محافظ لحج يفتتح الورشة الاستشارية لحل قضايا شؤون مخيم اللاجئين بخرز
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
عدن(عدن الغد)خاص:
افتتح اللواء الركن أحمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي ورشة العمل الاستشارية التي انعقدت اليوم الخميس 14 سبتمبر 2023 بالعاصمة المؤقتة عدن ، برعاية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتعاون مع الحكومة اليمنية متمثلة بمكتب السلطة المحلية بالمحافظة ، لتبادل الآراء في حل التحديات الخدمية الماثلة أمام مخيم اللاجئين بخرز والمجتمع المحيط بدلاً من أطروحات فاقدة الوزن والتأثير.
وأشار التركي إلى فاعلية البرامج الإنسانية للمنظمة في إطار المحافظة عموما والمخيم اللاجئين خصوصا ، والحرص على سلامتها والحفاظ على تنفيذها وفق آلية واضحة مجردة من تعدد المسؤولية لتتمكن الجهات الرسمية من قياس مدى تحقيق الهدف من المشروع الخدمي، مؤكدا أن السلطة المحلية ستوفر كل الإمكانيات لتسهيل المعونات والمساعدات بالمحافظة
،وبحضور نائب ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في اليمن "إيراچ أمومبرديف", عبر الاخ مثنى العامري،رئيس دائرة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية أن المفوضية مهتمة بالاثر لكافة الأنشطة المقامة في اليمن وتحرص على تعزيزها . شاكرا جهود السلطة المحلية بالمحافظة.
وهدفت الورشة لإيجاد حلول ناجعة لعدد من الإشكاليات، على غرار تسهيل الخدمات المعيشية والتعليمية والصحية والبيئية وغيرها على مستوى مجتمع المخيم و المجتمع المحيط وكذلك على سائر المحافظة .
حيث جاءت تصورات مكتب التربية والتعليم بالمحافظة التي ألقاها الأستاذ فهمي بجاش ثابت هواش مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة أثناء مشاركته في الورشة والتي بإمكانها تطور العملية التعليمية على مستوى مخيم اللاجئين بخرز ، وكذا على مستوى المؤسسات التعليمية بالمحافظة ، إلى إسناد مهام إدارة المخيم التعليمية إلى مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ، وإنشاء مدرسة نموذجيةللتعليم الثانوي على مستوى المحافظة ، وإعادة المنح الدراسية لابناء المجتمع المضيف التي كانت تقدم من السابق ،
واضاف الاستاذ فهمي بجاش أهمية التنسيق مع الجهات المعنية بمكتب التربية والتعليم والخدمة المدنية وزارة التربية والتعليم من أجل استمرار دفع الرواتب بالعملة الأجنبية لمعلمي المخيم مع اعتماد السنوات التعاقد عند التوظيف، والمساهمة في تشجيع تعليم الفتاة لمعالجة التسرب ، ودعم المخيم بفصول دراسية لتلاميذ المخيم للصفوف الدنيا .
لافتا إلى الدور الإيجابي لتأهيل وتدريب الكادر التعليمي والإداري وإكسابه مهارات في برنامج التعلم النشط،و نهج القراءة وكذلك تفعيل الأنشطة الصفية واللصفية التي من شأنها المساهمة في دمج المجتمع المضيف بالمخيم .
يذكر أن الورشة استهدفت مشاركة عدد من قيادات السلطة المحلية والمشايخ والأعيان ومشرفي مخيم اللاجئين بخرز لتدارس الحلول الميدانية للتخفيف من معاناتهم بما يسهم في تحسين الخدمات وفي طليعتها استبدال مادة الديزل والمازوت بالطاقة الشمسية للمخيم .
*من فهد العكمة
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: التربیة والتعلیم السلطة المحلیة على مستوى
إقرأ أيضاً:
من غزة الى مخيم جنين
ما يجري في مخيم جنين هذه الأيام يدفعنا لاستحضار ما كان يجري في مناطق السلطة بداية تأسيسها وخصوصا في قطاع غزة من مواجهات بين الجماعات المسلحة والسلطة، وإن كان بعض هذه المواجهات يعود لانعدام الثقة بين الطرفين أو بسبب ضعف السلطة إلا أن الخلاف الأكبر كان حول الموقف من اتفاقية أوسلو ومن المقاومة المسلحة، ولو نجحت كل الأطراف في انجاز مصالحة وتحقيق وحدة وطنية ما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم سواء في قطاع غزة من موت وتدمير أو ما يجري في مخيم جنين وبقية مناطق الضفة من مواجهات مسلحة بين نفس الأطراف تقريبا التي كانت بداية تأسيس السلطة.
