هل ستتخلى السعودية عن المجلس الرئاسي بعد خضوع الحوثي للتفاوض في الرياض وما مصير قضية الجنوب ومن الطرف المنتصر؟
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
أثارت زيارة الوفد الحوثي إلى العاصمة السعودية الرياض، مساء أمس، الكثير من التساؤلات بين اليمنيين، على منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية.
ووفقا لمتابعة ورصد "المشهد اليمني" فقد بارك غالبية اليمنيين مفاوضات الرياض الجارية، مؤملين أن تصل إلى حلول نهائية وجادة، تنهي الحرب والانقلاب الحوثي، وتعيد الأمن والاستقرار ومؤسسات الدولة إلى كافة محافظات البلاد.
في حين أن ردود مؤيدي جماعة الحوثي، اعتبرت مفاوضات الرياض، تخليًا عن من الأخيرة عن الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي، وانتصار لجماعتهم، أما ناشطو المجلس الانتقالي الجنوبي، فقد ادعى معظمهم أن المفاوضات تستهدف "القضية الجنوبية".
وحول ذلك وغيره، كتب الدكتور تركي القبلان، وهو محلل سياسي سعودي، بارز، مقالًا رصده "المشهد اليمني"، أوضح فيه 11 نقطة حول مفاوضات الرياض، ورد على جميع ما أثير حولها.
اقرأ أيضاً تحرك مفاجئ لولي العهد السعودي يُربك الحوثيين والأمم المتحدة ويقلب الطاولة على خصوم المملكة أول رد حوثي على بيان الخارجية السعودية بشأن مفاوضات الرياض وتأكيد المملكة على دورها ”الوسيط” سياسي سعودي يكشف الهدف الحقيقي ”بدون رتوش” من مفاوضات الرياض وزيارة الوفد الحوثي للعاصمة السعودية أسطورة الكرة السعودية ونجم النصر يحرج لاعب الهلال بـ”اتهام خطير” الكشف عن أسماء الوفد الحوثي في مفاوضات الرياض.. جناح صعدة يطيح بالمؤتمر و”هواشم صنعاء” ويحتكر التمثيل جماعة الحوثي تعترف بـ”الوساطة السعودية” وخبير عسكري يعلق: اطمأنوا فقد جاءوا للرياض راكعين الكشف عن تحرك مفاجئ قام به محمد علي الحوثي مع قيادات مؤتمرية عقب خطاب الشيخ صادق أبوراس عاجل: أول إعلان سعودي رسمي بشأن زيارة الوفد الحوثي للرياض أبو بكر القربي يفجر مفاجأة مدوية بشأن مفاوضات الرياض والاتفاقية بين السعودية والحوثيين ”وثيقة” فرصة تاريخية للحوثيين.. صحفي سعودي عن المفاوضات بعد اتجاه وفد الحوثي للرياض ومصير القضية الجنوبية أول تعليق لمؤتمر صنعاء على زيارة الوفد الحوثي للعاصمة السعودية الرياض.. ماذا قال عن المرتبات؟ أين تكمن المشكلة التي تسعى السعودية لحلها وتجتهد عُمان لفكفكتها؟تحقيق السلام للمنطقة
وعلى ضوء الدعوة التي وجهتها المملكة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة قدم الدكتور القبلان، إضاءة ضمن السياق الزمني للجهد المبذول للحل، قال فيها إن قيادة السعودية تسعى إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، والانتقال بها من مرحلة النزاعات والاقتتال الداخلي، الى مرحلة يسودها الاستقرار والأمن والتركيز على تحقيق تطلعات شعوب المنطقة نحو مستقبل أفضل من الرخاء والازدهار والتكامل الاقتصادي.
وأكد الأكاديمي السعودي أن اليمن يحتل "مكانة رئيسية في اهتمام المملكة وقيادتها أيدها الله للانتقال به نحو المستقبل بشكل يحقق تطلعات شعبه الكريم".
استكمال مباحثات الحل السياسي
وفي إطار دعم المملكة للجهود الرامية لإيجاد حل سياسي شامل في اليمن، فقد زار وفد سعودي صنعاء في إبريل من العام الحالي - يشير الأكاديمي السعودي - ، للتباحث حول سبل حل القضايا الخلافية والتوصل إلى إيقاف إطلاق نار دائم.
وأضاف: "واستمراراً لجهود المملكة التاريخية في تشجيع الحوار مع جميع المكونات اليمنية فستستضيف وفداً يمثل المكون اليمني الحوثي بهدف استكمال المباحثات الرامية لإيجاد حل سياسي شامل والانتقال باليمن من مرحلة النزاعات، الى مرحلة يسودها الاستقرار والتنمية والإعمار" .
انتصار للشرعية وتمسك بالرئاسي
ولفت إلى أن "الحل للأزمة في اليمن حل سياسي ولا يمكن تحقيقه إلا بتوافق المكونات اليمنية وإن النجاح في ذلك يعد انتصاراً للحكومة الشرعية والتحالف ويعكس تنفيذ إرادتهم السياسية على كل من يسعى إلى إدامة النزاع والأزمة في اليمن في ظل التطورات الإيجابية الأخيرة في المنطقة، حيث أصبحت الفرصة مهيئة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق السلام بين الأطراف والمكونات اليمنية كافة.
وأكد الدكتور القبلان، أن المملكة لا يمكن أن تتخلى "عن دعم المجلس القيادي وجميع مكوناته في ضوء ما تحقق من منجزات بعد تشكيله.
وفي هذا الصدد، أشار القبلان إلى "تأكيد صاحب السمو الملكي وزير الدفاع استمرار المملكة في دعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني في اتصاله برئيس مجلس القيادة اليمني هذا الأسبوع"، قائلًا إن ذلك يعكس "حرص المملكة الدائم على دعم كافة الجهود للتوصل إلى حلٍّ سياسي شامل للأزمة اليمنية، يُحقق الأمن والاستقرار لليمن وشعبه الشقيق".
جهود سعودية سابقة للسلام
وقال القبلان إن سعي قيادة المملكة الى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ، يُحتم على المكونات اليمنية الاستفادة من هذه الفرصة، لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني في السلام والتنمية والازدهار وتقديم الأولويات الاقتصادية على الخلافات والنزاعات العسكرية، عبر الحوار للتوصل إلى حل سياسي شامل.
وتابع: "تحقيق السلام في اليمن هو ما سعت له المملكة تاريخياً، فقد قادت جهود دول المنطقة لحل الأزمة اليمنية في اليمن منذ 2011م، عندما اقنعت الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح بالتنازل عن السلطة وتوقيع المبادرة الخليجية بين الأطراف اليمنية في الرياض، كما قامت في عام 2016 بالتواصل مع الحوثيين وإقناعهم والحكومة اليمنية بوقف إطلاق النار والجلوس على طاولة المشاورات اليمنية اليمنية في الكويت تحت إشراف الأمم المتحدة" .
ولفت القبلان وهو رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث، إلى المبادرة السعودية التي أطلقها وزير خارجية المملكة، الأمير فيصل بن فرحان، في مارس 2021 لإنهاء الأزمة في اليمن والوصول لحل سياسي شامل.
وتضمنت تلك المبادرة، أربع محاور هي وقف إطلاق النار وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة، وفق اتفاق ستوكهولم، وفتح مطار صنعاء وبدء مشاورات الحل السياسي بين الأطراف اليمنية.
دعم اليمن ومراعاة قضية الجنوب
واردف القبلان: "أطلقت المملكة في عام 2018 برنامجاً فريداً لإعادة إعمار اليمن ودعم المشاريع التنموية فيه إيماناً منها بأهمية التنمية والازدهار ولم تكن العمليات العسكرية منذ ذلك الحين عائقاً أمام دعم هذا البرنامج لمشاريع تنموية كبرى شاهدة في اليمن، مما يعكس نظرة المملكة الجادة والصادقة لدعم اليمن وتنميته بشكل أكبر عند التوصل لحل سياسي شامل في اليمن" .
وأكد على أن المملكة "تحرص على مراعاة قضية الجنوب في أي حل مستقبلي في اليمن وتولي اهتماما بإدراج قضية شعب الجنوب في أجندة المفاوضات ضمن مراحل التسوية السياسية الشاملة في اليمن ووضع إطار تفاوضي خاص لها في عملية السلام الشامل، وفق مخرجات المشاورات اليمنية اليمنية التي عُقدت في الرياض في 2021" .
اتفاق اليمنيين برعاية السعودية
كما أكد الدكتور تركي القبلان، أن "اتفاق اليمنيين برعاية المملكة، على خارطة طريق سياسية تنهي الاقتتال السياسي وتعالج المسائل الخلافية عبر الحوار الداخلي دون تدخلات خارجية، هو تأكيد على ما نادت به المملكة دائماً، و هو أن السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية هو أهمية أن تراعي كافة القوى اليمنية مصلحة اليمن وشعبه الكريم على أي اعتبارات أخرى" .
مشيرًا إلى أن "الاتفاق من شأنه أن يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، في ظل حكومته الشرعية، والمملكة مستمرة في تقديم كافة أوجه الدعم لحكومة اليمن والشعب اليمني الكريم وصولاً لتحقيق تطلعاته نحو دولة مستقرة ذات سيادة بعيداً عن أي تدخلات خارجية" .
وكانت جماعة الحوثي أعلنت مساء أمس، مغادرة وفدها إلى العاصمة السعودية الرياض، لاستكمال المشاورات، والتفاوض حول عدد من الملفات في طليعتها "الإنسانية والاقتصادية العالقة" .
ولاحقًا، أعلنت الخارجية السعودية أنها وجهت دعوة للوفد الحوثي، لزيارة الرياض، امتدادًا للمبادرة التي أطلقتها في العام 2021 واستمرارا للجهود السابقة والحالية التي يبذلها السفير، محمد آل جابر، مع الجانب العماني، للدفع بعملية السلام اليمنية إلى الأمام والوصول إلى وقف دائم ومستمر لإطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي مستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: مفاوضات الریاض حل سیاسی تحقیق السلام الوفد الحوثی قضیة الجنوب فی الیمن إلى حل
إقرأ أيضاً:
الحوثي تكشف عن أنشطة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية.. ما علاقة السعودية؟
كشفت الأجهزة الأمنية التابعة لجماعة الحوثي اليمنية عن إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة المخابرات الأمريكية CIA، وجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد".
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن الأجهزة الأمنية قولها، إنها تمكنت خلال الأيام الماضية من إلقاء القبض على عدد من الجواسيس، الذين تم استقطابهم وتجنيدهم "عبر مطلوب للعدالة يدعى حميد حسين فايد مجلي".
وأضافت أن المعتقلين أُسندت إليهم بعد تجنيدهم أنشطة استخباراتية، كان أبرزها: "رصد وتحديد المواقع التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسير، والقوات البحرية، والمواقع العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى رصد وتحديد أماكن القيادات الثورية والسياسية والعسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية المناهضة للعدو الإسرائيلي والأمريكي في اليمن، لصالح وكالة المخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات الإسرائيلي".
وأشارت إلى أن الأنشطة التجسسية والاستخباراتية التي أسندت لمن تم تجنيدهم "تتمثل أبرزها في رصد وجمع معلومات عن خبراء ومعامل ومنصات وعربات إطلاق الصواريخ والطيران المسير المستهدفة للعدو الصهيوني، وأماكن ومواقع القوات البحرية والمعسكرات ومخازن الأسلحة التابعة للقوات المسلحة اليمنية"، بالإضافة إلى محاولة رصد وجمع معلومات عن أماكن تواجد قائد جماعة الحوثي، عبد الملك بدر الدين الحوثي، وبعض القيادات السياسية والعسكرية، والشخصيات الاجتماعية "المناهضة للعدو الإسرائيلي والأمريكي".
وأشارت إلى أن "حميد مجلي، تم تجنيده في العام 2008م من قبل الاستخبارات السعودية التي قامت بربطه بأجهزة مخابرات دول معادية منها وكالة المخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات الإسرائيلي"، مضيفة أنه ومع بدء معركة طوفان الأقصى، أوكلت إلى مجلي "القيام بعمليات استقطاب وتجنيد جواسيس من ضعفاء النفوس للقيام بأنشطة تجسسية واستخباراتية لإعاقة موقف الشعب اليمني المساند لغزة باستهداف قواته العسكرية وقيادته".
وحذرت الأجهزة الأمنية من خطورة جريمة العمل لصالح أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والتي تصل عقوبتها إلى حد الإعدام، مطالبة "كل من تورط وتعامل مع استخبارات العدو بالمبادرة بتسليم نفسه إلى أجهزة العدالة".
وأكدت الأجهزة الأمنية التابعة للحوثي أنها ستكشف وسترفع السرية عن بعض المعلومات والتفاصيل للرأي العام حين استكمال إجراءاتها.
والخميس الماضي، شن الاحتلال سلسلة غارات على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحُديدة المطلة على البحر الأحمر غرب البلاد.
وتوعدت جماعة الحوثي في اليمن، الثلاثاء، باستهداف المصالح الأمريكية بلا خطوط حمراء في الشرق الأوسط، إذا استمر العدوان على البلاد.
وحذر عضو المجلس السياسي للجماعة، محمد علي الحوثي، في كلمة مصورة بثها عبر منصة "إكس"، "الأمريكيين من استهداف اليمن، وإلا فسنضرب المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط بلا أي خطوط حمراء".
وأضاف: "إما أن يتوقف العدوان على غزة، والعدوان على اليمن، أو أننا سنستهدف أي هدف أمريكي حساس يمكن أن يوصل رسالتنا، وأخبرنا جنودنا في الصاروخية (التابعة للجماعة) بذلك".
وأضاف أن "اليمنيين لا يخافون اليهود، ولا يكترثون لأي تهديدات، بل يعتبرونها تصريحات جوفاء، ومن لا يعلم الحقيقة، فليسأل عن الشعب اليمني وشجاعته وقوته وصموده واستبساله".
جاء ذلك عقب تهديدات لنتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس، توعدا فيها الحوثيين بضربات قوية ردا على تكثيف الجماعة من قصفها لأهداف في العمق الإسرائيلي.