كابوس زيارة كيم إلى روسيا.. بوتين يؤسس تحالفاً جديداً ضد الغرب
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
قال المحلل السياسي الأمريكي مارك شامبيون، إنه لا يمكن الاستخفاف بزيارة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، لروسيا، وأكد أنها "ليست في صالح أوكرانيا، لأنها ستساعد الرئيس فلاديمير بوتين على مواصلة حربه، ولدى كيم مخزون كبير من الذخائر المناسبة التي يمكنه أن يزود بها روسيا، في وقت يشكو فيه الجنود الروس من نقص الأسلحة في مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد".
ويضيف شامبيون في تقرير لوكالة بلومبيرغ "بطبيعة الحال تحصل أوكرانيا على أسلحة من أطراف أخرى أيضاً. لكن من الخطأ القول إن تقديم أسلحة من أجل الغزو، أمر مماثل لتقديمها لدولة للدفاع عن نفسها. وأوضح كيم أنه في روسيا لعقد تحالف" استراتيجي" ضد الولايات المتحدة ، وهي دولة مهيمنة وعدو شرير".
والكلمات الأخيرة مهمة. إذ جاء في تقرير نشرته أخيراً الباحثة بمعهد بروكينغز كونستانز ستيلازين مولر أن الدرس المستفاد من حرب أوكرانيا أن استمرار الغرب طوال 30 عاماً دون عدو بنفس القوة، أمر انتهى الآن. فمن المؤكد أن الولايات المتحدة وأوروبا تواجهان دولاً عدوة ومنافسة، وإرهابيين دوليين وما يسمى بالدول المارقة، خاصة كوريا الشمالية .
ويوضح شامبيون أن روسيا تجتذب الآن مجموعة متفرقة من الدول ذات التفكير المماثل لقضيتها. وتعتبر إيران، التي كان الكرملين بعيداً عنها حتى 2015، للضغط عليها لتوقف انتاج وقودها النووي، وأسلحتها النووية، دولة أخرى مثل كوريا الشمالية. وأدركت موسكو أن الدولتين تزعزعان الاستقرار في فنائها الخلفي الواسع، وهو وضع يمكن أن يزيد سوءاً إذا أقامت الدولتان ترسانات نووية صالحة للاستخدام. ولكن ذلك كان قبل أن تغزو روسيا أوكرانيا وثبت خطأه.
ويقول شامبيون إن الدولتين تملكان الآن قذائف المدفعية والطائرات دون طيار، التي يحتاجها بوتين، وسيفعل ما يستطيع للحصول عليها. وذلك يعني أنه سيقدم لهما المساعدة في أولوياتهما الأمنية. وكانت إيران هي أول دولة يزورها بوتين في يوليو(تموز) الماضي منذ بداية الحرب، عندما زار المرشد الأعلى خامنئي في طهران. وأعقبتها زيارات وفود ذات علاقة بالدفاع والصناعة.
وستظهر تداعيات ذلك ليس فقط في أوروبا، ولكن أيضاً في آسيا والشرق الأوسط، لأن روسيا عضو في مجلس الأمن الدولي، ودولة نووية كبرى ولها موارد مثل قاعدة فوستواشني كوزمودروم، تفتقر إليها دول مثل كوريا الشمالية، وإيران. ولم تغير العقوبات الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة ذلك. إذ أنه مع توفر عدد كاف من مثل هذه الدول الصديقة ، قد تصبح مجرد فكرة الدولة المارقة بلا معنى. فهي ستصبح كتلة غير جذابة وضعيفة نسبياً بكل تأكيد، لكنها قادرة على التسبب في أضرار شديدة. وتجند روسيا في أفريقيا أيضا، بالانقلابات في دول يتزعمها رؤساء كانوا مواليين للغرب يقفون حجر عثرة في طريقها.
???????? ???????? Negotiations have begun between North Korea and Russia. pic.twitter.com/C7tmBNV5s9
— Rev Laskaris (@REVMAXXING) September 13, 2023 حرب باردةويرى شامبيون أن ما يحدث ليس حرباً باردة، أو على الأقل ليست الحرب الباردة التي شهدناها سابقاً. كما أن روسيا ليست الاتحاد السوفيتي السابق، حتى لو أن بوتين لم يذكرهما في تصريحاته أمام كيم. وقال إن"دولتنا" هي أول من اعترف بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، و"دولتنا" هي التي دعمت " حرب الاستقلال" التي خاضتها ضد كوريا الجنوبية، التي تدعمها الولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي.
وقال شامبيون إن محاولة بوتين الإفلات من العزلة ستؤثر على عالمنا وتقوض النظام الدولي القائم على أساس القواعد والذي يزدريه بوتين بشدة.
وكتب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العدد الأخير من غلوبال أفيرز الروسية، التي تعد نظيراً لمجلة فورين أفيرز الأمريكية" مثلما كان الحال في سنوات الحرب الباردة اقتربت البشرية من خط كان خطيراً، وربما أكثر خطورة الآن".
ويرى شامبيون أن الكثير جداً مما يقوله بوتين ولافروف غير حقيقي، لكن مع ذلك هناك حاجة للتعامل معه بجدية أكثر، وسيعني هذا المزيد من التفكير الاستراتيجي والدفاع، خاصة لأوروبا.
وسأل شامبيون ميكولا بيليسكوف المحلل العسكري في كييف عما قد يعنيه كل هذا في ظل تحول الهجوم المضاد الأوكراني إلى حرب استنزاف، وحصول الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة على بعض الجاذبية بمهاجمتها لتكاليف الحرب أنام ناخبيها، وأوامر بوتين بمزيد من التجنيد، والحصول على ذخيرة من كيم، استعداداً لفصل الشتاء. وقال إن المحلل كان أكثر تفاؤلاً من المتوقع، رغم أن هذا لا يعني انتهاء الحرب بسرعة.
North Korean Leader leader Kim Jong Un Tours Russian Military Facilities Amidst Speculation#KimJongUn #putin #northkorea #Russia #RussiaUkraineWar https://t.co/KxKUxxOHBZ
— USBulletin (@us_bulletin) September 15, 2023 حرب طويلةوقال بيليسكوف، الباحث في معهد كييف الوطني للدراسات الاستراتيجية، المرتبط بالرئاسة الأوكرانية: "أرى تغييراً في الاتجاه الصحيح، بالمقارنة مع يوليو(تموز) عندما كان هناك قدر كبير من الكآبة والتشاؤم" بسير الهجوم المضاد والحاجة إلى تسوية الحسابات مع روسيا .
وأشار بيليسكوف إلى تقرير أخير لمعهد كيل الألماني للاقتصاد العالمي، الذي يرصد الدعم الدولي لأوكرانيا قائلاً:" معظم صانعي السياسات الآن يرون أنه ستكون هناك حرب طويلة، وأن من مصلحة دول ناتو دعم أوكرانيا مدة طويلة".
وقال المعهد إن أوروبا ضاعفت التزاماتها تجاه أوكرانيا ودفاعها خلال الصيف، ما جعلها مساهماً أكبر من الولايات المتحدة.
ويقول بيليسكوف إنه إذا سحب القادة الغربيون دعمهم في محاولة للضغط على أوكرانيا لقبول تسوية غير ملائمة، سيكون الوضع فظيعاً، لكنه أيضاً لن يدوم، فروسيا ستعود للهجوم وارتكاب فظائع، وستطالب الأغلبيات الانتخابية في الولايات المتحدة، وأوروبا، التي تواصل دعم أوكرانيا، حكوماتها مرة أخرى بالمساعدة في تغيير مسار الأمور. لكنه لا يعتقد أن هذا سيحدث، لأن صانعي السياسات يدركون الآن أن أي انتصار عسكري روسي في أوكرانيا سيهدد أمنهم.
ووفقاً لاجهزة الاستخبارات الأمريكية، لم يكشف كيم أو بوتين عن تفاصيل المناقشات بينهما، لكن كيم أرسل بالفعل بعض قذائف المدفعية التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا، العام الماضي، ويبدو من الواضح أن هناك شيئاً أكبر مطروح على الطاولة الآن.
وأكد بوتين رداً على أحد الأسئلة أن اختيار قاعدة فوستوتشني كوزمودروم الفضائية لعقد اجتماعهما يعني أن كيم سيحصل في المقابل على مساعدة لبرنامجه المتعثر للأقمار الاصطناعية .
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني روسيا بوتين الولایات المتحدة کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
أسباب دخول بوتين في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تحول مفاجئ بدا أقرب إلى مناورات استراتيجية منه إلى رغبة حقيقية في إنهاء الحرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الأولى منذ اندلاع الغزو في فبراير 2022، استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا. المبادرة، التي طُرحت تحت شعار وقف الهجمات على البنية التحتية المدنية، استقبلها محللون بسيل من التساؤلات حول دوافعها الحقيقية وسياقها السياسي المعقد.
ورغم أن بوتين استخدم لهجة تصالحية نسبيًا، مؤكدًا انفتاح موسكو على مبادرات السلام، فإن عباراته لم تخلُ من إشارات لغوية تقوض شرعية الطرف الأوكراني، حيث أصر على وصف الحكومة الأوكرانية بـ"نظام كييف"، ما يعكس استمرار النظرة العدائية التي تنكر شرعية القيادة في أوكرانيا.
ما وراء الدعوة.. حسابات داخلية ودولية
يرى محللون أن هذه الخطوة الروسية ليست سوى تكتيك مرحلي محسوب يهدف إلى تحقيق عدة أهداف دفعة واحدة:
رسالة إلى ترامب: يقول ستيفن هول، خبير الشأن الروسي، إن هذه الخطوة موجهة بالأساس نحو دونالد ترامب، الذي عبّر عن رغبته في رؤية "حماس حقيقي" لإنهاء الحرب في حال عاد إلى البيت الأبيض. في هذا السياق، تظهر روسيا بمظهر الطرف الساعي للحل، فيما توحي لأوساط المحافظين الأمريكيين بأنها منفتحة على تسوية قد تحفظ ماء الوجه لواشنطن.
تعميق الانقسام الأوروبي: يسعى بوتين، بحسب ويل كينغستون-كوكس، إلى استباق الجبهة الأوروبية التي تتشكل لتعويض غياب الدعم الأمريكي، عبر فتح قنوات مفاوضات مباشرة تهدف إلى عزل أوكرانيا سياسيًا وخلق واقع تفاوضي جديد.
ترويج داخلي للقومية الروسية: إظهار بوتين بمظهر "صانع السلام" قد يطمئن القوميين الروس المتخوفين من التنازلات، كما يعزز روايته الداخلية بأنه الطرف العقلاني في مواجهة "النظام النازي" كما تصفه آلة الدعاية الروسية.
سياق ميداني يدعم ثقة موسكو
يأتي هذا التحول في ظل وضع ميداني لا يزال يُظهر تفوقاً نسبياً للقوات الروسية، مما يعزز مناورات بوتين السياسية.
إذ ترى موسكو أن بإمكانها التفاوض من موقع قوة، خاصة في ظل تعثر الدعم الغربي لأوكرانيا وبدء واشنطن بمناقشة خطط سلام مسربة تتضمن بنودًا تُعتبر مكاسب استراتيجية روسية.
خطة السلام، التي نُسبت إلى إدارة ترامب ولم تُنكرها واشنطن، تشمل الاعتراف الأمريكي بسيادة روسيا على القرم وتجميد خطوط المواجهة الحالية، مع ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا للناتو، وهو ما وصفه محللون بأنه "أقرب إلى حلم روسي يتحقق".
أوكرانيا في مأزق الرد
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب عن استعداده لمناقشة وقف استهداف المنشآت المدنية، لكنه شدد على ضرورة التزام واضح من موسكو. غير أن كييف تواجه معضلة حقيقية: فالدخول في مفاوضات ضمن هذه الشروط قد يعني فعلياً الاعتراف بواقع الاحتلال الروسي، وهو ما يتناقض مع الخطوط الحمراء الأوكرانية ومواقفها المعلنة، ناهيك عن تداعيات ذلك على الجبهة الداخلية المهزوزة بفعل الاستنزاف الطويل.
خدعة الكرملين أم بداية مرحلة جديدة؟.