قد تتجمع السحب العاصفة، مما قد يلقي بظلاله على فورة شراء الأحداث الرياضية والنجوم العالميين في السعودية، ويعقد الاستراتيجيات الرياضية التي تأخذ طابعا جيوسياسيا واقتصاديا بالإمارات وقطر.

يتناول مقال جيمس إم دورسي في مودرن ديبلوماسي والذي ترجمه "الخليج الجديد" آفاق "الدبلوماسية الرياضية الخليجية" ويرى أنه حتى الآن، كانت الأمور سلسة بالنسبة لدول الخليج الاستبدادية.

ويقول دورسي إنه بالرغم من الانتقادات الشديدة والمقاطعة التي قادتها الإمارات والسعودية ضد قطر منذ 2017 وحنى 2021، فقد نجحت الأخيرة في تحويل استضافتها المتميزة لكأس العالم 2022 لصالحها، لتنطلق السعودية في فورة إنفاق رياضي غير مسبوقة لشراء الأحداث واللاعبين.

ويشير المقال إلى أن ذلك يمكن أن يتغير، حيث أن مزيجاً من الإفصاحات المحرجة، والدعوات إلى تقييد ملكية الدول الأجنبية لأندية كرة القدم، وتقييد الجهات التنظيمية لطموحات دول الخليج، والمنافسة بين تلك الدول، والتحديات القانونية للتمويل الخليجي، واحتجاجات المشجعين، قد تشير إلى أن المشاكل قد تكون على وشك التشكل.

اقرأ أيضاً

ميدل إيست آي: المنتخب السعودي يثير الانقسام بين مشجعي نيوكاسل

تحركات بالدوري الإنجليزي

وقد طلبت أكبر الأندية الرائدة في الدوري الإنجليزي الممتاز من الحكومة، إنشاء هيئة تنظيمية مستقلة لكرة القدم، لمنع الدول القومية من امتلاك فرق كرة القدم.

ومن المتوقع أن تقوم الهيئة التنظيمية بتقييم مدى ملاءمة المالكين والمديرين المحتملين، مع التركيز على عنصر "الأخلاق والنزاهة" في الاختبار.

ووفقا للمقال لم يكن من الواضح على الفور ما إذا كان تقييم الأهلية سيكون بأثر رجعي، مما قد يمثل تحديًا لملكية الإمارات لمانشستر سيتي، والعرض القطري لشراء مانشستر يونايتد، واستحواذ السعودية على نيوكاسل يونايتد في عام 2021.

وبحسب الكاتب قد تكون ملكية نيوكاسل من قبل صندوق الثروة السيادية السعودي، صندوق الاستثمارات العامة، هي الأكثر عرضة للخطر.

وقد وصفت السعودية صندوق الاستثمارات العامة بأنه "أداة سيادية للمملكة العربية السعودية" وياسر الرميان، رئيس مجلس إدارة نيوكاسل ومحافظ الصندوق، باعتباره "وزيرًا في الحكومة السعودية".

ويبدو أن ورقة إحاطة حكومية بريطانية بشأن الهيئة التنظيمية المستقلة تتابع الأمر.

وقد قالت الحكومة إنها تصمم اختبار الأهلية مع "المقايضات المعنية" وتأخذ في الاعتبار "مجموعة الهياكل المؤسسية التي تقف وراء الأندية، بما في ذلك هياكل الملكية المعقدة، والأسهم الخاصة والصناديق، وصناديق الثروة السيادية، والأندية المملوكة للمشجعين".

بالإضافة إلى ذلك، قالت الحكومة إن "الهيئة التنظيمية لن تكون قادرة على إصدار أحكام أحادية من شأنها أن تخاطر بالانحراف إلى السياسة الخارجية".

وقد عرّف المسؤولون الحكوميون في بعض الأحيان استحواذات الدولة الخليجية على أنها حاسمة بالنسبة للعلاقات البريطانية.

اقرأ أيضاً

خلافات الإمارات-السعودية: تخطت السياسة والاقتصاد إلى الرياضة

استحواذات على وسائل الإعلام

ويثير اختبار الأهلية ما إذا كان ينبغي تطبيق تقييمات مماثلة في قطاعات أخرى، وخاصة وسائل الإعلام، حيث يتطلع المستثمرون القطريون والإماراتيون إلى الاستحواذ على حصص في مجموعة "تلجراف" الإعلامية، الناشرة لصحيفة "ذا تلجراف" البريطانية المحافظة الموقرة.

الاندبندنت

وبذات السياق قد يكون استحواذ السعودية عام 2019 على حصة 30% في صحيفة "ذا إندبندنت" بمثابة علامة تحذير، حيث أعطت المجلة البريطانية الليبرالية علامتها التجارية للمواقع الإخبارية الناطقة باللغات العربية والفارسية والأردية والتركية التي تسيطر عليها السعودية والتي تعمل تحت الرقابة الصارمة التي تمارسها المملكة وقمع حرية التعبير ووسائل الإعلام.

