القواتوالكتائب...أكثر من انتخاب رئيس
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
كتبت ميسم رزق في" الاخبار": توحي «الغضبة» القواتية والكتائبية كأنّ الحزبين متوجسّان من أمر ما، قد تكون له علاقة بتأييد الرياض لفكرة الحوار. فقد تجاوزت مواقفهما الدعوات المعتادة إلى ضرورة انتخاب رئيس والسجال حول فكرة الحوار، لتصل إلى رفض أيّ حلول يجري طرحها. وهما لا يبدوان رافضين للحوار فحسب، بل أيضاً لعقد جلسة انتخاب، وربما لانتخاب رئيس من أساسه، انطلاقاً من اقتناع بأنّ اللحظة الراهنة قد تكون مؤاتية لوضع صيغة جديدة للنظام.
ولا يخفي الحزبان، وخصوصاً الكتائب، الأعلى صوتاً في هذه المرحلة، أن المشكلة لم تعد بانتخاب الرئيس، بل في التعايش مع حزب الله باعتباره أساس المشكلة التي لن يحلّها أيّ رئيس.
في هذا السياق، تحدثت مصادر مطّلعة عن «توتر كبير» طغى على لقاء لودريان ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي «أظهر حدّة غير مسبوقة في رفض الحوار»، مبرراً ذلك بأن الطرف الداعي، الرئيس نبيه بري، «هو من أغلق أبواب البرلمان منذ ثلاثة أشهر». أما إن كان ثمّة حوار آخر، فالسؤال هو «من الداعي، وكيف، وأين، ووفقَ أيّ شروط أو ضمانات؟».
وتؤكد هذه الأجواء مصادر كتائبية ترى أنّ «المشكلة أكبر من الفراغ الرئاسي أو انتخاب رئيس، وهي في وجود حزب الله وسيطرته التي سنواجهها حتى النهاية ضمن الأطر السلمية». وتشدد المصادر على أن «حزب الكتائب لا يرفض الحوار فقط، بل أيضاً لا يجد نفسه مضطراً الى حضور جلسات الانتخاب وتأمين النصاب للفريق الذي يشعر بأن الظروف مؤاتية لانتخاب مرشحه، ونحن سنتعامل وفق القاعدة نفسها التي يتعامل بها الطرف الآخر»، فـ«الاستحقاق الدستوري له مواعيده، وليس حسب الطلب. ونحن كنا مع جلسات مفتوحة عندما كان يجب أن تحصل».قواتياً، تشير مصادر قريبة من معراب الى أنّ «الموفد الفرنسي لم يطرح مسألة الحوار مع سمير جعجع، بل تحدث عن ضرورة التوصل الى مخارج وأفكار جديدة لحلّ الأزمة، من دون أن ينعى المبادرة الفرنسية. صحيح أنه لم يقل نعم لسليمان فرنجية، لكنه أيضاً لم يقل لا، بل كان يؤكد أن المشكلة ليست في الأشخاص وإنما في آلية انتخابهم. فهناك من يريد الحوار ثم جلسات الانتخاب، وهناك من يريد الجلسات، وهناك من بات يرفض كل شيء، وبالتالي علينا الاتفاق على الآليّة أولاً». وتقول المصادر إن «القوات لن تشارك في أيّ حوار. ليدعُ بري إليه ويذهب من يذهب. نحن سنحضر جلسات… لكن بشرط واحد هو أن تكون جلسة انتخاب واحدة بدورات متتالية».
هذا الشرط وضعته مصادر مطّلعة في إطار «المحاولات التعطيلية لأيّ مبادرة»، مؤكدة أن «القوات ترفض أكثر من أي طرف آخر انتخاب رئيس أيّاً كان اسمه أو مهما تكن مواصفاته». وربطت تصعيد معراب قبل زيارة لودريان وبعدها بالموقف السعودي «الذي كان مفاجئاً بالنسبة إليها، وهو تأييد الحوار، الأمر الذي لمست منه القوات جوّاً غير مريح»!
