دراسة: الشاشات تؤثر جزئياً على نمو الأطفال
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
أظهرت دراسة واسعة النطاق نُشرت نتائجها، الأربعاء، أن الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام الشاشات سواء المحمولة أو التلفزيون يؤثر جزئيا على نموهم، لكن هذه التأثيرات محدودة وتعتمد قبل كل شيء على طريقة استخدام هذه الشاشات.
وخلص معدو الدراسة التي أجريت تحت رعاية المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي في فرنسا ونُشرت نتائجها مجلة علم نفس الطفل والطب النفسي «Journal of Child Psychology and Psychiatry»، إلى أن السياق الذي تُستخدم فيه الشاشات، وليس فقط الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام الشاشة، يؤثر على التطور المعرفي لديهم.
ويثير تعرض الأطفال المفرط للشاشات (أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون)، منذ سنوات مخاوف يعبّر عنها الكثير من القادة السياسيين، وكذلك بعض مقدمي الرعاية الذين يرون في ذلك تهديداً خطراً إلى حد ربطه بحالات التوحد.
مع ذلك، فإن الإجماع العلمي أكثر حذراً في مقاربة هذه المسألة. وتضاف الدراسة التي أجراها المعهد الفرنسي إلى أعمال بحثية أخرى تقلل من حجم المشكلات المرتبطة باستخدام الشاشات وتضعها في سياق أوسع.
وتُصنف الدراسة الجديدة بأنها «أترابية» (Cohort Study)، وهو نوع بحثي يسمح باستخلاص استنتاجات صلبة للغاية، ويلحظ متابعة مجموعة كبيرة من الأشخاص (14 ألف طفل في هذه الحالة)، على مدى سنوات.
وقوّم الباحثون هؤلاء الأطفال في ثلاثة أعمار: سنتان، وثلاث سنوات ونصف سنة، ثم خمس سنوات ونصف سنة. وخلصوا إلى أن هناك صلة محدودة بين استخدام الشاشات وتطورهم الفكري.
ومن المؤكد أنه في عمر 3.5 و5.5 سنة، ارتبط وقت التعرض للشاشة بدرجات أقل في التطور المعرفي العام، خصوصاً في مجالات المهارات الحركية الدقيقة واللغة والاستقلالية، بحسب ما ذكر المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي في بيان.
وأضاف المعهد «مع ذلك، عندما أُخذت العوامل المتعلقة بنمط الحياة والتي من المحتمل أن تؤثر على التطور المعرفي في الاعتبار، انخفضت العلاقة السلبية وأصبحت ذات حجم منخفض».
بمعنى آخر، ليس وجود الشاشات هو الذي يؤثر على نمو الطفل، بمقدار التأثير المرتبط بتوقيت استخدام الأطفال للشاشات وطريقة نظرهم إليها.
على سبيل المثال، يبدو أن الأطفال الذين شملتهم الدراسة يتأثرون بشكل كبير جراء مشاهدة التلفزيون مع العائلة بصورة متكررة أثناء الوجبات.
وقال عالم الأوبئة شواي يانغ، المعد الرئيسي للدراسة، في بيان «إن التلفزيون، من خلال جذب انتباه أفراد الأسرة، يتداخل مع نوعية وكمية التفاعلات بين الوالدين والطفل»، لكن «مع ذلك، هذا أمر بالغ الأهمية في هذا العصر لاكتساب اللغة».
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
العيدية .. إرث اجتماعي يبعث البهجة ويرسخ الروابط
تُعد العيدية من العادات والتقاليد الراسخة في المجتمع العُماني، حيث تحمل في طياتها معاني الفرح والكرم والتواصل الاجتماعي، وتبرز العيدية كجزء أساسي من احتفالات العيدين، الفطر والأضحى، حيث يقوم الكبار بتوزيع المال أو الهدايا على الصغار، مما يُعزز من روح البهجة والسعادة في نفوس الأطفال، وتُعزز العيدية من الروابط الاجتماعية بين الأفراد، حيث تُعد فرصة لتبادل التهاني والتبريكات.