ويشير المقال أنه تم عرض القيود السعودية في نهاية هذا الأسبوع عندما خسرت السعودية مباراة ودية سيئة الحضور أمام كوستاريكا في ملعب نيوكاسل.

وفي خروج على التقاليد، منعت وزارة الرياضة السعودية المدرب السعودي روبرتو مانشيني ولاعبي المنتخب الوطني من التحدث إلى وسائل الإعلام بعد المباراة.

وقبل المباراة، نظمت مجموعة من جماهير نيوكاسل احتجاجًا وحملت مجموعة ملصقات لشباب قالوا إنهم ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام في المملكة، وقد خاطبت المعارضة السعودية لينا الهذلول المتظاهرين، وقالت إن المشجعين "يمكنهم أن يكونوا سعداء بفوز نيوكاسل وأن ينتقدوا ما يحدث في السعودية في نفس الوقت".

يشار إلى أن شقيقة لينا، لجين الهذلول، اعتُقلت في عام 2018 وحُكم عليها في عام 2020 بالسجن لمدة 6 سنوات تقريبًا بتهمة "التحريض على تغيير النظام الحاكم الأساسي" و"خدمة أجندة أجنبية داخل المملكة من خلال استخدام الإنترنت بهدف" والإضرار بالنظام العام".

وقد تم إطلاق سراحها في عام 2021 ولكن تم حظرها من السفر لمدة 5 سنوات.

اقرأ أيضاً

سياسيا واقتصاديا ورياضيا.. الخليج يشهد حقبة جديدة في الاستثمار الاستراتيجي

تضارب المصالح

ويرجح التقرير أن تكون فعالية اختبار الأهلية لكرة القدم معقدة بسبب افتقار دول الخليج إلى سياسة تضارب المصالح التي تسمح للمسؤولين الحكوميين بمتابعة المصالح التجارية الخاصة مع خدمة الجمهور.

قد تكون علاقة الحكومة السعودية مع نيوكاسل لا لبس فيها، لكن يصبح الأمر غامضاً مع ملكية الإمارات لمانشستر سيتي والعرض القطري لشراء المنافس اللدود للنادي، مانشستر يونايتد.

ويعد نادي مانشستر سيتي مملوكا لمجموعة "سيتي" لكرة القدم، وهي شركة قابضة تمتلك مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار حصة 81% فيها.

ويسيطر منصور بن زايد آل نهيان على مجموعة أبوظبي، وهو أحد أفراد الأسرة الحاكمة في أبو ظبي ووزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات.

وبالمثل، فمن غير الواضح ما إذا كان جاسم بن حمد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة بنك قطر الإسلامي ونجل رئيس وزراء سابق، مهتمًا شخصيًا بمانشستر يونايتد أو ما إذا كان عرضه البالغ 9 مليارات دولار لشراء النادي هو جزء من جهد قطري لتوسيع نشاطه الأوروبي.

ويعد اختبار الأهلية الذي تجريه بريطانيا أحد التحديات العديدة المحتملة أمام التمويل الخليجي.

اقرأ أيضاً

بعثة رياضية إسرائيلية تصل إلى السعودية

شكاوى

وقد اشتكت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، إلى المفوضية الأوروبية، من أن المساعدات الحكومية القطرية لنادي باريس سان جيرمان المملوك لقطر، تشوه أسواق الاتحاد الأوروبي من خلال دفع مبالغ أعلى من السوق لكبار اللاعبين.

وتقدمت رابطة الدوري الإسباني بشكوى بموجب لوائح الدعم الأجنبي التي أقرها الاتحاد الأوروبي حديثا.

وتسمح القواعد للمفوضية بالتحقيق في التمويل من قبل أعضاء من خارج الاتحاد الأوروبي للشركات العاملة في أوروبا و"معالجة آثارها المشوهة، إذا لزم الأمر".

إن الطريقة التي تتعامل بها اللجنة مع الشكوى يمكن أن يكون لها عواقب على الإنفاق السعودي الكبير على عمليات الاستحواذ على لاعبي كرة القدم.

جلبت عمليات الاستحواذ للمملكة 15 لاعبًا أجنبيًا، مقابل 875 مليون دولار أمريكي، بما في ذلك النجوم البارزون كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة ونيمار.

ومع ذلك، فقد فشلت في جلب ليونيل ميسي، الذي اختار نادي إنتر ميامي، ولم يتم الاتفاق مع محمد صالح لاعب ليفربول قبل إغلاق فترة الانتقالات.

إن شكوى الدوري الإسباني واختبار الأهلية البريطاني ليسا المشكلة الوحيدة التي تواجه قطر بعد كأس العالم، حيث إن هناك دعوى قضائية حديثة في محكمة أمريكية تزعم دفع قطر 330 مليون دولار أمريكي إلى 14 مديرًا تنفيذيًا للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قبل منح تنظيم كأس العالم 2022 للدولة الخليجية.

وتواجه الإمارات، أيضاً ادعاءات محرجة، حيث أكدت مجلة "ماكركينج" النرويجية لكرة القدم، في تحقيق مطول، أن شركة "كيونت"، شريك البيع المباشر لمانشستر سيتي منذ فترة طويلة، متورطة في تحقيقات حول الاتجار بالبشر في أفريقيا.