بالرغم من مرور ثلاثة عقود على قيام السلطة فإن نفس الاتهامات التي كانت توجه للسلطة قبل ثلاثة عقود توجه لها اليوم في مخيم جنين وفي الضفة عموما بالرغم من أن نهج الطرف الثاني وخصوصا حماس والجهاد الإسلامي أوصلنا إلى ما نحن عليه في قطاع غزة والضفة ولم ينجح في خلق بديل وطني لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية التي كانت وما زالت أفضل ما هو موجود من العناوين الفلسطينية بالرغم مما يعتريها من ضعف وحتى فساد وعدم فاعلية.
بالعودة الى ما يجري في مخيمات الضفة وأين يكمن الخلل هل في السلطة وأجهزتها الأمنية؟ أم في المجموعات المسلحة؟ سنعود إلى ما جرى بداية تأسيس السلطة من طرف منظمة التحرير وخصوصا حركة فتح، فمع أن بعض فصائل منظمة التحرير ومستقلين شاركوا في تأسيس السلطة وانخرطوا في مؤسساتها المدنية والأمنية إلا أن العقيدة السياسية والعسكرية التي سادت السلطة بداية تأسيسها كانت مستمدة من التربية والثقافة الوطنية لحركة فتح وفصائل منظمة التحرير وهي التي سادت عند أبناء الأجهزة الأمنية من الفدائيين الذين شاركوا في كل معارك الثورة وممن انضموا للسلطة عند تأسيسها في مراهنة أن السلطة نواة الدولة المنشودة، وتم تدريبهم وتثقيفهم وطنياً على أن الخصم هو الجيش الإسرائيلي وأن أبناء فلسطين كلهم سواسية ولا يجوز رفع السلاح في وجههم أو إذلالهم.
هذه الخلفية والتربية الوطنية كانت وراء ما تعرض له أبناء الأجهزة الأمنية من اعتداءات واهانات من طرف جماعات اسلاموية وخصوصاً حركة حماس الذين غسلوا عقول المنتمين لهم وأقنعوهم بأن السلطة عميلة لإسرائيل وحللوا دم أبناء الأجهزة الأمنية وقالوا عنهم إنهم جواسيس وخونة وكفرة، وبثوا الحقد والكراهية حتى داخل الأسرة الواحدة.
بسبب التربية والثقافة والعقيدة العسكرية الوطنية للأجهزة الأمنية سكتوا على حَملة السلاح من الفصائل وعلى ممارساتهم واستعراضاتهم الاستفزازية العسكرية ورفعِهم أعلامهم الحزبية وترديدهم شعاراتهم واناشيدهم الخ وكانت أجهزة السلطة تقف موقف المتفرج خصوصا في قطاع غزة حيث كانت تتمركز الجماعات المسلحة حتى قبل سيطرة حماس عليه، بل وكانت شرطة السلطة تُوقف حركة المرور حتى تنتهي فعالياتهم ومسيراتهم.
لم يكن رجل الأمن يجرؤ على اعتقال مسلح (جهادي) وإلا انهالت الاتهامات من حماس وحركات المقاومة بأن السلطة تنسق مع اسرائيل ضد المقاومة، وحتى عندما يتم توقيف مقاومين حماية لهم حتى لا تقتلهم إسرائيل أيضا كانت السلطة مٌتهمة، وكثير ممن كانت تحتجزهم السلطة عندها مؤقتا، أو ما كانت تسمى سياسة الباب الدوار، كانت إسرائيل تقوم باغتيالهم بعد خروجهم من مراكز السلطة.
لأن السلطة وحركة فتح والمنظمة يعتبرون أن في الوطنية متسع للجميع وأن الوطن للجميع فقد شرٌعوا الأبواب للجميع للمشاركة في السلطة وكان رد حماس عدم المشاركة في سلطة أوسلو، مع أنهم تركوا عناصرهم يتسللون لوظائف السلطة واستفادوا من كل الخدمات التي تقدمها السلطة من تعليم وصحة وخدمات اجتماعية وجوازات سفر الخ.
كانت السلطة بالنسبة لحركة حماس مشبوهة والانتخابات مُحرمة عام 1996، ثم انقلبوا فجأة بتعليمات من جماعة الإخوان وواشنطن عام 2004 ليحللوا الانتخابات البلدية مبررين ذلك بأنها انتخابات غير سياسية، وفيما بعد شاركوا في انتخابات 2006، وهذه كانت انتخابات سياسية لمجلس تشريعي لسلطة أوسلو، وفازت فيها حماس وأصبح زعيمها إسماعيل هنية رئيسا لوزراء سلطة أوسلو. حينها قالوا عن السلطة "هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه". وبعد ذلك حللوا الدم الفلسطيني ليصلوا للسلطة والان يضحون بأكثر من مائة ألف شهيد ودمار غزة حتى يستمروا في السلطة حتى في ظل الاحتلال.
بالرغم من كل ما فعلوه من خداع وكذب وارتباطاتهم المُعلنة مع إيران ومحور المقاومة وما سببوه من موت ودمار قطاع غزة خلال سيطرتهم عليه منذ 2007، بالرغم من ذلك واصلت حركة فتح التواصل والحوار معهم لتحقيق المصالحة دون جدوى ولم تتعلم حركة فتح من كل تجربتها معهم.
استمرت السلطة وأجهزتها الأمنية تتصرف في الضفة نفس تصرفها في قطاع غزة في بداياته تأسيسها، وكانت تهمة الفساد والتنسيق الأمني مع العدو واتهام الأجهزة الأمنية بأنهم ترييه الجنرال دايتون الأميركي تطارد السلطة دون أن يكون عند السلطة من يدافع عنها وعن الأجهزة الأمنية وكأنهم صدقوا هذه الاتهامات، فتترددوا في مواجهة المسلحين حتى حركة فتح كان لها مجموعاتها المسلحة في المخيمات.
لم يكن من السهل مواجهة المسلحين والاشتباك معهم مما يؤدي لسقوط قتلى وجرحى بين الطرفين لأن العقيدة الأمنية عند الاجهزة الامنية وتربيتهم الوطنية كما قلنا لا تسمح لهم بإطلاق النار على من يحمل سلاحا ويقول إنه مقاوم، كما كان محرجا لهم مواجهة مقاومين في ظل مواصلة الاستيطان واقتحامات المسجد الأقصى وعربدة المستوطنين حتى وان كانت الشكوك تدور حول انتماء المسلحين، كما أن وجود حالات سوء إدارة وفساد في السلطة كان يجعل السلطة ضعيفة في مواجهة المجموعات المسلحة وفي مواجهة المواطنين.
كان موقف السلطة محرجا فإن تدخلت عسكريا ضد هذه الجماعات سيتم اتهامها بالتعاون مع العدو للقضاء على المقاومة وأن سكتت سيتدخل جيش الاحتلال لاقتحام المخيمات ليقتل المسلحين ويعيث خرابا ودمارا.
كان نتيجة كل ذلك وصول الأمور في مخيم جنين وبقية مخيمات شمال الضفة إلى ما هي عليه من تواجد مئات المسلحين من انتماءات متعددة من داعش وجماعة حماس والجهاد والشعبية وربما جماعات أخرى وإسرائيل وحركة حماس يؤججان الوضع ويعملان على إضعاف أو إسقاط السلطة الفلسطينية كعنوان للشعب الفلسطيني.
كل ما سبق لا يبرئ السلطة من أي مسؤولية سواء في نهج تعاملها مع المخيمات عموما أو مسؤولية انعدام القفة بينها وبين قطاع كبير من الشعب وعدم وضوح مواقف بعض قيادات السلطة ومنظمة التحرير وحركة فتح من العمل المسلح ومما تمارسه حركة حماس، ويبدو أن هؤلاء يحاولون التغطية على فشلهم وعجزهم، بل وفسادهم بالوقوف موقف الحياد وحتى منافقة ومداهنة الجماعات المسلحة وحركة حماس.