DW عربية:
2024-12-20@21:54:23 GMT

المغرب.. كيف يمكن بناء منازل مقاومة للزلازل مستقبلا؟

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

بعد كارثة الزلزال هل سيتم بناء المنازل في المغرب وفق شروط ومواضفات جديدة واستخدام مواد تكون قادرة على مقاومة الزلازل؟

لا تعد الهزات الأرضية في حد ذاتها السبب الرئيسي للكثير من الوفيات جراء الزلازل، إذ تعتبر انهيارات المنازل والمباني والبُنى التحتية سببا لارتفاع حصيلة قتلى وإصابات هذه الكوارث، ويبرهن الخبراء ذلك بدراسة تداعيات الزلزال على مر التاريخ.

ويبدو أن هذه النظرية تنطبق على الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب في ليل الثامن من سبتمبر/ أيلول فيما كان مركزه على بعد 75 كيلومترا تقريبا من مدينة مراكش ذات الشهرة السياحية.

مختارات زلزال المغرب يقتل 2901 وتزايد الإحباط لعدم وصول الإغاثة إلى القرى زلزال المغرب - لماذا تقع زلازل في منطقة جبال الأطلس؟ تحليل: زلزال المغرب والمساعدات الأجنبية .. ما دور حسابات السياسة؟ خبيرة: قدرة البناء على مقاومة الزلازل تتطلب عناصر خاصة لتأمينه

وبلغت قوة الزلزال 6,8 درجة على مقياس ريختر، ما أدى إلى حدوث هزات أرضية عنيفة وهو ما بدا جليا من المقاطع المصورة التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي التي توثق حالة الذعر التي انتابت سكان المناطق المتضررة وهم يحاولون الخروج من الأزقة الضيقة وسط تساقط المباني، حيث سويت بعضها بالأرض بسبب شدة الكارثة.

وفي الوقت الذي تواصل فيه السلطات المغربية عمليات البحث عن ناجين، ذكرت أحدث حصيلة أن عدد القتلى بلغ نحو 3000 بينما وصل عدد الجرحى إلى حوالي 5700، ويعد هذا الزلزال الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في البلاد منذ عام 1960 والأقوى منذ أكثر من قرن.

كيف تتنهار المباني؟

ويعود ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال المغرب بشكل جزئي إلى توقيت حدوثه، حيث وقع قرب منتصف الليل فيما كان معظم سكان المناطق المنكوبة متواجدين داخل منازلهم.

وفي ذلك، قال مهرداد ساساني، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في جامعة نورث إيسترن الأمريكية، إن الافتقار إلى البنية التحتية القادرة على مواجهة الكوارث بالإضافة إلى سوء تخطيط المدن ربما لعب دورا رئيسيا في زيادة حصيلة القتلى خاصة وأن نظم البناء في أجزاء كثيرة من المغربمازالت قديمة وغير مصممة لمقاومةالزلازل، فضلا عن وجود عدد كبير من المباني القديمة. وأضاف في مقابلة مع DWبأن "المشكلة الرئيسية في المغرب هي استمرار استخدام الطوب في البناء وعدم استخدام التسليح في بناء تلك المنازل".

الجدير بالذكر أن الكثير من سكان المغرب يفضلون استخدام مواد مثل الخرسانة والحصى والطين في البناء بسبب دورها في التقليل من حرارة الشمس، إذ جرى تصميم الكثير من  المنازل مع الأخذ في الاعتبار قدرتها على تحمل درجات الحرارة العالية.

بيد أنه في المقابل، فإن هذه المنازل غير قادرة على مقاومة الزلازل بشكل عام. وفي ذلك، قال مجلس المرونة الأمريكي، الذي يعنى بتنفيذ نظم البناء القادرة على مواجهة الزلازل، إنه بسبب "بنيتها الصلبة لهذه المنازل وقدرتها المحدودة على استيعاب طاقة الهزات الأرضية الكبيرة، فإن هذه المباني معرضة لخطر الانهيار".

وأضاف المجلس أن المباني الخرسانية غير القابلة للتمدد تشكل معظم خسائر الزلازل حول العالم وكان آخرها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/ شباط الماضي.

البناء المقاوم للزلازل

ورغم أن البشر عاجزون عن منع حدوث الزلزال، إلا أنهم يستطيعون الحد من تداعياتها وخسائرها المادية والبشرية عن طريق بناء منازل ومباني قادرة على مقاومة الزلازل.

وفي هذا السياق، يقول ساساني "هناك بعض الخطوات المهمة التي يجب اتخاذها لتحسين مقاومة المباني التي يدخل في تشييدها مواد مثل الطين والحصى للزلازل، مثل استخدام مواد بناء عالية الجودة وتعزيز وتحسين طرق البناء بالإضافة إلى التخطيط الجيد للبناء".

