انتفاضة الحاخامات يفوز بالجائزة الكبرى لأيام الجزيرة الوثائقية بدورتها الثانية
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
فاز فيلم "انتفاضة الحاخامات" للمخرجة هيثر تينزر بالجائزة الكبرى (25 ألف دولار أميركي) للجزيرة الوثائقية في فئة الإنتاج المشترك لأفضل مشروع قيد التطوير، ضمن فعاليات الدورة الثانية من "أيام الجزيرة الوثائقية" مساء الاثنين الماضي 11 سبتمبر/أيلول الجاري.
ونال فيلم "حتى يتوقف الطنين" للمخرج السوري عبد القادر حبك، جائزة فئة الأعمال قيد التنفيذ والبالغة 15 ألف دولار مقدمة من قناة الجزيرة الوثائقية، أما في قائمة جائزة نجوم البلقان، فقد فاز فيلم "لا أريد" للمخرج هانيس باغوشوف، بالجائزة البالغة 10 آلاف دولار مقدمة من قناة الجزيرة بلقان.
يتابع الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى رحلة 4 حاخامات يهود من جماعة "ناطوري كارتا“ ويرصد ما يقدموه للقضية الفلسطينية في مختلف بلدان العالم، وقصتهم في الدفاع عن حرية الفلسطينيين.
كما يحكي الفيلم قصة منتجته ومخرجته اليهودية هيثر تينزر التي أحبت إسرائيل في طفولتها، وكان لديها حلم زيارة القدس والتعرف إلى الدولة اليهودية عن قرب، إلا أن الكم الهائل من العنف الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين دفعها للبحث في طريقة تعبر فيها عن رفضها للعنف وللمطالبة بحياة أفضل للفلسطينيين.
ورغم أن المخرجة من خلفية يهودية متدينة، داعمة لإسرائيل ومشاركة في كثير من النشاطات الداعمة لسياساتها، جاء الفيلم محاولة للتخلص من العيش في فقاعة أيديولوجية رافقت المخرجة فترة طويلة من حياتها حتى قررت مواجهتها في النهاية والحديث عنها.
قادها البحث بعد ذلك إلى جماعة "ناطوري كارتا" وتعني "حارس المدينة" باللغة الآرامية (لغة سامية شرق أوسطية قديمة)، وهي حركة يهودية مناهضة للصهيونية وضد قيام دولة إسرائيل، لترافق 4 من حاخامات الحركة خلال مؤتمراتهم أو زياراتهم الميدانية لبعض الدول.
يبدأ الفيلم بعرض مسيرة يهودية في الولايات المتحدة الأميركية، وينتقل مباشرة لعرض مظاهرة مناوئة لهذه المسيرة، يقودها متدينون يهود يحملون الأعلام الفلسطينية، ويهتفون لحرية فلسطين.
ويعرض الفيلم مشاهد أرشيفية من وصول الجماعة إلى مدينة غزة المحاصرة ولقائهم بعض القيادات الفلسطينية هناك، ومطالبتهم بتحقيق سلام عادل للفلسطينيين، منطلقين من فكرة أن هذه الممارسات مستهجنة في الديانة اليهودية التي تنص على تحريم القتل والظلم.
تقول المخرجة هيثر تينزر إنها تود أن تحكي قصتها كيف عرفت عن هذه الجماعة وسافرت معهم إلى عدة دول عربية، وكيف يتم استقبالهم من قبل المجتمعات العربية والإسلامية والعربية، والتواصل الذي تخلقه مثل هذه التحركات.
وتؤمن المخرجة أنه أصبح عليها الآن عبء أكبر، لكشف كمية الظلم التي يتعرض لها عدد من أبناء جلدتها من اليهود على يد المنظمات الصهيونية، وذلك لمطالبتهم بالعدالة للشعب الفلسطيني. كما تؤمن أن هذه الرسالة يجب أن تصل إلى اليهود قبل غيرهم.
تسعى المخرجة للحصول على 451 ألف دولار أميركي لإتمام الفيلم، جمعت منها حتى الآن قرابة 175 ألف دولار، فيما تستمر في البحث عن تمويل بقية المبلغ من خلال المؤسسات الراعية لصناع الأفلام حول العالم.
مهرجان الجزيرة بلقان السادسواختتمت في العاصمة البوسنية سراييفو الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول الجاري أعمال مهرجان الجزيرة بلقان السادس للأفلام الوثائقية الذي نظمته شبكة الجزيرة الإعلامية.
