طيار "الهبوط في حقل القمح" يكشف عن سبب قراره
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
كشف الطيار سيرغي بيلوف الذي هبط بطائرة إيرباص A320 تابعة لشركة خطوط "أورال" الجوية في حقل للقمح بالقرب من مدينة نوفوسيبيرسك سبب اتخاذه قرار الهبوط في الحقل.
جاء ذلك في تصريحات بيلوف لقناة "روسيا 24"، حيث قال إن الهبوط بطائرة بمحركات عاملة يعود إلى أن أي عطل في المحرك سيتسبب في نفاذ الوقود خلال 8 دقائق، وحينها ستكون هناك عواقب بالفعل.
وأضاف أنه شرح الوضع لمراقب الحركة الجوية وأطلع مساعد الطيار على ضرورة إيجاد منصة من الأعلى للهبوط الآمن، لأن المهمة كانت "الحفاظ على حياة الركاب وصحتهم".
ووفقا للطيار، فقد تدرب على مدار العام ونصف الماضيين عدة مرات على محاكاة حالات الطوارئ والهبوط الاضطراري التي تنطوي على هذا النوع من الأعطال بالذات، لا سيما عمليات الإخلاء في حالات الطوارئ. وبحسب شركة خطوط أورال الجوية، فإن النظام الهيدروليكي "الأخضر" للطائرة، وهو واحد من 3 أنظمة متوفرة في الطائرة، تعطل أثناء الهبوط في أومسك، فقامت الطائرة بدورة ثانية، وبعد ذلك قرر القائد السفر إلى نوفوسيبيرسك، التي يوجد في مطارها مدرج أطول، فيما أوضح المدير العام للشركة سيرغي سكوراتوف، أنه في حالة فشل النظام الهيدروليكي "الأخضر" بسبب انحرافات في تشغيل قلابات المكابح واللوحات، فإن مسافة هبوط الطائرة يمكن أن تزيد.
إقرأ المزيد روسيا.. طائرة ركاب تهبط اضطراريا في حقل قمح (صور)وكانت الطائرة من طراز إيرباص A320 تقوم برحلة من سوتشي إلى أومسك، وعلى متنها 159 راكبا، بينهم 23 طفلا، وبعد عجز الطائرة عن الهبوط في وجهتها أومسك، طلب طاقم الطائرة الهبوط في مطار نوفوسيبيرسك. وبحسب تقارير إعلامية، فإن الطائرة كانت قد وصلت بالفعل إلى خط ما قبل الهبوط في مطار أومسك وحصلت على إذن بالهبوط، حينما عثر الطاقم على الخلل في النظام الهيدروليكي.
وأثناء التحليق نحو نوفوسيبيرسك، اتضح أنه لا يوجد في الطائرة ما يكفي من الوقود للوصول إلى نوفوسيبيرسك، فقرر الطياران الهبوط في حقل تم اختياره من الجو بالقرب من قرية كامينكا على بعد حوالي 180 كيلومترا من نوفوسيبيرسك، وتم إجلاء جميع من كانوا على متنها، دون أن يصاب أحد بأذى، إلا أنهم خضعوا جميعا لفحص طبي كإجراء احترازي.
ولم ينشب حريق بالطائرة لدى هبوطها، إلا أن مقاطع فيديو تظهر بقعة داكنة فوق الجناح الأيمن للطائرة، فيما يبدو وكأنها ناجمة عن احتراق.
ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه منذ عدة سنوات، لهبوط آمن في حقل مفتوح لطائرة تابعة لنفس الشركة، بعد ما وصفه الإعلام وقتها بـ "المعجزة في حقل ذرة"، وتم تصوير فيلم سينمائي حول ذلك الحادث.
المصدر: نوفوستي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا إيرباص الحوادث الطيران سوتشي طائرات نوفوسيبيرسك الهبوط فی فی حقل
إقرأ أيضاً:
بعد واقعة الهبوط وسط العاصفة.. مختص لـ "اليوم": الطيار السعودي من الأفضل عالميًا
لم يكن الهبوط الاضطراري الإعجازي، الذي نفذه الطيارة السعودي محمد آل شيبان في مطار جاتويك بمدينة لندن أثناء هبوب العاصفة "بيرت"، وليد الصدفة؛ إنما نتاج تدريب متقن يخضع له الطيارون السعوديون.
ورغم أن الطقس المضطرب يمثل أحد العوامل المؤثرة في قطاع الطيران، كونه من أهم التحديات التي تواجه الطيارين خلال رحلاتهم، لكن الطيار السعودي قادر على خوض الصعاب والخروج منه بأمان.
وتبقى كفاءة الطيار العنصر الحاسم في التعامل مع هذه التحديات، رغم التطور التكنولوجي الكبير الذي شهده الطيران.
في هذا السياق، أكد عضو لجنة المخاطر والسلامة بمجلس إدارة السعودية، كابتن سعد الشهري في حديثه لـ "اليوم"، أن الأحوال الجوية العنيفة تمثل إحدى أكبر التحديات التي تواجه الطيار أثناء أداء عمله.
