انهيار المناخ كحافزٍ لتحييد الصراعات الجيوسياسية
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
انهيار المناخ كحافزٍ لتحييد الصراعات الجيوسياسية
تقارير متخصصة تؤكِّد أن السنة الحالية هي الأكثر سخونة منذ أُنشئ سجل درجات الحرارة في العالم.
أفريقيا هي الأكثر تأثراً بتقلّبات المناخ، لذلك علت الأصوات مستحثةً زيادةَ التمويل لمساعدتها على التصدّي لـ«الخسائر والأضرار» التي سيُنشأ صندوق خاص بها.
لم تكد بلدان تفرغ من إطفاء الحرائق حتى دهمتها السيولُ، ولا شك في أن المكافحة تتطلب الكثير من موارد الحكومات المعنيّة خلال الكوارث وما بعدها.
حتى الحروب والصراعات، التي لا تغيب عن الأجندات، تكاد تصبح ثانوية أمام الخطر الذي باتت تمثّله الطبيعة كنتيجة للأخطار التي تعرّضت لها على أيدي بعض البشر.
لعل ارتفاع الحرارة بشمال الأرض يشكّل حافزاً على العمل باعتباره ظاهرة «غير مسبوقة» ودليل على أن تغيّر المناخ لم يعد احتمالاً متوقّعاً بل واقعاً يتسارع نحو الأسوأ.
* * *
يتطلّع معظم دول العالم إلى أن يكون مؤتمر المناخ في دبي «كوب 28» فاصلاً في الجدل المستمر منذ حوالي ثلاثة عقود حول سبل مواجهة التغيّر المناخي.
كل المبادرات المطلوبة دُرست ونُوقشت عاماً بعد آخر وأصبحت معروفة ومثبتة في جدول الأعمال، لكن ينقصها التوافق، ومن ثمَّ القرار، ثم الالتزام خصوصاً من جانب الدول الصناعية الكبرى المسؤولة عن 80 في المئة من الانبعاثات التي أساءت إلى الطبيعة وتسبّبت باحترار بات ملموساً جداً.
فالأمين العام للأمم المتحدة حذّر في القمة الأفريقية الأولى للمناخ في نيروبي من أن «انهيار المناخ قد بدأ بوتيرة أسرع من القدرة على مواجهتها»، وهناك تقارير متخصصة سبقته أو واكبته مؤكِّدةً أن السنة الحالية هي الأكثر سخونة منذ أُنشئ سجل درجات الحرارة في العالم.
انتهى الصيف بحرائقه التي التهمت آلاف الهكتارات من الغابات، وبفيضاناته وأعاصيره التي قتلت عشرات الأشخاص وأتلفت مساحات واسعة من العمران والزرع.
لم يكد بعض البلدان يفرغ من إطفاء الحرائق حتى دهمته السيولُ، ولا شك في أن عمليات المكافحة تتطلب الكثير من موارد الحكومات المعنيّة خلال الكوارث وما بعدها، لذا تبرز الحاجة إلى الاستثمار في المبادرات الوقائية الاستباقية، على غرار ما سعت وتسعى إليه مؤتمرات المناخ، لكن بطء «الاعتراف بالمناخ على حقيقته»، وفقاً للمبعوث الأميركي للمناخ جون كيري، بات مكلِّفاً جداً للحياة والحضارة البشريتين.
ولعل ارتفاع الحرارة في الجزء الشمالي من الأرض يشكّل حافزاً على العمل، باعتباره ظاهرة «غير مسبوقة» صنّفها الخبراء دليلاً على أن تغيّر المناخ لم يعد احتمالاً متوقّعاً بل واقعاً يصعب تجاهله، وهو يتسارع نحو الأسوأ.
كل فعاليات هذا الخريف، من قمة نيروبي إلى قمة العشرين إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى مؤتمر «كوب 28»، تتمحور حول المناخ.
حتى الحروب والصراعات، التي لا تغيب عن الأجندات، تكاد تصبح ثانوية أمام الخطر الذي باتت تمثّله الطبيعة كنتيجة للأخطار التي تعرّضت لها على أيدي بعض البشر. في نيروبي كان هناك تشديد على أن أفريقيا هي الأكثر تأثراً بتقلّبات المناخ، لذلك علت الأصوات مستحثةً زيادةَ التمويل لمساعدتها على التصدّي لـ«الخسائر والأضرار» التي سيُنشأ صندوق خاص بها.
وكان هناك تأكيد على أن الطاقة الخضراء، المتجددة النظيفة، هي البديل والأمل والرهان على المستقبل. لكن العديد من المختصّين يلفتون إلى أن العالَم يواجه الآن هذا «المستقبل» الذي يخشاه وما يزال «البديل» بعيد المنال، ولا أحد يستطيع القول متى يصبح «الأمل» حقيقة. بين أهداف قمة العشرين أن تُضاعِف قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات عمّا هي عليه حالياً.
ويُفترض أن يمثّل هذا الهدف تقدماً ولو متأخراً في السباق الذي بدأ مع الطبيعة والزمن، لكن العبرة بالتنفيذ، إذ أظهرت التجاربُ مع كل مراجعة تلكؤاً في تطبيق الأهداف المحددة.
وربما جاء التحذير الأهم على لسان «فاتح بيرول»، رئيس الوكالة الدولية للطاقة، إذ دعا الولايات المتحدة والصين إلى «وضع توتراتهما الجيوسياسية والاقتصادية جانباً خلال قمة كوب 28»، لأن الصراعات تجعل التعاون أكثر صعوبة ولا تنهي البطء الشديد في الحدّ من ارتفاع حرارة الأرض، وبالتالي لجعل الطاقة النظيفة «قضية مركزية» للعالم.
*عبد الوهاب بدرخان كاتب صحفي لبناني
المصدر | الاتحادالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: المناخ كوارث حرائق أعاصير سيول فيضانات الصين الولايات المتحدة الحروب والصراعات التغير المناخي الطاقة الخضراء هی الأکثر ر المناخ على أن
إقرأ أيضاً:
من هو كمال عدوان الذي سُمي مستشفى غزة باسمه؟
يتعرض مستشفى كمال عدوان منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي اعتداءه على قطاع غزة، لقصف عنيف وكثيف وغير مسبوق، وكان آخر قصف للاحتلال أمس عندما شن الاحتلال غارات عنيفة وتسبب في سقوط الكثير من الشهداء والجرحى، فمن هو كمال عدوان الذي سُمي مستشفى غزة باسمه، بحسبما ذكرت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية
من هو كمال عدوان الذي سُمي مستشفى غزة باسمه؟وفي التقرير التالي نكشف مَن هو كمال عدوان الذي سُمي مستشفى غزة باسمه، وأيضًا لماذا سُمي المستشفى الذي يخدم جزءا كبيرا من سكان القطاع باسمه؟
يحمل مستشفى كمال عدوان في شمال غزة هذا الاسم تخليدًا لذكرى الشهيد كمال عدوان، أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية البارزين، الذي استشهد عام 1973 وهو من أبناء المحافظة.
وُلد كمال عدوان، القيادي البارز في حركة فتح وعضو لجنتها المركزية، في قرية بربرة قرب عسقلان عام 1935، وعاشت عائلته النكبة عام 1948، ما أدى إلى انتقالها إلى قطاع غزة، وفقاً لما وثقته مؤسسة «خليل الوزير».
ويُشير مركز الناطور للدراسات والأبحاث الفلسطيني إلى أن والد كمال عدوان، وهو مقاول من وجهاء بربرة، هاجر مع عائلته إلى قطاع غزة إثر نكبة عام 1948، ومكثت العائلة في رفح لمدة ستة أشهر قبل الاستقرار في غزة، حيث توفي والد كمال عام 1952.
وبدأ كمال عدوان مسيرته التعليمية في مدرسة بربرة الابتدائية، بعد انتقال عائلته إلى غزة، التحق بمدرسة الرمال الإعدادية التابعة لوكالة الأونروا، ثم بمدرسة الإمام الشافعي الثانوية، وفي عام 1954، واصل تعليمه العالي في جامعة القاهرة، حيث درس الهندسة، تخصص بترول ومعادن.
وبعد مغادرته غزة عام 1955، سافر عدوان إلى مصر ثم إلى قطر، حيث عمل مدرسًا لمدة عام، وانتقل بعدها إلى السعودية عام 1958، ليعمل مهندسًا متدربًا في أرامكو بالدمام.
كمال عدوان لعب دورًا في تأسيس حركة فتحولعب كمال دورًا رائدًا في تأسيس حركة فتح، وشارك في المجلس الوطني الفلسطيني منذ دورته الأولى في القدس عام 1964، واستقال من عمله في قطر عام 1968 ليتفرغ للعمل في حركة فتح مسؤولًا عن الإعلام، مُقيمًا مقره في عمان، حيث أسس جهازًا إعلاميًا متطورًا.
وبعد أحداث أيلول الأسود، انتقل كمال عدوان إلى دمشق وبيروت حيث أعاد بناء جهاز إعلام حركة فتح، شارك في تأسيس وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، وانتخب عضوًا في اللجنة المركزية لحركة فتح عام 1971، مُكلفًا بمسؤولية قطاع الأرض المحتلة (القطاع الغربي).
ويُصف مركز الدراسات والأبحاث الفلسطيني كمال عدوان بأنه مناضل كبير وواعٍ، استشهد عام 1973 في شقته بشارع فردان ببيروت، حيث قاوم مهاجميه حتى النهاية، مُصيبًا وقتلًا عدداً منهم قبل استشهاده.