دون خارطة طريق.. اشتباكات دير الزور قد تشتعل مجددا
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
أندلعت مؤخرا اشتباكات بين العشائر العربية و "قوات سوريا الديموقراطية" بسمال سوريا
يبدو أن احتمالات تجدد الاشتباكات بين العشائر العربية و "قوات سوريا الديموقراطية" التي يشكّل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، في دير الزور شمال شرق سوريا، ضئيلة في الأيام المقبلة.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة رويترز عن قائد قوات "سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي (الخميس، 7 سبتمبر / أيلول)، إنه التقى بزعماء العشائر العربية وسوف يلبي طلبهم بإطلاق سراح العشرات من المقاتلين المحليين من العشائر، مضيفا "قررنا إصدار عفو عام عن المتورطين.
وكان عبدي يشير في حديثه إلى مقاتلين من العشائر العرب انتفضوا ضد اعتقال أحمد الخبيل، أبو خولة، "أمير عشائر البكير" أواخر الشهر الماضي لتورطه في نشاط إجرامي.
وسبق الاعتقال إصدار "قوات سوريا الديمقراطية"، المعروفة اختصارا بـقسد"، بيانا يفيد بعزل أحمد الخبيل من قيادة "مجلس دير الزور العسكري" التابع لها.
وتعهد عبدي بإعادة هيكلة المجلس المدني للمحافظة ومجلس دير الزور العسكري بما يمهد الطريق أمام جعلهما أكثر "تمثيلاً لكافة العشائر والمكونات في دير الزور".
وأدت الاشتباكات الأخيرة في محافظة دير الزور الغنية بالنفط إلى مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا وإصابة العشرات، بحسب ما أفاد به مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا.
جذور الأزمة
ورغم أن إطلاق سراح المقاتلين العرب قد ينهي الاشتباكات، إلا أن جوليان بارنز ديسي، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لا يرى أن الأمر يقضي على جذور المشكلة.
وأضاف "يتضمن الحل قصير المدى إجراء محادثات وترتيبات جديدة بين الأكراد والعشائر العرب، لكن هناك خلافات كبيرة تعيق التوصل إلى حل دائم وهو الأمر الذي يزيد من احتمالات استمرار التوترات وتجدد الاشتباكات في مقبل الأيام".
الجدير بالذكر أن " قوات سوريا الديمقراطية " هي جماعة مدعومة من الولايات المتحدة ساعدت في هزيمة تنظيم داعش في سوريا وهي تتالف من قوات عربية وكردية بقيادة كردية.
ورغم هزيمة داعش في سوريا في عام 2019، إلا أن الولايات المتحدة تحتفظ بقاعدة تضم حوالي 900 جندي في دير الزور يواصلون دعم وتدريب وتجهيز "قوات سوريا الديمقراطية"، بيد أن التحالف الأمريكي-الكردي أثار قلق ومخاوف العشائر العربية في دير الزور.
ويقول زعماء العشائر العربية إنهم لا يشعرون بأنهم ممثلون في مجالس الحكم بدير الزور بشكل كافي رغم وجود بعض عرب في المناصب القيادية في قوات سوريا الديمقراطية مثل أبو خولة الذي كان قائدا في "مجلس دير الزور العسكري".
وشدد زعماء العشائر العربية على أنهم لا يستفيدون من عائدات حقل "العمر" النفطي الذي يعد أكبر حقول النفط في سوريا والذي تم السيطرة عليه في عام 2017 بعد دحر داعش ومازال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية منذ ذلك الحين.
وفي مقابلة مع DW، قال المحلل الاقتصادي ومدير "مشروع سوريا" في مجموعة الأزمات الدولية، هيكو فيمن، "لقد ظل سكان دير الزور (من العرب) يشكون منذ سنوات من أن مشاركتهم في الإدارة الذاتية مجرد واجهة تجميلية وأن كوادر قوات سوريا الديمقراطية يمارسون سلطتهم بقوة كبيرة".
وأضاف أن "يتذمر السكان (العرب) من أن القتال ضد داعش غالبا ما يتم استغلاله لتصفية الحسابات أو تعزيز قوة بعض الجماعات وتمكينها على حساب جماعات أخرى".
لكنه أشار إلى أن الاشتباكات الحالية ليست ترتبط بمشاكل عربية-كردية بشكل أساسي، قائلا: "الأمر يرتبط بشكل أكبر بالثقافة التنظيمية لقوات سوريا الديمقراطية إذ في المناطق ذات الأغلبية العربية مثل مدينة الرقة يمتلك قادة سوريا الديمقراطية قراءة أفضل للديناميكيات والقوى المحلية المؤثرة".
ويتفق في هذا الرأي أحد المتظاهرين في دير الزور، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية.#
وقال المتظاهر في مقابلة مع DW "انتفاضتنا هي ضد الأزمات التي تسببت فيها قوات سوريا الديمقراطية وما تُقدم عليه من انتهاكات جسيمة، ولا يهمنا مشكلة قوات سوريا الديمقراطية مع أحمد الخبيل. عاداتنا وعشائرنا ترفض سياسة قوات سوريا الديمقراطية".
