكن انتقاصها.

كما أمرنا الله تعالى بالرعاية المعنوية، فهذا اليتيم ليس إنسانا ناقصا، وإنما هو في حاجة لمن يكمل له الرعاية والتربية ويعطيه الحنان وينصحه ويحنو عليه ويستمع إليه عند الشكوى.

مقالات مشابهة

  • ماذا نقول في سجود الشكر؟.. إليك طريقة أدائها وفضلها
  • والدة مدير الإعلام بأمارة المنطقة الشرقية في ذمّة الله
  • أمين الفتوى: النقاب من العادات والحجاب واجب على المرأة شرعا
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • معنى حديث «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا»، ونفي تحريضه على فعل الذنوب
  • لمن ارتدت الحجاب في رمضان وخلعته بعده.. احذري 3 عقوبات
  • داعية يحذر من العودة إلى الذنوب بعد رمضان
  • هل الله يأمر ملك الموت بقبض الأرواح لهذه السنة في شوال؟.. انتبه
  • حكم جعل القرآن الكريم أو الأذان نغمات للهاتف المحمول.. الإفتاء توضح
  • خطيب الأوقاف يكشف عن صور أكل مال اليتامى في عصرنا.. فيديو