شبكة تقوم بنقل المخدّرات من البقاع إلى بيروت.. هكذا أوقفتها المعلومات
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
صــدر عــــن المديريّـة العـامّـة لقــوى الأمــن الـدّاخلي ـ شعبة العـلاقـات العـامّـة البــــــلاغ التّالــــــي:
"في إطار المتابعة المستمرة التي تقوم قوى الأمن الداخلي للحد من عمليات تجارة وترويج المخدرات في مختلف المناطق اللبنانية وتوقيف المتورّطين بها، توافرت معطيات لشعبة المعلومات حول قيام شبكة بتخزين وتوضيب المخدّرات داخل إحدى الشقق في محلة الرويس، بالإضافة إلى الإتجار بها وترويجها على عدد من الزبائن.
على أثر ذلك، باشرت القطعات المختصة إجراءاتها الميدانية والاستعلامية لكشف هوية أفراد الشبكة المذكورة وتوقيفهم. وبنتيجة الاستقصاءات والتحريّات، توصّلت شعبة المعلومات إلى تحديد هويتهم، وتم تحديد /3/ شقق مستخدمة من قبلهم لتخزين وتوضيب وتجارة وترويج المخدرات في محلّتَيْ الرويس وبرج البراجنة، وهم كل من:
ع. ا. ح. (من مواليد عام ۱۹۷۱، لبناني)
ع. ح. (من مواليد عام ١٩٧٤، لبناني)
ن. ح. (من مواليد عام ۱۹۸۹، لبنانية) زوجة الأول، ويوجد بحقها مذكرة إلقاء قبض بجرم مخدرات.
س. ج. (من مواليد عام ١٩٧٧، لبنانية)
ق. ع. (من مواليد عام ۱۹۷۱، لبناني) بتاريخ 05-09-2023 وبعد عملية رصد ومراقبة دقيقة، نفّذت دوريات الشعبة عملية متزامنة في محلَّتَيْ الرويس وبرج البراجنة، داهمت خلالها الشقق المذكورة وأوقفت الثلاثة الأوائل داخل شقة في محلة الرويس والثالثة والرابع داخل شقة في محلة برج البراجنة. وخلال عملية التوقيف حاول الأول الفرار من الدورية ومقاومة عناصرها إلا أنه تمت السيطرة عليه. وبتفتيش الشقة في محلة الرويس، تم ضبط كمية كبيرة من المخدرات على الشكل التالي:
-/132/ حبة مخدرة بألوان مختلفة (أبيض - اصفر - زهر - ازرق - بنفسجي - برتقالي) موضبة في أكياس نايلون.
-/136/ حبة مخدرة مختلفة الأنواع (carisoparadol - buprenorphine - ترامال - ترامادول - كبتاغون
neodol) موضبة في أكياس نايلون.
-/16/ مظروفًا بداخله مادة حشيشة الكيف - علبة مجوهرات بداخلها أكياس نايلون تحتوي على كمية من حشيشة الكيف.
-/4/ مظاريف بداخلها نبات أخضر اللون.
-/949/ مظروفًا بداخله بودرة سمراء وبيضاء مدوّن عليها أعداد مختلفة، من بينها حبوب كريستال.
-/9/ حناجر بداخل كل منها سائل شفاف نوع ketamine – حنجر ريفوتريل فارغ- ميزان حساس - سكين ست طقات عدد ۲ - هواتف خلوية- ومبلغ مالي.
وبتفتيش الشقّتَيْن في محلة برج البراجنة ضبط داخلهما كمية من المخدرات على الشكل التالي:
-كيس من النايلون الشفاف بداخله /17/ حبة صفراء اللون.
-/5/ أكياس نايلون بداخلها مادة حشيشة الكيف.
-كيسين نايلون بداخلهما مادة نباتية لون أخضر.
-/4/ أكياس نايلون بداخلها كمية من الحبوب الصفراء - حنجر دواء ريفوتريل بداخله حبوب صفراء اللون.
