????عن مشروعية استهداف أسواق دقلو في السودان
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
في الأيام القليلة الماضية تعرضت مجموعة من الأسواق في مناطق سيطرة ميليشيا الدعم السريع التي أشتهرت ببيع وتداول المسروقات من منازل ومخازن المواطنين المُهجّرين قصرياً، وتعرف هذه الأسواق بأسم “أسواق دقلو”.
بحسب متابعاتي فإن 3 من هذه الأسواق قد تعرضت للقصف (الكلاكلة، مايو، والحاج يوسف) وتبادل الجيش والدعم السريع التهم في استهداف هذه الأسواق، ولكن من تحليلي فيمكنني ترجيح أن أثنين منها (مايو والحاج يوسف) قد تعرضت للضرب من قِبل الجيش، أما بالنسبة لسوق دقلو في الكلاكلة فلم أتمكن من الحصول على معلومات كافية تؤكد من استهدف السوق نظراً لأن تلك المنطقة تشهد عمليات بالقرب منها في المحورين الشمالي الشرقي والجنوبي، ومن عادة الميليشيا إطلاق قذائف الهاون بعشوائية أثناء تحليق الطيران الحربي في محاولة لإلقاء اللوم على الجيش.
بالنسبة لسوق دقلو بمايو فبالنظر إلى حجم الدمار والخسائر البشرية، فيبدوا أن السوق تعرض للضرب في ساعة ذروة باستخدام صواريخ S-5 التي تُطلقها الطائرات التابعة لسلاح الجو مثل سوخوي Su-24، كما يمكن أن يكون أحد الانفجارات ناتج عن تفجير صاروخ FN-6 المضاد للطائرات الذي ظهر عند الميليشيا بجنوب الخرطوم.
أما بالنسبة لسوق دقلو بالحاج يوسف، فبرغم أن الضرب كان باستخدام مسيرات إسقاط عمودي التي تطلق نفس قذائف الهاون التي تستخدمها الميليشيا في عملية التهجير القصري مما يجعل التفريق بين ضربات الجيش والميليشيا عملية ليست سهلة، ولكن ما يرجح أن الاستهداف كان من قبل الجيش هو أمران: نشاط حركة مسيرات الجيش في ذلك اليوم و أن الأهداف كانت لتجمعات أفراد الميليشيا ومنها الضربة التي أظهرت تجمع أفراد للميليشيا عند “ست شاي” مدججين باسلحتهم ونشروا مقطع مصور لهم من تلك المنطقة وتم استهدافهم فيها مما أدى لهلاك أفراد الميليشيا.
للحديث عن مشروعية استهدف هذه الأسواق من قبل الجيش، يجب أن نحاول تفكيك طبيعة هذه الأسواق، وأعتقد أن هناك 3 نقاط أساسية في هذا السياق:
١- تمثل هذه الأسواق بؤرة لبيع وشراء وتبادل المنهوبات وهو أمر غير مشروع.
٢- بالنسبة لبعض المواطنين، فإن هذه الأسواق هي الخيار الأوحد المتاح لشراء الحوائج والطعام.
٣- تمثل هذه الأسواق بؤرة تجمع لأفراد الميليشيا ومحرك اساسي في نشاط الميليشيا الاقتصادي لتمويل حربها وتشجع على حركة التجنيد.
بالتسبة للنقطة الأولى، لا يمكننا أن نقول بأن استهداف هذه الأسواق -بالطيران- مشروع لأن عقوبة السرقة ليست القصف الجوي.
أما بالنسبة للنقطة الثانية، والتي تبدوا منطقية، فبحسب حديثي مع مجموعة من الأفراد في تلك المناطق وفهمي لطبيعة النشاط الاقتصادي لهذه الأسواق، فإنها وبعد ٥ أشهر من الحرب صارت مقتصرة على تداول المسروقات غير الاستهلاكية مثل الأثاثات والأدوات الكهربائية، ووجدت المواد الاستهلاكية المنهوبة سلاسل إمداد مختلفة تتحرك بها داخل مناطق سيطرة الميليشيا ومعظم المنهوبات الغذائية انتقلت لخارج الولاية وتبقى البعض منها ينتشر داخل الخرطوم.
