اليمنيون.. من قِطران حميد الدين إلى رنج بدر الدين
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
من القطران الأسود الى الرنج الأخضر يتنقل اليمنيون بين مراحل الأُسَر الهاشمية السلالية وحِقبها المريرة ، مصطلياْ بجحيم خرافاتها وأكاذيبها ومزاعمها الباطلة، قبل عشرة عقود كانت الأسرة ماقبل الأخيرة هي أسرة بيت حميد الدين ، تلك الأسرة التي أهلكت الحرث والنسل، وأذاقت اليمنيين صنوف الظلم والقهر والاستبداد والعذاب والتنكيل، وظلت سيوف طغاتها تحز رقاب اليمنيين في الميادين العامة حتى قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
تحرر اليمنيون في فجر سبتمبر من كهنوت أسرة بيت حميد الدين بعد مراحل طويلة من كفاح اليمنيون ونضالهم، تكللت تلك المحطات النضالية بالنصر الكبير في السادس والعشرين من سبتمبر، وسقطت تلك الأسرة وسُحقت تحت اقدام الشعب وفي مقدمتهم الثوار الأحرار، لكن جذورها لم تُجتث، ومستنقعها الملوث بالعنصرية لم يجف، نتيجة الأخطاء السياسية التي رافقت المنظومة الحاكمة بعد قيام الثورة، والتي سطحت المشكلة الإمامية ، وتقاعست عن توضيح مكامن الخطر العنصري، وتحصين الأجيال اليمنية، الأمر الذي مكن الإمامة من ارتداء ثوب الجمهورية والبقاء في مفاصل السياسة، ودهاليز القضاء ، وأروقة المدارس الفكرية المختصة بإحياء الهادوية السياسية، والترويج لمزاعم الحق الإلهي والإصطفاء والبطنين، وآل البيت، وغيرها من الأفكار التي سهلت للإمامة التسلل من بين اصابع الجمهورية، وعودتها مجدداً على شكل عصابة عنصرية إسمها جماعة الحوثي الانقلابية.
بعد خمسة عقود من عمر الجمهورية وعلى حين غفلة من إداراك اليمنيين تمكنت أسرة هاشمية سلالية جديدة (أسرة بيت بدر الدين) من الوصول إلى عاصمة الجمهورية ومحافظات أخرى، مستغلة التراخي السياسي، والألغام الهاشمية المزروعة في كيان الجمهورية، وعلى خطى أسلافها صنعت باليمنيين مالم تصنعه الجماعات النازية في العالم، وصبت حقد أجدادها الهالكين فوق أظهُر اليمنيين، مارست القتل والاختطاف وتفجير المنازل ونهب الممتلكات وتعطيل مؤسسات الدولة، دمرت الاقتصاد وأفقرت الشعب، وصادرت الرواتب، وأثقلت كاهل المواطنين بالجبايات والمناسبات الطائفية، اعتدت على الجمهورية، وتحاول طمس الهوية والتاريخ والحضارة اليمنية، تففخ عقول النشئ بثقافة العنصرية والإرهاب والخرافات، تسعى لإغراق المدن بالبكائيات والشعارات المستوردة من إيران، وتطمح ان تكون اليمن إقطاعية إيرانية خالصة.
وتستند أسرة بيت بدر الدين على إرث السلالة الرسّية فكراً وسلوكاً في تعاملها مع اليمنيين ، بل تعدت المنظومات السلالية التي سبقتها في البشاعة والإرهاب والغدر والمكر.