- /20/ مظروفًا بداخلها بودرة سمراء اللون مدوّن عليها أعداد مختلفة.
- /2034/ حبة مخدرة مختلفة النوع (neodol - ترامال رابيد - ترامال كابس - ترامادول - bupromorphine)
-/82/ حنجور دواء ريفوتريل.
- مبلغ مالي، وهاتفين خلويين، ورخصة سوق عمومية.
بالتحقيق معهم، اعترفوا بما نُسِبَ إليهم لجهة قيامهم بنقل المخدرات من البقاع إلى بيروت وتخزينها وتوضيبها داخل المنازل الثلاثة، إضافة إلى الإتجار بها وترويجها لعدد كبير من الزبائن.
أجري المقتضى القانوني بحقهم، وأودعوا مع المضبوطات المرجع المختص بناء على إشارة القضاء.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من موالید عام فی محلة
إقرأ أيضاً:
هنا والآن .. في بيروت: القلق!
في بيروت، أصدقُ أنني عائد يتذكر. ولستُ ضيفًا على أحد. غير أن ذاكرة المدينة التي أحملها خَلدي وأحلم بها من الكتب والأفلام لا تعفيني هنا من صفة الغريب، خاصة حين يستفرد بي ليل بيروت البارد في أواخر فبراير، ليلها الذي لا يشبه ليل مسقط قط، إلا بانكشافه على واجهة بحر ناعس. وعلى الغريب في بيروت أن يتدبر أمره، أن يمشي لاعبَ سيركٍ بين الأضداد، فأي انعطافة غير محسوبة يمكن أن تكون تهمةً في هذا التوقيت التاريخي من عمر المدينة.
التوتر سمةٌ يومية تشم في هواء بيروت المزكوم بعوادم المحركات ورائحة السجائر المطفأة تحت أحذية المشاة على الرصيف. يمكنني أن أصرف انتباهي عن المشهد المألوف لمدمني النيكوتين القدامى، لكن عطش التدخين الذي يجتاح الشباب والصبايا في مقتبل العشرينيات مشهد يستدعي الملاحظة. صورة أخرى للقلق، قد تعكس التمرد واليأس ربما، لكنها في الوقت ذاته تشي برغبة جامحة في تهدئة جريان الدورة الدموية وسط ساعة الوقت العالقة في زحام المستديرة المتفرعة إلى جهات أربع مسدودة بالحركة العشوائية للسيارات والدراجات النارية.
أما الشتيمة فهي دارجة ومألوفة، وتثير أقل ما يمكن من حساسية الذوق العام المعتاد على تحطيم كل قواعد اللباقة التقليدية في الكلام. من الشتيمة تُصنع النُكات البذيئة التي يتبادلها الرجال والنساء على مائدة واحدة دون تحفظ، ودون أي اعتبار يُذكر للفارق النسبي في الحياء بين الذكر والأنثى. وبالشتيمة يحسم روَّاد المقهى جدالاتهم السياسية العقيمة ويفضّون السيرة. المهم في الأمر أن الشتيمة لدى اللبنانيين رياضة مفضَّلة لتحرير المكبوت من القلق والضغينة. وهي أسلوب لغوي خلَّاق لترويض غريزة العنف بدلًا من اللجوء إلى الأيدي أو سحب الأسلحة في الحالات القصوى.