ويضيف بأن "استخدام خليط من الطين والرمل عالي الجودة وإضافة القش قد يساعد في سد الشقوق الصغيرة". لكنه يشدد على ضرورة تعزيز المباني الخرسانية بهيكل مصنوع من مواد مرنة مثل الخيزران أو الفولاذ القادر على الانحناء بشكل كبير قبل أن يتحطم، ما يعني أنه يجب يمتلك قدرة كبيرة على مقاومة الزلازل. والجدير بالذكر أن اليابان تستخدم منذ عام 1923 الفولاذ في البناء لقدرته على مقاومة الزلازل.

أساليب ومواد البناء هي السبب الرئيسي في انهيار المباني وعدم قدرتها على مقاومة الزلازل

الابتكار في مقاومة الزلازل

ولا يتوقف الأمر عند ذلك، إذ شهد العالم ابتكارات جديدة في نظم البناء المقاوم للزلازل وهو الأمر الذي يقدم يد العون للمغرب ودول أخرى في تفادي وقوع خسائر بشرية كبيرة جراء الزلازل. فعلى سبيل المثال، أوصى المنتدى الاقتصادي العالمي بتزويد المباني بأنظمة "عزل خاصة بقاعدة المبنى" لفصله عن أساساته باستخدام النوابض أو المجاري.

وفي ذلك، قال المنتدى إن هذه النظرية سوف تقلل من تأثير الزلزال على قاعدة المبنى، موضحا "عندما تحدث الهزات الارضية، فإن الاهتزاز الناتج لن يولد ضغطا على هيكل المبنى". وتستخدم هذه النظرية بشكل كبير في البناء في اليابان وتشيلي.

أما  نيبال التي تتعرض كثيرا لزلزال، فإنها تستعين بتقنيات غير مكلفة مثل مزج مواد البناء بمواد رخيصة مثل بالات القش والإطارات المستعملة والزجاجات البلاستيكية.

وفي أفريقيا، سيبدأ صندوق الإسكان والبنية التحتية في جنوب أفريقيا بتشييد منازل خرسانية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (3D) تكون مقاومة للزلازل وتكلفتها معقولة، حيث يُعرف عن الطباعة ثلاثية الأبعاد قدرتها على مقاومة الزلازل نظرا لأنها عبارة عن هياكل خفيفة الوزن فضلا عن قدرتها على امتصاص وتبديد الطاقة المنتجة أثناء الهزات الأرضية.

ويرى خبراء أن استخدام التكنولوجيا المتقدمة في نظم البناء لن يقلل من الخسائر المادية جراء وقوع زلزال فحسب، وإنما سوف ينقذ حياة الكثيرين.

سوشميتا راماكريشنان / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: أخبار زلزال المغرب ضحايا الزلزال في المغرب أسباب وقوع الزلازل عدد ضحايا زلزال المغرب أخبار زلزال المغرب ضحايا الزلزال في المغرب أسباب وقوع الزلازل عدد ضحايا زلزال المغرب زلزال المغرب قدرتها على فی البناء

إقرأ أيضاً:

قطاع الطيران... انطلاق أشغال بناء المصنع الجديد لتريلبورغ

انطلقت، يوم الثلاثاء بالنواصر، أشغال بناء الوحدة الصناعية الجديدة لإنتاج أنظمة العزل المائي الخاصة بقطاع الطيران التابعة لشركة تريلبورغ، وذلك بحضور وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور.

وباستثمار يناهز 106 ملايين درهم (10،2 ملايين أورو) سيساهم هذا المشروع على المدى البعيد في إحداث ما بين 150 و 200 منصب شغل، وسيسمح بتطوير قدرات جديدة في سلسلة القيمة المحلية لقطاع الطيران، بشكل يستجيب لاستراتيجية المملكة الرامية إلى تحسين معدل الاندماج المحلي للقطاع.

ويتعلق الأمر باستثمار استراتيجي يندرج في إطار تطوير منظومة بوينغ بالمغرب، وذلك بناء على بروتوكول الاتفاق الموقع بين المملكة المغربية وشركة تريلبورغ على هامش المعرض الدولي للطيران والفضاء « مراكش إير شو 2024″، الذي نظم في الفترة من 30 أكتوبر إلى 2 نونبر 2024.

وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد مزور أن هذا المصنع يمثل إضافة نوعية ستسهم في تسريع اندماج المملكة في سلسلة التوريد العالمية لقطاع الطيران، مشيرا إلى أنه سيعزز تنافسية الموردين المحليين ويوفر مناصب شغل عالية التأهيل.

وقال « يمثل هذا الاستثمار لحظة تاريخية لانفتاح السوق المغربية على الشركات السويدية بقطاع الطيران، كما يشكل مرحلة حاسمة في تعاوننا مع شركة بوينغ، من خلال تعزيز التزود المحلي للشركة المصنعة للطائرات من لدن الموردين المحليين في مجال الطيران ».

وأشار الوزير إلى أن هذه الدينامية تمثل خطوة هامة نحو تحول الصناعة المغربية، وتؤكد مكانة المملكة كمنصة تنافسية تخدم المنطقة، موضحا أن المغرب يظل منفتحا ومستعدا لاستقبال المزيد من الاستثمارات في قطاعه الصناعي.