وأوضح أن هذه الظروف تشمل العواصف الرعدية، والأمطار، والثلوج، والرياح الشديدة، والضباب، والغبار، وكل ما يمكن أن يحجب الرؤية الأفقية أو يقلص مسافتها أو يصعّب حركة الطائرة على المدرج أو ممرات المطار مثل الصقيع والماء المتجمد.عضو لجنة المخاطر والسلامة بمجلس إدارة السعودية كابتن سعد الشهريكابتن سعد الشهري
أحوال الطقس عامل مهم للطيران
وأشار "الشهري" إلى أن جميع الحكومات والمنظمات الدولية والمحلية المعنية بسلامة الطيران تولي هذه الأحوال الجوية أعلى درجات الاهتمام، حيث يتم مراقبة حدوثها وتتبع مساراتها.
وأضاف أنه يتم فرض العديد من الأنظمة الملزمة التي تحدد للمطارات وشركات الطيران كيفية التعامل معها، وتوضح الأجواء التي يسمح بالطيران فيها والأخرى التي يمنع فيها، بالإضافة إلى الحالات التي تستوجب إيقاف حركة المطارات تمامًا.
تطوير معدات الطيران والتدريب
وقال "الشهري" إن الشركات المصنعة للطائرات تولي أهمية كبيرة لتطوير المعدات والأجهزة الإلكترونية الضرورية لغرف القيادة، والتي تساعد الطيارين على التحليق في مختلف الأحوال الجوية، ومع ذلك، فإن القوانين تفرض على الطيارين تفادي أي حالة جوية تصل إلى مرحلة قد تشكل خطرًا على سلامة الطائرة وركابها.
وأكد أن شركات الطيران تعمل على تدريب طياريها بشكل مكثف للتعامل مع مختلف الأحوال الجوية، بما يؤهلهم للتعامل مع كل ظاهرة جوية بفهم عميق لخصائصها والإلمام بالمهارات والوسائل اللازمة للتعامل معها، ومعرفة الحد الذي يجب فيه على الطيار الابتعاد بطائرته عن منطقة حدوث أي ظاهرة خطرة.
وأوضح أن هذا التدريب يتم بإشراف مدربين مهرة وبواسطة أجهزة محاكاة متطورة يمكن من خلالها تمثيل أي حالة جوية بدقة عالية، مما يمنح الطيار فرصة للتدرب على مواجهة تلك الحالة بشكل واقعي. وأضاف أن هذه الأجهزة تتيح للطيار اكتساب صورة حقيقية لما قد يواجهه أثناء الطيران، مما يعزز ثقته بنفسه ويكسبه المهارات اللازمة للتعامل مع كل حالة جوية بما يستدعيه الموقف.
ظواهر جوية تحت السيطرة
وأشار "الشهري" إلى أن هذه الجهود جعلت الظواهر الجوية الصعبة تحت سيطرة الطيار إلى حد كبير، حيث أصبح بإمكانه التنبؤ بحدوثها والتعامل معها في كل رحلة جوية يقوم بها. وأكد أن التعامل مع هذه الظواهر الجوية بات أمراً يسيراً ضمن حدود تدريب الطيار ومقدراته الفنية.
وفيما يتعلق بالمهارات الشخصية، أضاف الشهري أن مهارات الطيار الفردية تلعب دوراً هاماً في أداء عمله، مؤكداً أن أي طيار لا يُمنح رخصة الطيران إلا بعد إثبات كفاءته وقدرته على التعامل مع جميع الحالات الجوية المتوقعة.
وتطرق الشهري إلى أحد المقاطع المصورة التي أظهرت أداءً مميزاً لطيار سعودي أثناء هبوطه بطائرة وسط رياح جانبية شديدة، مشيراً إلى أن هذا المقطع يعكس كفاءة الطيار السعودي ومهنيته العالية في تنفيذ ما تم تدريبه عليه.
الطيار السعودي ضمن الأفضل عالميًا
وختم الشهري حديثه قائلاً: "من خلال خبرتي الشخصية كمدرب ومختبر طيارين، قمت بتدريب واختبار طيارين من مختلف الجنسيات على مدى سنوات عديدة، وقد ثبت لي أن الطيار السعودي يتمتع بمهارات فردية متميزة تجعله ضمن الأفضل عالمياً في مجال الطيران".
وكان المواطن السعودي الكابتن طيار محمد آل شيبان نجح في الهبوط بطائرته بسلام في مطار العاصمة البريطانية لندن، وسط ظروف جوية عصيبة جراء عاصفة "بيرت" التي ضربت البلاد.
وأظهر الكابتن آل شيبان مهارة فائقة في تنفيذ ما يُعرف بـ"الهبوط الصعب"، وهو إجراءٌ يُلجأ إليه في حالات الطوارئ كالعواصف الشديدة، حيث تُصبح الرؤية محدودة وتزداد صعوبة اتخاذ القرار.
ولفت هذا الإنجاز أنظار رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أشادوا بشجاعة الكابتن آل شيبان ومهارته العالية في التعامل مع الموقف الصعب، مؤكدين أنه مثّل وطنه خير تمثيل.