اقرأ أيضاً تحرك عسكري صيني مفاجئ.. وإرسال أسطول بحري ومدمرة وفرقاطة صواريخ إلى خليج عدن احتجاز شيخ قبلي ومسؤول حوثي بارز في سجن البحث الجنائي.. وإهانة بالغة لسلطان السامعي سلام أم تسليم .. برلماني إصلاحي يوجه رسالة نارية إلى مجلس القيادة بشأن مفاوضات الرياض: مخطط صوملة اليمن قادم وكالة دولية تحسم الجدل وتكشف عن 3 نقاط فقط تتم مناقشتها خلال المفاوضات الجارية في السعودية أول دولة غربية تعلن موقفها من المفاوضات الجارية في الرياض بشأن اليمن لا أحزاب ولا كيانات مسلحة.. صحفي سعودي: هذه ملامح المرحلة المقبلة في اليمن.. وفرصة تأريخية أمام الحوثيين بدأ تنفيذها قبل أشهر.. تعرف على أبرز بنود ‘‘مسودة الحل اليمني’’ استبعاد أحد أبرز الملفات الإنسانية من المفاوضات الحوثية الجارية في السعودية برلماني في صنعاء يكشف أبرز بنود المفاوضات التي حملها الوفد الحوثي والعماني إلى الرياض هل ستتخلى السعودية عن المجلس الرئاسي بعد خضوع الحوثي للتفاوض في الرياض وما مصير قضية الجنوب ومن الطرف المنتصر؟ تحرك مفاجئ لولي العهد السعودي يُربك الحوثيين والأمم المتحدة ويقلب الطاولة على خصوم المملكة سياسي سعودي يكشف الهدف الحقيقي ”بدون رتوش” من مفاوضات الرياض وزيارة الوفد الحوثي للعاصمة السعودية
وما أشبه الليلة بالبارحة ، فبعد قيام ثورة 1948 ومصرع الطاغية يحيى حميد الدين على يد بطل الجمهورية الثائر الشيخ علي ناصر القردعي، تولى نجله أحمد بن يحيى حميد الدين الحكم من بعده، وحين أراد معرفة وعي اليمنيين، وقياس شعبيته في أوساطهم، والتأكد من أنهم لازالو يومنون بالخرافات، ومدى استجابتهم لتوجبهاته، فقرر ان يخترع قصة سخيفة، وأعلن ان الجن الذين كانو يأتمرون بأمره وينقلون له اخبار المؤامرات قد تمردو عليه، وسيهاجم الجن الشعب ، وأصدر توجيهاً لكافة اليمنيين بتحصين أنفسهم بالقطران الأسود، حتى يتمكن من السيطرة على الجن مرة اخرى ، وأمر وزيره بطلاء نفسه بالقطران والخروج أمام الناس حتى يصدقون كذبة الإمام، فاستجاب الشعب وسارع العامة لطلاء أجسادهم بالقطران خشية الجن، حينها تأكد الإمام أن الناس لازالو في عتمة الجهل، ولم تصل إلى أسماعهم صيحات الثوار الأحرار، وأن الناس لازالو مستعدون للانقياد والعبودية لخليفة الله في الارض والحاكم بأمره كما يدعي أحمد بن يحيى الدين.
لايختلف الأئمة الجدد عن اسلافهم بشيئ، الإرهاب والإجرام والخرافات والأكاذيب والنهب التي نشهدها اليوم هي نفسها التي كانت في الأمس قبل ثورة سبتمبر المجيدة، الفارق فقط هو التحول من القطران الاسود الى الرنج الأخضر.
ينخدع بعض اليمنيين بدعوات الحوثيين للاحتفاء بالمولد النبوي، والالتزام بالطلاء الأخضر، غير مدركين أنها قطرنة جديدة، ووسيلة سياسية يبتغي الحوثي من خلالها قياس شعبيته في كل عام، بعد تزايد السخط الشعبي ضد مشروعه العنصري يوماً بعد آخر،
وسيلة الاحفاد لاتختلف عن وسيلة الأجداد، لكن عبده الحوثي استطاع تحديث الوسيلة وربط طلاء كميكو الأخضر بمولد النبي الأعظم، يعتقد انه أذكى من جده صاحب القطران الذي لم يأبه لأمر كهذا وهو استثمار الرسول (ص) بدلاً من الجن.
