مقرر لجنة الاستثمار: إنشاء منصة رقمية تفاعلية من أهم توصيات جلسات الحوار الوطني
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
قال الدكتور سمير صبري مقرر لجنة الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي بالحوار الوطني ، إن من أهم التوصيات التي تم التوافق عليها خلال الجلسات العلنية والتخصصية بالحوار الوطني هي إنشاء منصة رقمية وفقا لأحدث التكنولوجيات وباستخدام الذكاء الاصطناعي؛ تيسيرا على المستثمرين، لافتا إلى أنها ستكون تفاعلية، وستضم الخريطة الاستثمارية لمصر مؤكدا على أن قرارات المجلس الأعلى للاستثمار خلال الفترة الماضية كان لها مردود إيجابي على القطاع.
وأضاف صبري - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أنه من خلال هذه المنصة الرقمية يستطيع المستثمر معرفة كل الفرص الاستثمارية في مصر بكافة القطاعات سواء كان الإنتاج الزراعي ، أو الصناعي أو السياحي، بالإضافة لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية والنقل، منوها بأن كل أجهزة الدولة ستكون ممثلة على هذه المنصة، تحت متابعة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتابع أن كل أراضي الدولة أي كانت جهة الولاية ستكون على هذه المنصة، بحيث يستطيع المستثمر اختيار المكان وتحديد السعر والتفاعل مع هيئة الاستثمار وحجز الأراضي والتقديم على تأسيس الشركة إلكترونيا، منوها بأنه تم تفعيل جزء من هذا المقترح بتأسيس الشركات إلكترونيا، حيث تم تأسيس أكثر من 22 شركة تم عبر الموقع الإلكتروني.
ونوه بأن التوصيات شملت أيضا تعيين وزيرا للاقتصاد ليكون مسؤولة عن الملف الاقتصادي والمجموعة الاقتصادية بمجلس الوزراء، والتخطيط لمدد قصيرة وطويلة الأجل وفقا لشكل الاقتصاد المصري، ومعطيات السوق والعرض والطلب وجمهور المستهلكين، فضلا عن متابعة الأسواق العالمية وتأثيرها المباشر وغير المباشر على الأسواق في مصر، وأن يكون ملف الترويج للاستثمار أحد أهم قطاعات هذه الوزارة.
وأكد أن المجلس الأعلى للاستثمار برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر 22 قرارا، والذي كان لهم مردود إيجابي على مجتمع المستثمرين، منوها بأن هذه القرارات تساهم في دعم المستثمر الخاص المحلي والأجنبي، وتسهيل وتيسير الإجراءات التي يقوم بها، فضلا عن تقليل زمن تأسيس الشركات والحصول على الموافقات، وتفعيل فلسفة الرخصة الذهبية.
وحول ما شهدته الدولة المصرية خلال الـ 8 سنوات الماضية، قال مقرر لجنة الاستثمار بالحوار الوطني إن الدولة شهدت بنية تحتية حديثة متقدمة، بجانب الموانئ الذكية والطرق ومحاور النقل، فضلا عن استخدام كافة موارد الدولة في قطاعي الزراعة والتعدين.
وأكد ضرورة أن تتخذ الحكومة قرارات سريعة لزيادة معدل النمو الصناعي ليكون مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بحد أدنى 20 %، وزيادة الصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار، الأمر الذي يتطلب التوسع في المصانع وفي الصناعات المستهدفة للتصدير.
ولفت إلى أنه في نهاية كل جلسة يتم الخروج بعدة توصيات، حيث تم رفع 11 توصية خلال المرحلة الأولى من الجلسات التي عقدت بشأن هذا الملف، وتم البدء بالمرحلة الثانية من الجلسات، حيث عقدت أول أمس جلسة بشأن دمج الاقتصاد غير الرسمى مع الرسمي والترويج للاستثمار غير المباشر.
ونوه بأن من أهم ما توصلنا إليه خلال هذه الجلسة هو أهمية حصر وتحديد الكم والكيف للاقتصاد غير الرسمي فهو يتنوع ما بين الباعة الجائلين مرروا بالخدمات المقدمة بالأحياء الشعبية والقرى المصرية والمدن، وأيضا بعض الخدمات كالدروس الخصوصية وغيرها، بجانب بعض المصانع التي يطلق عليها "مصانع بئر السلم".
وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من بعض المصانع التي تعمل في أماكن محددة معلومة ولكن ليست تحت مظلة الدولة والرقابة الصناعية على المنتجات، منوها بأن أول توصية هي تكليف أجهزة الدولة الرقابية بالتعاون مع الوزارات المعنية والمجتمع المدني بتحديد القطاعات المستهدف مخاطبتها سريعا؛ للاستفادة بالحوافز المنصوص عليها قانون رقم 152 لسنة 2020 الخاص بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
وقال إنه من خلال العمل بالقانون الخاص بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة سيتم الاستفادة من الإعفاءات الضريبية والرقم الضريبي المقطوع لمدة لا تقل عن 3 سنوات، وألا ينظر لهؤلاء بأي حال من الأحوال بأثر رجعي، بالإضافة إلى أنه يكون لهم بعض المزايا لتسهيل دخولهم منظومة التأمينات الاجتماعية والتأمين على الموظفين.
وتابع أن هذا القطاع يقدر بحوالي 50 % من الاقتصاد الرسمي أي حوالي 5 ر 4 إلى 5 تريليونات جنيه، فنحن نسعى في مدى زمنية محدده ضمه ودمجه من خلال الحوافز ومزيج من سياسة الترغيب والرقابة لأن بعض منتجات هذه القطاعات غير صالحة للاستخدام، والتي بدورها تسبب أضرارا للمستهلكين.
وأكد ضرورة الترويج إعلاميا بأهمية هذا القطاع ودمجه، فالدولة لا تسعى لدمجه من أجل تحصيل الضرائب ولكن لتفضيله وتقديم الدعم اللازم له من تدريب وتأهيل وتوثيق شهادات جودة، فضلا عن مساعدته على التمويل بأسعار فائدة منخفضة والاستفادة من الإعفاءات الضريبية وكل المزايا التي ينص على قوانين الاستثمار وقانون المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بجانب مساعدته لتصدير منتجاته ودخوله للبيع بالمشروعات القومية، وأن يكون له الأفضلية.
وتابع أنه تم أيضا التطرق لموضوع البورصة المصرية ومشكلاتها وكيفية الترويج اليها، ودعمها بطرح المزيد من الشركات المملوكة للدولة؛ لكي ينتعش السوق ويزيد عدد المتعلمين فيه، فضلا عن إعطاء قدر من التوعية عبر الإعلام والمجتمع المدني للمتعاملين في البورصة.
ولفت مقرر لجنة الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي بالحوار الوطني إن هذه اللجنة كان لها العديد من الجلسات المتخصصة، كما عقد لها أربع جلسات علانية حضر فيها ممثلي كل الأحزاب السياسية، ومجتمع رجال الأعمال ورجال الصناعة والاستثمار، ومسؤولي هيئة الاستثمار ورئيس هيئة للتنمية الصناعية ومسؤولي وزارة التخطيط والتمثيل التجاري لمناقشة واقع ومناخ الاستثمار وجاذبيته للمستثمر المحلي والأجنبي، فضلا عن زيادة دور القطاع الخاص في الاقتصاد المصري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مقرر لجنة الاستثمار المحلی والأجنبی بالحوار الوطنی منوها بأن فضلا عن إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يجري حوارا مع قناة CNBC العالمية
في إطار مشاركة المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية بفعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي 2025 بمدينة دافوس السويسرية، أجرى الوزير حوارا تلفزيونيا مع قناة CNBC العالمية، أكد خلاله على عدد من المحاور الرئيسية بخطة عمل الحكومة المصرية بصفة عامة ووزارة الاستثمار والتجارة الخارجية بصفة خاصة.
وأكد الوزير التوجه الجديد للحكومة المصرية والتنسيق التام والتكامل بالمجموعة الاقتصادية والعمل بروح المسؤولية المشتركة، والبناء على ما تم إنجازه من إعادة تهيئة البنية التحتية خلال العقد الأخير، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي للدولة هو خلق مناخ استثماري جاذب يحفز القطاع الخاص على قيادة العملية التنموية.