وقد نفت كل من "كيونت" ومانشستر سيتي هذه المزاعم.

اقرأ أيضاً

قميص نيوكاسل الاحتياطي يثير جدلا وانقساما في بريطانيا.. مع علاقة السعودية؟

منافسة سعودية قطرية

ومما يزيد من المشاكل الخليجية المحتملة المنافسة الناشئة بين دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية وقطر.

وقد أفادت تقارير أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ألغى حقوق شبكة bein sports القطرية في بث المقابلات مع المنتخبات والأندية الوطنية الأفريقية بعد الاتفاق مع منافستها، الشركة السعودية للرياضة ssc.

وفي الوقت نفسه تقريبًا، استبعد رئيس مجلس إدارة bein media  ناصر الخليفي، بصفته رئيسًا لاتحاد الأندية الأوروبية، مشاركة نادٍ سعودي في دوري أبطال أوروبا بعد إعادة تنسيقه، وهي أكبر مسابقة لكرة القدم في أوروبا.

ويشير المقال إلى أن الخليفي قال: “لا أعرف ما الذي سيحدث في غضون سنوات قليلة، لكن اليوم، لا أرى أن أي شخص من الخارج سيلعب هنا”.

ويرأس الخليفي أيضًا شركة قطر للاستثمارات الرياضية التابعة لجهاز قطر للاستثمار، وهو رئيس نادي باريس سان جيرمان.

وفي معرض حديثه عن المملكة العربية السعودية، حذر بيتر فرانكينتال، مدير برنامج الشؤون الاقتصادية في منظمة العفو الدولية، من أن "الغسيل الرياضي يؤثر على العديد من الألعاب الرياضية، وعلى الهيئات الحاكمة أن تتعامل معه بشكل أكثر فعالية بكثير".

المصدر | جيمس إم دورسي/ مودرن ديبلوماسي – ترجمة وتحرير الخليج االجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الرياضة الخليج قطر الإمارات السعودية لکرة القدم ما إذا کان اقرأ أیضا إلى أن فی عام

إقرأ أيضاً:

دل بييرو يفكر في الترشح لرئاسة الاتحاد الإيطالي لكرة القدم

 

روما (د ب أ)
يفكر نجم منتخب إيطاليا، وفريق يوفنتوس السابق أليساندرو ديل بييرو في الترشح لرئاسة الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، حسبما أفادت صحيفة (لاجازيتا ديللو سبورت)، وكشف التقرير أن ديل بييرو، الذي توج بكأس العالم عام 2006، يجد دعماً من مسؤولي اللعبة، ومن الحكومة الإيطالية، فيما يكافح جابرييل جرافينا، رئيس الاتحاد الحالي، لجذب الدعم الكافي للاحتفاظ بمنصبه لولاية ثالثة.
ويواجه جرافينا اتهامات محتملة بقيامه بعمليات غسيل أموال، وصرح بيبي بيرجومي، مدافع إنتر ميلان الإيطالي السابق، الذي فاز بكأس العالم عام 1982، بأن ديل بييرو سيكون مرشحاً مثالياً، حيث قال لصحيفة (لاجازيتا): «أعرف ما يفكر فيه، وأعلم رؤيته لكرة القدم».
شدد بيرجومي «سيكون ذلك رائعاً، لأنه شخصية تتمتع بعمق وثقافة كبيرة. سيكون مثالياً كرئيس للاتحاد الإيطالي لكرة القدم. في الخمسين من عمره، لقد أصبح لائقاً لتولي المنصب». ولم يصدر أي تعليق رسمي من ديل بييرو، الذي يعمل في الغالب في مجال الإعلام منذ اعتزاله اللعب عام 2014.

أخبار ذات صلة روما يقيل مدربه الكرواتي إيفان يورشيتش

مقالات مشابهة

  • دل بييرو يفكر في الترشح لرئاسة الاتحاد الإيطالي لكرة القدم
  • النصر يلتقي دهوك العراقي غدا في دوري أبطال الخليج لكرة القدم
  • "الزراعة": تخفيض قيمة رسوم حماية حقوق الملكية الفكرية لأصناف الفراولة للتصدير لدول الخليج العربي
  • نتائج بطولة الدوري المصري لكرة القدم
  • وزير الرياضة يلتقي مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة السلة بتشكيله الجديد
  • بعد خسارته أمام الشارقة “26-27”.. الخليج وصيفًا للبطولة الآسيوية الـ27 لكرة اليد في قطر
  • السفينة «سلطانة».. رحلات دبلوماسية تربط الشرق بالغرب
  • جامعة حلوان تفتتح أكاديمية نسائية لكرة القدم
  • الخليج يخسر نهائي بطولة آسيا لكرة اليد أمام الشارقة
  • الاتحاد اليمني لكرة القدم يؤجل انتخاباته إلى ديسمبر المقبل ويكشف السبب