ما هي صيغ الذكر المضاعف، وأفضل ما يقال للصلاة على النبي في شهر مولده، وهل يجوز الاستغفار أو الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بصيغ الذكر المضاعف؟ أسئلة نجيب عليها من خلال التقرير التالي.

ما هي صيغ الذكر المضاعف؟

يقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القران بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، في جواب سائل يقول: بماذا نرد على من يمنع استعمال صيغ الذكر المضاعف مع الاستغفار أو الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ؟، إنه ليس هناك مانع شرعي من استخدام صيغ الذكر المضاعف مثل (عدد خلقه ورضا نفسه .

... إلخ ) مع الاستغفار وكذلك مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن لم يرد ذلك. 

وتابع: وعد الله عباده من الذاكرين والذاكرات بالفضل العظيم والأجر والثواب الكبير فهو القائل " وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" الأحزاب  35، ولم يحدد سبحانه هيئة الذكر وإنما جعله مطلق كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى في جميع أحواله مفرد سواء فرادى أم جمعًا.

وأضاف: قد بوب الحافظ ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه عندما أخرج الحديث (1/370) بقوله : باب فضل التحميد والتسبيح والتكبير بوصف العدد الكثير من خلق الله أو غير خلقه ".

ومن صيغ الذكر المضاعف ما رواه مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: (مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟) قَالَتْ: نَعَمْ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ).

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ ، فَقَالَ: ( مَاذَا تَقُولُ يَا أَبَا أُمَامَةَ ؟ ) ، قَالَ : أَذْكُرُ رَبِّي ، قَالَ: ( أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَكْثَرَ أَوْ أَفْضَلَ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ وَالنَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ؟ أَنْ تَقُولَ : سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ ) .

وقال ابن القيم رحمه الله :" تفضيل ( سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته) على مجرد الذكر بـ "سبحان الله" أضعافا مضاعفة ، فإن ما يقوم بقلب الذاكر حين يقول : (سبحان الله وبحمده عدد خلقه) من معرفته وتنزيهه وتعظيمه، من هذا القدر المذكور من العدد : أعظم مما يقوم بقلب القائل (سبحان الله ) فقط.

وهذا يسمى الذكر المضاعف، وهو أعظم ثناء من الذكر المفرد، فلهذا كان أفضل منه ، وهذا إنما يظهر في معرفة هذا الذكر وفهمه ، فإن قول المسبح ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه) : يتضمن إنشاء وإخبارا عما يستحقه الرب من التسبيح عدد كل مخلوق كان، أو هو كائن ، إلى ما لا نهاية له .

فتضمن الإخبار عن تنزيهه الرب وتعظيمه، والثناء عليه هذا العدد العظيم، الذي لا يبلغه العادون، ولا يحصيه المحصون، وتضمن إنشاء العبد لتسبيحٍ هذا شأنُه ، لا أن ما أتى به العبد من التسبيح هذا قدره وعدده ، بل أخبر أن ما يستحقه الرب سبحانه وتعالى من التسبيح : هو تسبيح يبلغ هذا العدد ، الذي لو كان في العدد ما يزيد ، لذكره " انتهى من " المنار المنيف " (ص34) .

أعاني من كثرة الهموم وتأخر الرزق .. علي جمعة ينصح بهذا الذكر أفضل الذكر بالترتيب.. معناه وكيفيته وهل يجوز بالسبحة؟ صيغ الذكر المضاعف 

اللهم صَلِّ على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها، ونور الأبصار وضيائها، وروح الأرواح وحياتها.. اللهم صَلِّ عليه صلاة وسلامًا دائمين أبدين إلى يوم الدين، تغفر لنا بها ذنوبنا وتكفر بها عنا سيئاتنا، وتحشرنا بها معه يوم القيامة تحت لوائه، وتسقينا من يده الشريفة شربة ماء؛ لا نظمأ بعدها أبدًا.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة عبد قلت حيلته، ورسول الله وسيلته ، وأنت لها يا إلهي ولكل كرب عظيم ، ففرج عنا ما نحن فيه ، بسر بسم الله الرحمن الرحيم .

اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد خيرتك من خلقك في الأرضين والسموات العلى، إمام أهل الأرض والبرزخ والسماء ،علامة وبشارة الأولين ،إمام ومبشر الآخرين ، رسول رب العالمين ،من اصطفيته اصطفاءً وجعلته أكثر خلقك براً ورحمه ورأفةً ووفاء، ما من مقام إلا جعلته منه المفيض ، وجعلت حبه سبباً للمزيد ، لا يكمل إلا بحبه الإيمان ، وتضلعت بحبه الجنان والوجدان، ما أخليت من ذكره والصلاة عليه زمان ،خلعت عليه حلة المحبة فقلت له كن حبيبي فكان، فأفض علينا مما أفضت عليه حتى نبلغ الدرجات العلى من العبودية والمحبة والرضوان وعلى آله وصحبه وبارك وسلم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: آخر جمعة من صفر الاستغفار الصلاة على النبي النبی صلى الله علیه وسلم سبحان الله على النبی س ب ح ان ى الله ع اللهم ص ان الله ان الل

إقرأ أيضاً:

درس التراويح بالجامع الأزهر يوضح التعاليم المستفادة من فتح مكة

قال فضيلة الدكتور أسامة مهدي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إن فتح مكة حدث عظيم، لا يُنظر إليه من منظور عسكري فحسب، وإنما ينظر إلي هذا الفتح باعتبار الفاتح الأعظم له وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي علم الإنسانية كلها في السلم والحرب والشدة والرخاء، حيث تعلمت منه أصول الأخلاق برغم شدة الحرب، نعم الحرب في الإسلام لها أخلاق، فالرسول عندما فتح الله عليه مكة دخل متواضعًا حتة مست لحيته الشريفة صلى الله عليه وسلم راحلة البعير.
وأوضح فضيلته خلال درس التراويح، اليوم الأربعاء، بالجامع الأزهر، والذي جاء تحت عنوان: "دروس وعبر حول فتح مكة" أن الأمة تعلمت من نبيها الكريم خلقًا آخر من ذلك الفتح، ألا وهو خلق "الأمانة" حيث رد مفتاح الكعبة حيث كان تسليمًا للأمانة، كما علمنا رسول الله في ذلك الفتح تقدير الناس وإنزالهم منازلهم حتى قال من دخل الكعبة فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل بيته فهو آمن، وتعلمنا أيضًا من حبيبنا المصطفى اللجوء إلى الله -عز وجل- في الشدة وفي الرخاء فبعد الفتح والنصر من الله على نبيه، وتحول البلاء إلى عطاء والعسر إلى يسر لم ينس الرسول فضل الله عليه ولجأ إليه حمدًا وشكرًا، مختتمًا الدروس المستفادة من فتح مكة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بإجارة أم هانىء فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم  "قدْ أَجَرنَا مَنْ أَجَرتِ يَا أُمَّ هَانِئ" وهنا نرى إلى مدى احترم الإسلام المرأة وقدرها. 
ويواصل الجامع الأزهر تقديم دروس التراويح ضمن خطته الدعوية لشهر رمضان المبارك، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي تتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية، دروسًا علمية، صلاة التهجد في العشر الأواخر، وتنظيم موائد إفطار للطلاب الوافدين؛ وذلك في إطار دور الأزهر في نشر الوعي الديني، وترسيخ القيم الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • تسمية الأطفال بـ عبد النبي وعبد الرسول.. ماذا قال عنها مفتي الجمهورية؟
  • فضل الصلاة على النبي في العشر الأواخر من رمضان .. تحصد بها 40 منحة ربانية
  • معنى دعاء «رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير».. وأفضل أدعية تمنع عنك الفقر
  • دعاء السجده.. كلمات مأثورة عن النبي رددها في صلاتك
  • مفتي الجمهورية: خلق الحِلْم من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحث عليها النبي الكريم
  • شيخ الأزهر: الحسن الإلهي موجود في كل شيء خلقه الله تعالى
  • أبواليزيد سلامة: كرم النبي النساء وأعطاهن من الحقوق ما لم يعط لغيرهن
  • شخصيات إسلامية.. الأرقم بن أبي الأرقم
  • درس التراويح بالجامع الأزهر يوضح التعاليم المستفادة من فتح مكة
  • على خطى شفيع الأمة..