توحدت الكارثة وانقسم المصابون. فجيعة مريعة في البحر وفي البر. والمساعدات إلى ليبيا إما بطيئة أو معدومة، أو غير مقبولة. وخصام داخلي ما بين شرقها وغربها و3 ناطقين رسميين باسم الحكومتين والبرلمان، وعداء أخوي ما بين المغرب والجزائر، فيما الناس يجرفها الموت مثل الرمل والطمي. مشاهد من يوم الحشر ومواقف سياسية من أيام المراهقة.
قال ناجٍ في درنة: "الموت هنا يشبه الأساطير". وكان يفترض أن تكون هذه لحظة المصالحة الكبرى. وعودة الدولة. والحكومة الواحدة. لكن أطل 3 ناطقين "رسميين"، يتحدث كل منهم باسم دولته وحكومته. ووجد فيها الجنرال «صديق» نجل الفريق حفتر مناسبة لترشيح نفسه للرئاسة.
ليست الطبيعة وحدها في هذه القسوة الساحقة. بل أيضاً منازل الطوب والطين في جبال المغرب، وركاكة البنى التحتية في بلد نفطي مثل ليبيا، صرف 4 قرون في تغيير الأسماء وترسيخ فكر اللجان؛ لا تقل ثورة بل كومونة. لا تقل برلمان قل مؤتمر الشعب العام. لا تقل ديوان الحكم، قل «قلم». الأكثر أهمية كان أن تبني سداً يحمي الناس من الويل والهول. وأن تترك حكماً يعرف العناية به. من أجل أن أعي ماذا يعني سقوط 400 مليمتر أمطار في يوم واحد، راجعت معدل هبوط الأمطار في بريطانيا في العام، 800 مليمتر وما فوق.
في عناوين الشرق الأوسط أمس، آلاف الموتى في درنة والحوز، ومئات في "مجزرة جديدة شرق الخرطوم". لا شيء يذكر في مخيمات شرق صيدا. ومثل ليبيا، لا حكومة ولا رئيس جمهورية في لبنان. وفيه 4 أو 5 سدود جافة بناها سياسيون "عونيون"، من المنادين، يومياً، لمحاربة الفساد. وعدد النازحين إليه أكبر من عدد مواطنيه. ويستطيع مسؤولو مخيم عين الحلوة أن يغلقوا مدينة صيدا، لكن لا يستطيع مسؤول لبناني أن يدخل المخيم.
لا نزال نسمي "دانيال" عاصفة بلغة الأرصاد، لأننا فقدنا العلاقة بالمقاييس. كانت "دانيال" عاصفة في اليونان، حيث اتخذت الحكومة ما تستطيع من وقايات. وهذا ما فشلت فيه حكومات ليبيا المركزية والوطنية والشرقية والغربية.
كان الأحرى بالدول العربية أن تدرس كيف واجهت تركيا زلزالها المدمر. واجهته بأعلى درجات القدرة والتنظيم والكفاءة. وواجهته مثل دولة، أي حيث الأولوية للإنسان، وليس للجنرال، أو للقائد، كأنما البشر تضيع، في الموت أو الحياة.
درنة مأساة ومصيبة وكارثة أضخم من أن يحدها عقل بشري. بعد قليل ومزيد من الضحايا قد توازي ما ألحقه القادة بشعوبهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
انقطاع الكهرباء عن 74 ألف شخص بعد عاصفة في إيرلندا
قال رئيس الوزراء الايرلندي مايكل مارتن إن ايرلندا تحتاج إلى أن تكون أكثر مرونة في مواجهة العواصف، لأنها أصبحت تهب بشكل متكرر.
جاءت تصريحات مارتن في الوقت الذي لا يزال فيه نحو 74 ألف عميل بدون كهرباء ونحو ألف عميل بدون ماء، وذلك بعد مضي أسبوع من اجتياح العاصفة إيوين لايرلندا.
وتركز انقطاع التيار الكهربائي في مناطق في شمال غرب البلاد وغرب جالواي وليتريم وكافان ومايو.
وقال مجلس إمدادات الكهرباء إن إعادة توصيل كل عميل بالشبكة قد تستمر حتى يوم الخميس المقبل، مشيرا إلى أن المرحلة التالية من الإصلاحات أكثر تعقيداً مما كانت عليه في الأسبوع السابق.
وتحدث رئيس الوزراء في كورك حيث قال إنه تم عقد اجتماع لتقييم تأثير العاصفة ومعالجة قضايا في المستقبل.
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) عن مارتن قوله «ستكون هناك حاجة لاستثمار كبير حقا في شبكة الكهرباء الخاصة بنا في المستقبل، لأنه إذا نظرتم على مدى العشر سنوات الماضية، فإن هناك زيادة في عدد مرات هبوب هذا النوع من العواصف وشدتها».
وأضاف «تغير المناخ يؤثر الآن بدرجة كبيرة على بلدنا وعلينا تغيير وتحسين مرونتنا في هذا الصدد، وبعبارة أخرى، سيكون لدينا عواصف مماثلة لتلك في السنوات القادمة».