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: انتخاب رئیس
إقرأ أيضاً:
نعمة افرام: هناك خوف على الكيان في لبنان بحال فشلنا في انتخاب رئيس للجمهورية
أكد النائب نعمة افرام أنه "منذ سنتين وكُثر يعتبرونني مرشّحاً طبيعيّاً لرئاسة الجمهوريّة، وقد أعلنت رسميّاً عن نيّتي بالترشّح في هذا التوقيت بالذات لثلاثة أسباب: أوّلها أننا في الأسابيع الأخيرة أصبحنا في مكان آخر وتحديداً بعد استشهاد السيد نصرالله وسقوط نظام الأسد، وبالتالي نحن أمام شرق أوسط جديد لا بل كوكب جديد. وثانيها أنّ الحرب لم تنته، ونحن اليوم في فترة من الهدنة وأرى أن تاريخ جلسة 9 كانون الثاني لا يشبه التواريخ السّابقة لأنّه حُدّد خلال فترة الهدنة بالتحديد وكأنّه جزء من الاتفاقيّة المُبرمة، وبالتالي فإن عدم انتخاب رئيس سيشير إلى أن هناك خللاً ما. وثالثها انيّ أعمل منذ ثلاث سنوات على مشروع للبنان وأنشأت لهذه الغاية مع عدد من الأصدقاء من مختلف الطوائف والخبرات "مشروع وطن الإنسان" حتى نصلح الوضع القائم في الوطن والذي يمكن تشبيهه بالجهاز المعطّل منذ سنوات".
وقال عبر برنامج "يا أبيض يا أسود": "كنت في السابق على يقين بأنّه سيكون لنا رئيس في 9 كانون الثاني، غير أنّ بعض الأمور تغيّرت خلال نهاية الأسبوع المنصرمة، وباتت لديّ خشية من الآتي وقناعة بأنّه في حال لم ننتخب رئيساً فإن هناك خطراً ما مُحدقاً، لأنّنا لا نزال في فترة الهدنة وهناك من يراقب مدى التزامنا بالاتفاقيّة الموقّعة والمؤلّفة من 6 صفحات".
تابع:" هناك من يراقب ليسائلنا لاحقاً إن تمكّن الجيش من ضبط الوضع، وإن كان مجلس الوزراء يلتزم الاتفاقيّة الموقّعة، وإن كنّا سننتخب رئيساً ليرسّخ بناء الدولة، وإلّا فهناك خوف على لبنان الكيان لأنّنا سنُعتبر دولة فاشلة كالشركة المفلسة التي ينتهي بها المطاف ببيع موجوداتها. وفي هذا المجال، الخوف على الجنوب اللبناني الذي يحتوي على ثروتين هائلتين هما المياه والغاز في البحر، وأخشى خسارتهما تحت غطاء دولي. اسرائيل شنّت الحرب الأخيرة ضد حزب الله ولكن إذا فشلنا في تطبيق الاتفاقيّة، أخشى أن تصبح الحرب على لبنان كلّه كدولة فاشلة، فتأخذ اسرائيل هذه الذريعة للسيطرة على موجوداتها. وهذه صرخة أوجّهها لكلّ المعنيّين. لذلك، هناك خوف على الكيان في لبنان الذي سيكون في خطر كبير بحال فشلنا في انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن هل سيترجم القول بالفعل؟".
تابع:" يجب ألا ننسى أنّ هناك لجاناً أميركيّة وفرنسيّة تعمل على الأرض للدعم وللتأكّد من تنفيذ الاتفاقيّة وأنّ "العدّاد ماشي"، وبالتأكيد أنّ الإسرائيليين يفضّلون أن نفشل في تطبيقها حتى نبدو أمام المجتمع الدولي على أنّنا دولة فاشلة. لذلك، على كل من يحبّ لبنان ومعنيّ بمستقبله من حزب الله إلى كلّ الأحزاب السياسيّة والمسؤولين أن يتمسّك بتنفيذ الاتفاقيّة بحذافيرها. وحتى لو لم نتمكّن من انتخاب رئيس من الدورة الأولى، يجب أن نبقى في المجلس النيابي إلى حين انتخاب رئيس، كما قال الرئيس برّي في تجربة تشبه انتخاب البابوات في المجلس الفاتيكاني، حتّى نصل الى الدخان الأبيض".
وقال:" الأمور ستتكشّف في الأسبوع الأخير الذي يسبق الجلسة وتحديداً في الأيام الثلاثة الأخيرة، فإذا اجتمعت الحكومة وطلبت التعديل الدستوري فهذا مؤشر إلى توافق على انتخاب أحد المرشحين العسكريين العماد جوزاف عون أو اللواء الياس البيسري. لذلك، الأسبوع الأوّل من السنة مفصلي، فإمّا يكون هناك تعديل دستوريّ وبالتالي انتخاب أحد العسكريّين وإمّا الدخول إلى جلسة 9 كانون الثاني بمرشّحين ومن دون تعديل دستوري. سنكون أمام السيناريو الديموقراطي الأمثل والطريق الأسرع لانتخاب رئيس. أمّا في حال كان عدد المرشّحين أكبر، فسنكون أمام جلسات مفتوحة وطويلة ولكن يجب أن لا نخرج من الجلسة قبل انتخاب رئيس. وهناك انتظار لموقف أميركا بالنسبة للاستحقاق الرئاسي إضافة إلى موقف السعودية منه وهي التي لم تقل كلمتها بعد، والرئيس برّي لا يزال متريّثاً بالنسبة للتعديل الدستوري".
بالنسبة الى حظوظه ونقاط القوّة لديه لتحمّل مسؤوليّة الرئاسة، أجاب:" المشكلة في لبنان أنّه إذا تمّ ترشيحك من قبل إحدى الكتل تكون ضدّك الكتل الأخرى، ولعلّ هذا الأمر خيّر إذ يجعلني المرشّح الرّئاسي الـPlan B للجميع، وهذا أفضل من المرشّح الرئاسي الـPlan A لفئة واحدة فقط، وأنا علاقاتي جيّدة مع معظم الأفرقاء. وبالنسبة إلى الجزء الثاني من السؤال، لقد كشفت دراسة في هارفرد على أكثر من 500 رئيس تنفيذيّ، أن القائد الحقيقيّ هو من يكون لديه القدرة على الإلهام وخلق الاندفاع في الفريق وتوجيه الطاقات نحو الهدف الواحد المشترك، "ليشتغلوا مع بعض مش ببعض!".
أضاف:"الهدف الواحد المشترك في المئوية الثانية للبنان هو ورشة إصلاحية حقيقيّة وهذا المطلوب من رئيس الجمهورية. وأنا مؤمن أنّ الانسان لا معنى لحياته إن لم تكن لديه رسالة، وقد أعطاه الله وزنات يجب أن يثمّرها ويفعّلها. وأعتبر أن الوزنات التي أملكها هي خبراتي التي راكمتها على مرّ السنوات من مدرسة عينطورة الى الجامعة الأميركية في بيروت ومن ثمّ الخبرة العمليّة في إندفكو وبناء المؤسّسات وإدارة الأزمات في لبنان وخارجه. ونقطة قوّتي تكمن بأن لدي خبرة ببناء المؤسّسات، فأنا مهندس ورسالتي أن أكشف الأعطال وأبني الماكينات التي نستطيع إصلاحها وزيادة الانتاجية، وما أسعى إليه هو إصلاح الدولة المعطّلة في لبنان وتحقيق إزدهارها. واعتبر أنّ الاقتصاد هو الأساس في تعزيز الأمن القومي، فالنموّ الاقتصادي هو من يمنح الدول قدرتها على التسلّح والحماية وتطوير البنى التحتيّة المطلوبة والحرّية في اتخاذ القرارات المناسبة في السياسة الخارجيّة. ونحن بحاجة في المرحلة المقبلة إلى من يملك الخبرة في إدارة التغيير وبناء المؤسّسات وتكون لديه مصداقيّة تمنحه الثقة إضافة إلى المناقبية والتجرّد، ليبقى في منأى من الضعف البشريّ والإغراءات. ولا أخفي هنا أنّ عائلتي تخشى عليّ كثيراً منذ أعلنت ترشحي للانتخابات الرئاسيّة، وإبني الصّغير عبّر لي عن خوفه على حياتي فسألته "هل تعلم ما هو أجمل ما قد أقدّمه إليك"؟ تابعت"أن نبني لك ولجيلك بلداً تفتخرون به".
بالنسبة إلى العقبات التي يمكن أن يواجهها الرئيس قال:" التوافق الدّاخلي في لبنان لانتخاب رئيس لطالما كان هشّاً وعند تعثّره يكون الضحية الرئيس المنتخب. وأسوأ ما قد يحصل لي هو أن أصبح رئيساً ولا أتمكّن بعد سنوات من إنجاز أيّ شيء وكأنّني "تلميذ داخلي ببعبدا"، لكن تعلّمت في الكشّاف اللبناني حين لا يكون هناك طريق نشقّ الطريق بأنفسنا. في مطلق الأحوال، إنّه وقت العمل الجاد والحثيث وبكلّ إيمان بأنّ الغد سيكون أفضل من اليوم وأنّ اليوم أفضل من الأمس".