لحصن روماني في مدينة ماضي الاثرية بالفيوم
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
مدينة ماضى واحدة من اهم المواقع الاثرية فى المحافظة ويطلق عليها البعض "اقصر الفيوم" وتقع فى مركز اطسا على بعد 35 كيلو متر جنوب غرب مدينة الفيوم وتضم بين جنباتها حصن رومانى تم الكشف عن هذه المنشأة العسكرية علي يد البعثة الإيطالية لجامعة بيزا بمدينة ماضى خلال موسمى حفائر أبريل ونوفمبرعام 2007.
ويشير سيد عوض محمد شعيب كبير مفتشى الاثار بالفيوم ان الوثائق البردية والأثرية التى عثر عليها فى الموقع والمناطق المجاورة تؤكد أن تلك المنشأة تؤرخ بأواخر العصر الروماني وبداية العصر البيزنطي حيث عثر أثناء الحفائر فى الموقع على عملات ترجع إلى عصر الإمبراطور الرومانى دقلديانوس (284م-305م) ، والذى أهتم بتجديد وبناء العديد من المعسكرات الرومانية فى الولايات التابعة للإمبراطورية الرومانية فى ذلك الوقت ،ومن الوثائق البردية التى تؤكد علي وجود تلك المنشأة خلال أواخر العصر الروماني هى تلك البردية التي عثر عليها أثناء الحفائر التي تمت عام 2001 فى منطقة جنوب معبد (ج) والتي عثر عليها فى إحدى المنازل وهي عبارة عن عقد كفالة يؤرخ بعام 326م، والتى ذكرت اسم قائد الحصن الرومانى فى قرية ماضى "نارموثيس" فى تلك الفترة ويدعي فلافيوس سالفيتوس.
ويضيف أن هذه المنشأة العسكرية توقفت عن تأدية وظيفتها العسكرية ولم تعد موجودة خلال النصف الثانى من القرن الرابع الميلادي، وهو الأمر الذي أكده طلب أهالي قرية "نارموثيس" الحماية من قائد معسكرقصر قارون " ديونسياس" المجاور لهم .
ومن المؤكد أن مدينة ماضى لم تكن محاطة بالأسوار خلال العصر الفرعونى أو العصر البطلمى، ولكن مع التواجد الروماني بالمدينة تم بناء هذه المنشأة العسكرية ضمن خطة الدفاع عن الوادى من الناحية الغربية ، والتي يسبق بنائها المعسكر الرومانى فى قصر قارون " ديونسياس" , بالرغم من أن هذه المنشأة هي منشأة عسكرية إلا أنها طبقا للكتابات العربية والأجنبية لم يتم تحديد كونها معسكر للجند أم حصن لأنه فى العديد من الأحيان يتم الخلط بينهم، وخاصة أن الفرق بين كلا من الحصن والمعسكر يجعل الفصل بينهم يحتاج إلى دراسة دقيقة لكل منهما ومقارنته بالمنشأة العسكرية فى مدينة ماضى .
وعن تخطيط الحصن يقول "شعيب" ان هذه المنشأة العسكرية فى قرية ماضى "نارموثيس " تتخذ الشكل المربع، فتبلغ مساحته 50 ×50 متر يخترقها شارع طولي ويتجه من الشمال إلى الجنوب، ويقع المدخل الرئيسي لهذه المنشأة فى الجانب الشمالي على محور شمالى جنوبى، ويقع المدخل الثانوى في الجانب الجنوبي المواجه للمدينة، وقد شيدت الجدران الخارجية والبالغ سمكها حوالي 3,80متر، وإن كان من الصعب تحديد الارتفاع الكلي للسور نظرا لتهدمه، و بقايا السور تدل علي استخدام الطوب اللبن ومونة الطين فى الربط بين مداميك الطوب في بعض المواضع، في حين استخدم الطوب المحروق والمونة البيضاء للربط بين مدميك الطوب فى بعض المواضع الأخرى كما هو الحال مع البوابات وخزان المياه الواقع غرب البوابة الجنوبية وهو ما يؤكد أن طريقة البناء تنتمى للعصر الرومانى, حيث أن الطوب المحروق لم يستخدم فى مصر قبل العصر الرومانى ، ومن الملاحظ أن سور الحصن الخارجي فى الجانب الشرقى قد شيد مباشرة علي سطح الجبل مع غياب الأساسات وقد عثر علي بقايا أربعة أبراج ضخمة فى الزوايا الأربعة، تتخذ الشكل مربع(10طول × 10عرض) ,كما هو الحال مع أبراج حصن" ديونسياس "بالفيوم ،وحصن نجع الحجر والواقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل شمال أسوان , وحصن قصر سباهي في جنوب شرق قسطنطين في ولاية نوميديا بشمال أفريقيا . وإن كان قد عثر فى الجانب الغربي علي برج يقع في منتصف السور تقريبا متخذا شكل حدوة حصان .