وسلّط الحدث الثقافي والفني الضوء على القصص المرتكزة على الإنسان في مناطق جنوب شرق أوروبا، ومنطقة القوقاز والشرق الأوسط، وهو ما انعكس من خلال مشاركة شركات الإنتاج وقنوات البث الفضائي ومتخصصين من مختلف المؤسسات الإعلامية.
وبالتزامن مع أعمال المهرجان نُظمت النسخة الثانية من "أيام الجزيرة الوثائقية" وقُدمت خلالها مجموعة متنوعة من مشاريع الأفلام للجنة تحكيم متخصصة في الصناعة الوثائقية لتقييم الأفلام وتقديم الدعم اللازم لها.
ويقول مدير "أيام الجزيرة الوثائقية" عادل الكسيكسي "إن الحدث يشكل فرصة لصناع الأفلام والمخرجين لعرض أفكارهم ومشاريعهم وتلقي الدعم من زملائهم في الصناعة الوثائقية".
وتعتبر "أيام الجزيرة الوثائقية" فرصة فريدة للمخرجين الشباب الباحثين عن تمويل لمشاريعهم، حيث تبلغ القيمة المالية لجوائز هذه السنة 70 ألف دولار أميركي، بالإضافة لجوائز نقدية بقيمة 20 ألف دولار، قدمت من قبل الشركاء والرعاة.
ليست الجوائز المالية وحدها ما يجذب المخرجين وصناع الأفلام الوثائقية، حيث تشارك الخبرات بين أبناء الصناعة في جلسات نقاشية مطولة، يحصل فيها المخرجون على التوجيه والدعم الفني والتقني اللازم من خلال عدد من المخرجين أصحاب الخبرات الطويلة.
من جانبها، عبرت ماريا سيد منتجة فيلم "جانا" للجزيرة نت عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان، وقالت إنه "على الرغم من أن تصوير فيلمنا شارف على الانتهاء، فإن النصائح والإرشادات التي تلقيناها من قادة الصناعة الوثائقية خلال الأيام الثلاثة الماضية، كانت كفيلة بمنحنا الكثير من الأفكار التي ستساعدنا على إنهاء الفيلم إخراجيا وتحريريا".
وقال رئيس مهرجان الجزيرة بلقان للأفلام الوثائقية أدهم فوتشو "لقد كان هذا حدثا استثنائيا استطعنا أن نميز أنفسنا عن الكم الهائل من المهرجانات المختلفة، من خلال جذب أهم صناع القرار في مختلف المؤسسات الإعلامية، أصبحنا أفضل حدث وثائقي في المنطقة الممتدة من إيطاليا إلى اليونان".
وعلى هامش المهرجان، نظم القطاع الرقمي في شبكة الجزيرة الإعلامية ورشة تعريفية بالمشاريع الجديدة التي يعمل عليها القطاع، قدم خلالها أبرز ما يميز المحتوى الإعلامي الذي سيتاح لمتصفحي المنصات الجديدة، ومجالات التعاون والعمل المشترك الممكنة مع صناع الأفلام ومنتجي الوثائقيات من أنحاء العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ألف دولار من خلال
إقرأ أيضاً:
انتفاضة كردستان.. ماذا ربح الكرد وماذا خسروا بعد ثلاثة عقود من الحكم الذاتي؟
بغداد اليوم - كردستان
في الذكرى السنوية لانتفاضة كردستان ضد نظام صدام حسين، والتي استطاعوا بعدها من الحصول على الحكم الذاتي، وشكلوا إقليم كردستان، الذي ضم فيما بعد 3 محافظات، هي أربيل، ودهوك، والسليمانية.
ويأتي السؤال الأبرز عن ماذا ربح الكرد وماذا خسروا؟، وذلك بعد ثلاثة عقود ونيف من الاستقلال شبه الذاتي فمازالوا يعانون من تصدعات وانشقاقات داخل البيت الكردي، وايضاً أزمات مالية واقتصادية منذ عقد من الزمن وتراجع الاقتصاد والاستثمار وانعدام فرص العمل واستمرار الهجرة، وانقسامهم على دول إقليمية وغربية مثل ايران وتركيا وأمريكا.
أزمات خانقة
ويعيش إقليم كردستان منذ سنوات أزمة مالية خانقة، أثرت على جميع مفاصل الحياة، الاقتصادية، والاجتماعية، اضطر بسببها الآلاف من الشباب إلى أتباع طريق الهجرة إلى أوربا، بالرغم من مخاطرها الكبيرة.
فيما يعيش الكرد سلسلة أزمات متوالية، وعلاقات متوترة مع العاصمة بغداد، فضلاً عن تراجع كبير في مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، وارتفاع في معدلات الضرائب، ونسب الفقر، والبطالة.
وهنا يؤكد النائب الكردي السابق غالب محمد أن، الشعب الكردي الذي قارع النظام الدكتاتوري، كان يأمل أن يشكل نموذجا للحرية، وبناء المؤسسات.
ولفت في حديثه لـ "بغداد اليوم" أنه "بعد 34 عاماً، فإن أحزاب السلطة الكردية فشلت في إدارة السلطة، وأعادت كردستان سنوات إلى الوراء، بسبب الفساد، والسرقات، وقمع الحريات، والاعتقالات التعسفية، وهم لا يختلفون في أفعالهم عما كان يفعله نظام صدام حسين، مع قمر للحريات، وسرقات، وجرائم كبيرة".
من يتحمل الفشل
من جهة أخرى اعترف القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي بالفشل بإدارة إقليم كردستان، لكنه حمل هذا الفشل للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
وبين في حديثه لـ "بغداد اليوم" إلى أنه "منذ عام 1992 وإدارة إقليم كردستان بيد الحزب الديمقراطي، إلا في عامين تولى برهم صالح وهو قيادي في الاتحاد الوطني، رئاسة الوزراء في كردستان، وحقق نجاحات كبيرة".
وأشار إلى أن "الملفات الحساسة، مثل النفط، والاقتصاد، والسياسة الخارجية بيد الحزب الديمقراطي، ولهذا فهو من يتحمل الفشل الذي وصل له الوضع، وخاصة في السنوات الأخيرة، التي تلت الحرب على داعش، حيث بات المواطن، وخاصة من الجيل الجديد، يقارن بين الوضع في الإقليم، والوضع في الدول الأخرى".
وأكد أنه "على الرغم من حالة الفشل والخلافات، والأزمات، لكن يبقى الوضع الحالي أفضل بألف مرة من حكم نظام البعث، والجرائم التي ارتكبها ضد الكرد، وباقي المكونات".
وتابع أن "وجود عدد من القيادات البعثية وعوائلهم في الإقليم، يعود لسياسة الحزب الديمقراطي، الذي احتضن هؤلاء، بالرغم من الجرائم التي ارتكبها البعث ضد الكرد، وسكان أربيل، وعائلة البارزاني نفسهم".
ويصادف اليوم الخامس من آذار ذكرى الانتفاضة التي بدأت من قضاء رانيا بمحافة السليمانية، ضد نظام صدام حسين.
وأكد زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، أن انتفاضة آذار عام 1991 أثبتت حقيقةَ أن مصير الاحتلال والطغيان إلى زوال مهما بلغت قوتهما، وأن الغلبة ستكون لإرادة وعزيمة شعب كردستان.
يشار الى ان اقليم كوردستان قاد انتفاضة في العام 1991 ضد نظام صدام حسين مما اضطر الكثير من السكان إلى الفرار والنزوح من البلاد ليصبحوا لاجئين في المناطق الحدودية مع إيران وتركيا.
وفي العام 1991 أنشئت في الإقليم منطقة حظر الطيران بعد حرب الخليج الثانية، مما شكل ملاذًا آمنًا سهل عودة اللاجئين الكرد، بعد تشكيل الحكم الذاتي.
لماذا يحتضن الإقليم القيادات البعثية
في سياق آخر فإن عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفا محمد كريم يرى بأنه إذا كانت هنالك حالات سلبية، فهذا لا يعني حجم الانتصار والمكاسب التي حققها الكرد بعد الانتفاضة.
وذكر في حديثه لـ "بغداد اليوم" أن "الكرد ظلمتهم الجغرافية وطبيعة المنطقة، وكلما حاولنا تأسيس كيان مستقل يتمتع بالتطور، نتعرض لحرب من دول الجوار، ومن السلطة الموجودة في بغداد، سواءً في عهد صدام حسين، أو ما بعد عام 2003".