وأشار «الخطيب» إلى أهمية استقرار ووضوح السياسات النقدية والمالية والتجارية للدولة، ومنح القطاع الخاص الدور المحوري في دفع عجلة الاقتصاد، بالإضافة إلى وضوح دور الدولة في الاقتصاد ليصبح الرقيب والمنظم والحكم لضمان بيئة استثمارية جاذبة، فضلا عن وضوح حقوق والتزامات المستثمر تجاه الدولة خلال فترة الاستثمار، وكذا تخفيف الأعباء على كاهل المستثمر مع توحيد جهة التعامل وتوحيد جهة التحصيل، ودعم التحول الرقمي وإنشاء منصة واحدة للتراخيص.
وقال الوزير إن الدولة تؤمن بأهمية وضوح وثبات واستقرار حقوق والتزامات المستثمر تجاه الدولة خلال فترة الاستثمار، مشيرا إلى أنه تم حصر الجهات التي تتعامل مع المستثمر والجهات التي تحصل الرسوم ومقابل الخدمات والاستقطاعات، وجاري العمل على إعادة حوكمة المستحقات المالية التي تفرض على المشروعات، وحصر جهات التحصيل لتكون أربع جهات على الأكثر وفقا لطبيعة النشاط، بالتنسيق مع وزارة المالية؛ وذلك سعيًا نحو تخفيف الأعباء الإدارية والمالية على المشروعات، فضلا عن تمكين تلك المشروعات من المعرفة المسبقة لكافة الأعباء المالية المستحقة عليها لجهات الدولة عن تأسيس المشروعات أو إقامة توسعات لها، وهو ما سوف يساهم بشكل مباشر في تحسين مناخ الاستثمار في مصر.
ولفت «الخطيب» إلى أن الحكومة تعمل حاليًا على تطوير حزمة من التشريعات الجديدة والتعديلات القانونية لضمان توافق البيئة الاستثمارية في مصر مع التغيرات السريعة في الاقتصاد العالمي واحتياجات المستثمرين، مشيرا أن الحكومة تستهدف خلق إطار تشريعي مرن ومتطور يعزز التنافسية، ويساهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ويضمن تيسير العمليات للمستثمرين.
وأضاف «الخطيب» أنه جاري العمل على الانتهاء من صياغة وثيقة سياسات الاستثمار والتجارة، حيث تهدف الوثيقة إلى تقديم رؤية شاملة لتحسين مناخ الاستثمار والتجارة الخارجية وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري، لافتا إلى أن أبرز ملامح الوثيقة تتضمن التركيز على استقرار السياسات المالية والنقدية، وتطوير الإطار التشريعي، وتحسين تجربة المستثمر، ووضع أولوية لدعم التجارة الخارجية وزيادة تنافسية الصادرات بتنويع الأسواق وتعظيم القيمة المضافة، وإبراز دور الصندوق السيادي.
وأشار الوزير إلى حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة بلغ العام الماضي نحو 46.1 مليار دولار، مقارنة بنحو 10 مليارات دولار في عام 2023، حيث يعزى هذا الارتفاع الكبير، مدفوعا بشكل رئيسي بصفقة رأس الحكمة التي بلغت قيمتها 35 مليار دولار، لافتا إلى أنه تم إعداد وثيقة استراتيجيات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر بالتعاون مع البنك الدولي، وتتضمن أهم الركائز الأساسية للاستراتيجية، بيئة عمل مواتية ومشجعة للاستثمار، والاستقرار الاقتصادي الكلي، وإطار قانوني وتنظيمي داعم للاستثمار، وتعظيم الفوائد من الاستثمار الأجنبي من خلال نقل التكنولوجيا وتحديد فجوات الموردين وتصميم حلول لمعالجتها، بالإضافة إلى الترويج الفعال للاستثمار من خلال التمثيل التجاري وهيئة الاستثمار.
ونوه الوزير إلى أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية والوزارات المختلفة لتركيز الجهود على القطاعات ذات الأولوية التي تشكل قاطرة النمو الاقتصادي خلال المرحلة الراهنة، وتتضمن أبرز هذه القطاعات الصناعة والصناعات التحويلية حيث تحظى باهتمام كبير لما لها من دور محوري في تعزيز الإنتاج المحلي وتوفير فرص عمل وزيادة الصادرات، حيث إنه من أبرز ملامح الاستراتيجية الوطنية للتنمية الصناعية حتى عام ۲۰۲۷ تسعى الحكومة لتحقيق معدل نمو صناعي يصل إلى 8% وزيادة نصيب الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى ٢٠.، مشيرا إلى أن القطاعات ذات الأولوية تتضمن أيضا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذي يعد قطاعًا واعدًا يساهم في التحول الرقمي وزيادة الابتكار ودعم الاقتصاد المعرفي، وتسعى مصر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية وتطوير الشبكات المحلية، حيث تستهدف مصر دعم الابتكار الرقمي في مختلف المجالات، من التعليم والصحة والاستثمار وغيرها، وتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.
