سناء حمد: الى الامين العام للامم المتحدة ..لا تسمح له بالافلات !
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
اخيراً سيغادر الممثل الخاص للامين العام ورئيس البعثة السياسية للامم المتحدة د. فولكر بيرتس ارضنا الطيبة بعد ان اسهم وبقوة في اشعال نار احرقت الاخضر واليابس فيها ، شردت الناس من بيوتهم ، قتل فيها الالاف واغتصبت الالاف ، واختفى الالاف ، ونهبت ملايين البيوت.. .
سيغادر بعد ان رفضه هذا الشعب النبيل ، الذي تعرفه يا معاليك جيداً ورأيت نبله وكرمه وانت رئيس لمفوضية اللاجئين .
لقد انشأ فولكر بيرتس حلف غير مقدس مع مليشيا الدعم السريع واجتمع مع قادتها لأكثر من مرة ، والتزم لهم بضمان دعم المجتمع الدولي وانه كفيل بمعالجة تجاوزاتهم السابقة واللاحقة !! ، كان يعلم يقيناً انهم مُقدِمون على فعل فيه تجاوزات تكفّل هو بالتغطية عليها ، لقد شارك في التآمر على السودان دولة وشعباً ، كان مهووساً بالقضاء على الجيش السوداني ومحوه من خارطة الدولة وانشاء جيش جديد قوامه مليشيا الدعم السريع !! هل تصدقون !! ..كان مشغولاً باقصاء الاسلاميين وكل من يملك روحاً وطنية وحرص على بلاده ، لقد اعطى حلفائه الدمويين والمتآمرين ضمانات النجاة من المحاسبة الدولية حال اقتضى منهم تحقيق اهدافه انتهاك حقوق الانسان او حتى الحرب !! لم يكن الاسلاميون ولا المخلصون لوطنهم من السودانيين في نظره بشراً لهم حقوق ، فقد صمت عن موتهم في المعتقلات بلا محاكمات !! وعن حرمان اطفالهم وزوجاتهم من اموالهم وطردهم من منازلهم وفصلهم بالالاف من وظائفهم واطلاق الرصاص عليهم في مواكبهم السلمية ، ومصادرة ممتلكاتهم ، وسجنهم لسنوات دون محاكمات !! كل ذلك كان يتم تحت سمعه وبصره وكان جزءا من التغطية عليه لانه خصم !! لقد سمح لهم بالتمادي بل وشجعهم ومنحهم دعمه اللامحدود حتى اشعلوا الحرب ..
ان السودانيين اليوم هم سلالة شعب عريق ، سليل حضارة عمرها اكثر من 7000 الف عام ، تحولوا الاسلام سلماً وبلطف شديد ، عبر التجارة والصوفية وعلاقات الزواج والمصاهرة ،
ولذلك هم شعب معتدل المزاج متدين ومتسامح ، وهم شعب عاطفي وكريم ، يسبق حلمهم غضبهم ، ولانهم تاريخيا ً دولة عبور ..بين شمال القارة وجنوبها ، بين الشرق والغرب ..بين الاسلام والمسيحية ، بين العروبة و الافريقانية ورغم ان السودان ضمن حزام سلالة كوش بن حام بن نوح في افريقيا الممتد من الاطلنطي الى البحر الاحمر ، الا انه ظل دون غيره من دول هذا الحزام الذي يزين خصر قارة افريقيا العظيمة ، جسراً للتعاون والتماذج وتبادل المنافع ، ولذلك عرف هذا الشعب بأنه شعب مضياف لا يتوجس من الغرباء ويسميهم الضيوف !! ويرحب بهم وبفتح لهم قلبه قبل باب بيته ..ويحزن حين يغادرونه..
