أبوظبي – الوطن:

ناقش مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أمس الأربعاء، نتائج دراسة اقتصادية بعنوان: «إدارة الثروات البشرية في عالم مأزوم: كيفية المحافظة على الثروات وتنميتها في ظل التحديات الاقتصادية العالمية»، وذلك على منصة «حديث الاتصال الحكومي»، ضمن فعاليات النسخة الـ 12 من «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2023»، التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في مركز إكسبو الشارقة.

وأوصت الدراسة بضرورة المحافظة على الثروات البشرية في ظل التحديات الاقتصادية العالمية المحتملة، من خلال تعزيز كفاءة الإنفاق العام والخاص في الاقتصاد فيما يوجه للاستثمار في البشر، إلى جانب المراجعة المستمرة لفاعلية الإنفاق العام على التعليم والصحة في الاقتصاد الإماراتي، مؤكدة أن قطاع البنوك وقطاع الصناديق الاجتماعية يلعبان دوراً في تقديم سبل الدعم الطارئة خلال فترات الأزمات.

 

 

تعزيز مؤشرات الاستدامة

وخلصت نتائج الدراسة إلى ضرورة ربط سبل الدعم السريع كافة، المالي والتنظيمي والمؤسسي، بمؤشرات يلتزم بها متلقي الدعم لتعزيز مؤشرات الاستدامة لرأس المال البشري، فضلاً عن أهمية تطوير الإنفاق على رأس المال البشري والتعليم والتدريب والتكيف المهاري، بما يراعي السرعة الفائقة لتطور التكنولوجيا وتدخلاتها في الأنشطة الإنتاجية، مشددة على ضرورة التوسع في سياسات وبرامج توطين التكنولوجيا، لتطوير السياسات التمكينية للثروات البشرية في مواجهة التقلبات الاقتصادية والأزمات الدولية واسعة الانتشار.

 

تكريم «تريندز»

وعلى هامش أعمال المنتدى، كرمسعادة طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، مركز تريندز للبحوث والاستشارات، باعتباره راعياً رسمياً وشريكاً استراتيجياً، وداعماً لرؤية وأهداف المنتدى، الذي يأتي هذا العام تحت شعار: «موارد اليوم.. ثروات الغد»، وتسلم التكريم الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي للمركز، الذي ثمن مساعي المنتدى لاستكشاف سبل استغلال وإدارة الموارد والثروات التي تمتلكها الدول والمجتمعات، وكيفية تحويلها إلى عوامل نجاح وتنمية مستدامة.

 

أزمات اقتصادية عالمية

بدورها، استعرضت موزة المرزوقي رئيسة قسم الدراسات الاقتصادية في «تريندز»، نتائج الدراسة الاقتصادية، التي أعدها قسم الدراسات الاقتصادية في المركز، والتي تمحورت حول مدى تأثر الثروات البشرية بالأزمات الاقتصادية العالمية، والتجارب الدولية المتميزة في إدارة الثروات البشرية، وحالة الاقتصاد الإماراتي وثرواته البشرية، كما تضمنت الدراسة توصيات معززة لآليات المحافظة على الثروات البشرية في ظل التحديات الاقتصادية العالمية المحتملة.

وقالت المرزوقي إن تنوع وتعدد التداعيات التي يعانيها رأس المال البشري أصبحت ذات أهمية خاصة ومتزايدة مع تطور وتعمق وتشابك الأزمات الاقتصادية الدولية، خصوصاً في أعقاب تداعيات أزمة كورونا في العام 2020، وما لحقها من أزمات عالمية في العام 2022 مع اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، وشيوع التضخم والركود والبطالة عالمياً.

 

الثروات البشرية في الإمارات

وأكدت رئيسة قسم الدراسات الاقتصادية في «تريندز»، أن الانتقال من إدارة الثروات البشرية إلى تنميتها قد اكتسب أهمية متزايدة، في ظل تزايد وتشابك الأزمات الاقتصادية الدولية، مبينة أن الاقتصاد الإماراتي أثبت أنه في ظل هذه الأزمات كان على قدر المسؤولية، واستطاع أن يواجه تحدياتها بكفاءة وفاعلية، وكان أيضاً يضع نصب عينيه دائماً قضايا الاستدامة، وما يؤكد ذلك أن العام التالي لانتهاء أزمة كورونا سمي في دولة الإمارات بـ «عام الاستدامة»، فالثروات البشرية في رؤية دولة الإمارات هي وسيلة لهذه الاستدامة وفي الوقت نفسه غايتها النهائية.

 

مراكز الإنذار المبكر

وأشارت المرزوقي إلى أن آليات إدارة الثروات الاقتصادية والمحافظة عليها تتطلب التخطيط المالي ومحاسبة النمو، والاستثمار خالي المخاطر، وضمان انتقال الثروة بين الأجيال، وتعظيم دور الموازنة العامة في إدارة الثروات البشرية، منتقلة إلى سبل الوقاية من تأثير أزمات الاقتصاد العالمي على الثروات البشرية، والتي تشمل تعزيز الدور الحكومي قبل وخلال وبعد الأزمات، وضرورة وجود مراكز الإنذار المبكر للأزمات، والدور المحوري للمنظمات الدولية في الوقاية من الأزمات.