وأضاف أن الأحداث الأخيرة تأججت جزئيا بسبب الرغبة في تغيير المناهج الدراسية "بما يصب في صالح خدمة مصالح وأجندة قوات سوريا الديمقراطية..ما نريده يتمثل في العيش بكرامة دون أن تسيطر علينا مجموعة أجنبية".
خطر عدم التوافق حيال خارطة طريق
وفي سياق متصل، يقول محللون إن مستقبل دير الزور ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لم يعد مرهونا بالتوافق والتعاون بين العرب والكرد بل هناك أطرافا سياسية أخرى.
وفي ذلك، يحذر جوليان بارنز ديسي، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، من أن تركيا في الجوار السوري يمكن أن تصعد مجددا هجماتها على منطقة الحكم الذاتي الكردية في دير الزور.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد دعمه للعشائر العربية في دير الزور، قائلا: "العشائر العربية هم أصحاب تلك المناطق الأصليين... حزب العمال الكردستاني لا يعترف بحق الناس في الحياة وعلى الدول الداعمة لهذا التنظيم معرفة ذلك، كما أنه لا يتردد بارتكاب أي مجزرة للسيطرة على النفط في دير الزور".
وعلى صعيد متصل لم تظهر الولايات المتحدة أي مؤشر قد ينذر بانسحابها من دير الزور أو تراجع دعمها لقوات سوريا الديمقراطية إذ شددت السفارة الأمريكية في سوريا على استمرار "الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش في سوريا."
جنيفر هوليس / م. ع. شارك في إعداد التقرير عمر البم
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: دير الزور قوات سوريا الديمقراطية قوات قسد تنظيم الدولة الإسلامية الثورة السورية تركيا وسوريا دير الزور قوات سوريا الديمقراطية قوات قسد تنظيم الدولة الإسلامية الثورة السورية تركيا وسوريا قوات سوریا الدیمقراطیة العشائر العربیة فی دیر الزور فی سوریا
إقرأ أيضاً:
شراكة بين «نوابغ العرب» و«جامعة الإمارات» لتمكين جيل جديد من العقول العربية
دبي: «الخليج»
وقّعت مبادرة «نوابغ العرب»، الكبرى من نوعها عربياً لتكريم العقول العربية وتوسيع أثر إنجازاتها عربياً وعالمياً، وجامعة الإمارات العربية المتحدة مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون والشراكة بين الجانبين في تسليط مزيد من الضوء على الباحثين العرب وتمكين جيل جديد من العقول العربية المبدعة ودعمها لتقديم أفكارها عربياً وعالمياً.
وبحضور كل من محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، وزكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، وقّع سعيد النظري الأمين العام لمبادرة «نوابغ العرب»، والأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة بالإنابة، مذكرة التفاهم في متحف المستقبل.
وبموجب الاتفاقية، يعمل الجانبان على استكشاف فرص وآفاق التعاون والتنسيق المشترك لدعم أجندة البحث والابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة وتعزيز مخرجات البحث العلمي والاستفادة من مبادرة نوابغ العرب كمركز لتوليد المعرفة والإبداع عبر المشاركة مع المبادرة الاستراتيجية العربية في مشاريع بحثية نوعية.
وأكد محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، أن المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتكون مشروعاً استراتيجياً عربياً تبني الشراكات لمضاعفة الأثر الإيجابي لإنجازات العقول العربية الفذة، ودعم أفكارهم الإبداعية الملهمة لأجيال المستقبل من الباحثين والمخترعين والمبدعين وتحويلها إلى واقع مثمر يسرّع النمو والتقدم والازدهار في المنطقة العربية.
وقال محمد القرقاوي: «تعاون مبادرة «نوابغ العرب» مع مؤسسات أكاديمية ومعرفية وبحثية مرموقة كجامعة الإمارات يقوّي جناحي النهضة العلمية والمعرفية والثقافية والإبداعية العربية الجديدة التي تحتاج لكلٍ من العقول العربية الفذة والمواهب الشابة الواعدة».
وأضاف: «ترسيخ ثقافة البحث الأكاديمي والإبداع المعرفي والثقافي أولوية لمشروع «نوابغ العرب» الأكبر من نوعه عربياً، وهو ما تسرّعه الشراكات الاستراتيجية الفاعلة والمؤثرة، لتحقيق غاية استئناف وتعزيز مساهمة العالم العربي في مسارات الحضارة الإنسانية والمجتمع العلمي العالمي».
مجالات الاهتمام البحثي المشترك
تغطي مجالات الاهتمام البحثي في مذكرة التفاهم تخصصات العلوم الطبيعية، والاقتصاد، والطب، والأدب والفنون، والهندسة والتكنولوجيا، والعمارة والتصميم.