ورغم كل التغيرات، تبقى العيدية في سلطنة عُمان إرثًا عاطفيًا يجسد روح العيد، حيث يجسد هذا التقليد قيمًا اجتماعية وثقافية تتناقلها الأجيال؛ فكيف تحافظ العيدية على مكانتها رغم تغير الزمن؟ وما سر ارتباط الأطفال بها؟
قال سالم العبري: "تغيرت العيدية في سلطنة عُمان عبر السنين بشكل ملحوظ، تأثرًا بعدة عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية، فالعيدية كانت في الماضي تُعطى على شكل مبالغ بسيطة، وغالبًا ما كانت تعتمد على القدرة المالية للآباء، أما في الحاضر فعند البعض زادت القيم المالية للعيدية، وأصبح الأطفال يتلقون عيديات أكبر مقارنة بالماضي، وبعض العيديات تكون على شكل هدايا عينية مثل الألعاب والملابس، مما يزيد من فرحة الأطفال، وبعضهم يقوم بتحويل العيدية بطريقة إلكترونية، مما يسهل على الأطفال استخدامها"، موضحًا أن العيدية تعد جزءًا من التقاليد، لكنها تتطور باستمرار لتعكس التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وهذه التغييرات تزيد من بهجة العيد وتجعل العيدية تجربة مميزة لكل طفل.
وعن اختلافات تقاليد العيدية في سلطنة عُمان، قالت سمية الحضرمية: "في بعض المناطق، تُقدم العيدية بشكل نقدي مباشر، بينما في مناطق أخرى، تُفضل العائلات تقديم هدايا مثل الألعاب أو الحلويات، وفي بعض المناطق يتم تنظيم فعاليات مجتمعية خاصة خلال العيد، حيث يتم توزيع العيديات بشكل جماعي على الأطفال، مما يعزز من روح المشاركة"، مؤكدة أن العيدية جزءًا من التراث الثقافي في سلطنة عُمان، وتختلف تقاليدها باختلاف المناطق، مما يعكس غنى التنوع الثقافي والاجتماعي في البلاد، وهذه الاختلافات تضفي طابعًا فريدًا على الاحتفالات وتجعل كل منطقة تعيش تجربة عيد مميزة.
كبار السن
يتحدث الوالد صالح الحوسني: "إن القيم المالية للعيدية قد زادت بشكل ملحوظ مقارنة بالماضي، وأصبح من الشائع استخدام التطبيقات البنكية لتحويل العيديات إلكترونيًا، مما يجعل عملية التوزيع أسهل وأسرع، حيث أدت التكنولوجيا إلى تحول في أولويات الأطفال، حيث أصبح التركيز أكثر على الهدايا الإلكترونية والألعاب الرقمية بدلًا من التفاعل الاجتماعي والاحتفال التقليدي"، ويرى أنه من المهم الحفاظ على التقاليد العُمانية المتعلقة بالعيدية، مع الاستفادة من التكنولوجيا بشكل معتدل، كما أن الجمع بين العادات التقليدية والتطورات الحديثة يمكن أن يوجد تجربة عيد أكثر ثراء، وأكد أهمية تعليم الأطفال قيم المشاركة والكرم، حتى مع وجود التكنولوجيا، مما يسهم في تعزيز الروابط الأسرية والاحتفال بالعيد بشكل أصيل.
فرحة الأطفال
يسرد لنا أحمد البوسعيدي، طفل في العاشرة من عمره، أنه ينتظر عيد الفطر بفارغ الصبر، فيقول: عندما استيقظ في صباح العيد، أكون متحمسًا لرؤية العيدية التي سأحصل عليها، وبعد صلاة العيد، تجتمع عائلتي في منزل جدي حيث يبدأ الكبار في توزيع العيديات، وعندما أحصل على عيدية مميزة، أشعر بالسعادة وأقرر شراء لعبة جديدة لمشاركتها مع أصدقائي.
وقالت ليلى الكلبانية، البالغة من العمر سبع سنوات: "في صباح العيد ارتدي ملابسي الجديدة وأذهب مع أسرتي إلى زيارة الأقارب، وأحصل على عيدية أقوم بتجميعها لشراء هدية صغيرة لأخي الأصغر، وهذا يجعلني أشعر بالسعادة".
ويعلّق سعيد العمري البالغ من العمر 6 سنوات قائلًا: "أشعر بسعادة كبيرة لأن عيديتي تكون بمبلغ يكفيني لشراء الألعاب المفضلة لديّ، بالإضافة إلى شراء الحلويات ومشاركتها مع أصدقائي"، موضحًا أنه في بعض الأحيان يتشارك عيديته مع صديقه المقرب لشراء أدوات رسم جديدة لأنه يحب الرسم ويشعر بالفخر والسعادة.
"العيدية ليست مجرد نقود.. إنها ذكريات تعلق في القلب"، بهذه الكلمات بدأت الطفلة مريم الكندية (10 سنوات) حديثها عن أكثر ما تنتظره في أيام العيد، معبرة بكلمات بسيطة أن العيدية تعزز من فرحة العيد.