DW عربية:
2024-11-18@17:21:38 GMT

المغرب.. كيف يمكن بناء منازل مقاومة للزلازل مستقبلا؟

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

بعد كارثة الزلزال هل سيتم بناء المنازل في المغرب وفق شروط ومواضفات جديدة واستخدام مواد تكون قادرة على مقاومة الزلازل؟

لا تعد الهزات الأرضية في حد ذاتها السبب الرئيسي للكثير من الوفيات جراء الزلازل، إذ تعتبر انهيارات المنازل والمباني والبُنى التحتية سببا لارتفاع حصيلة قتلى وإصابات هذه الكوارث، ويبرهن الخبراء ذلك بدراسة تداعيات الزلزال على مر التاريخ.

ويبدو أن هذه النظرية تنطبق على الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب في ليل الثامن من سبتمبر/ أيلول فيما كان مركزه على بعد 75 كيلومترا تقريبا من مدينة مراكش ذات الشهرة السياحية.

مختارات زلزال المغرب يقتل 2901 وتزايد الإحباط لعدم وصول الإغاثة إلى القرى زلزال المغرب - لماذا تقع زلازل في منطقة جبال الأطلس؟ تحليل: زلزال المغرب والمساعدات الأجنبية .. ما دور حسابات السياسة؟ خبيرة: قدرة البناء على مقاومة الزلازل تتطلب عناصر خاصة لتأمينه

وبلغت قوة الزلزال 6,8 درجة على مقياس ريختر، ما أدى إلى حدوث هزات أرضية عنيفة وهو ما بدا جليا من المقاطع المصورة التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي التي توثق حالة الذعر التي انتابت سكان المناطق المتضررة وهم يحاولون الخروج من الأزقة الضيقة وسط تساقط المباني، حيث سويت بعضها بالأرض بسبب شدة الكارثة.

وفي الوقت الذي تواصل فيه السلطات المغربية عمليات البحث عن ناجين، ذكرت أحدث حصيلة أن عدد القتلى بلغ نحو 3000 بينما وصل عدد الجرحى إلى حوالي 5700، ويعد هذا الزلزال الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في البلاد منذ عام 1960 والأقوى منذ أكثر من قرن.

كيف تتنهار المباني؟

ويعود ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال المغرب بشكل جزئي إلى توقيت حدوثه، حيث وقع قرب منتصف الليل فيما كان معظم سكان المناطق المنكوبة متواجدين داخل منازلهم.

وفي ذلك، قال مهرداد ساساني، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في جامعة نورث إيسترن الأمريكية، إن الافتقار إلى البنية التحتية القادرة على مواجهة الكوارث بالإضافة إلى سوء تخطيط المدن ربما لعب دورا رئيسيا في زيادة حصيلة القتلى خاصة وأن نظم البناء في أجزاء كثيرة من المغربمازالت قديمة وغير مصممة لمقاومةالزلازل، فضلا عن وجود عدد كبير من المباني القديمة. وأضاف في مقابلة مع DWبأن "المشكلة الرئيسية في المغرب هي استمرار استخدام الطوب في البناء وعدم استخدام التسليح في بناء تلك المنازل".

الجدير بالذكر أن الكثير من سكان المغرب يفضلون استخدام مواد مثل الخرسانة والحصى والطين في البناء بسبب دورها في التقليل من حرارة الشمس، إذ جرى تصميم الكثير من  المنازل مع الأخذ في الاعتبار قدرتها على تحمل درجات الحرارة العالية.

بيد أنه في المقابل، فإن هذه المنازل غير قادرة على مقاومة الزلازل بشكل عام. وفي ذلك، قال مجلس المرونة الأمريكي، الذي يعنى بتنفيذ نظم البناء القادرة على مواجهة الزلازل، إنه بسبب "بنيتها الصلبة لهذه المنازل وقدرتها المحدودة على استيعاب طاقة الهزات الأرضية الكبيرة، فإن هذه المباني معرضة لخطر الانهيار".

وأضاف المجلس أن المباني الخرسانية غير القابلة للتمدد تشكل معظم خسائر الزلازل حول العالم وكان آخرها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/ شباط الماضي.

البناء المقاوم للزلازل

ورغم أن البشر عاجزون عن منع حدوث الزلزال، إلا أنهم يستطيعون الحد من تداعياتها وخسائرها المادية والبشرية عن طريق بناء منازل ومباني قادرة على مقاومة الزلازل.

وفي هذا السياق، يقول ساساني "هناك بعض الخطوات المهمة التي يجب اتخاذها لتحسين مقاومة المباني التي يدخل في تشييدها مواد مثل الطين والحصى للزلازل، مثل استخدام مواد بناء عالية الجودة وتعزيز وتحسين طرق البناء بالإضافة إلى التخطيط الجيد للبناء".

ويضيف بأن "استخدام خليط من الطين والرمل عالي الجودة وإضافة القش قد يساعد في سد الشقوق الصغيرة". لكنه يشدد على ضرورة تعزيز المباني الخرسانية بهيكل مصنوع من مواد مرنة مثل الخيزران أو الفولاذ القادر على الانحناء بشكل كبير قبل أن يتحطم، ما يعني أنه يجب يمتلك قدرة كبيرة على مقاومة الزلازل. والجدير بالذكر أن اليابان تستخدم منذ عام 1923 الفولاذ في البناء لقدرته على مقاومة الزلازل.

أساليب ومواد البناء هي السبب الرئيسي في انهيار المباني وعدم قدرتها على مقاومة الزلازل

الابتكار في مقاومة الزلازل

ولا يتوقف الأمر عند ذلك، إذ شهد العالم ابتكارات جديدة في نظم البناء المقاوم للزلازل وهو الأمر الذي يقدم يد العون للمغرب ودول أخرى في تفادي وقوع خسائر بشرية كبيرة جراء الزلازل. فعلى سبيل المثال، أوصى المنتدى الاقتصادي العالمي بتزويد المباني بأنظمة "عزل خاصة بقاعدة المبنى" لفصله عن أساساته باستخدام النوابض أو المجاري.

وفي ذلك، قال المنتدى إن هذه النظرية سوف تقلل من تأثير الزلزال على قاعدة المبنى، موضحا "عندما تحدث الهزات الارضية، فإن الاهتزاز الناتج لن يولد ضغطا على هيكل المبنى". وتستخدم هذه النظرية بشكل كبير في البناء في اليابان وتشيلي.

أما  نيبال التي تتعرض كثيرا لزلزال، فإنها تستعين بتقنيات غير مكلفة مثل مزج مواد البناء بمواد رخيصة مثل بالات القش والإطارات المستعملة والزجاجات البلاستيكية.

وفي أفريقيا، سيبدأ صندوق الإسكان والبنية التحتية في جنوب أفريقيا بتشييد منازل خرسانية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (3D) تكون مقاومة للزلازل وتكلفتها معقولة، حيث يُعرف عن الطباعة ثلاثية الأبعاد قدرتها على مقاومة الزلازل نظرا لأنها عبارة عن هياكل خفيفة الوزن فضلا عن قدرتها على امتصاص وتبديد الطاقة المنتجة أثناء الهزات الأرضية.

ويرى خبراء أن استخدام التكنولوجيا المتقدمة في نظم البناء لن يقلل من الخسائر المادية جراء وقوع زلزال فحسب، وإنما سوف ينقذ حياة الكثيرين.

سوشميتا راماكريشنان / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: أخبار زلزال المغرب ضحايا الزلزال في المغرب أسباب وقوع الزلازل عدد ضحايا زلزال المغرب أخبار زلزال المغرب ضحايا الزلزال في المغرب أسباب وقوع الزلازل عدد ضحايا زلزال المغرب زلزال المغرب قدرتها على فی البناء

إقرأ أيضاً:

توقعات جديدة من راصد الزلازل الهولندي: زلزال عنيف يضرب هذه الدولة

لا يزال راصد الزلازل الهولندي فرانك هوجربيتس، يطلق توقعاته بشأن احتمال حدوث نشاط زلزالي قوي يضرب عدة دول أو دولة معينة، خاصة تلك التي تتمتع باستجابة زلزالية واضحة بسبب مستويات الضغط في القشرة الأرضية في بعض البلدان، التي باتت تتهيأ بالفعل لحدوث الزلازل.

راصد الزلازل الهولندي يتوقع زلزال في تركيا

وخلال الساعات الماضية، حذر راصد الزلازل الهولندي من احتمال أن يضرب

وخلال الساعات الأخيرة، حذر هوجربيتس من احتمال أن تشهد تركيا زلزالًا عنيفًا نتيجة لحركة الاقتران الكوكبي والقمري مع اكتمال القمر، ما قد يؤثر على حدوث الزلازل في المنطقة.

وكتب «هوجربيتس» على صفحته بموقع «فيسبوك» «من المحتمل أن تشهد تركيا هزة أقوى بسبب التقلبات التي شهدتها أمس».

راصد الزلازل الهولندي يشير إلى زلزال بقوة 7 درجات

وفي وقت سابق، حذر راصد الزلازل الهولندي، من حدوث نشاط زلزالي قوي خلال الأيام القليلة جدًا القادمة، إذ يتخطى الـ7 درجات على مقياس ريختر، مستندًا في توقعاته إلى التقارب القريب للاقتران الكوكبي والقمري مع اكتمال القمر، وما يسببه من حدوث زلزال.

وفي مقطعه الأخير، عبر «فيسبوك» حدد راصد الزلازل بعض الأماكن المهيئة لاستقبال الزلزال، وما سيحدث حتى 18 نوفمبرالجاري، قائلًا «هناك اقتران كوكبي بين عطارد والزهرة وزحل يمكن أن يؤدي إلى استجابة زلزالية».

وتابع «عند اكتمال القمر في 15 من الشهر، يحدث أن يتزامن ذلك مع اقتران القمر مع أورانوس في نفس الوقت تقريبا، ولا يوجد سوى نحو ساعتين بينهما».

مقالات مشابهة

  • أسعار الأسمنت اليوم الاثنين 18-11-2024 في محافظة البحيرة
  • «السياحة» توضح حقيقة فيديو مزعوم عن هرم خوفو: إزالة مواد بناء غير أثرية
  • السياحة: إزالة مواد بناء غير أثرية دون المساس بجسم الهرم أو أحجاره الأصلية
  • هاجس الزلازل يتحكم في مشاريع ملاعب المونديال بالمغرب
  • مؤشرات وحوادث ومخاوف .. هل يمكن تكرار زلزال ذمار المدمر؟ (تقرير)
  • أسعار الأسمنت اليوم الأحد 17-11-2024 في محافظة البحيرة
  • أسعار الأسمنت اليوم السبت 16-11-2024 في محافظة البحيرة
  • الاحتلال يسجل قفزة تاريخية بهدم منازل الفلسطينيين في الضفة منذ اتفاق أوسلو
  • "طاشرون" أوصى به قائد يفر بأموال المتضررين من زلزال الحوز
  • توقعات جديدة من راصد الزلازل الهولندي: زلزال عنيف يضرب هذه الدولة