مخاوف أمريكية من التفوق الصيني في حرب الرقائق الإلكترونية بين أكبر اقتصاديي العالم
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
كتب المهندس: حيدر عبدالجبار البطاط
تكثف الولايات المتحدة الأمريكية مساعيها في صناعة الرقائق الإلكترونية التي تُعتبر عنصراً جوهرياً في كل الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر ومعدات الذكاء الاصطناعي والأسلحة والمعدات العسكرية وغيرها.
ويأتي التركيز الأمريكي على هذه الصناعة الهامة ضمن جهود واشنطن للحد من تقدم الصين في الصناعة.
وقد سبق للإدارة الأمريكية -في أكتوبر 2022- أن أعلنت عن قيود على الشركات التي تنوي تصدير هذه الرقائق إلى الصين، وألزمتها بالحصول على تراخيص تصدير.
هذه القيود بررتها وزارة التجارة الأمريكية بأن الصين تستخدم التكنولوجيا بشكل يمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، قائلةً إن هذه القيود تضمن منع حصول الصين على "التقنيات الحساسة ذات التطبيقات العسكرية".
وتمنع القيود المواطنين الأمريكيين وحاملي بطاقة الإقامة الخضراء من العمل في بعض شركات الرقائق الصينية، من أجل قطع الطريق أمام الصين للوصول إلى القدرات الأمريكية، وهو ما اعتُبر أنه سيؤثر على قدرتها على تطوير أشباه الموصلات المتطورة.
تبلغ قيمة صناعة الرقائق الإلكترونية (أجزاء صغيرة من السيليكون) 500 مليار دولار.
ويُتوقع أن تتضاعف قيمتها بحلول عام 2030، بسبب مساعي كل من واشنطن و بكين إلى التحكم في سلاسل التوريد التي تضم الشركات والبلدان التي تصنع الشرائح، من أجل الهيمنة على السوق العالمي.
ورغم أن اختراع أشباه الموصلات تم في الولايات المتحدة، إلا أنه مع مرور الوقت ظهرت شرق آسيا كمركز تصنيع.
وبصورة عامة، يتم تصنيع معظم شرائح العالم حالياً في تايوان.
وفي الوقت الراهن يتواصل السباق لصنع أفضل الشرائح وأكثرها كفاءة على نطاق واسع، إذ كلما كانت أصغر تصبح أفضل، ويتركز التحدي في عدد الترانزستورات، وهي مفاتيح كهربائية صغيرة يمكنها تشغيل التيار أو إيقاف تشغيله.
طبيعة حرب الرقائق
جعلت الصين إنتاج الشرائح أولوية وطنية، وتركز على الاستثمار القوي في أجهزة الكمبيوتر العملاقة والذكاء الاصطناعي، ووفقاً للتقارير فقد طورت الدولة إمكانياتها في تصميم و تصنيع الرقائق.
في المقابل، وفي ضوء المنافسة مع الصين، تسعى الولايات المتحدة لصنع المزيد من الشرائح، من خلال قانون وقع عليه بايدن في أغسطس 2022.
ويحمل هذا القانون اسم "قانون الرقائق والعلوم الأمريكي"، وهو قانون فيدرالي تم وضعه لغرض الترويج لـ"عودة" تصنيع الرقائق في أمريكا، ويُقدم القانون أكثر من 50 مليار دولار من المنح والإعانات للشركات التي تصنع أشباه الموصلات في أمريكا، في خطوة منافسة لخطوات الحكومة الصينية التي تدعم شركاتها.
واعتمد البيت الأبيض قانوناً يخصص 280 مليار دولار للتصنيع عالي التقنية والبحث العلمي، وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة تفقد ميزتها التكنولوجية في صراعها التجاري والتقني مع الصين، وتشمل الاستثمارات إعفاءات ضريبية للشركات التي تبني مصانع تصنيع رقائق الكمبيوتر في الولايات المتحدة، مقابل منع بناء المصانع في الصين.
وتنتج الولايات المتحدة حالياً نحو 10% من المعروض العالمي من أشباه الموصلات، بعد أن كانت تنتج 40% تقريباً في عام 1990.
من جهتها تعترض بكين على هذا القانون الأمريكي واصفةً إياه بأنه يطابق "عقلية الحرب الباردة".
ويشعر صانعو الرقائق الالكترونية الأمريكيون بتأثيرات حملة واشنطن الصارمة على بيع التكنولوجيا الأمريكية إلى الصين!!!
مما جاء اعلاه نستنتج ان بناء العقول واستثمار الثروة البشرية اعظم من كل الاستثمارات و الثروات و اقلها كلف و نتائجها عظيمة قياسة الى بقية الكلف و النتائج.
فعلى حكوماتنا ان تنزع ثوب التخلف واللامبالاة بهذه الثروة وتفكر جيدياً بكيفية وضع الحلول والدعم للنهوض بالشباب و الخريجين وتطويرهم وفتح منافذ عديدة لاحتوائهم والاعتماد عليهم لانهم عماد الوطن.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الولایات المتحدة أشباه الموصلات
إقرأ أيضاً:
“تنتهك مبدأ الصين الواحدة”.. الصين تدين المساعدات العسكرية الأمريكية
”
الثورة نت/..
أعربت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، عن استيائها من المساعدات العسكرية الأمريكية المستمرة لتايوان وقدمت احتجاجا صارما لواشنطن.
وأكدت أن تلك المساعدات تنتهك بشكل خطير مبدأ “الصين الواحدة” وسيادتها ومصالحها الأمنية.
ونشرت وزارة الخارجية الصينية بيانا لها، فجر اليوم الأحد، قالت فيها: “وافقت الولايات المتحدة مرة أخرى على مساعدات عسكرية ومبيعات الأسلحة لمنطقة تايوان الصينية. وهذا ينتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وخاصة بيان 17 أغسطس 1982”.
وتابعت الخارجية الصينية في بيانها أن هذا الأمر “يشكل انتهاكا صارخا لالتزام قادة الولايات المتحدة بعدم دعم استقلال تايوان، ويرسل إشارة خاطئة للغاية إلى القوى الانفصالية الساعية إلى استقلال تايوان. وتدين الصين بشدة هذا القرار وتعارضه بشدة، وتقدمت باحتجاجات جدية على الفور إلى الولايات المتحدة”.
ولفت البيان الصيني إلى أن قضية تايوان تؤثر على المصالح الأساسية للصين واصفة إياها بأنها “الخط الأحمر” في العلاقات الصينية الأمريكية الذي لا يمكن تجاوزه.
وكان البيت الأبيض قد أعلن، أول أمس الجمعة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق على تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 571 مليون دولار، حيث طلب بايدن من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تسهيل إرسال مواد وخدمات عسكرية لدعم تايوان.
وكانت وزارة الدفاع التايوانية قد أعلنت وصول أول شحنة من دبابات “أبرامز” أمريكية الصنع، حيث تسلمت الجزيرة 38 دبابة، وذلك لأول مرة منذ 30 عاما، حيث لم تتسلم تايبيه دبابات جديدة من واشنطن منذ عام 1994.
ويشار إلى أن العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية الصينية وجزيرة تايوان انقطعت، في العام 1949، بعد أن انتقلت قوات الكومنتانغ بقيادة تشيانغ كاي شيك، التي هُزمت في الحرب الأهلية مع الحزب الشيوعي الصيني، إلى تايوان.
في وقت تعتبر الصين الجزيرة ذات الحكم الذاتي جزءا لا يتجزأ من أراضيها متوعدة باستعادتها بالقوة إن لزم الأمر، كما أن بكين نرفض أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايبيه، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرًا لا جدال فيه.