موقع النيلين:
2024-07-04@12:47:27 GMT

????عن مشروعية استهداف أسواق دقلو في السودان

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

????عن مشروعية استهداف أسواق دقلو في السودان


في الأيام القليلة الماضية تعرضت مجموعة من الأسواق في مناطق سيطرة ميليشيا الدعم السريع التي أشتهرت ببيع وتداول المسروقات من منازل ومخازن المواطنين المُهجّرين قصرياً، وتعرف هذه الأسواق بأسم “أسواق دقلو”.

بحسب متابعاتي فإن 3 من هذه الأسواق قد تعرضت للقصف (الكلاكلة، مايو، والحاج يوسف) وتبادل الجيش والدعم السريع التهم في استهداف هذه الأسواق، ولكن من تحليلي فيمكنني ترجيح أن أثنين منها (مايو والحاج يوسف) قد تعرضت للضرب من قِبل الجيش، أما بالنسبة لسوق دقلو في الكلاكلة فلم أتمكن من الحصول على معلومات كافية تؤكد من استهدف السوق نظراً لأن تلك المنطقة تشهد عمليات بالقرب منها في المحورين الشمالي الشرقي والجنوبي، ومن عادة الميليشيا إطلاق قذائف الهاون بعشوائية أثناء تحليق الطيران الحربي في محاولة لإلقاء اللوم على الجيش.

بالنسبة لسوق دقلو بمايو فبالنظر إلى حجم الدمار والخسائر البشرية، فيبدوا أن السوق تعرض للضرب في ساعة ذروة باستخدام صواريخ S-5 التي تُطلقها الطائرات التابعة لسلاح الجو مثل سوخوي Su-24، كما يمكن أن يكون أحد الانفجارات ناتج عن تفجير صاروخ FN-6 المضاد للطائرات الذي ظهر عند الميليشيا بجنوب الخرطوم.

أما بالنسبة لسوق دقلو بالحاج يوسف، فبرغم أن الضرب كان باستخدام مسيرات إسقاط عمودي التي تطلق نفس قذائف الهاون التي تستخدمها الميليشيا في عملية التهجير القصري مما يجعل التفريق بين ضربات الجيش والميليشيا عملية ليست سهلة، ولكن ما يرجح أن الاستهداف كان من قبل الجيش هو أمران: نشاط حركة مسيرات الجيش في ذلك اليوم و أن الأهداف كانت لتجمعات أفراد الميليشيا ومنها الضربة التي أظهرت تجمع أفراد للميليشيا عند “ست شاي” مدججين باسلحتهم ونشروا مقطع مصور لهم من تلك المنطقة وتم استهدافهم فيها مما أدى لهلاك أفراد الميليشيا.

للحديث عن مشروعية استهدف هذه الأسواق من قبل الجيش، يجب أن نحاول تفكيك طبيعة هذه الأسواق، وأعتقد أن هناك 3 نقاط أساسية في هذا السياق:

١- تمثل هذه الأسواق بؤرة لبيع وشراء وتبادل المنهوبات وهو أمر غير مشروع.
٢- بالنسبة لبعض المواطنين، فإن هذه الأسواق هي الخيار الأوحد المتاح لشراء الحوائج والطعام.

٣- تمثل هذه الأسواق بؤرة تجمع لأفراد الميليشيا ومحرك اساسي في نشاط الميليشيا الاقتصادي لتمويل حربها وتشجع على حركة التجنيد.

بالتسبة للنقطة الأولى، لا يمكننا أن نقول بأن استهداف هذه الأسواق -بالطيران- مشروع لأن عقوبة السرقة ليست القصف الجوي.

أما بالنسبة للنقطة الثانية، والتي تبدوا منطقية، فبحسب حديثي مع مجموعة من الأفراد في تلك المناطق وفهمي لطبيعة النشاط الاقتصادي لهذه الأسواق، فإنها وبعد ٥ أشهر من الحرب صارت مقتصرة على تداول المسروقات غير الاستهلاكية مثل الأثاثات والأدوات الكهربائية، ووجدت المواد الاستهلاكية المنهوبة سلاسل إمداد مختلفة تتحرك بها داخل مناطق سيطرة الميليشيا ومعظم المنهوبات الغذائية انتقلت لخارج الولاية وتبقى البعض منها ينتشر داخل الخرطوم.

بالنسبة للنقطة الأخيرة، فهي تمثل أكثر النقاط المهمة، فتعطيل الموارد الاقتصادية للميليشيا داخلياً وخارجياً أمر مهم، وضرب مثل هذه الأسواق يعطل دخل الميليشيا ويقلل من حركة التجنيد التي تعتمد على نظام الغنيمة التي تباع في هذه الأسواق كحافز أساسي، ولكن أعتقد أن الجيش لم يتبع إجراءات صحيحة في عمليات الاستهداف هذه.

فالدولة لم تعلن حالة الطوارئ في الخرطوم أو السودان، ولم تمنع التجمهر أو التجمع، كما أن الدولة لم تعلن هذه الأسواق أهداف مشروعة للاستهداف بسبب تواجد الميليشيا فيها، وحديث ياسر العطا لا يعتبر إلا حديثاً أمام جنوده بصفته العسكرية ولا يمكن أن يلام من لم يأخذ به.