بالنسبة للنقطة الأخيرة، فهي تمثل أكثر النقاط المهمة، فتعطيل الموارد الاقتصادية للميليشيا داخلياً وخارجياً أمر مهم، وضرب مثل هذه الأسواق يعطل دخل الميليشيا ويقلل من حركة التجنيد التي تعتمد على نظام الغنيمة التي تباع في هذه الأسواق كحافز أساسي، ولكن أعتقد أن الجيش لم يتبع إجراءات صحيحة في عمليات الاستهداف هذه.
فالدولة لم تعلن حالة الطوارئ في الخرطوم أو السودان، ولم تمنع التجمهر أو التجمع، كما أن الدولة لم تعلن هذه الأسواق أهداف مشروعة للاستهداف بسبب تواجد الميليشيا فيها، وحديث ياسر العطا لا يعتبر إلا حديثاً أمام جنوده بصفته العسكرية ولا يمكن أن يلام من لم يأخذ به.
إذا ما أراد الجيش استهداف مثل هذه البؤر التي تتبع للميليشيا فيجب على الدولة أولاً إعلان حالة الطوارئ واتخاذ قرارات بمنع التجمهر والتجمع كما يجب أن تستعرض كل الأهداف التي تعتبر مشروعة واسبابها قبل الشروع في الهجوم عليها.
رحم الله الشهداء والأبرياء ونصر قوات شعبنا المسلحة.
احمد الخليفة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: هذه الأسواق مثل هذه
إقرأ أيضاً:
“يتحدث في الڤيديو شخص مجهول”.. حركة جيش تحرير السودان تكذب ادعاءات المليشيا بانسلاخ 7 آلاف مقاتلاً
نفت حركة جيش تحرير السودان وبشكل قاطع تقارير اعلامية بثتها المليشيا المتمردة علي وسائط الاعلام تفيد بانضمام احد القادة الميدانيين بمعيته 7 آلاف مقاتلا الى صفوف المليشيا بجانب 200 عربة قتالية تابعة لقوات الحركة.وقال الناطق الرسمي بإسم حركة جيش تحرير السودان الصادق علي النور انه بعد إجراء اللازم تأكد لنا بأن هذا الشخص المعني جزء من مليشيا الدعم السريع، واضاف أنه بعد أن تلقت المليشيا الهزائم من كل حدبٍ وصوب وفي سبيل رفع معنويات قواتها المهزومة والمنهارة لجأوا الى تلك الفرية المفضوحة.واوضح النور في بيان صحفي أن كل قيادات الحركه العسكرية والمدنية معروفين بالأسماء والرتب، وأن القائد المزعوم الذي يتحدث في الڤيديو شخص مجهول لايعرفه ولم يسمع به أحد.واكد البيان أن حركة جيش تحرير السودان تقف على أرضية صلبة بقيادة موحدة ومنسجمة، يقودها القائد الأعلى والمشرف العام على القوة المشتركة مني أركو مناوي والقائد العام لقوات الحركة الفريق جمعة محمد حقار ضمن رؤية استراتيجية واضحة لتحرير البلاد من المليشيا والمرتزقة.واشار البيان ان الحركة تعمل ضمن تنسيق محكم مع القوات المسلحة السودانية، والقوة المشتركة، والمجتمع المحلي، بهدف فك الحصار عن مدينة الفاشر، وحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم بمساعدة الفارين من زمزم عبر اللجان التي شكلها حاكم اقليم دارفور .وذكر البيان ان ما يدعو للدهشة أن إنطلت هذه الكذبة الفطيرة على بعض الوسائط الاعلامية الكبيرة التي بثت هذا الڤيديو بإعتباره حقيقة دامغة، في وقت كان في مقدورها أن تتحقق وتتريث في نشر الخبر الكاذب مما يجعل مصداقيتها على المحك.ودعت الحركة جميع السودانيين الراغبين للبحث عن الحقيقة الدخول الى موقع الناطق الرسمي للحركه في شبكة الانترنت للحصول على مايودون من معلومات.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب