المكسيك.. إدانة 11 شرطيًا بقتل 17 مهاجرًا وإحراقهم
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
أدان القضاء المكسيكي 11 شرطيًا بتهمة قتل 17 مهاجرًا من أمريكا الوسطى بإطلاق النار عليهم ثم إحراقهم قرب الحدود مع الولايات المتحدة. وقالت النيابة العامة في ولاية تاماوليباس في بيان، إنّ المدّعي العام "تمكّن من إدانة" 11 شرطيًا بالقتل العمد، في حين أدين شرطي آخر بإساءة استخدام السلطة.
وأوضح البيان أنّه في ختام محاكمة استمرّت أكثر من ثلاثة أشهر، تشكّلت لدى القاضي باتريسيو لوغو خاراميلو أدلّة كافية لإدانة الشرطيين السابقين.
ومن المقرّر أن تصدر في الأيام المقبلة العقوبات بحقّ المدانين الذين يواجهون فترات سجن يمكن أن تصل إلى 50 سنة.
وفي 23 كانون الثاني/يناير 2021، أعلن مكتب المدعي العام في تاماوليباس العثور داخل شاحنة محترقة على بقايا بشرية متفحّمة تعود لـ19 شخصًا، غالبيتهم مهاجرون من غواتيمالا وصلوا إلى المكسيك في محاولة لدخول الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. ويومها أوضح المدّعي العام أنّ الضحايا "قُتلوا بالرصاص ثم أحرقوا".
وبحسب السلطات، فإنّ القتلى الـ19 هم 17 مهاجرًا ومهرّباهما المكسيكيان اللذان نقلا المهاجرين إلى الحدود مع الولايات المتّحدة.
وفي البداية، اتُّهم جميع الشرطيين الـ12 بالقتل العمد، لكنّ أحدهم وافق على التعاون مع مكتب المدّعي العام مقابل تخفيض عقوبته فأدين بإساءة استخدام السلطة فقط.
وولاية تاماوليباس الواقعة على ساحل خليج المكسيك، هي أقصر طريق إلى الولايات المتّحدة للمهاجرين الآتين من الجنوب، لكنّ المنطقة خطرة للغاية بسبب العصابات التي تنشط فيها والتي تخطف المهاجرين وتطلب من ذويهم فدية لإطلاق سراحهم ولا تتوانى عن قتلهم.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
خالد سلك ومحاولة تبرئة الدعم السريع: قراءة تحليلية في رسالة إدانة مجزرة صالحة
خالد سلك ومحاولة تبرئة الدعم السريع: قراءة تحليلية في رسالة إدانة مجزرة صالحة
مدخل:
خرج علينا السياسي خالد عمر يوسف “خالد سلك” بتصريح أدان فيه مجزرة صالحة، التي راح ضحيتها عشرات المدنيين العزل، محمّلًا المسئولية لما أسماه “عناصر” من قوات الدعم السريع.
ورغم أن الإدانة في ظاهرها تبدو موقفًا إنسانيًا وأخلاقيًا، إلا أن التدقيق في مضمونها وتوقيتها يكشف عن محاولة مقصودة لابعاد المسئولية، وفصل الجريمة عن المؤسسة الرسمية للدعم السريع.
متن:
أولًا: التفريق بين “العناصر” والمؤسسة
باستخدامه لمصطلح “عناصر”، يحاول خالد سلك إحداث فصل ذهني بين قوات الدعم السريع كمؤسسة، وبين بعض أفراده الذين ارتكبوا المجزرة. هذه الصياغة تسعى لتمرير فكرة أن الجريمة ليست سياسة معتمدة أو ممارسة ممنهجة، بل هي “تصرفات فردية” خرجت عن السيطرة.
وهذا بالضبط ما تحتاجه أي مؤسسة عسكرية تواجه تهم ارتكاب جرائم حرب: أن يتم تقديم جرائمها على أنها تصرفات معزولة لأفراد، لا قرارات صادرة عن قيادة وأوامر منظمة.
ثانيًا: تبييض الدعم السريع دوليًا ومحليًا
في ظل الاتهامات الدولية المتزايدة ضد قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، فإن تبرئة الكيان الرسمي، وحصر المسئولية في بعض “العناصر”، يمثل طوق نجاة سياسي تحتاجه قيادات الدعم السريع بشدة.
خالد سلك، عبر هذا الخطاب، يقدم دعمًا موضوعيًا لهذه المحاولة، سواء عن قصد أو عن جهل بتبعات تصريحه.
ثالثًا: السياق السياسي وراء التصريح
لا يمكن قراءة موقف خالد سلك بمعزل عن التوجهات الأخيرة لبعض التيارات السياسية المرتبطة بالحرية والتغيير (قحت)، والتي تبحث عن “تسوية جديدة” في السودان.
ضمن هذه التسوية، يصبح من الضروري تهيئة الأرضية لعفو مشروط عن قوات الدعم السريع أو إدماجها مستقبلاً في المشهد السياسي والعسكري، مقابل ضمانات معينة.
وبالتالي، فإن تصريح سلك قد يكون جزءًا من محاولات إعادة تأهيل الدعم السريع وإزالة صفة “المليشيا المجرمة” عنه، تمهيدًا لاستيعابه في ترتيبات ما بعد الحرب.
رابعًا: خطورة هذا الطرح
محاولة خالد سلك لفصل الدعم السريع عن جرائمه ليست مجرد سقطة لفظية، بل تحمل خطورة سياسية وأخلاقية بالغة:
فهي تضعف جهود توثيق الجرائم،
وتمهد للإفلات من العقاب،
وتبعث برسائل خاطئة للضحايا بأن العدالة ستُضَحى بها لصالح تسويات سياسية رخيصة.
كما أنها تعيد إنتاج منطق “الجرائم الفردية” الذي طالما استخدمته أنظمة القمع لتبرئة نفسها عبر التاريخ.
خامسًا: لماذا يجب تحميل الدعم السريع كمؤسسة المسئولية؟
قوات الدعم السريع ليست تجمعًا عشوائيًا من الأفراد، بل هي قوة شبه نظامية تتبع تسلسلًا قياديًا واضحًا، وتخضع لأوامر مركزية من قادتها.
ما حدث في صالحة – كما في غيرها من الجرائم – ليس سلوكًا فرديًا شاذًا، بل جزء من نمط ممنهج من الانتهاكات، ينفذه أفراد بتوجيهات واضحة، أو في مناخ يسمح ويشجع على ارتكاب مثل هذه الفظائع.
مخرج:
تصريحات خالد سلك بشأن مجزرة صالحة تمثل انزلاقًا خطيرًا نحو تبييض صفحة واحدة من أبشع المليشيات التي عرفها السودان.
تاريخ الشعوب التي خرجت من الحروب الأهلية يعلمنا أن العدالة الحقيقية لا تتحقق عبر مساومات سياسية رخيصة، بل عبر محاسبة المجرمين كمؤسسات، لا كأفراد تائهين.
إن محاولة تبرئة ساحة الدعم السريع من مسئوليته الجماعية عن المجازر، لن تؤدي إلا إلى إعادة إنتاج المأساة بأشكال أخرى، وستكون خيانة لدماء الضحايا، ولحلم السودانيين بدولة القانون والعدالة.
خالد سلك ومحاولة تبرئة الدعم السريع: قراءة تحليلية في رسالة إدانة مجزرة صالحة
وليد محمدالمبارك احمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب