تعد فرنسا من أشد الداعمين لمصر خلال العقد الأخير وتحديدا مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، وهناك تطابق تام في الأفكار والرؤى بين القيادة السياسية داخل البلدين حيال عدد كبير من الملفات والقضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؛ كالتنمية ومكافحة الهجرة غير النظامية والإرهاب والفقر وغيرها من قضايا.

زيارة كاثرين كولونا مصر 

وتجمع القيادة السياسية المصرية علاقات طيبة برؤساء فرنسا السابقين والرئيس الحالي، ويوجد تناغم في وجهات النظر حيال الوضع الدولي والإقليمي، حيث تؤكد باريس دائما أهمية الدور الذي تلعبه القاهرة سياسيا واقتصاديا داخل القارة الإفريقية أو في منطقة جنوب المتوسط بوابة العبور إلى دول القارة العجوز.

ولم يغب الرئيس السيسي عن المائدة الفرنسية وكان حاضرا في اللقاءات والتجمعات التي تستضيفها باريس أو تشارك فيها خاصة تلك التي تبحث عن مخرج لأزمات القارة الإفريقية أو دول جنوب المتوسط أو دول الجوار المصري السياسية والاقتصادية والتنموية. حيث تتمتع القاهرة بعلاقات جيدة مع الجميع ولها ثقلها ودورها التاريخي والذي يحظى بثقة واحترام العالم.

ويحرص المسؤولون داخل البلدين على تجديد العلاقات من خلال تبادل اللقاءات والزيارات والتي كان آخرها زيارة وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا مصر الخميس، ولقاء الرئيس السيسي ووزير الخارجية السفير سامح شكري، حيث عقدت جولة مباحثات مهمة تم خلالها مناقشة عدد من الملفات الهامة بالنسبة للبلدين ولأفريقيا ودول المتوسط كافة، حيث أكدت "كولونا"، إن فرنسا تقدر التحرك المصرى الداعم لبلادها لتوفير الغاز والطاقة العام الماضي، متوجها بالشكر والتقدير لمصر ودورها الكبير في المنطقة: "نحن ممتنون لكم وأقول ذلك بدون مواربة على دعمنا العاجل بالغاز العام الماضي دون تأخر".

ويقول الكاتب الصحفي خالد شقير رئيس جمعية مصر فرنسا 2000، إن العلاقات ببن القاهرة وباريس تشهد تطورا كبيرا منذ تولي الرئيس السيسي الحكم عام 2014، على كافة المستويات وهناك تنسيق كبير وتشاور مستمر بين قيادات البلدين حول عدد من الملفات الهامة على رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية وأمن المتوسط، مشيرا إلى أن فرنسا تحرص على الاستماع إلى رؤية مصر فيما يتعلق بالحفاظ على أمن دول المتوسط خاصة مع تزايد الهجرة غير الشريعة والجرينة المنظمة، وهذا ما أشار إليه الرئيس السيسي خلال مشاركته في أعمال قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي عقدت في مدينة بياريتز الفرنسية عام 2019، حيث انتبه حينها الرئيس ماكرون، جيدا لما جاء في هذه الكلمة من رسائل وبدأت باريس توجه دفة التنمية نحو دول جنوب المتوسط.

وزيرة الخارجية الفرنسية

ويضيف شقير - في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى مصر جاءت كتأكيد لعمق وقوة هذه العلاقات بين القاهرة وباريس وظهر ذلك من خلال الصورة التي وضعتها للعاصمة المصرية القاهرة على حسابها بمنصة "x" للتغريدات القصيرة، وكتبت معلقة: "مزيد من التعاون مع شريك استراتيجي مهم في منطقة الشرق الأوسط"، مؤكدا أن فرنسا تراهن على مصر في عدة ملفات بالمنطقة منها الملف الليبي، فوجهة النظر بين البلدين تجاه القضايا الدولية متقاربة جدا، وباريس حريصة على التعاون مع القاهرة ورفع عدد الشركات الفرنسية في مصر خاصة بعد أزمة الطاقة التي نتجت عن الحرب الروسية الأوكرانية، ولهذا التقى وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير، القيادة السياسية المصرية العام الماضي؛ وبحثا تنشيط العلاقات الاقتصادية، هذا بالإضافة إلى التعاون العسكري فيما ببن البلدين، فالأمر لا يتوقف على شراء الأسلحة والطائرات الحديثة ولكن توجد تدريبات تجمع جيشي البلدين سواء بريا أو بحريا أو جويا وهناك تنسيق لمكافحة الإرهاب والجريمة داخل المتوسط.

ويؤكد شقير، إن الفرنسيين مولعين بالحضارة والثقافة المصرية القديمة ولذلك جاء معرض رمسيس الثاني الذي أقيم لمدة 5 أشهر في فرنسا تحت عنوان "رمسيس وذهب الفراعنة" متضمنا جولة داخل 10 مدن فرنسية، كتعبير عن حب وتقدير الشعب الفرنسي لحضارتنا، مشيدا بدور السفير المصري في باريس علاء يوسف، الذي استثمر هذه الفعاليات المهمة جيدا، لدرجة أن أحد أهم الكتاب الفرنسيين في جريدة "لو فيغارو" أشاد بدور السفير يوسف في استثمار مثل هذه الفعاليات الثقافية لتنمية العلاقات بين القاهرة وباريس من جميع الجوانب وبخاصة الجانب السياسي ولهذا حصل سفيرنا على لقب عميد سفراء العالم في فرنسا، وهذه شهادة وإشادة بدوره الكبير الراقي في هذا الأمر.

ويلفت الصحفي المتخصص بالشؤون الفرنسية إلى أن الوزيرة الفرنسية أكدت خلال لقاءاتها بالمسؤولين المصريين دعم بلادها الكامل لمصر وبصفة خاصة على المستوى الاقتصادي وما يتعلق بأزمة الديون الخارجية، مشددا على أن باريس ستعمل على مساعدة القاهرة للتخفيف من وطأة هذه الديون عليها، وذلك من خلال ما تتمتع به من نفوذ وثقل سياسي على الصعيدين الأوروبي والدولي سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو داخل المؤسسات الدولية المانحة، كصندوق النقد الدولي، فمصر لها أهمية كبيرة بالنسبة لفرنسا سواء داخل القارة الإفريقية أو منطقة جنوب المتوسط، معقبا: "هذا الأمر هام جدا للقاهرة وتتطابق فكرة تخفيف الديون مع رؤية البلدين في رفع أو تقليل الأعباء التي تقف كحجر عثرة أمام تحقيق طموحات الدول النامية في مكافحة الفقر والتغيرات المناخية وغيرها من التحديات، فالديون المتراكمة على الدول الناشئة تزيد من معاناتها الاقتصادية ويظهر ذلك في ارتفاع موجات الهجرة نحو الدول الأوروبية التي تخشى على نفسها من المهاجرين".

ويشير شقير: الوزيرة الفرنسية تطرقت إلى الحرب الروسية الأوكرانية وسعي بلادها لحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية قبل اندلاع الحرب التي قاربت على دخول عامها الثالث، فالرئيس ماكرون هو صاحب مقولة لا لإذلال روسيا، ولكن الأزمة تفاقمت ولم تنجح معها الطرق الدبلوماسية وكان لها أثارها السلبية على الدول الأوروبية خاصة فرنسا التي تعاني من أزمة طاقة كبيرة، موضحا: "ربما تسعى باريس التي تدعم كييف بقوة ضد موسكو لاستثمار علاقات القاهرة الجيدة مع موسكو في لعب دور في حلحلة الأمور وهذا أمر هام جدا، فمشكلة الطاقة تؤرق الداخل الفرنسي ورفعت من الأعباء على كاهل المواطنين بعد رفع أسعار الغاز والكهرباء والمحروقات، إضافة إلى أن أزمة تعطل سلاسل الإمداد وتوريد تؤرق ملايين الناس حول العالم نتيجة تأثيرها على توافر مواد الغذاء والحبوب وتحديدا داخل الدول النامية وهذا ما تطرق إليه وزراء خارجية مصر وفرنسا".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا عبد الفتاح السيسي كاثرين كولونا سامح شكري وزيرة الخارجية الفرنسية الرئیس السیسی جنوب المتوسط

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يصل إلى إستونيا في زيارة رسمية

وصل وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله إلى تالين (عاصمة جمهورية إستونيا)، اليوم، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الأميركي أوضاع المنطقة

وفي وقت سابق، تلقى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، إذ جرى في أثناء الاتصال بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة على غرار الحرب في قطاع غزة، واليمن، والسودان.

وكان الأمير فيصل بن فرحان قد بحث في وقت سابق مع بلينكن سبل دعم الجهود الرامية إلى وقف تصعيد العمليات العسكرية في غزة ومحيطها، بالإضافة إلى الجهود المبذولة تجاه إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، بما يمنع تفاقم الأزمة الإنسانية.

إلى ذلك، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، أهمية تنفيذ القرارات الصادرة مؤخرًا من مجلس الأمن الدولي، بشأن مقترح الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، قائلًا: تجدد السعودية دعوتها للمجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، لتمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من الحصول على حقوقه المشروعة، وليتحقق السلام الشامل والعادل والدائم.

 

مقالات مشابهة

  • غرفة القاهرة: فصل التجارة الخارجية عن وزارة الصناعة يصب في صالح المصدرين
  • وزير الخارجية يصل إلى إستونيا في زيارة رسمية
  • السفير الإثيوبي يؤدي زيارة وداع لعطاف
  • من هو محمود عصمت؟ وزير الكهرباء والطاقة المتجددة
  • دخول 10 منشآت صناعية وحرفية جديدة بالعمل في السويداء
  • هيئة الرعاية الصحية تستقبل وفد الوكالة الفرنسية في زيارة للمنشآت الصحية ببورسعيد
  • جون أفريك: زيارة حموشي إلى باريس مؤشر قوي على عودة دفئ العلاقات بين المغرب وفرنسا
  • مؤتمر للجنة التنسيق اللبنانيّة - الفرنسيّة: لتطبيق الدستور اللبناني قبل النظر في أي تعديل محتمل
  • بسبب أزمة القمح والطاقة.. مخاوف من ارتفاع أسعار "الباغيت" في فرنسا
  • فرانس برس: مقتل 3 أشخاص في تحطم طائرة خفيفة خارج باريس