حين يحشد الحوثي اليمنيون الى الساحات للاحتفاء بالمولد النبوي، ليس حباً ولا تعظيماً لرسول الإنسانية، بل هو يريد ان يعرف عدد اليمنيون الذين يتبعونه ويخافون من سطوته، ويستجيبون لتوجيهات مشرفيه، إضافة إلى أنه يريد أن يقول للعالم أن هؤلاء أتباعي والمؤيِدون لمسيرتي العنصرية ، ولو نفترض ان اليمنيون الذين يحبون رسولهم الكريم قررو ان يحتفو بالمولد النبوي بساحات غير التي يخصصها الحوثيون، و يرفعون شعارات زرقاء او بيضاء مكتوب عليها نحبك يارسول بدلاً من لبيك رسول الله، فما هو موقف الحوثيين، هل سيتركونهم وشأنهم يحتفلون بطريقتهم التي يفضلونها؟ بالطبع سيعتبرهم الحوثيون خونة ومنافقين ومرتزقة وعملاء وسيداهم الساحات ويقتل بعضهم ويعتقل البعض الآخر، وسيمزق الشعارات ويدوسها في الأرض حتى لو كان مكتوب عليها اسم خاتم الأنبياء، في تلك اللحظة سيدرك المنخدعون أن الحوثيون لا يحبون الرسول، ولا يريدون أن يحتفل احداً بمولده بعيداً عن طاعتهم وعبادة صنمهم عبده الطاغوت الذي يرى نفسه أكبر من مقام الأنبياء والمرسلين، وهو لا يساوي حذاء متهالك ينتعله أحد اليمنيون الذين سلبهم هذا الدجال أبسط مقومات الحياة.
يتفق جّل اليمنيون في مناطق الاحتلال الفارسي ان فعالية المولد النبوي لاتمت للنبي بصلة، وهي فعالية مناسبة حوثية لاختبار الولاء لزعيم المليشياء، واستخفاف كبير يقوم به دجّال الكهف بعقول المنخدعين الذين صدقوه واتبعوه، وهنا يجب على اليمنيون مقاطعة هذه الفعالية، أو الاحتفاء بها بعيداً عن ميادين الحوثي وساحاته ، وبشعارات أخرى، حتى يدرك الحوثيون حجمهم الحقيقي ، يجب ان يعلم الحوثيين ان الناس مدركين للسلبطة التي يقومون بها على نبي الرحمة والمساواة، وعدم صلتهم بالرسول والإسلام بشكل عام.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
راشد بن حميد: المجالس نموذج للممارسات الاجتماعية الإيجابية
افتتح الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، والشيخ عبد الله بن ماجد النعيمي، مدير عام مكتب شؤون المواطنين، مجلس الروضة في إمارة عجمان، بحضور مريم علي المعمري المدير التنفيذي للمكتب والدكتور مهندس محمد بن عمير المهيري المدير التنفيذي لقطاع البنية التحتية في دائرة البلدية والتخطيط في عجمان.
يأتي ذلك في إطار خطة مكتب شؤون المواطنين لإنشاء مجالس أحياء في مختلف مناطق الإمارة، بهدف تعزيز الترابط المجتمعي وتوفير مرافق تجمع السكان في مختلف المناسبات الاجتماعية وخدمة مصالحهم.
وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي أن المجالس تقدّم نموذجاً حيوياً وفعالاً للممارسات الاجتماعية الإيجابية في الإمارة، وتوجد علاقات ومصالح متبادلة بين المجتمع والجهات الحكومية لتحقق المصلحة العامة والهدف الاستراتيجي المتمثل في تعزيز جودة الحياة وسعادة ورفاهية المجتمع، مشيراً إلى كونها تسهم في ترسيخ قيم التواصل المجتمعي الفعال بين أبناء إمارة عجمان بمختلف أجيالهم وإقامة المناسبات الاجتماعية والرسمية، والندوات والجلسات المعرفية.
من جهته، أوضح الشيخ عبد الله بن ماجد النعيمي أن الجهود مستمرة لإقامة مجالس تخدم سكان الإمارة، وتتيح لهم فرص اللقاء والتواصل في بيئة اجتماعية مريحة، مشيراً إلى أن هذه المجالس تسهم في تلاحم أفراد المجتمع وتشجعهم على الاستفادة منها كونها حلقة وصل فعالة بين أبناء المجتمع والجهات الحكومية المعنية بخدمتهم. يأتي مجلس الروضة استكمالاً للمبادرات المجتمعية التي ينفذها المكتب ضمن مبادرات عام المجتمع 2025، ليرتفع بذلك عدد المجالس الفعالة في الإمارة إلى 14 مجلساً.
تبلغ مساحة المجلس 460 متراً مربعاً، ويتسع لحوالي 120 شخصاً، ما يجعله مهيأً لاستضافة مختلف الفعاليات والمناسبات الاجتماعية والمجتمعية.(وام)