الخلاف بين السعودية والإمارات يتصاعد حول مصير اليمن، حيث يسعى كل منهما للسيطرة على البلد الذي يعاني من الحرب منذ سنوات، فيما يهدد هذا الخلاف جهود الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.

هكذا يتحدث تقرير لوكالة "بلومبرج" ترجمه "الخليج الجديد"، نقلا عن 4 مصادر، قالوا إن الانقسامات بين السعودية والإمارات حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه اليمن بعد الحرب تهدد الهدنة الهشة مع الحوثيين.

وأضافت المصادر، أن هذا الخلاف "يهدد بالتصعيد إلى جولة جديدة من إراقة الدماء بين الجماعات الوكيلة المدعومة من الإمارات من جهة، والسعودية من جهة أخرى، والمشاركة بشكل مباشر في الأحداث على الأرض".

وتصاعدت التوترات بين القوتين العربيتين الخليجيتين داخل وخارج ساحة المعركة اليمنية لسنوات، لكن الدعوات المتزايدة من قبل الانفصاليين اليمنيين المدعومين من الإمارات لإقامة دولة منفصلة في الجنوب أثارت غضب الرياض، التي تريد أن يبقى اليمن موحداً.

فيما تشعر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بـ"القلق من الخلاف، وتخشى أن يؤدي إلى تقوية إيران وإفشال هدفها الرئيسي المتمثل في إنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات"، حسبما قال مسؤول غربي كبير يتواصل مباشرة مع اللاعبين الرئيسيين المحليين والإقليميين والدوليين في الصراع.

وتضيف "بلومبرج" أن اليمن أصبح ساحة للسعودية والإمارات للتنافس وتصفية حساباتهما من خلال وكلاء محليين، مما يقلل من فرص التوصل إلى تسوية سياسية". حسب ما أفاد به أحد كبار المحللين اليمنيين في مجموعة الأزمات الدولية.

اقرأ أيضاً

بعد اليمن.. التنافس السعودي الإماراتي يحتدم في السودان ومصر تغير مساره

فيما قال مسؤول حكومي إماراتي إن أبوظبي تدعم بشكل كامل الجهود السعودية لإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، ووصف مزاعم التوترات بين الجارين بأنها "كاذبة بشكل قاطع".

يأتي هذا في وقت تستعد فيه السعودية لجولة جديدة من المحادثات مع قادة الحوثيين، الذين هددوا في وقت سابق باستئناف هجماتهم على المملكة، بما في ذلك مشروع نيوم العملاق، ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم بالتعويضات وحصة كبيرة من عائدات النفط والغاز.

ولم يرد مسؤولو الحكومة السعودية على الأسئلة المكتوبة ومكالمات المتابعة المتعددة.

واعتبر التقرير أن محاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جعل بلاده في موقع القيادة في المنطقة أدى الى مشاحنات مع الإمارات، وإحباط بشأن محاولة استبدال دبي كمركز تجاري في الشرق الأوسط وكذلك خلافات بشأن كيفية التعامل مع إيران.

ولفت التقرير إلى أن ذهاب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات عيدروس الزبيدي، إلى مدينة المكلا، وهو يرتدي ملابس أنيقة ويحيي أنصاره، تسبب بغضب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الذي بدا وكأنه يتحدى علنًا جهود بلاده لإنهاء الحرب الكارثية في الجوار، وفقًا لأشخاص مطلعين.

وحسب الوكالة، فإن الخلاف الرئيسي أيضًا يشمل السيطرة على محافظة حضرموت، موطن أجداد أبرز العائلات التجارية والمصرفية في السعودية.

اقرأ أيضاً

تصريحات أكاديمي سعودي يهاجم فيها دور الإمارات باليمن تثير جدلا

ويشترك اليمن مع السعودية في حدود طويلة يسهل اختراقها، وتنظر إليها الرياض على أنها جزء لا يتجزأ من أمنها، واحتمال قيام دولة تابعة للإمارات فيها لا يلقى قبولا جيدًا في المملكة.

وقال اثنان من أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي، إن قلقهما المشترك مع أبوظبي، هو أن الرياض ستنتهي في نهاية المطاف بتعزيز موقف الحوثيين وطهران من خلال تقديم تنازلات كبيرة بما في ذلك المساعدات المالية فقط من أجل إنهاء الحرب.

وأوضحا أن الأولوية بالنسبة لبن سلمان، هي تحييد جميع التهديدات التي تواجه رؤية 2030، وخطته الكبرى لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة، وتقليل اعتمادها على النفط، وهي تتفوق على جميع الاعتبارات الأخرى.

من جانبه، قال مستشار الحكومة السعودية في اليمن (طلب عدم كشف هويته)، إن الرياض ركزت بالفعل على ترسيخ الهدنة لكنها لم تستسلم لمطالب الحوثيين.

وأضاف أنه بينما تظل المجموعة الموالية لإيران هي الخصم والتهديد الأول في اليمن، هناك شعور متزايد في السعودية بأن أجندة الإمارات ومصالحها تقوض الجهود المبذولة لإنهاء الحرب.

في وقت قال مسؤول أمريكي (طلب عدم ذكر اسمه بسبب المناقشات الحساسة الجارية)، إن واشنطن تعمل من خلال "القنوات القائمة" نحو "وقف التصعيد والتوصل إلى حل دائم للصراع".

اقرأ أيضاً

إيكونوميست: التحدي الحوثي وخلافات السعودية والإمارات يهددان وحدة اليمن

ويعاني اليمن حرباً بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017، بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.

وازداد النزاع منذ مارس/آذار 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

وفي وقت سابق، أعلنت السعودية وإيران استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.

وجاء الاتفاق السعودي الإيراني عقب استضافة بكين في "الفترة من 6 ـ 10 مارس/آذار  مباحثات سعودية إيرانية، "استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبالاتفاق مع قيادتي المملكة والجمهورية الإيرانية ورغبة منهما في حل الخلافات"، وفق بيان ثلاثي مشترك.

وفي يناير/كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجاً على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها "الإرهاب".

اقرأ أيضاً

كارنيجي: معالجة المصالح البحرية المتضاربة للسعودية والإمارات شرط لإنهاء حرب اليمن

المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليمن الحرب في اليمن السعودية الإمارات خلافات السعودیة والإمارات لإنهاء الحرب اقرأ أیضا فی الیمن فی وقت

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تدرس إنهاء الحرب في غزة بشروط.. وتقدم مقترحًا جديدًا لتبادل الأسرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، الأحد، نقلًا عن مصدر سياسي، أن إسرائيل قد تبحث إنهاء الحرب إذا وافقت حركة حماس على خطة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

وأفادت القناة 13 العبرية بأن إسرائيل قدمت اقتراحًا يشمل إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف القتلى مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا في غزة.

من جانبها، نقلت هيئة البث العبرية عن مصادر مطلعة أن المفاوضات لم تحرز تقدمًا كبيرًا بسبب الفجوات بين مقترحات الوسطاء والمطالب الإسرائيلية، حيث تتركز نقاط الخلاف حول توقيت بدء مناقشات المرحلة الثانية من الاتفاق، ووقف الحرب، وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.

وأضافت المصادر أن حماس تطالب بضمانات دولية تلزم إسرائيل بعدم استئناف القتال بعد التوصل إلى اتفاق.

في المقابل، كشفت وسائل إعلام عبرية أن تل أبيب قدمت مقترحًا بديلًا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مما يشير إلى عدم قبولها الكامل للمقترح الذي طرحه الوسطاء. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن إسرائيل طلبت في مقترحها الجديد الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين محتجزين لدى حماس، بدلًا من 5 فقط كما ورد في المقترح المصري.

وأعربت تل أبيب عن أملها في التوصل إلى اتفاق تهدئة قبل حلول عيد الفصح اليهودي، الذي يمتد بين 12 و20 أبريل المقبل، فيما أكدت القناة 12 العبرية إحراز بعض التقدم رغم استمرار الخلافات حول عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم.

من جهتها، أعلنت حماس على لسان رئيس مكتبها في غزة، خليل الحية، أنها وافقت على مقترح جديد قدمته مصر وقطر، معربة عن أملها في ألا تضع إسرائيل عراقيل أمام تنفيذه، دون الكشف عن تفاصيل الاتفاق المقترح.

مقالات مشابهة

  • رغم الدعم لموسكو..الصين: مستعدون لدور بناء في إنهاء الحرب الأوكرانية
  • «ترامب» يكشف موعد زيارته إلى السعودية وقطر والإمارات
  • الصين تبدي استعدادها للتوسط في إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • ترامب: قد أزور السعودية و قطر والإمارات ودولا أخرى الشهر المقبل
  • إعلام عبري: إسرائيل ستناقش إنهاء الحرب على غزة بشرط واحد
  • إسرائيل تدرس إنهاء الحرب في غزة بشروط.. وتقدم مقترحًا جديدًا لتبادل الأسرى
  • لإنهاء الحرب.. نتنياهو يشترط إلقاء حماس سلاحها وخروج قادتها من غزة
  • نتنياهو يطرح شرطين أساسيين لإنهاء الحرب في غزة
  • نتنياهو: مستعدون للحوار لإنهاء الحرب بشرطين.. ولا تراجع عن التهجير
  • الأحد في السعودية عيد وفي مصر متمم رمضان.. فهل يصوم أم يفطر المسافر من الرياض إلى القاهرة؟ دار الإفتاء ترد