تساؤلات عن أسباب تراجع دور أمريكا.. هل سئمت واشنطن من قيادة النظام العالمي؟
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
نشرت وكالة "بلومبيرغ" مقالا للمحلل الألماني، أندرياس كلوث، تساءل في عن مكانة الولايات المتحدة، معتبرا أن تراجع الهيمنة الأمريكية على النظام العالمي في السنوات الأخيرة، بالتزامن مع صعود قوى أخرى في مقدمتها الصين، سيكون له عواقب وخيمة على التفاعلات السياسية والسلم والحرب في العالم.
وطرح المحلل الألماني في مقاله مجموعة تساؤلات تتعلق بتراجع الدور الأمريكي، وما إذا كانت الولايات المتحدة قد سئمت من الدفاع عن النظام العالمي القائم على القواعد والقوانين، وما إذا كان العالم يسمح بتدهور مكانة الولايات المتحدة، أم عليه تشجيع استمرار التفوّق الأمريكي؟
ورأى أن مصطلح "الهيمنة" يتجاوز قدرة دولة ما على الدفاع عن دولة أخرى، لأنها تعني القدرة على وضع قواعد النظام وتطبيقها، ومن ذلك التحكم في تدفق الأموال، إلى حركة التجارة والملاحة، ضمن ما يعرف باسم "المصالح العامة".
وأشار الكاتب إلى نظرية المؤرخ الاقتصادي الأمريكي تشارلز كيندلبرغ، في مجال العلاقات الدولية التي ترى أن العالم يحتاج إلى قوة مهيمنة للمحافظة على هذه القواعد، وتحقيق النظام والاستقرار بشكل عام، معتبرا أن اختفاء القوة المهيمنة يعيد العالم إلى حالته الأولى، وهي الفوضى، لأن العالم، على عكس أي دولة، لا توجد فيه حكومة واحدة تحتكر شرعية استخدام القوة.
واعتبر الكاتب أن تطبيق النظرية السابقة جعلت العالم مستقرا في عهد الهيمنة البريطانية، عندما كانت المملكة المتحدة تدير المؤسسات النقدية مثل معيار الذهب، وتحافظ على طرق التجارة العالمية مفتوحة باستخدام قوتها البحرية، لكن ذلك لا يعني لضرورة أنه كان عصر النعيم بخاصة بالنسبة للشعوب التي كانت بريطانيا تحتل بلادها، على الرغم من أن الهيمنة البريطانية جعلت الأمر أكثر نظاماً مما كان سيصبح عليه بدون وجودها.
ولفت إلى أن النظام العالمي المنقوص بعد الحرب العالمية الأولى فتح الباب أمام الفوضى عندما تآكلت هيمنة بريطانيا، في حين لم تكن الولايات المتحدة راغبة بعد في ممارسة دور القوة المهيمنة.
ونبه إلى أن الولايات المتحدة تحركت بسرعة لإعادة الاستقرار داخل العالم الرأسمالي بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أطلقت مؤسسات مثل صندوق النقد والبنك الدوليين والأحلاف الدفاعية مثل حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ما جعلها تقود العالم ضمن ما بات يعرف بمصطلح "السلام الأمريكي"، المقتبس من المصطلح القديم المعروف باسم "السلام الروماني"، الذي يعود إلى عصر هيمنة الإمبراطورية الرومانية القديمة على العالم.
وأكد أن هناك مخاوف من لحظة انتهاء دور أمريكا كقائد للعالم، معتبرا أن التراجع الأمريكي يعود إلى "التمدد الإمبراطوري" المفرط، أو لانكماش نصيب أمريكا من الاقتصاد العالمي، وغير ذلك.
ورأى أن "التقارير عن نهاية الهيمنة الأمريكية مبالغ فيها بصورة كبيرة"، محذرا من التسرع في استبعاد الهيمنة الأمريكية.
وبحسب الكاتب، فإن المفكرين الواقعيين يرون أن الاستقرار العالمي يحتاج إلى وجود توازن للقوة، وليس للهيمنة، في حين ما زال الليبراليون المؤمنون بالنظام الدولي يعتقدون أن الدول تستطيع التعاون في غياب قوة مهيمنة. لكن في المقابل هناك الماركسيون الذين لديهم نظريتهم الخاصة في الهيمنة.
وتساءل الكاتب عن ما إذا كان العالم سيكون أفضل إذا وجدت قوة مهيمنة جديدة، معتبرا أن الصين هي الدولة الوحيدة المرشحة لتحل مكان الولايات المتحدة نظرا إلى ضوء المتطلبات الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية والنووية للدولة المهيمنة.
وأضاف: من المستبعد أن يختار أي شعب خارج حدود الصين الحزب الشيوعي الصيني ليقود النظام الدولي وفقاً لقواعده.