وتابع الوزير أن القطاعات ذات الأولوية تتضمن أيضا قطاع الزراعة حيث تسعى الدولة إلى زيادة المساحة المزروعة بنسبة 20% (ما يعادل مليوني فدان إضافيين)، للوصول إلى 12 مليون فدان مساحة زراعية و20 مليون فدان مساحة محصولية، مما يدعم الأمن الغذائي، ويعزز الصادرات الزراعية، وكذا قطاع السياحة والذي يعد من أهم القطاعات الجاذبة للعملة الصعبة، حيث تهدف الدولة إلى زيادة أعداد السائحين إلى 30 مليونًا سنويا ورفع إيرادات القطاع إلى 30 مليار دولار بحلول 2027، مما يدعم الاقتصاد الوطني، ويوفر فرص عمل جديدة، مشيرا إلى أن القطاعات ذات الأولوية تتضمن كذلك الطاقة الجديدة والمتجددة، فقد تبنت مصر استراتيجية محدثة للطاقة حتى عام 2040 تهدف إلى تحقيق تحول جذري في قطاع الطاقة بما يتماشى مع التطورات العالمية، حيث تسعى الاستراتيجية إلى زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني، حيث تستهدف الوصول إلى 60% من إجمالي مزيج الطاقة بحلول عام 2040. كما تركز على تسريع الجدول الزمني للوصول إلى 42% بحلول عام 2030، بهدف تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية وتعزيز استدامة الطاقة في البلاد.
وأضاف الوزير أن برنامج رد أعباء الصادرات الجديد يتميز بشفافية ووضوح كاملين، مع إجراءات مبسطة وسرعة في صرف المستحقات للمصدرين، مشيرا إلى أن برنامج العام الحالي ٢٠٢٤/٢٠٢٥ يتضمن صرف مستحقات المساندة التصديرية للمصدرين بشكل كامل اعتبارا من شحنات ١ يوليو ٢٠٢٤، بحد أقصى ٩٠ يوما من تقديم المستندات، لضمان قدرة الشركات على تخطيط إيراداتها المتوقعة.
وتابع «الخطيب» إن البرنامج الجديد للعام المالي ٢٠٢٦/٢٠٢٥ يرتكز على تحقيق عدة محاور تشمل أن يتم الانتهاء من صياغة البرنامج الجديد بحد أقصى ٣١ مارس ٢٠٢٥، ودراسة التجارب الدولية الرائدة في مجال رد أعباء الصادرات، وإجراء حوار مجتمعي وجلسات مع الخبراء والمتخصصين وبمشاركة كافة المجالس التصديرية والغرف الصناعية، بالإضافة إلى إجراء استطلاع الرأي لتقييم البرنامج الحالي ومقترحات التطوير، وإعداد نموذج قياسي لتحديد القطاعات المستهدفة، والتنسيق مع كافة الجهات الحكومية المعنية.
وقال «الخطيب» إن وصول الصادرات المصرية غير البترولية إلى 40.8 مليار دولار في 2024 وهو رقم غير مسبوق في تاريخ مصر، لكنه لا يعكس الإمكانات الحقيقية لمصر ولا النسبة المأمولة من الناتج المحلي الإجمالي، مشيرا إلى أن ملف التجارة يحتل أولوية قصوى في عمل الوزارة، حيث يتم التركيز على تحسين الميزان التجاري وتقليل الفجوة بين الصادرات والواردات، وتستهدف الوزارة خلال الفترة المقبلة، تعزيز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية، ودعم القطاعات ذات الأولوية لزيادة مساهمتها في الصادرات، وتنفيذ سياسات واضحة لتحفيز الإنتاج المحلي الموجه للتصدير، واستهداف نمو مستدام للصادرات يرفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، ويعزز من قوة الاقتصاد المصري عالميا.