وقال زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات: نؤمن بأن هذه الشراكة ستساهم في تعزيز الدور الريادي لدولة الإمارات في مجالات البحث العلمي والابتكار على مستوى المنطقة والعالم، وتفتح آفاقاً جديدة للتميز الأكاديمي والمهني، بما يساهم في تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة. كما نسعى من خلال هذا التعاون إلى توفير بيئة محفزة للإبداع وتطوير المهارات العلمية للشباب العربي، ما سيمكّنهم من المساهمة الفعالة في التنمية المستدامة وتحقيق التقدم في مختلف المجالات.
وأكد أن جامعة الإمارات تلتزم بتطوير بيئة تعليمية تدعم التنمية المستدامة، وتساهم في تمكين الأجيال القادمة من مواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة واحترافية من خلال الشراكات الاستراتيجية، لمواصلة العمل على تحقيق رؤيتها بأن تكون جامعة رائدة عالمياً في التعليم العالي والبحث العلمي، مشيراً إلى أن هذه الشراكة مع مبادرة «نوابغ العرب» التي تعد نقلة نوعية لتسريع التنمية الاقتصادية الشاملة، عبر تبني نماذج اقتصادية مبتكرة قائمة على المعرفة والتكنولوجي، تنسجم مع رسالة الجامعة في تقديم تعليم متميز يساهم في بناء مجتمع معرفي مستدام، ويعزز من قدرة الطلاب على تحقيق التفوق في مجالات متعددة من خلال البحث العلمي المبتكر والتطبيقات العملية.
برنامجان رئيسيان للتعاون
وتشمل مجالات التعاون ضمن الاتفاقية سعي الجانبين إلى التعاون والتنسيق في إطار برنامجين رئيسيين هما «برنامج التفرغ العلمي للباحثين العرب» و«برنامج البحث والابتكار للمواهب العربية».
ويهدف «برنامج التفرغ العلمي للباحثين العرب» إلى بناء حراك علمي بحثي بين نوابغ العرب وباحثي جامعة الإمارات العربية المتحدة من خلال استقطاب ودعم العلماء والباحثين العرب المتميزين ودعوتهم لقضاء فترة إجازاتهم العلمية في جامعة الإمارات، وتعزيز القدرة البحثية وقدرات أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة من خلال التفاعل والتعاون المباشر مع كبار العلماء والباحثين العرب، لما فيه تعزيز استقطاب الكفاءات البحثية من نوابغ العرب والمساهمة في ازدهار الدول العربية وإعادة تأسيس ركائز الحضارة العربية.
أما «برنامج البحث والابتكار للمواهب العربية» فيسعى إلى تحسين نتائج البحث والتصنيف الأكاديمي للباحثين العرب بشكل كبير عبر تطوير فرق بحثية تضم أعضاء من هيئة التدريس النشطين في البحث وطلبة الدراسات العليا من جامعة الإمارات ونوابغ العرب، وإجراء أبحاث متطورة في أحد المجالات التي يحددها البرنامج، وإنتاج مقالات علمية عالية الجودة لنشرها، مع إمكانية تقديم نتائج المشاريع البحثية بين جامعة الإمارات ونوابغ العرب على براءات الاختراع والفرص التسويقية.
صرح معرفي
وتعد جامعة الإمارات العربية المتحدة صرحاً معرفياً ومؤسسة رائدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات والمنطقة. وهي تهدف إلى توفير بيئة علمية قادرة على إرساء تقاليد راسخة للبحث العلمي في مختلف مجالات المعرفة، إضافة إلى لعب دور رئيسي في تنمية المجتمع وتقديم الخدمات المختلفة وتدريب وتنمية الأفراد في شتى المجالات، وكذلك في تكوين شراكات مع الجهات الراعية لأنشطة وبرامج الجامعة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه المبادرات للطلبة ولكافة المستهدفين والمستفيدين منها.
الجائزة العربية الكبرى من نوعها
وتشكل جائزة «نوابغ العرب» المبادرة الكبرى عربياً لتكريم العقول العربية الفذة في ستة قطاعات حيوية لاستئناف الحضارة العربية وتعزيز مساهمتها في مسيرة الحضارة الإنسانية؛ وهي الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والاقتصاد، والعمارة والتصميم، والأدب والفنون. وتحتفي «نوابغ العرب» التي أصبحت بمثابة «نوبل العرب» بإنجازات المبدعين والمتميزين العرب وتكرّمهم وتلقي الضوء على ما حققوه من إنجازات استثنائية تستعيد العصر الذهبي والموقع الريادي للمنطقة العربية في المجتمع المعرفي العالمي والحضارة الإنسانية.
وللعام الثاني على التوالي، واصلت الجائزة إبراز منجزات وإبداعات العقول العربية الملهِمة للشباب والمواهب والكفاءات في العالم العربي لتعزيز المساهمة العربية في الإرث الحضاري والمعرفي الإنساني.