 

تجارب دولية فريدة

وحول التجارب الدولية المتميزة والفريدة في دعم الثروات البشرية، أوضحت موزة المرزوقي أن تجارب الصين وسنغافورة والبرازيل هي الأبرز في هذا المجال، واستخلصت الدراسة منها دروساً عدة، أهمها أن الانفاق على التعليم والتدريب يعد الحصانة الأبرز للثروات البشرية من مخاطر الأزمات الاقتصادية، كما أن زيادة نسبة السكان في سن العمل تزيد من قدرة الاقتصاد على مقاومة الضغوط التي تخلقها الأزمات الدولية، مبينة أن الإنفاق الجاري والاستثماري على الصحة السكانية من قبل الحكومات يعد وسيلة لغاية أشمل، وهي المحافظة على الثروات البشرية عندما تشتد الأزمات العابرة للحدود، كما أن القطاع الخاص الوطني له دور وأهمية قصوى في الوصول إلى مستويات مرتفعة في مؤشرات رأس المال البشري.

 

تأثر قصير الأجل

أما بالنسبة لحالة الاقتصاد الإماراتي وثرواته البشرية، فقالت رئيسة قسم الدراسات الاقتصادية في «تريندز»، إن الدراسة توصلت إلى أن تطوير كفاءة الإنفاق العام على التعليم والصحة في الإمارات كان سبباً في المحافظة على رتبة دولة الإمارات في مؤشرات التنمية البشرية الدولية وساهمت في ترقيتها في عدة تقارير متعاقبة، كما أن تأثر الثروات البشرية في الاقتصاد الإماراتي بالأزمات الاقتصادية الدولية كان قصير الأجل، بينما تنحصر التأثيرات طويلة الأجل للأزمات الاقتصادية على الثروات البشرية في تغير درجة المرونة والاستجابة لهذه الأزمات مع الوقت.

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

دراسة بحثية لـ”تريندز” تناقش أمن العملات المشفرة

 

أبوظبي – الوطن:
سعياً لتعميق الفهم حول التطورات الاقتصادية المعاصرة وتأثيرها على المنطقة، أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات العدد الثامن من سلسلة “اتجاهات اقتصادية” بعنوان “أمن العملات المشفرة: دراسة في المخاطر والتأثيرات والدروس المستفادة من التجربة الخليجية”، لتسليط الضوء على العملات الرقمية المشفرة، التي تعد من أبرز التحديات والفرص التي تواجه الاقتصاد العالمي.
وتستعرض الدراسة، التي أعدها الباحث الإماراتي المتخصص في القضايا الأمنية المعاصرة الدكتور عيسى يونس البلوشي، تأثير العملات الرقمية المشفرة على النظام المالي العالمي، مع التركيز بشكل خاص على التحديات الأمنية والسياسات التنظيمية في دول مجلس التعاون الخليجي والدول ذات الاقتصادات الناشئة.
وتناقش الدراسة مجموعة واسعة من القضايا المرتبطة بالعملات المشفرة، بما في ذلك، الجرائم المرتبطة بالعملات المشفرة، وتستكشف آليات التعامل مع هذه الجرائم وكيفية حماية الأنظمة المالية من الاستغلال، إضافة الى السياسات التنظيمية، حيث حللت تأثير السياسات المختلفة على المستخدمين، سواء أكانوا أفراداً أم صناع قرار على المستوى الوطني.
كما ناقشت الدراسة تأثير العملات المشفرة على المستخدمين من حيث الفوائد والمخاطر التي يتعرض لها المستخدمون نتيجة استخدامهم العملات المشفرة، وتطرقت الى مستقبل العملات الرقمية، مستكشفة دور العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية وآثارها على الاقتصاد العالمي.
وبينت نتائج الدراسة أن العملات المشفرة تقدم بديلاً مبتكراً لوسائل الدفع التقليدية، ولكنها تأتي في ظل تحديات تنظيمية وأمنية كبيرة. وتشدد الدراسة على الحاجة الملحة إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات المتزايدة، وتؤكد أهمية تطوير تشريعات تحمي حقوق المستخدمين وتضمن استقرار النظام المالي.


مقالات مشابهة

  • دراسة بحثية لـ”تريندز” تناقش أمن العملات المشفرة
  • البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4.2% العام المالي الجاري
  • “الموارد البشرية” تختتم ورش عمل تنفيذ إستراتيجية القطاع التعاوني بمشاركة 54 جهة
  • “راديو صوت أميركا”: المؤسسات الاقتصادية مفتاح الاستقرار في ليبيا
  • الصين تتحدى روبوت إيلون ماسك بجيش جديد من الروبوتات البشرية
  • “الموارد البشرية” تختتم ورش عمل تنفيذ إستراتيجية القطاع التعاوني
  • عام مضى.. معلومات الوزراء يستعرض مؤشرات وتقارير المؤسسات الدولية حول أداء الاقتصاد العالمي
  • «معلومات الوزراء» يستعرض مؤشرات المؤسسات الدولية حول أداء الاقتصاد العالمي
  • ظلم وثغرة جديدة في نظام إدارة الموارد البشرية.!
  • مركز “تريندز” للبحوث والاستشارات يناقش أهمية الحوار بين الرؤى