«قلق في بيروت» كان عنوانًا للفيلم التسجيلي الذي أنجزه المخرج اللبناني الشاب زكريا جابر خلال حصار كورونا. أستحضر أجواءه هنا من أحاديث صدفةٍ متفرقة مع الشباب البيروتيين. تسرد كاميرا زكريا جابر، مطعمةً بالسخرية السوداء، هاجس الهجرة اللحوح لدى جيل التسعينيات من اللبنانيين واللبنانيات المحبطين من انسداد الأفق الذي أعقب فشل ثورات الربيع العربي، ولاسيما الثورة السورية في الجوار، إضافةً لما تفاقم من أزمات داخلية أعلنت انهيار الدولة، بدءًا من أزمة النفايات عام 2015، التي أسست لحراك مدني تحت شعار «طلعت ريحتكن»، وفاقمتها أزمة انقطاع الكهرباء، وصولاً إلى احتجاجات تشرين عام 2019، التي أعلنت في رأيي أهم شعار سياسي طوره اللبنانيون على مدى السنوات الأخيرة: «كلن يعني كلن»! سيعلن هذا الشعار مرحلة اليأس النهائي في صرخة مُطلقة باسم جميع اللبنانيين، حتى الحزبيين منهم، ممن لم ينخرطوا في الحراك بصورة مباشرة. لكنه ليس يأسًا من السياسيين فقط، زعماء الطوائف وتجَّار الحرب السابقين، فالمسألة هذه المرة لا تتعلق بالأسماء والتشكيلات الوزارية المطروحة أو بالفراغ الرئاسي فحسب، بل هو يأس الجيل الجديد من السياسة برمتها كحلٍ مسعفٍ لمجتمع يتحلل في العنف والفساد.
عبارة «بدي فلّ» زفرة شائعة بين شباب التسعينيات في بيروت. يومًا ما، قبل ثلاثين سنة، اُعتبر جيل التسعينيات جيلًا ناجيًا من دوامة العنف التي شهدها لبنان منذ عام 1975 على الأقل، حتى الإعلان الشهير عن اتفاق الطائف في الثلاثين من سبتمبر عام 1989، الاتفاق الذي وضع حدًا لانقسام بيروت على نفسها إلى شرقية وغربية طيلة خسمة عشرَ عامًا، تلك الحقبة التي تُعرف اليوم باسم الحرب الأهلية اللبنانية، رغم أن توصيفها التاريخي على هذا النحو العام يخفي حقيقة أساسية؛ وهي الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 الذي بلغ حد احتلال العاصمة اللبنانية، فكان منعطفًا خطيرًا أعطى للعنف زخمًا جديدًا، كما سعَّر أكثر من حدة الاستقطاب الطائفي.
رغم التفاؤل الكبير بجيل التسعينيات، الناجي من الحرب الأهلية كما يوصف، والذي تفتح وعيه على مرحلة انحسار الوصاية السورية عن لبنان وشروع الدولة في إعادة إعمار الخراب وما تلاها من عودة بيروت إلى مدينة لاقتصاد الخدمات والسياحة والنشاط المصرفي، إلا أن فترة التفاؤل لم تدم طويلا، إذ سرعان ما اكتشف هذا الجيل نفسه وريثًا مشوهًا للماضي، قادمًا من نسيج اجتماعي متمزق، وذلك قبل أن ينخرط في السياسة من بوابة الانقسام السياسي الجديد عقب الاغتيال المدوي للرئيس رفيق الحريري، ما بين تياريّ الثامن من مارس، يقابله تيار الرابع عشر من مارس. وسوريا مجددًا، بين مواليها ومعارضيها، ستكون مرةً أخرى، حتى بعد خروج جيشها من لبنان، هي مفرق الانقسام الجديد بين اللبنانيين، الذي سيكون ضحيته الأولى والمباشرة الكاتب والصحفي اللبناني سمير قصير، أبرز وجوه الرابع عشر من مارس، وأحد عشاق بيروت الأقدمين: «نسألُ القاتل: أما كان في وسعك أن تكتب مقالةً في جريدة تثبت فيها أن سمير قصير على خطأ، ولا يستحق الحياة في لبنان، ولا في بلد آخر؟» هكذا كتب محمود درويش في رثائه.
في رحلتي اللبنانية الصغيرة، كان سمير قصير مرشدي الثقافي وسط شوارع بيروت وأحيائها. كتابه «تاريخ بيروت» كان مرافقي قبل إقلاع الطائرة من مسقط حتى النظرة الأخيرة من نافذة الطائرة، نظرة معلقة على بيروت التي تختفي خلف السحاب وتصبح أبعد فأبعد من صورتها في القصيدة إلى لقاء آخر يا بيروت!
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني