كتب/ صديق الطيار

أدى التدهور المتسارع في القيمة الشرائية للعملة المحلية (الريال) في المحافظات المحررة، إلى زيادة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والمشتقات النفطية المستوردة من الخارج، مما فاقم من معاناة شريحة واسعة من المواطنين، والذين بات كثير منهم عاجزين عن توفير جميع متطلبات الحياة، الأمر الذي وسع من مساحة الأزمة الإنسانية في عدن والمحافظات المحررة الأخرى.

 

ولا غرابة إذا رأينا أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية في تزايد مستمر، فالمواد الغذائية مستوردة من الخارج، وكذلك باتت المشتقات النفطية تستورد من الخارج بعد إغلاق مصافي عدن وإطفاء شعلتها، والتي تعد أهم منشأة وطنية استراتيجية كانت تعمل على تكرير النفط الخام من المنتج المحلي، ورفد السوق المحلية بجميع المشتقات النفطية والتي كانت في متناول الجميع، وبأسعار رمزية.

برأيي لا يمكن إلقاء اللوم على تجار المواد الغذائية والاستهلاكية أو على شركة النفط، إذا اضطروا لرفع سعر السلع التي يستوردونها من الخارج بما يتناسب مع سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، فالزيادة نتيجة طبيعية انعكاساً لانهيار القيمة الشرائية للعملة المحلية.. فالتجار وشركة النفط لجأوا لشراء الدولار من الأسواق المصرفية المحلية، بعد تخلي البنك المركزي عن توفير النقد الأجنبي لتمويل احتياجات الاستيراد.

مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وحدهم من يتحمل المسؤولية الكاملة لأي ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية أو المشتقات النفطية التي يتم استيرادها من الخارج، بعد أن وقف المسؤولون في مجلس القيادة والحكومة موقف المتفرج للوضع المصرفي والاقتصادي وهو يذهب نحو الهاوية، دون الاكتراث بمعاناة المواطن الذي يتجرع كل هذه الأزمات، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكرسوا كل جهودهم نحو الصراعات والمماحكات السياسية، وتركوا المواطن يقاسي مرارة الحياة لوحده.

حقيقة، لا أستغرب ولا أستنكر ارتفاع الأسعار المستمر في كل شيء من متطلبات الحياة، كالمواد الغذائية والاستهلاكية والمشتقات النفطية، فكل ذلك يتم استيراده من الخارج، ومن الطبيعي أن يضطرب سعر هذه السلع وتزداد قيمتها الشرائية كنتيجة طبيعية انعكاسية لتدهور القيمة الشرائية للعملة المحلية..

وقد نشهد خلال الأيام المقبلة زيادة في أسعار المشتقات النفطية مثلاً، وهذا الأمر طبيعي جداً، لأن العملة المحلية تشهد حالياً انهياراً هو الأسوأ لها على الإطلاق.

وإذا بحثنا عن مسببات هذا التدهور المريع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية في المحافظات المحررة، سنجد أبرزها هو تزايد الفجوة بين العرض والطلب من العملات الأجنبية في السوق، بسبب زيادة الطلب على العملة الناتج عن زيادة الطلب على السلع المستوردة، لأسباب من أهمها ضعف الإنتاج المحلي، والمضاربة في العملة، والشلل في التحكم في السوق بسبب ضعف البنك المركزي وتقسيمه بين عدن وصنعاء.. ناهيك عن الاضطرابات السياسية في البلاد، واستخدام العملة والاقتصاد وسيلة من وسائل الحرب التي ما زالت ماثلة منذ نحو تسع سنوات. 

كما أن إيقاف إنتاج وتصدير النفط والغاز تسبب في ضعف موارد البلاد من النقد الأجنبي، ونضوب رصيد الدولة من العملات الصعبة، وفقدان كثير من موارد النقد الأجنبي، وضعف تحويلات المغتربين، وتوقف الاستثمار الأجنبي، وهجرة رؤوس الأموال إلى الخارج بسبب الاضطرابات السياسية والعسكرية في البلاد منذ عدة سنوات، كل ذلك تسبب بالتدهور الكبير الذي تشهده العملة الوطنية (الريال)، وانحداره نحو هاوية سحيقة.

كذلك من أسباب تدهور العملة المحلية عدم قيام البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن بمهامه في مجال تحديد سعر الصرف، وترك أمر تحديده لصالح البنوك التجارية وشركات الصرافة الخاصة..


 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: أسعار المواد الغذائیة المشتقات النفطیة من الخارج

إقرأ أيضاً:

أسعار الأورو والدولار .. هل انهار السكوار !

لا تزال أسعار  صرف العملة الأجنبية مقابل الدينار الجزائري، تشهد انخفاضا عقب فترة طويلة من الارتفاعات القياسية في السوق السوداء.

حيث انخفضت  أسعار 100 أورو، بالسوق الموازية، حسب الأصداء، من ساحة بورسعيد بالجزائر العاصمة إلى 24600 دينارا جزائريا للبيع و24300 دينار للشراء.

كما شهد الدولار الأمريكي هو الآخر انخفاضاً في “السكوار“. حيث بلغ إلى 23600 دينار جزائري للبيع ومقابل 23300 دينار جزائري للشراء.

ومن جهته أوضح، حسن ناصف  خبير مالي وبنكي، أنه لا يمكن الحكم على  انهيار السكوار من عدمه الآن. لأن صعود او انخفاض أسعار صرف العملة الصعبة لا تزال نسبية.

كما أشار حسن ناصف في تصريح لموقع النهار اون لاين، أن الأسعار تشهد انخفاض طفيف وليس بشكل كبير. وبالتالي لا يمكن القول أن السكوار انهار.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

وأصدر بنك الجزائر نظاما يحدّد المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة المدنية.

ويعدّل النظام الصادر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية (العدد 77)، والمؤرخ في 13 أكتوبر 2024. النظام رقم 16-02 الذي كان يسمح بتصدير نفس القيمة عند كل سفر.

ويشترط النظام الجديد “تقديم إشعار بالسحب البنكي، لكل اقتطاع يفوق أسقف التصريح المحدّدة. على حساب بالعملة بالصعبة مفتوح في الجزائر”.

كما تقرر خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد  بتاريخ 8 ديسمبر برئاسة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رفع قيمة منحة السياحة.

وحسب بيان لرئاسة الجمهورية المتضمن نتائج الاجتماع، فقد تقرر رفع قيمة منحة السياحة إلى 750 أورو للبالغين مرة واحدة في السنة. فيما تقرر أيضا رفع قيمة هذه المنحة بالنسبة للقصر إلى 300 أورو.

وأوضح المصدر ذاته، أن هذا القرار سيدخل حيز الخدمة بدءا من جانفي 2025.

وأشار بيان رئاسة الجمهورية، إلى أنه سيصدر مرسوما تنفيذيا يحدد كيفيات استلام هذه المنحة.

مقالات مشابهة

  • ضبط 18 طن من المواد الغذائية الغير صالحه للاستهلاك الآدمى الدقهلية
  • محافظ كفر الشيخ يتفقد سوق "اليوم الواحد" للسلع الغذائية والاستهلاكية بدسوق
  • أسعار الأورو والدولار .. هل انهار السكوار !
  • 10 جنيهات ارتفاع في أسعار الذهب بالأسواق المحلية
  • شندي.. ارتفاع ملحوظ في الأسعار وإغلاق جُزئي للأسواق
  • ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية 
  • محافظ أسيوط يتفقد قافلة منافذ تابعة للإصلاح الزراعي لبيع المواد الغذائية بأسعار مخفضة
  • محافظ أسيوط يتفقد قافلة تضم 22 سيارة لبيع المواد الغذائية بأسعار مخفضة
  • المغرب.. ارتفاع معدل التضخم إلى 0.8 % خلال تشرين الثاني ‏
  • ارتفاع معدل التضخم في المغرب إلى 0.8 % خلال نوفمبر