مناورات النجم الساطع.. الركيزة المستدامة لأمن الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
أصبحت مناورات النجم الساطع خلال 4 عقود من انطلاقها القناة الرئيسية للتعاون الدفاعي بين دول الشرق الأوسط، وازداد نطاقها في الاتساع عامًا بعد عام حتى أمست واحدة من أكبر فعاليات التدريب العسكري في العالم، يجتمع فيها الشركاء والحلفاء حول هدف يتجاوز الحدود القومية، وهو أمن الشرق الأوسط والدفاع عنه.
زخم متزايد
تستضيف مصر النسخة الثامنة عشر من مناورات النجم الساطع لعام 2023 بالشراكة مع الولايات المتحدة في قاعدة محمد نجيب العسكرية ومواقع أخرى في جمهورية مصر العربية، وتعد هذه النسخة واحدة من أضخم فعاليات المناورات منذ انطلاقها عام 1980، حيث يشارك فيها نحو 8 آلاف عسكري يتولى كل منهم مسئوليات محددة وأدوار تكتيكية مرسومة بعناية لضمان تحقيق الأهداف التدريبية المتفق عليها.
وقد بدأ هذا التعاون الدفاعي الاستراتيجي في فترة مبكرة، حيث شهدت الدورة الافتتاحية من النجم الساطع عام 1980 إرسال الولايات المتحدة لفريق تدخل سريع من القوات الجوية والفرقة 101 المحمولة جوًا للمشاركة في التدريبات إلى جوار القوات المسلحة المصرية، واتسع نطاق التدريبات منذ ذلك الحين على نحو كبير بما يعكس ثقة الحلفاء في التعاون كآلية أساسية لتطوير المهارات والخبرات العسكرية الدفاعية في مواجهة المنظمات الإرهابية والدول المعادية على حد سواء.
حلول هجينة لتحديات هجينة
يستدعي التعامل بنجاح مع خطر الإرهاب التحلي بمرونة تكتيكية ستكون محل التركيز في النجم الساطع 2023 ، فالهدف المُعلن لهذه النسخة من المناورات هو دعم التكامل بين الوحدات العسكرية في العمليات متعددة المهام والميادين، مع ضمان الاستجابة السريعة والاتصال وتنسيق التحركات، وقد قام قادة عسكريون من عدة دول بوضع أجندة التدريبات على نحو يدعم تحقيق هذه الأهداف.
وتشمل أجندة التدريبات الهجينة عمليات للقوات البرية والبحرية والجوية باستخدام الذخيرة الحية وفي محاكاة كاملة للظروف القتالية باستخدام أسلحة متطورة تم شحنها من شتى أنحاء العالم إلى مصر. وتتنوع المهام الموكلة إلى القوات المشاركة لتشمل مكافحة الهجمات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، والقتال الجوي، والإخلاء الطبي الميداني، والرماية بالذخيرة الحية، والأنشطة التقنية والبدنية، ومكافحة هجمات الطائرات المسيّرة، وغيرها من مهام متعددة الفروع.
تقام نسخة 2023 من النجم الساطع تحت شعار "شراكة ممتدة"، ويعكس ذلك أهمية شراكة دول الشرق الأوسط والعالم لضمان أمن المنطقة ومكافحة التهديدات الإرهابية، وتقدم هذه الشراكة العديد من الامتيازات للأطراف المعنية كافة، فتستفيد الدول الغربية المشاركة من خبرات القتال في البيئة الصحراوية، بينما تستفيد دول الشرق الأوسط من خبرات التعامل مع الأسلحة الأمريكية الحديثة واستخدامها في الدفاع ضد التحديات الراهنة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مناورات النجم الساطع النجم الساطع 2023 مناورات النجم الساطع النجم الساطع النجم الساطع 2023 الشرق الأوسط مناورات النجم الساطع النجم الساطع 2023 شرق أوسط الشرق الأوسط النجم الساطع
إقرأ أيضاً:
أحمد ياسر يكتب: نافذة فرص الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط
مرحلة جديدة حرجة بدأت مع الانتفاضات العربية عام 2011، وتتطورت معها سياسة الشد والجذب بين تركيا والاتحاد الأوروبي، حيث جلبت تلك الفترة ومازالت تحديات أمنية خطيرة لكلا الجانبين فيما يتعلق بالمنطقة التي لديهما فيها مصالح استراتيجية حيوية.
حتى أن مخاوف الاتحاد الأوروبي دفعت المفوضية الأوروبية إلى إطلاق "أجندة إيجابية" في عام 2012 تهدف إلى معالجة التحديات المشتركة في الشرق الأوسط من خلال التعاون الوثيق مع تركيا، و أيدت دول الاتحاد الأوروبي، التي ذكرت أن تركيا والكتلة يمكن أن تكون أقوى إذا اتحدت، المبادرة بسبب الأهمية الاستراتيجية لأنقرة في المنطقة.
وبسبب الافتقار إلى التقارب فيما يتعلق بمواقفها بشأن التطورات الإقليمية، فضلاً عن مواقف بعض دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بعضوية تركيا المحتملة في الكتلة، فشلت في التعاون بشكل فعال والاستفادة من هذه المبادرة، ومع ذلك، وعلى الرغم من التوترات السياسية والخلافات بين القادة الأتراك وقادة الاتحاد الأوروبي، تعاونت أنقرة مع بروكسل في مسائل أمنية بالغة الأهمية طوال هذه الحقبة.
يعتقد صناع السياسات الأتراك أنه إذا تم منح تركيا العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين - والتي غالبًا ما يشار إليها بالعصر الذهبي للعلاقات التركية الأوروبية - فإن أوروبا كانت ستتمتع ببنية أمنية أكثر تكاملاً وقوة.
نظرًا لموقعها الراسخ داخل الهياكل الأمنية الغربية وصناعة الدفاع المتقدمة والقدرات العسكرية المثبتة، فإن تركيا في وضع جيد لتعزيز البنية الأمنية في أوروبا، كما أن التهديدات الأمنية المتزايدة، بدءًا من العدوان الروسي إلى عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، تثبت بشكل أكبر الدور الحاسم الذي تلعبه تركيا في دعم أمن أوروبا.
ونظراً لهذا الواقع، دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إلى تحول في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وحث على العودة إلى عصر "ما قبل ساركوزي" ــ في إشارة إلى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي خدم من عام 2007 إلى عام 2012. وعلى مدى السنوات الأخيرة، أدى صعود زعماء مثل ساركوزي، الذي زعم أن تركيا لا تنتمي إلى أوروبا، إلى تغذية الشكوك المتزايدة داخل النخبة التركية وزيادة المشاعر المناهضة للاتحاد الأوروبي بين عامة الناس.
وعلاوة على ذلك، فإن التحوط التكتيكي لتركيا، مثل نهجها تجاه مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، أدى إلى تعميق الشكوك داخل الاتحاد الأوروبي، وقد أوضح "فيدان" في السابق أن تركيا لن تكون مهتمة بالانضمام إلى هذه المنظمات إذا كانت بالفعل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وهذا يشير إلى أن أنقرة لا تسعى بجدية إلى الانضمام إليها. وعلى الرغم من التوترات المستمرة مع الاتحاد الأوروبي، فإن الموقف الجيوستراتيجي لتركيا يفرض عليها السعي إلى تعاون أوثق مع أوروبا. وفي المقابل، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتخلى عن موقفه المنافق وأن يعترف بتركيا كشريك حيوي للتعاون.
في حقبة ما بعد الانتفاضات، كان الاتحاد الأوروبي هو الذي سعى إلى التعاون التركي في مواجهة التحديات الإقليمية، وليس العكس. وفي مارس 2016، وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقية مع تركيا تهدف إلى وقف تدفق الهجرة غير النظامية عبر تركيا إلى أوروبا، ومع ذلك، فشلت هذه الصفقة في تحقيق النتائج المتوقعة للعلاقات التركية الأوروبية.
وتدعو أنقرة الآن إلى تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي على أساس بناء وموجه نحو النتائج، وخاصة بعد زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى أنقرة الشهر الماضي، والتي أشارت إلى رغبة الجانبين في إعادة بدء حوار سياسي رفيع المستوى. وأعلن فيدان أنهما اتفقا من حيث المبدأ على عقد قمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في عام 2025 للتنسيق بشأن كيفية المضي قدما في كل هذه القضايا.
نافذة جديدة من الفرص مفتوحة الآن أمام الاتحاد الأوروبي للتعاون مع تركيا..
إذن، لماذا يشكل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أهمية كبيرة في الاستراتيجية الإقليمية للاتحاد الأوروبي؟
مع انهيار نظام الأسد، يمكن لسوريا، التي غيرت بشكل جذري في السابق ديناميكيات العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، أن تكون بمثابة نقطة انطلاق رئيسية للتعاون، لقد كان سقوط نظام الأسد الشهر الماضي بمثابة نقطة تحول بالنسبة لسوريا والتي سيكون لها عواقب بعيدة المدى ليس فقط على المنطقة ولكن أيضًا على أوروبا.
وبعد مناقشات مع القيادة التركية، أشارت فون دير لاين إلى أن الاتحاد الأوروبي سيعزز مشاركته مع السلطة الجديدة التي أطاحت ببشار الأسد، لقد أصبحت سوريا نقطة محورية لكل من تركيا ودول الاتحاد الأوروبي، ومن المرجح أن تؤكد أنقرة على أن اللحظة الحالية تقدم فرصة تاريخية في سوريا، وهي فرصة يمكن أن تكون بمثابة نقطة تحول للاستقرار الإقليمي وأمن أوروبا.
ولا شك أن قضية عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم ستكون محوراً مركزياً للمناقشات السياسية الأوروبية، وفي حين أن هذا وقت من عدم اليقين الكبير في سوريا والمنطقة بشكل عام، فإنه يقدم أيضاً فرصة فريدة للتعاون.