ثلث سكان العالم محرومون من الإنترنت في 2023
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
#سواليف
لا يزال ثلث #سكان_العالم في 2023 محرومين من الوصول إلى #الإنترنت، رغم أن عدد الأشخاص المتصلين حاليا بالشبكة بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق، بحسب أحدث إحصاءات نشرتها الأمم المتحدة .
ومنذ الإحصاء الأخير للاتحاد الدولي للاتصالات في عام 2022، تمكّن حوالى 100 مليون شخص إضافي من الوصول إلى #شبكة الإنترنت، لكن لا يزال هناك 2,6 مليار شخص محرومين منها.
وبات 67 بالمئة من سكان العالم، أي 5,4 مليار شخص، متصلين بالإنترنت حالياً.
مقالات ذات صلةوقالت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات، دورين بوغدان-مارتن، في بيان “إن هذا التقدم في #الاتصال، يمثّل خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح”.
لكنها اعتبرت أن التقدم لا يحصل بالسرعة الكافية، و”ثمة ضرورة لمواصلة الجهود لتحقيق الاتصال الشامل والفعال بحلول عام 2030″.
وأضافت بوغدان-مارتن، “لن نوقف جهودنا حتى نعيش في عالم يصبح فيه الاتصال الفعال حقيقة ملموسة لنا جميعاً، بغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه”.
ويبلغ النمو في نسبة الاتصال بالشبكة أعلى مستوياته في البلدان المنخفضة الدخل، مع زيادة في عدد مستخدمي الإنترنت بنحو 17 بالمئة خلال العام الماضي، وفق الاتحاد الدولي للاتصالات.
لكنّ البيانات أظهرت أن “أقلّ من ثلث السكان في هذه البلدان يتمتعون بالوصول إلى الإنترنت”.
وتؤكد أحدث التقديرات العالمية أن الزيادة في نسبة الاتصال بالإنترنت التي لوحظت في عام 2020، والتي حفزتها جائحة كوفيد-19 وما رافقها من تدابير إغلاق وفترات طويلة من العمل عن بُعد، تعتبر فترة قصيرة للغاية، على ما يؤكد الاتحاد الدولي للاتصالات.
وهناك عائقان رئيسيان أمام التقدم في هذا المجال، فالسكان الذين لا يزالون غير متصلين بالإنترنت هم أيضاً أكثر الفئات التي يصعب الوصول إليها، كما أن هناك صعوبات في الانتقال من مجرد الوصول إلى الإنترنت نحو الاتصال المنتظم والسهل بالشبكة.
وثمة أيضاً عقبات أخرى، بينها مثلاً سرعات الاتصال البطيئة للغاية، والأسعار المرتفعة للغاية للمعدات والاشتراكات، والافتقار إلى الثقافة الرقمية أو حتى الحواجز الثقافية واللغوية، وأحياناً الحرمان من التغذية بالتيار الكهربائي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف سكان العالم الإنترنت شبكة الاتصال الدولی للاتصالات الوصول إلى
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني غياب الإنترنت عن حياة أهل غزة؟
غزة – بعد عودته لشمال قطاع غزة، بعد رحلة نزوح استمرت قرابة العام عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، قرر أحمد شقّورة الرجوع إلى منطقة "وسط القطاع" مجددا حفاظا على وظيفته.
يعمل شقورة عن بُعد في مجال المونتاج مع مؤسسة إعلامية عربية، ويحتاج بشكل دائم إلى الإنترنت، وهو أمر غير متاح بسهولة في شمالي القطاع، وقد تمكن من الحصول على خدمة الإنترنت مجانا في حاضنة أنشأها المكتب الإعلامي الحكومي داخل مستشفى شهداء الأقصى.
يقول شقورة للجزيرة نت "مشكلة الإنترنت عذبتني كثيرا منذ بداية الحرب، وتسببت لي في خسائر كبيرة، والآن أنا بعيد عن أهلي في الشمال، حفاظا على عملي حاولتُ العمل من خلال إحدى الحاضنات بمدينة غزة، لكن الإنترنت هناك سيئ والتكلفة عالية، وتصل إلى 5 أو 7 شواكل للساعة الواحدة (الدولار= 3.6 شواكل)".
وحتى في وسط القطاع، يعاني شقورة كثيرا في الوصول إلى الحاضنة، حيث يضطر للمشي مسافات طويلة وفي أوقات خطرة من الليل، وذكر أنه نجا من الموت ذات ليلة بعدما كان عائدا من عمله حينما اعترضته طائرة إسرائيلية مُسيّرة من نوع كواد كابتر وسط الشارع.
يمتلك أحمد العوضي حاضنة أعمال "خاصة" بمدينة غزة، تتسع لنحو مئة شخص. لكن بعد عودة النازحين من جنوبي القطاع عقب التوصل لوقف إطلاق النار، أصبح يستقبل يوميا قرابة 500 شخص من الباحثين عن استئناف أعمالهم المتعطلة أو استكمال دراستهم.
إعلانوفي بعض الأحيان، يضطر العوضي إلى استقبال قرابة 200 شخص والاعتذار للباقي، مما يتسبب في ازدحام شديد في الحاضنة.
ويقول للجزيرة نت "غالبية الزبائن من فئة العاملين عن بعد ويحاولون العودة إلى وظائفهم، سوءا كانوا مبرمجين أو مصممين أو كتاب محتوى أو صحفيين، كما أن هناك طلاب جامعات وثانوية عامة يحاولون استدراك ما فاتهم".
ويضيف "الكل يعاني، أنا والزبائن، تشغيل مولد الكهرباء لساعة واحدة يكلفني 400 شيكل، وهذا يتحمله الزبون الذي يدفع 7 شواكل مقابل الساعة الواحدة، وكذلك لا يتوفر في القطاع كراس ولا مكاتب بعد استخدامها كحطب لطهي الطعام".
ويضيف "الزبون يضطر للمشي مسافات طويلة كي يصل إلينا بسبب ضعف وغلاء المواصلات، ويفاجأ بأن خدمة الإنترنت في بعض الأحيان رديئة (من المصدر) أو أن الكهرباء مقطوعة لعطل المولد، ويدفع مبلغا كبيرا. هي سلسلة من المعاناة التي لا تنتهي".
ويحصل العوضي على الإنترنت من شركة الاتصالات الفلسطينية عبر لاقط هوائي بسبب عدم توفر الأسلاك جراء التدمير الذي لحق بمدينة غزة ورفض الاحتلال إدخالها، مما يجعل الخدمة متذبذبة ورديئة في بعض الأحيان.
تأثير اقتصاديوبسبب عمليات التدمير الهائلة التي نفذها جيش الاحتلال في غالبية مناطق قطاع غزة، وبخاصة في شماله، لا تزال خدمة الإنترنت مقطوعة عن مناطق واسعة هناك، وتجد شركة الاتصالات الفلسطينية -المزود الرئيسي لخدمة الإنترنت في القطاع- صعوبات كبيرة في إعادة تقديم الخدمة كالسابق جراء قيود الاحتلال ومنعه إدخال قطع الغيار والأسلاك اللازمة.
وعمدت إسرائيل مرارا إلى قطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن مناطق بالقطاع لعزلها عن العالم الخارجي، في خطوة عدّتها فصائل فلسطينية "جريمة تستهدف عزل الفلسطينيين بالقطاع وتهجيرهم".
إعلانيشير المدير العام لغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة ماهر الطبّاع إلى الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد جراء انقطاع أو ضعف الإنترنت، ويقول للجزيرة نت "الإنترنت اليوم محرك رئيسي لأي اقتصاد، وكافة المعاملات والإجراءات تتم من خلالها، وشبكة الاتصالات شبه مدمرة كباقي مناحي الحياة".
وأشار إلى أن الاحتلال يمنع إصلاح شبكات الاتصالات والإنترنت وإدخال ما يلزم من أسلاك وقطع غيار، في وقت يعاني فيه المواطنون بشدة بسبب هذه المشكلة، ويضطرون للمشي مسافات طويلة بحثا عن الإنترنت ولدفع مبالغ كبيرة تفوق قدرتهم المالية من أجل الحصول على خدمة رديئة، مشيرا إلى أن الكثيرين فقدوا أعمالهم بسبب ذلك.
ودفعت الأزمة إلى نشوء ظاهرة "إنترنت الشارع" حيث تضع شركات صغيرة "راوترات" على أعمدة الكهرباء في الشوارع لتقديم خدمة محدودة للسكان مقابل مبالغ مالية وفق نظام الساعة.
تقول يارا عبده، الطالبة في كلية الصيدلة من خان يونس، إن عدم توفر الإنترنت أثر بشكل كبير على المستوى الدراسي لكافة الطلاب، وتضيف للجزيرة نت "دراستي تعتمد على البحث عبر الإنترنت كوني أدرس في مجال طبي يتطلب العديد من المستلزمات البحثية غير المتوفرة حاليا".
تضطر يارا إلى المشي مسافات طويلة للوصول إلى بعض نقاط الإنترنت التي تقدم خدمات ضعيفة، وتبقى طوال اليوم هناك بهدف البحث عن المعلومات التي تحتاج إليها، وتضيف "قبيل العدوان كنت أعتمد بشكل أساسي على الإنترنت للتواصل مع أساتذة الجامعة وتبادل الخبرات مع زملائي، حاليا فاتتني الكثير من المعلومات والخبرات بسبب انقطاع الإنترنت".
بدوره، يؤكد المدير العام للعلاقات العامة بوزارة التربية والتعليم العالي بغزة أحمد النجار أن انقطاع أو ضعف الإنترنت يؤثر بشكل كبير على العملية التعليمية، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على التعليم الإلكتروني والمنصات الرقمية مصدرا رئيسيا للدروس والمراجع.
إعلانويضيف للجزيرة نت "الطلبة الذين يعتمدون على الإنترنت للوصول إلى المواد التعليمية، وحضور الحصص الافتراضية، والتواصل مع معلميهم، يواجهون صعوبات جمة لعدم توفر الخدمة أو انقطاعها، مما يؤدي إلى تراجع التحصيل العلمي وتأخير إنجاز المهام الدراسية واستعدادهم للامتحانات، حيث إن كافة الامتحانات تعتمد على تطبيقات محسوبة مثل تطبيق تيمز (Teams) وتطبيق وايز سكول (Wise School)".
أما فيما يتعلق بطلبة الثانوية العامة (التوجيهي)، فيقول النجار إن غياب الإنترنت يصبح أكثر خطورة، حيث يعتمد التلاميذ على المصادر الإلكترونية في مراجعة الدروس، وحل الاختبارات التجريبية، والاستفادة من الشروحات المصورة التي تساعدهم في الفهم العميق للمناهج الدراسية.