نيويورك تايمز: إعصار دانيال أشبه بفيلم هوليودي عن الكوارث
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
السومرية نيوز - دوليات
سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على تردي جهود الإنقاذ وسوء تنظيم عمليات الإغاثة في ليبيا عقب كارثة الإعصار "دانيال" الذي ضرب البلاد وخلف دمارًا هائلًا قبل أيام. ونقلت الصحيفة شهادات حية من بعض المتطوعين في فرق الإغاثة الدولية التي قدمت إلى درنة، والذين وصفوا الأوضاع بأنها مأساوية، وأقرب لأن تكون "مشهدًا من فيلم هوليودي عن الكوارث".
وأكد علي الشنطي الذي وصل إلى مدينة درنة المنكوبة، الأربعاء، ضمن قافلة مساعدات نظمها هو وأصدقاؤه، إن ما رآه عند وصوله بدا وكأنه "جزء من فيلم عن الكوارث في هوليوود".
وقال الشنطي، وهو مذيع رياضي يبلغ من العمر 29 عامًا، إن "الجهود المبذولة للاستجابة للدمار الناجم عن انهيار سدين في شرق ليبيا والفيضانات التي أعقبت ذلك، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف، كانت غير منظمة وغير منسقة".
وأضاف متحدثًا من داخل درنة، حيث كان يساعد الهلال الأحمر الليبي في البحث عن ناجين وعن جثث: "لا يزال الوضع سيئًا للغاية - هناك سوء إدارة للأزمة".
وأردف الشنطي قائلًا: "للأسف في ليبيا نعاني من نقص في إدارة الأزمات. لا يوجد. والعملية على الأرض ليست منظمة".
وأكدت الصحيفة في تقريرها أنه "حتى قبل انهيار السدين، كان سكان المناطق الأكثر تضررًا يتلقون إشارات متضاربة من السلطات حول ما إذا كان ينبغي عليهم الإخلاء".
وقال مسؤول بالأمم المتحدة يوم الخميس، إن حجم الأزمة يرجع جزئيًّا أيضًا إلى عدم وجود هيئة أرصاد جوية فاعلة في ليبيا يمكنها إرسال تحذيرات للناس.
وقال بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في مؤتمر صحفي في جنيف: "في الوقت الحالي، لدينا أزمة مستمرة في ليبيا مع سقوط أكثر من 10 آلاف ضحية".
وتابع: "أحد أسباب ذلك هو أن خدمة الأرصاد الجوية في ليبيا لم تكن تعمل، وذلك بفضل الوضع الفوضوي للإدارة في ليبيا".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
ترميم خرائط نادرة يحيي الأمل في الحفاظ على تاريخ ليبيا
يمثل مشروع ترميم خرائط نادرة لمعالم ليبيا يعود بعضها إلى منتصف القرن الـ20 هدفا لمجموعة من الباحثين والأثريين الذين يتطلعون إلى الحفاظ على تاريخ بلدهم والإبقاء على ملامحه الجغرافية.
وفي ظل انقسامات منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 لا يجد قطاع الآثار اهتماما رسميا كافيا من الحكومات المتعاقبة أو المتنازعة على السلطة في البلد النفطي مما جعل مهمة ترميم نحو 200 خريطة تاريخية أشبه بالإبحار وسط محيط دون أشرعة.
لكن الباحثين في مراقبة آثار بنغازي، وهي هيئة حكومية، نجحوا في ترميم نحو 75 خريطة من أصل 200 تقريبا يعود بعضها لخمسينيات القرن الماضي بأقل الإمكانيات رغم ما تشكله هذه العملية من صعوبة وما تحتاجه من دقة وما تستلزمه من أدوات وتقنيات حديثة.
وقال مراقب آثار بنغازي المكلف عبد الله مفتاح إن أهمية هذه الخرائط "تكمن في كونها مرجعا أساسيا لمن يريد أن يدرس علم الآثار بصفة عامة وتاريخ ليبيا خاصة"، مشيرا إلى أن الخرائط تظهر مباني ومواقع أثرية مهمة صورت جوا بواسطة الأميركيين والبريطانيين إبان فترة الاحتلال الإيطالي وما بعدها.
وقال: "تعد أهم الخرائط لدينا تلك التي تعود إلى فترة السبعينيات، والتي عمل عليها الأميركيون، ولدينا أيضا خرائط من فترة الاحتلال البريطاني تتضمن مخططات لمواقع مبان أثرية، بعضها اختفى أو أزيل واندثر".
إعلانوأضاف: "تكمن أهمية هذه الخرائط في أن تلك المباني لم تعد موجودة على أرض الواقع، لكن بفضل هذه الخرائط أصبح بإمكاننا العودة إليها ومعرفة شكلها وتصميمها، وفي المجمل، جميعها بالغة الأهمية بالفعل".
وظلت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من عام 1911 حتى عام 1943، لكن بعد الحرب العالمية الثانية قسمت إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية حتى نالت استقلالها عام 1951.
وقال رئيس قسم الشؤون الفنية بمراقبة آثار بنغازي منعم محمد منصور: "أقدم خريطة وجدناها هي خريطة مبنى القشلة، ولدينا خرائط لمختلف القواطع بالكامل. عدد الخرائط هنا يزيد عن 200 خريطة، وقد وجدناها للأسف مهملة بطريقة غريبة. الخرائط التي تم ترميمها حتى الآن تتراوح بين 50 و75 خريطة، ولا أستطيع أن أحدد لك العدد بدقة".
وأضاف: "سنقوم بتصوير الخرائط بمجرد الانتهاء من أعمال الترميم بالكامل، إذ سنأخذ الخرائط ونقوم بمسحها ضوئيا (سكانر)".
وأوضح أن الاستفادة من هذا الجهد ستسهم في خدمة البحث العلمي، وستوفر الكثير من الوقت والجهد.
وقال: "سيتمكن أي باحث أو مهندس أو أي شخص يحتاج إلى خريطة لأي موقع من الوصول إليها مباشرة عبر الكمبيوتر، بدلا من الذهاب إلى الخرائط الورقية مما قد يؤدي إلى تمزيقها أو إهمالها أكثر. سنتمكن ببساطة من سحب الخريطة بالكامل من الجهاز".
وأضاف: "بالطبع، بعد الانتهاء من ترميم هذه الخرائط وأرشفتها وتصويرها بالماسح الضوئي (السكانر) وحفظها على أجهزة الكمبيوتر، من المفترض أن يتم وضع النسخ الأصلية في متحف. لكن للأسف الشديد، لا يوجد متحف في بنغازي رغم كونها ثاني أكبر مدينة في ليبيا، وتعد من أهم المواقع الأثرية".
وقال رئيس وحدة الترميم بمراقبة آثار بنغازي محمد عبد الله عمر التير: "واجهتنا صعوبات كبيرة في عملية الترميم هنا، إذ كانت الخرائط مهملة لفترة طويلة في المخازن، مما أدى إلى تلف جزء منها خلال عملية الترميم التي أجريناها بأبسط الإمكانيات".
إعلانوأضاف: "تمكنا من استعادة بعض الخرائط باستخدام أدوات بسيطة مثل الممحاة، لكن للأسف لم نحصل على أي دعم، لا من داخل الدولة ولا من خارجها".
وتابع قائلا: "أهم خريطة قمنا بترميمها تعود إلى فترة الخمسينيات والستينيات، وهي توثق مواقع أثرية رومانية وإغريقية وبعضها بيزنطي، بالإضافة إلى بعض المواقع الإسلامية".