وأضاف مزور « كل مستثمر جديد يعد شريكا أساسيا، ونجاحه هنا لن يكون سوى البداية. الموارد، والكفاءات، والمساحات اللازمة متوفرة لدعم جميع المشاريع، مع ضمان الدعم المالي عند الحاجة ».

من جهته، أبرز رئيس وحدة الأعمال الفضائية بشركة تريلبورغ، غوردون روبر، أهمية هذا المصنع بالنسبة لتطوير قطاع الطيران بالمغرب، مؤكدا أن الشركة تعول على الخبرات المحلية لتلبية المتطلبات المتزايدة للسوق الدولية.

وأشار إلى أن « الطلب العالمي على الطائرات الجديدة بلغ مستويات غير مسبوقة »، مبينا أن « تحقيق أهداف الحياد الكربوني، وتجديد الأساطيل القديمة بنماذج أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، إلى جانب النمو في التجارة العالمية والسياحة، سيؤدي إلى حاجة القطاع إلى حوالي 45.000 طائرة جديدة بحلول عام 2030 ».

وأوضح أن هذه التطورات تمثل ضغطا كبيرا على جميع الموردين، مما يستلزم بالضرورة زيادة القدرات الإنتاجية، مردفا أن وضع حجر الأساس لهذا المصنع الجديد في الدار البيضاء يمثل مرحلة مهمة بالنسبة لشركة تريلبورغ في قطاع الطيران.

وأكد روبر أن هذا المشروع يجسد جهدا جماعيا لتعزيز منظومة الطيران المغربية وجعلها أنموذجا للنجاح، مشيرا إلى أن ما يثير الإعجاب بشكل خاص هو جودة الموارد المتوفرة في المغرب، إضافة إلى المبادرات التي تسهل عملية استقرار الشركات وتطوير قدراتها الإنتاجية.

من جانبه، أبرز رئيس ميدبارك، حميد بنبراهيم الأندلسي، أن المغرب يحظى بمزايا تنافسية متفردة بفضل موارده الطبيعية، لاسيما وفرة الشمس والرياح والأراضي المتاحة في الصحراء، وهي عناصر نادرا ما تجتمع في أماكن أخرى.

وأشار، علاوة على ذلك، إلى أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تشكل نموذجا يحتذى به في مجال التدبير المسؤول للموارد المائية، من خلال اعتمادها حلولا مبتكرة على غرار تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة.

وفي المقابل، أشار بنبراهيم الأندلسي إلى استمرار وجود تحديات، خاصة في ما يتعلق بتدبير النفايات وإعادة التدوير، حيث لا يزال المعدل الوطني لم يبلغ بعد الأهداف المحددة، مضيفا أن إرساء اقتصاد دائري يعد أمرا أساسيا بالنسبة للمغرب من أجل تعزيز سيادته الطاقية واستدامته.

وقد جرى حفل انطلاق أشغال المصنع الجديد لتريلبورغ بحضور عامل إقليم النواصر، جلال بنحيون، والكاتب العام لوزارة الصناعة والتجارة، توفيق مشرف، والمدير العام للمركز الجهوي للاستثمار لجهة الدار البيضاء-سطات، سلمان بالعياشي.

وتأسست شركة تريلبورغ في السويد عام 1905، وهي شركة رائدة عالميا في حلول البوليمر. وقد سجلت رقم معاملات بقيمة 2,99 مليار أورو في عام 2023.

وتوظف هذه الشركة الحاضرة في أكثر من 40 بلدا حول العالم، ما يفوق 15.600 شخص، كما تعمل في قطاعات رئيسية مثل الصناعة العامة (65 في المائة من رقم المعاملات)، السيارات (16 في المائة)، الطيران (10 في المائة)، والقطاع الطبي (9 في المائة).

وفي المغرب، تتوفر شركة تريلبورغ على وحدة صناعية بمدينة القنيطرة مخصصة لقطاع السيارات.

مقالات مشابهة

  • خبير يكشف سر شعور الحيوانات بالزلازل قبل وقوعها (فيديو)
  • خبير زلازل: تحوّل البحر الأحمر إلى محيط مستقبلاً
  • أخر تحديث.. أسعار الحديد اليوم الجمعة بأسواق مواد البناء والشركات
  • 250 مليون دولار من البنك الدولي إلى المغرب لتعزيز مقاومة فلاحته للتغيرات المناخية
  • جهاز الحرس البلدي بنغازي ينفذ حملة تفتيشية في سوق مواد البناء
  • 32 ألــف رخصــة بنــاء خــلال 11 شهــراً فـــي دبــــي
  • وزير الإسكان: توطين صناعة مواد البناء بالتعاون مع الصين
  • خلال الاجتماع «العربي - الصيني».. وزير الإسكان يؤكد أهمية توطين صناعة مواد البناء عربيا
  • تنبأ به الراصد الهولندي قبل ساعات.. مفاجأة حول زلزال الـ7.3 بالمحيط الهادي
  • قطاع الطيران... انطلاق أشغال بناء المصنع الجديد لتريلبورغ