نحن في الطريق السليم ..
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
بقلم أياد السماوي ..
في مقالنا ليوم أمس ( سيبقى طريق التنمية العراقي هو الحاسم بين ممر بايدن وحزام الصين ) ، كنّا قد قلنا أنّ طريق التنمية العراقي سيبقى هو الأفضل والأقصر والأقل كلفة ) .. وقلنا إنّ ممر بايدن لن يوّفر هذه الميزة بدون العراق .. في مقالنا لهذا اليوم نريد أن نوّضح بعض الأمور التي تتعلّق بالممر الجديد الذي أعلن عنه بايدن في نيودلهي وفرحت به إسرائيل ونتنياهو .
الطريق الجديد سيكون مخصصا لنقل البضائع من الهند إلى أوربا عبر السعودية وإسرائيل ، وقبل كلّ شيء فإنّ هذا يتطلّب معرفة معرفة حجم التبادل التجاري بين الهند وأوربا مقارنة بحجم التبادل التجاري بين الصين وأوربا ، حيث يعتبر الاتحاد الأوربي هو ثالث شريك تجاري بالنسبة للهند بعد بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين ، وبحسب تقارير اقتصادية فإن حجم التبادل التجاري بين الهند وأوربا بلغ ٨٨ مليار دولار نهاية العام ٢٠٢٢ ، بينما بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والاتحاد الأوربي في نهاية العام ٢٠٢٢ بحدود ( ٩١٢،٦ ) مليار دولار ، فالصين تتفوّق كثيرا في حجم التبادل التجاري مع الاتحاد الأًوربي ، بل ولا يمكن مقارنة حجم التبادل التجاري الهندي مع العالم مقارنة بالصين ..
والطريق الصيني الذي سيمر من خلال العراق وتركيا الى دول أوربا الشرقية وحتى دول أوربا الغربية سيكون ليس أقصر كثيرا من الممر الهندي الجديد فحسب ، بل أنّ كلفة نقل البضائع عبر الطريق الصيني العراقي التركي ، ستكون أقل بكثير من كلفتها عبر الممر الهندي السعودي الإسرائيلي ، وذلك لأن البضائع والحمولات سيتم تحميلها وتفريغها من خلال الممر الهندي الجديد ، مرتين من السفن أو القطارات والشاحنات ، في حين لا يتطلّب تحميلها وتفريغها غير مرّة واحدة من خلال الطريق الصيني العراقي التركي ، سواء كان ذلك عبر السفن أو القطارات والشاحنات ، وهذه العوامل ستجعل من الممر الهندي الجديد غير ذي جدوى اقتصادية ، بالرغم مما يطبّل له الإعلام الغربي والإسرائيلي من تعاظم للتبادل التجاري المار عبر هذا الطريق ..
ما أودّ قوله إنّ الموقع الجغرافي الفريد الذي خص به الله سبحانه وتعالى العراق تحديدا ، سيجعل منه قلب التجارة العالمية ، وسيأتي له الجميع زاحفين لمرور تجارتهم من خلاله ..
ومن الطبيعي جدا بل ومن المنطق أن يرتبط طريق التنمية العراقي بطريق الحرير الصيني ، فلا بديل للصين بعد الإعلان عن الممر الهندي غير التوأمة مع طريق التنمية العراقي التركي .. فعندما نقول للعراقيين نحن في الطريق الصحيح ، فإنّما نقول ذلك بناء على منطق
الأرقام ومنطق العقل ، فليس هنالك من عاقل يسلك طريقا أطول مسافة وأكثر كلفة ، في الوقت الذي يوجد طريق آخر اقصر مسافة وأقلّ كلفة .. وبصراحة أنا أرى أنّ الإعلان عن الممر الهندي الجديد ، سيدفع بالصين عاجلا للارتباط بطريق التنمية العراقي ، وكما يقول المثل ( ربّ ضارة نافعة ) ، أعود مرّة أخرى وأقول جازما نحن في الطريق الصحيح وطريق التنمية الذي أعلن عنه السوداني سيمضي بحول الله وقوّته ، ولا خوف عليه أبدا من مشروع بايدن ونتنياهو ..
أياد السماوي
في ١٣ / ٩ / ٢٠٢٣
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات حجم التبادل التجاری بین طریق التنمیة العراقی
إقرأ أيضاً:
لردع اليمن وإيران.. قاذفات الشبح الأمريكية تتمركز في المحيط الهندي
نيودلهي – وكالات:
نشرت الولايات المتحدة 6 قاذفات شبح من طراز B-2 – وهي أكثر الطائرات العسكرية تطورًا في العالم – في منطقة المحيط الهندي، ما يمثل نحو 30% من إجمالي أسطولها المكون من 20 طائرة، في خطوة استراتيجية كبرى.
وأصدر البنتاغون أوامر بنشر أكبر عدد من قاذفات B-2 في المحيط الهندي على الإطلاق. وأظهرت صور أقمار صناعية وجود ست طائرات B-2 متوقفة على مدرج قاعدة دييغو غارسيا العسكرية – وهي قاعدة عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا. وربما يكون هناك المزيد من الطائرات في الحظائر المحصّنة التي لا يمكن للأقمار الصناعية أو الرادار اختراقها.
بالإضافة إلى ذلك، تخطط الولايات المتحدة لزيادة عدد حاملات الطائرات في المنطقة من واحدة إلى ثلاث – اثنتان في المحيط الهندي وواحدة في المحيط الهادئ الغربي، قرب بحر الصين الجنوبي.
وتخطط وزارة الدفاع لإرسال حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسن" إلى الشرق الأوسط، بينما ستواصل "يو إس إس هاري إس. ترومان" عملياتها من بحر العرب، فيما ستتجه الحاملة الثالثة "يو إس إس نيميتز" ومجموعتها القتالية نحو بحر الصين الجنوبي.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أكد المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، أن وزير الدفاع الأمريكي، بيتر هيغسيث، أمر أيضًا بنشر أسراب إضافية من الطائرات وغيرها من الأصول الجوية لتعزيز قدرات الدعم الجوي الدفاعي. لكنه لم يوضح ماهية تلك الأسراب أو الأصول الجوية.
لماذا هذا الانتشار المفاجئ؟
بررت وزارة الدفاع الأمريكية الخطوة بقولها: "تم ذلك لتحسين الوضع الدفاعي للولايات المتحدة في المنطقة. الولايات المتحدة وشركاؤها ملتزمون بأمن المنطقة ومستعدون للرد على أي جهة حكومية أو غير حكومية تسعى لتوسيع أو تصعيد النزاع".
اليمن والحوثيون
رغم عدم تسمية أي دولة أو جماعة إرهابية، يشير محللون إلى الوضع في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، خاصة إيران واليمن. وخلال الأسبوعين الماضيين، كثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، والتي استهدفت سفنًا تجارية وعسكرية أمريكية، بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل. وتدعم إيران و"وكلاؤها" حركة حماس، المصنفة من قبل الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، والتي تخوض حربًا حالياً ضد إسرائيل في غزة.
ويقول خبراء الدفاع إن حجم الانتشار العسكري الأمريكي كبير جدًا ليكون فقط لمواجهة الحوثيين أو إيران، مشيرين إلى أن طائرتين من طراز B-2، كل منهما قادرة على حمل 40 ألف رطل من الذخائر، كافية للتعامل مع الميليشيات في اليمن.
وكان ترامب قد وجه تحذيرًا علنيًا للحوثيين وداعميهم في إيران، قائلًا على منصة "تروث سوشيال": "توقفوا عن إطلاق النار على سفننا، وسنتوقف عن إطلاق النار عليكم. وإلا، فإن ما رأيتموه هو مجرد البداية، والألم الحقيقي قادم، للحوثيين ورعاتهم في إيران".
المنشآت النووية الإيرانية
خلال الشهر الماضي، زاد ترامب من ضغوطه على إيران لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي، وهو ما رفضته طهران بشدة. وفي مقابلة مع "فوكس نيوز"، قال ترامب: "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريًا، أو من خلال صفقة. أنا أفضل صفقة، لأنني لا أريد إيذاء إيران".
وكان ترامب قد انسحب خلال فترته الأولى من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، الذي حدّ من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. كما أعاد فرض عقوبات واسعة على طهران.
ومنذ ذلك الحين، تجاوزت إيران حدود الاتفاق السابقة بشأن تخصيب اليورانيوم. ويؤكد ترامب الآن رغبته في التوصل إلى اتفاق جديد، دون استبعاد الخيار العسكري، بل إنه قد يلجأ لتدمير المنشآت والمختبرات النووية الإيرانية لإنهاء برنامجها النووي إذا لم توافق طهران على التفاوض.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل: "وزير الدفاع يؤكد مجددًا أنه إذا هددت إيران أو وكلاؤها مصالح أو أفراد الولايات المتحدة في المنطقة، فإننا سنتخذ إجراءات حاسمة لحماية شعبنا".
رسائل إلى الصين وروسيا
هذا الانتشار الضخم لأحدث الطائرات والمعدات العسكرية الأمريكية يهدف أيضًا إلى توجيه رسالة إلى الصين وروسيا، الحليفتين لإيران في المنطقة.
فإرسال مجموعة "يو إس إس نيميتز" القتالية إلى المحيط الهادئ الغربي يُعتبر رسالة واضحة إلى بكين تؤكد التزام واشنطن بحماية مصالحها في المنطقة، وكذلك إرسال "يو إس إس كارل فينسن" إلى الشرق الأوسط يُرسل رسالة مماثلة إلى موسكو.