ويواصل كبير مفتشى الاثار شرح تخطيط وتفاصيل الحص مشيرا الى ان البوابة الرئيسية فى حصن قرية ماضى"نارموثيس" هى الواقعة فى الجانب الشمالى عبارة عن بناء ضخم يري من الجانبين أي بوابة مزدوجة فى حين أن المدخل الثانوي الواقع فى مواجهة المدينة عبارة عن بوابة بسيطة، وترجع أهمية هذه البوابة ليس في كونها تطل علي المدينة فقط بل أيضا لان قناة المياه التى تدخل إلى المنشأة تمر بها. أحيطت الساحة الداخلية للمنشأة من الأربع جوانب بصف من الأعمدة الضخمة مما نتج عنه ممر معمد, والذي ضم ثكنات الجند، متشابها في ذلك مع معسكر ديونسياس .
وعثر علي بقايا ثكنات الجنود فى الجانب الغربي من المدخل الجنوبى ، وهي عبارة عن عدد من الحجرات الصغيرة الحجم، تنوعت ما بين الشكل المربع والمستطيل والبالغ مساحتها ما بين ( 4متر×4متر)، و(6متر × 4متر )، وفي حين يبلغ سمك جدرانها حوالي 60سم، وتنحصر تلك الثكنات فى المساحة الواقعة ما بين السور الخارجى والفناء الداخلى، متشابهة في ذلك مع معسكر ديونسياس، ومن المؤكد أن هذه الثكنات لم تكن تكفى عدد الجنود فى الفصيلة والذى كان يبلغ عددهم 480جندى ، ويفسر بعض الأثرين هذا الأمر بأن عدد من الجنود والقادة عادة ما كانوا يقضوا الوقت فى منازلهم سواء فى القري أو المدن التابع لها المنشأة العسكرية وذلك لقضاء حوائجهم والذهاب إلى المعسكر أو الحصن عند الحاجة . وقد ضم الممر المعمد في الجانب الجنوبى منه مقصورة العبادة والتى تتخذ التخطيط الروماني فتتكون من قاعدة مرتفعة ذات عدد من الدراجات والبالغ عددها ما بين أربع أو خمس درجات، ومنها نصل إلى مقصورة العبادة, والتى يحيط بها حجرتين (قياسا على حصن ديونسياس).
عثر داخل هذه المنشأة على خزان مياه تصل إليه المياه من قناة صغيرة فرعية تخرج من القناة الرئيسية والتى تمد قرية ماضى بالمياه, وتمتد لمسافة 370متر .
3 4 7 8
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المواقع الأثرية هذه المنشأة عبارة عن عثر علی ما بین
إقرأ أيضاً:
شهامة شاب عراقي تنقذ طفلا من الموت: «ضلوعي اتكسرت»
مقطع فيديو لم يتجاوز الدقيقة الواحدة، وثقته عدسة إحدى الكاميرات، لحظة إنقاذ طفل من موت محقق قبل ثوان من اصطدامه بسيارة كادت أن تنهي حياته، إلا أنه سرعان ما تدخل شاب ليضحي بروحه من أجل إنقاذه، وجرى تداول مقطع الفيديو بشكل كبيرعلى منصات التواصل الإجتماعي، لتتواصل «الوطن» مع ذلك الشاب في أول تعليق له على الواقعة ليروي تفاصيل ما حدث.
أول تعليق من الشاب العراقي صاحب واقعة إنقاذ طفل من الموتمع دقات الساعة السابعة صباحًا، كان الشاب العراقي كرار صلاح متوجهًا إلى عمله، فقد اعتاد على استقلال الباص يوميًا، وفي أثناء محاولاته هذه المرة، لاحظ أن سيدة تصحب طفلها وفي طريقها إلى النزول، لسرعان ما يفلت الطفل يديها ويذهب مسرعًا إلى الجانب الآخر الذي كان مكتظًا بالسيارات: «الطفل ركض سريعًا إلى الجانب الآخر من الشارع، والطريق كان مفتوحا والسيارات كانت سريعة جدًا، ركضت بكل سرعتي علشان الحق امسكه بسرعة قبل ما السيارة تخبطه».
لحظات تحبس الأنفاس لمحاولة «كرار» لإنقاذ الطفل من الموت، إذ سعى جاهدًا إلى إيقافه إلا أنه جميع محاولاته باءت بالفشل: «ركضت مسرعاً علشان أمسك به قبل وقوع الكارثة، والوصول إلى الجانب المفتوح المليء بالسيارات، فلم أتمكن من إيقافه واستمريت بالركض متوقعا تردده من الموقف إلا أن ذلك لم يحدث، باتت السيارة قريبة منه جدًا، فعرفت أننا إما نعيش معاً أو نموت معاً، ألقيت جسدي كله عليه واحتضنته سريعًا وذهبت إلى الجانب الآخر وهو بأحضاني، ومن ثم فقدت الوعي وتم نقلي إلى المستشفى».
نجا الطفل وأصيب المنقذ«كسر 6 ضلوع وفقرتين ونزيف داخلي وكدمات في رجلي اليمنى واليسرى».. بصوت مليء بالأسى تقشعر له الأبدان، روى الشاب العراقي تفاصيل إصابته بعد إنقاذه حياة الطفل، مشيرًا إلى إن الكسور تحتاج إلى وقت طويل من أجل الئتامها بالكامل، فهي تحتاج إلى ما يقرب من 4 إلى 6 أشهر: «فضلت 12 يوم في المستشفى علشان كان عندي نزيف داخلي حاولوا يسيطروا عليه والحمد لله نجحوا في ده، وحاليًا أنا موجود في البيت وحالتي مستقرة بس مسألة وقت إن شاء الله والأوضاع بتكون أحسن، ووالدة الطفل كانت حريصة على زيارتي سواء في المستشفى أو البيت والحمد لله الطفل حالته كويسة».
تقدير واعتزازأقل ما يقدم لذلك البطل الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذ الطفل من الموت، أن يتم تكريمه من قبل وزير الداخلية على شهامته والتكفل بعلاجه: «الحمد لله تم تكريمي، واللي خلاني أعمل كده وأضحي بنفسي لأن الموت كان قريب من الطفل جدًا، فكون أنه طفل وأنا عندي أطفال لم أتردد لحظة في إنقاذه والحمد لله هو بخير الله يحميه».
يذكر أن المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية في العراق، نشر عبر حسابه الرسمي على فيسبوك صورا من لحظات تكريم ذلك البطل الشجاع: «أشاد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري بالموقف النبيل والشجاع للموظف كرار صلاح محمد بعد إنقاذه حياة طفل من حادث سير ضمن العاصمة بغداد، مما أدى إلى تعرضه الى الإصابة، إذ التقى بهذا الموظف البطل، مثمناً ما قام به في خطوة تعكس مدى حرص منسوبي الوزارة في الحفاظ على أرواح المواطنين بجميع الأوقات، كما كرمه الوزير ووجه بعلاجه على نفقة وزارة الداخلية، متمنياً له الشفاء العاجل».