وأردف أنه "على الرغم من المشاكل التي عاشها إقليم كردستان، فضلاً جغرافية المنطقة التي ظلمته، لكنه استطاع من التطور، من النواحي الاقتصادية، والأمنية، وتصدى لتنظيم داعش، وحقق تطوراً عمرانياً كبيراً".
وفيما يخص السؤال حول وجود قيادات بعثية تعيش في كردستان أشار إلى أن "الحزب الديقراطي عمل بمبدأ عفا الله عما سلف، ولا يمكن العقاب الجماعي لملايين العراقيين الذين انتموا للبعث، ونحن نفرق بين من ارتكب جريمة، وتلطخت أيديه بالدماء، وبين من انتمى للبعث لمجرد الانتماء، ولهذا فإن الآلاف يعيشون بأمن وسلام، وخوفاً على حياتهم من المخاطر، وخشية الاغتيال".
حلم الدولة العصرية
الكاتب والصحفي سامان نوح يؤكد أنه، في الذكرى 34 للانتفاضة الكردية، هناك خيبات ومرارات يشعر بها المواطن الكردي، فالكثير من الأحلام والتطلعات الكردية تبددت.
وقال في حديثه لـ "بغداد اليوم" إنه "قبل 10 او 12 سنة كان القادة الكرد يتحدثون عن ترسيخ أسس بناء الدولة الكردية الموعودة، كان الإقليم محور الحراك السياسي في العراق، يوجه القرارات ويحدد مسار الحكومات، ويصنع الملوك، كان الاقليم على طريق ازدهار لافت، حركة البناء والاعمار والتحديث تجدها في كل مكان، كانت البطالة في أدنى درجاتها، وفرص العمل في الاقليم تستقطب مئات الآلاف من خارج كردستان، اليوم الصورة مغايرة، الاقليم الكردي في أضعف حالاته، يعاني من أزمات سياسية، ادارية، اقتصادية، وحتى ثقافية اجتماعية، لايوجد برلمان فهو معطل منذ نحو عامين، بمعنى تعطل الدور التشريعي والرقابي، ولا توجد حكومة موحدة على الأرض".
وأضاف أن "جزءاً كبيراً من منجزات ومكتسبات انتفاضة 1991، بعد التضحيات الكردية الكبيرة طوال عقود والتي تجسدت بعشرات آلاف الضحايا، باتت مهددة اليوم نتيجة الخلافات بين الحزبين الكرديين الحاكمين (الديمقراطي والاتحادي) والمبنية على مصالح حزبية وشخصية، وليس على رؤى فكرية وسياسية او ايديلوجية. غياب المؤسسات وتداخل السلطات وضعف المجتمع المدني وغياب المساءلة مع تغول المصالح الحزبية والفئوية التي جاءت في الغالب على حساب المصلحة القومية، باتت تؤثر على كل مجالات الحياة في كردستان، حتى كدنا لا نجد احتفاء كرديا شعبيا بالانتفاضة".
وتابع سامان، هذا الواقع، الذي يؤثر على قوة الاقليم داخليا، كما على حضوره ودوره في بغداد، هو محل قلق كبير، ويتطلب مراجعات عميقة، ونقاشات داخلية يفترض ان تنتهي بمعالجات حقيقية، لكننا لا نجد فعليا شيئا من ذلك، وهو ما يجعل المواطن الكردي يشعر باحباط وألم وخوف من ما يحمله المستقبل، على الرغم من الفرص التي تخلقها اليوم تغير المعادلات الاقليمية، والتي يمكن اذا ما تم استغلالها كرديا بعد انهاء الخلافات الداخلية وتوحيد المواقف، ان تشكل انطلاقة جديدة للاقليم الكردي بما يرسخ فيدراليته المقرة دستوريا واستقلاله السياسي وحتى الاقتصادي.
إلى ذلك يقول عضو حزب العدل الإسلامي لقمان عبد الله إنه، للأسف فقد فشلت أحزاب السلطة الحاكمة من تأسيس نواة حقيقية لكيان نموذجي.
مؤكداً في حديثه لـ "بغداد اليوم" أنه "على الرغم من الفرص التي حصلوا عليها، لكنهم فشلوا في تحقيق حلم الشعب الكردي، ببناء مؤسسات الدولة، ومازالت عوائل السلطة هي التي تتنعم بالخيرات، وتتقاسم الثروات، وتمارس القمع والاضطهاد والسرقات، فيما يعيش الشعب الكردي حالة الفقر والأزمات المتعددة".