إذا ما أراد الجيش استهداف مثل هذه البؤر التي تتبع للميليشيا فيجب على الدولة أولاً إعلان حالة الطوارئ واتخاذ قرارات بمنع التجمهر والتجمع كما يجب أن تستعرض كل الأهداف التي تعتبر مشروعة واسبابها قبل الشروع في الهجوم عليها.
رحم الله الشهداء والأبرياء ونصر قوات شعبنا المسلحة.

احمد الخليفة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه الأسواق مثل هذه

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يحدد 4 شروط للتفاوض مع الدعم السريع

وضع الجيش السوداني الأربعاء شروطا لأي تفاوض مع قوات الدعم السريع يفضي إلى نهاية الحرب، وقال إن استعادة السيطرة على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار جنوب شرقي البلاد مسألة أيام فقط.

وقال ياسر عطا مساعد القائد العام للجيش إن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي يسعى إلى تغيير التركيبة الديمغرافية في السودان.

ونفى وجود أي خطط للقاء بين قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وحميدتي، وذلك ردا على تقارير تحدثت عن عقد لقاء بينهما قريبا في أوغندا.

وأشار إلى أن أي تفاوض مع قوات الدعم السريع يفضي إلى نهاية الحرب يجب أن تسبقه الاستجابة لعدد من الشروط.

وردا على سؤال للجزيرة نت، أوضح العطا أن شروط الجيش للتفاوض مع الدعم السريع هي:

-استسلام قوات الدعم السريع، "وقد تم تحديد 5 معسكرات لنقل قواتهم إليها مع تعهد بعدم التعرض لهم أو استهدافهم ما داموا في تلك المواقع".

-الانسحاب من كافة المناطق السكنية وإخلاء المباني التي سيطروا عليها خلال الأشهر الماضية.

-تسليم الأسلحة والمعدات القتالية، وإعادة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، وتسليم المتابعين قضائيا بتهم تتعلق بالانتهاكات التي حدثت خلال الفترة الماضية "والتي شملت أعمال النهب وجرائم الاغتصاب والتعدي على حقوق المواطنين".

وقال إنه لن يكون هناك وجود سياسي أو عسكري لقوات الدعم مستقبلا في القوات المسلحة.

وتعهد مساعد قائد الجيش بجبر الضرر وتقديم التعويضات المناسبة "لكل من استهدفتهم جرائم قوات الدعم خلال الفترة الماضية"، وقال إن الجيش سيعين حكومة مستقلة تشرف على تسيير الأمور اليومية، على أن يواصل تولي السلطة إلى غاية تنظيم انتخابات.

وتحدث عطا لوفد من الإعلاميين في منطقة واد سيدنا العسكرية بأم درمان عن تفاصيل الحرب التي تشهدها السودان منذ نحو 15 شهرا.

الخطة والتمويل

وأكد أن قوات الدعم السريع كانت تخطط من خلال حربها وسعيها للاستيلاء على السلطة لتهميش أكثر من 500 قبيلة في السودان وحصر السلطة في فئة قليلة من المجتمع السوداني.

وأشار إلى أن خطط الدعم تلاقت مع خطط دول أخرى باستهداف لم شمل عرب الشتات في السودان على حساب قبائل السودان الأصلية ذات الأصول الأفريقية.

واتهم عطا الإمارات بالوقوف خلف قوات الدعم السريع بتوفير مختلف أشكال المساندة عبر تدفق الأموال والأسلحة والمرتزقة الذين يتم تجنيدهم من مناطق مختلفة، على حد قوله.

ونقل عطا اعترافا لأحد رؤساء الدول المجاورة للسودان أكد فيه أنه سمح بمرور أسلحة لصالح قوات الدعم مقابل وعود بمليارات الدولارات ولم يتلق منها سوى 750 مليونا، مع وعد بمنح باقي المبلغ على أقساط.

وبخصوص آخر تطورات الحرب التي اقتربت من شهرها الـ15، قال إن قوات الدعم السريع احتلت جبل موية ومدينة سنجة.

وأكد أن العمل جار لتجهيز قوات دعم من جبهات مختلفة ستصل إلى المنطقة تباعا من أجل مواجهة مسلحي قوات الدعم.

مقالات مشابهة

  • أسعار الأسماك اليوم الخميس 4-7-2024 في أسواق الدقهلية
  • الإعلام ومآلات حسم الحرب في السودان
  • الدولار يحلق في أسواق بغداد متجاوزا حاجز الـ 149
  • الجيش السوداني يحدد 4 شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • الجيش: قوّاتنا دحرت في (الميرم) بفضل الله صباح اليوم هجوماً غادراً من مليشيا آل دقلو الإرهابية
  • حركة عبدالواحد: 5 ملايين مواطن ونازح بأراضينا معرضين للموت جوعًا
  • إما أن ينتصر الجيش وإما أن ننسى أن لنا بلدا اسمه السودان
  • التصعيد وتمهيد الطريق إلي جدة
  • الجيش حاليّا قاعد ينتصر بقوّة الحق، لا قوّة السلاح
  • لا يحق لقائد الجيش تشكيل حكومة