اسال عن ذلك كل من عمل بالسودان ..الا الدكتور فولكر !! لانه عمل على
استفزازهم وحاز نصيباً من الكراهية لا ينافسه فيه الا حلفاؤه من المتمردين والقتلة المغتصبين ! الذين لم تخرج من صمته وبعترف بتجاوزاتهم الا بعد ان ضج العالم بفظائعهم ..والا بعد ان تحرك الشرفاء في العالم لادانتهم وقد رفعوا حواجب الدهشة ! متسائلين عن لماذا يصمت مبعوث الامين العام للامم المتحدة ورئيس البعثة السياسية عن هذه الجرائم !! !!
لقد فتح له السودانيون قلوبهم ..فكسرها ..واستقبلوه في بيوتهم بالترحاب فلم يقابلهم الا بالخيانة والتآمر عليهم …
هم شعب وسطي معتدل في مزاجه وتدينه ولكنه فتح عليه ابواب الجحيم !! وان لم يتعاون العالم الواعي مع السودانيين المخلصين لبلادهم كي تغلق هذه البوابة المشؤومة سريعاً ، فان كتلة النار هذه ستمتد الى الاقليم الهش لتعصف به ، وفي ظل الفوضى سينفتح السودان والاقليم امام التطرف والارهاب ، والذي لم يكن السودان جزءاً اصيلا فيه طوال تاريخه ، حتى الحوادث القليلة التي حدثت فيه كانت محض سلوك مهاجرين عابرين او سودانيين تربوا وعاشوا بالخارج .
لقد لعب ممثل الامين العام ورئيس البعثة السياسية للامم المتحدة دوراًً محورياً في فتح بوابة الجحيم هذه والتي تلتهم السودان والسودانيين الابرياء ، وقد دمرت مدنهم ومؤسساتهم المدنية والحكومية والشخصية ، وربما يصلهم المتطرفون ليجهزوا عليهم ويقسموا البلاد لمناطق نفوذ كما فعلوا في سوريا وكما يفعلون في الازواد ! لقد كرر بيرتس ذات ما فعله في سوريا .. ..وللاسف ظننا حينئذٍ ان ذلك خطأ اكاديمي بلا خبرة !! ، ظننت الا مطامع له ولا ثأر له مع احد وبلاده صديقة للجميع ، لكنا جميعا كنا مخطئين ، هو لم تفعل ما فعله بسوريا خطأً بل قصده لانه كرره في السودان بذات روح الشر ..وبكل الخبث الذي يمكن ان يكون متجسدا في بشر !!
ان فولكر بيرتس الذي يشيعه السودانيون اليوم باللعنات ..سيجعلون طلب التحقيق في سلوكه المهني وفترة عمله بالسودان احد شواغلهم وسينضم اليهم الكثير من الاحرار والشرفاء الذين يملكون حساً انسانياً .. ولن يحزن عليه الا اصدقاؤه الذين كانوا معه على قائمة دقلو التي تضم الذين ( يسيطر ) عليهم !!
اذهب حيث شئت فستسبقك اياديك الملطخة بدماء اهل شعب السودان ..وصراخ المغتصبات من فتياتهم ..وانين المختفين قسرياً والمنتهكة آنسانيتهم بيد حلفائه…لقد وصم تاريخه بوصمة عار ..لن يسمح السودانيون لها بان تزول …
سناء حمد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: للامم المتحدة بعد ان
إقرأ أيضاً:
إيغلاند: السودان يتجه نحو مجاعة بدأ عدها التنازلي
يان إيغلاند اعتبر أنه من غير المعقول أن تستحوذ أزمة السودان على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عاماً بالنسبة لدارفور.
التغيير: وكالات
قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، السبت، إنّ السودان الذي يشهد حربًا مدمّرة يتجّه نحو “مجاعة بدأ عدّها التنازلي” ويتجاهلها قادة العالم، في حين تقتصر قدرات المساعدات الإنسانية على “تأخير الوفيات”.
وشدّد إيغلاند في مقابلة أجراها لوكالة “فرانس برس” في تشاد عقب زيارته السودان هذا الأسبوع، على أن البلاد تشهد “أكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب، أكبر أزمة جوع، أكبر أزمة نزوح… والعالم لا يبالي”.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أوقعت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص.
ويعاني وفق الأمم المتحدة نحو 26 مليون شخص داخل السودان من الجوع الحاد.
وأضاف إيغلاند: “قابلت نساء هن بالكاد على قيد الحياة، يتناولن وجبة واحدة من أوراق النباتات المسلوقة يوميًا”.
تحولات في المزاج الدوليويقول المجلس النرويجي للاجئين، إحدى المنظمات القليلة التي تواصل عملياتها في السودان، إن نحو 1,5 مليون شخص هم “على شفير المجاعة”.
وتابع إيغلاند: “العنف يمزق المجتمعات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على إيصال المساعدات”، وأضاف: “فيما نكافح من أجل الاستجابة لذلك، فإن مواردنا الحالية تؤخر الوفيات بدلًا من منعها”.
وقال إيغلاند: “من غير المعقول أن تستحوذ الأزمة في السودان حاليًا على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عامًا بالنسبة لدارفور، عندما كانت الأزمة في الواقع أصغر بكثير”.
وأشار إلى أنه رصد تحوّلًا في “المزاج الدولي. وتحدّث عن “ميول أكثر قومية وأكثر تطلعًا إلى الداخل” لدى حكومات غربية يقودها سياسيون يضعون في المقام الأول “أمتهم، وأنفسهم وليس البشرية”.
وندّد بمسؤولين “قصيري النظر” سيدفعون ثمن مواقفهم عندما يتدفق أولئك الذين لم يساعدونهم إلى بلادهم لطلب اللجوء أو بصفة مهاجرين غير نظاميين.
نجاة من التطهير العرقيوقال إنه التقى في تشاد بشبان نجوا من التطهير العرقي في دارفور وقرروا عبور البحر المتوسط لمحاولة الوصول إلى أوروبا رغم غرق أصدقاء لهم سبقوهم في المحاولة.
في السودان، نزح واحد من كل خمسة أشخاص بسبب النزاع الحالي أو النزاعات السابقة، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ومعظم النازحين في دارفور حيث يقول إيغلاند إن الوضع “مروع ويزداد سوءًا”.
وفي ضواحي بورتسودان، المدينة الواقعة على البحر الأحمر حيث تتّخذ الحكومة المدعومة من الجيش ووكالات الأمم المتحدة مقرا، قال إيغلاند إنه زار مدرسة تؤوي أكثر من 3700 نازح حيث لم تتمكن الأمهات من إطعام أطفالهن.
وقال: “كيف يعقل أن الجزء الذي يسهل الوصول إليه في السودان يشهد جوعًا؟”.
وتفيد الأمم المتحدة بأن كلا الطرفين يستخدمان الجوع سلاحًا في الحرب. وتعرقل السلطات على نحو روتيني وصول المساعدات بعقبات بيروقراطية، فيما يهدّد مقاتلون في قوات الدعم السريع طواقم الإغاثة ويهاجمونهم.
وأضاف إيغلاند أن “الجوع المستمر هو مأساة من صنع الإنسان… كل تأخير، وكل شاحنة يمنع وصولها، وكل تصريح يتأخر هو حكم بالإعدام على عائلات لا تستطيع الانتظار يومًا آخر للحصول على الطعام والماء والمأوى”.
لكنه قال إنه رغم كل العقبات “من الممكن الوصول إلى كل أصقاع السودان”، داعيًا المانحين إلى زيادة التمويل ومنظمات الإغاثة للتحلي بمزيد من “الشجاعة”.
وأضاف أن “أطراف النزاعات متخصصون في إخافتنا ونحن متخصصون في الخوف”، وحضّ الأمم المتحدة ووكالات أخرى على “التحلي بقوة أكبر” وطلب تمكينها من إيصال مساعداتها.
الوسومالسودان المجلس النرويجي للاجئين المساعدات الإنسانية دارفور مجاعة يان إيغلاند