وبحسب الكاتب فإن العالم لن يكون أفضل إذا لم توجد فيه قوة مهيمنة على الإطلاق، لأنه يتوقع العودة إلى حالة الفوضى، وليس إلى حالة تعدد الأقطاب كما يقول البعض.
واعتبر أن رغبة الولايات المتحدة في مواصلة دورها المهيمن على شؤون العالم، ربما تتضح بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في العام المقبل، مشيرا إلى أن الحدث السياسي الأبرز سيشهد انقساماً بين رؤيتين متعارضتين بالنسبة للعلاقات الدولية.
وتابع: "الرؤية الأولى يجسدها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وأمثاله، وهي رؤية انعزالية وقومية، في حين يجسد الرؤية الثانية الرئيس جو بايدن، أو أي مرشح مشابه، وهي رؤية أممية وواقعية، وتدعو للانخراط مع العالم".
ورأى الكاتب أن مستقبل القيادة الأمريكية للعالم، ربما يعتمد في نهاية الأمر، على الموارد، ومسارات القوى المنافسة، والمواقف تجاه القوة الأمريكية في أنحاء العالم، وعوامل أخرى. لكن قبل كل ذلك؛ سيعتمد الأمر على الأمريكيين أنفسهم الذين سيدلون بأصواتهم بشأنه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الصين امريكا الصين أوروبا الناتو صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة النظام العالمی قوة مهیمنة
إقرأ أيضاً:
الكاتب الأمريكي تاكر كارلسون يلتقي جمهوره في قمة المليار متابع
أكد الصحافي والكاتب والمعلق السياسي الأمريكي، تاكر كارلسون، أن المشهد الإعلامي، شهد تغيراً جذرياً في السنوات الخمس الماضية؛ إذ تمت إزاحة كبريات الشركات التقليدية عن سوق العمل، واحتل مكانها عدد هائل من شركات الإعلام الرقمي، التي يراها الجمهور أكثر دقة وجذباً للانتباه وأعمق تأثيراً من الإعلام التقليدي، لكن قوانينها ما زالت متقلبة.
وقال كارلسون، إنه سيتحدث عن القوانين التي تحكم الإعلام الرقمي الجديد والتي سيكون لها التأثير الأعمق في تشكيل المستقبل، خلال مشاركته كمتحدث رئيسي في النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، أول قمة متخصصة بتشكيل اقتصاد صناعة المحتوى، والأكبر من نوعها على مستوى العالم، التي تنظمها أكاديمية الإعلام الجديد في دبي في الفترة من 11 إلى 13 يناير المقبل تحت شعار “المحتوى الهادف”.
ودعا كارلسون، الملايين من جمهوره إلى متابعته عبر جلسته النقاشية في قمة المليار متابع؛ حيث يتحدث عن القواعد والقوانين الجديدة التي يجب على المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي اتباعها، ويشارك الحضور أيضاً وجهة نظره في كيف يمكن للقصص أن تُحدث فرقاً حقيقياً.
ويجيب كارلسون خلال القمة عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بتشكيل مستقبل الإعلام وأهمها: ما هي معايير السوق الجديد؟ ومن الذي يتحكم به؟ وما مدى تأثيره؟
وعمل الإعلامي تاكر كارلسون، في مجال الإعلام لأكثر من 35 عاماً واشتهر ببرنامجه الحواري السياسي الشهير “الليلة مع تاكر كارلسون” على قناة “فوكس نيوز” منذ عام 2016 وحتى 2023.
وتميز كارلسون بآرائه الجريئة، ويوصف بأنه الصوت الأكثر تأثيرا في وسائل الإعلام دون أن يكون له منافس، وكان قد بدأ مسيرته الإعلامية في تسعينيات القرن الماضي، حينما كان يكتب لمجلة “The Weekly Standard”، وغيرها من الصحف، ثم انتقل للعمل معلقاً في شبكة “سي إن إن” ومنها إلى البرنامج الليلي “تاكر على MSNBC”، ثم أصبح محللا سياسياً في قناة “فوكس نيوز” وظهر في برامج مختلفة قبل إطلاق برنامجه الخاص على موقع “إكس” ليصبح محط أنظار واهتمام الجميع، خصوصاً مع استضافته رؤساء دول كبرى وشخصيات مشهورة، من أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتابعه أكثر من 24 مليون متابع على منصات التواصل الاجتماعي.
يذكر أن قمة المليار متابع تسعى إلى مخاطبة أكثر من مليار شخص حول العالم، من خلال استضافة نخبة من أهم وأكبر المؤثرين وصنّاع المحتوى أفراداً ومؤسسات على منصات التواصل الاجتماعي كافة؛ لمناقشة كيفية مساهمة الإعلام الجديد كقطاع إبداعي في دعم اقتصادات الدول وخطط الوصول لأهداف التنمية الشاملة والمستدامة.وام